أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رولا حسينات - حكاية من حكايات جحا














المزيد.....

حكاية من حكايات جحا


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 7357 - 2022 / 8 / 31 - 22:23
المحور: كتابات ساخرة
    


يبدو أن القرية التي دخل عليها جحا غائبة عن الوجود أو ربما لم يعرفها أحد من قبل، أو ربما احتاجت لأحد المستكشفين ليدون اسمها على صفحات الكتب، واضعاً اسمه كتذيل بآخر كل حديث عنها. ولكن كل هذا لم يكن ليحدث لهذه القرية ؟! فمواصفات القرية التي دخلها جحا صحيح كما يبدو أنها قرية من حيث البيوت الصغيرة المتقاربة، والشوارع الضيقة وأكوام من القاذورات عند بيت من البيوت دون غيره من البيوتات المتلاصقة، كما يصح الوصف بطريق طويل متعرج يلتف حول عدد من البيوت وينفتح فمه كثعبان عند بيوت أخرى، والحجارة تنبز منه كحبوب بنية وسوداء، غير أن كل هذا وإن كان من مواصفات القرية، ولكن يبقى الجز الأهم، حدج جحا عينيه ليلمح طفلاً أو شيخاً أو امرأة أو رجلاً أو أي أحد...فليكن...فكر جحا وهمهم :... ربما لصا.
استرق السمع من أحد البيوت غير أنه لم يسمع صفير شخير أحدهم، حديثا بين اثنين عن ثالثهم، غيبة لنساء الحي، صراخاً لطفل رضيع، عويلا، نحيبا، ضحكا، جنونا فليكن أي شيء ينبأ بالحياة...
لم يكن من عادة جحا أن ينتظر طيلة النهار ليطعم او ليسقى، فعادات الناس وأهل القرى أن يطعموا غريب ديارهم، ويسقوه ويجعلوا له دارا ولو صغرت ليسكن فيها حتى يرتب أحواله إن طال به المقام، الباب وراء الباب طرق حجا، ونادى عند الشبابيك وطرق الكثيرمنها لكنه لم يصل إلى أن هناك روحا في هذه القرية.
-أربما جاءها عارض فأخذها عن بكرة أبيها...؟أطرق جحا رأسه بالتفكير...ولكن أيكون دون أن يحطم البيوت ويجعل عاليها أسفلها؟...غمغم جحا ونفض الفكرة عن رأسه...ولكن أيكون هؤلاء القوم من الأقوام التي لا تأكل الطعام ولا تشرب الشراب ولا تقضي الحاجات... ولا تبيع ولا تشتري وإنما وتبيع وتشتري الراحة والكسل؟ وماذا عن بهائمها...؟ قالها جحا وهو ينبش بأظافره فروة رأسه...بعد أن رفع عمامته والتي أثقلت رأسه كما أثقلته الكثير من الأسئلة التي لم تعد له جوابا.
انهك التفكير جحا كما أنهكه الجوع وأضرم في قلبه العطش...
- لا سوق، ولا دكان...ولا قن للدجاج ولا سرب من الحمام... تمتم جحا ورمى رأسه ليعد الحصا المتناثرة هنا وهناك حتى وقفت عيناه على خيط طويل...خيط لونه أبيض يسير مع مد البصر، تتبع جحا الخيط ليرى له البداية فلم يجد، فقام من فوره يقتفي أثره لعله يجد النهاية ولعلها تفسر له الكثير مما جهله، وما أصعب أن يجهل المرء كل شيء مما يراه...


يتبع....



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرار إلى النهاية
- قراءة في كتاب الحب وجود والوجود معرفة للكاتب ريبر هبون بقلم ...
- الإصلاح الإداري ج2
- ARV فايروس الإصلاح الإداري
- على مقربة...ج2
- على مقربة...ج1
- المرأة بالألفية الثالثة
- مشروع الطفل العربي
- مشروع ابتكار قطرة مي وزرعة
- شتيات المصاطب
- جحا والبصاصين ومعلم الصبيان ج3
- جحا والبصاصين ومعلم الصبيان ج2
- جحا والبصّاصين ومعلم الصبيان
- المعلم..وعن أيِّ معلم ترانا اليوم سنبحث؟!
- التهرب الضريبي ...أحدث صرعة لتصفية الخلافات على الساحة الأرد ...
- عصرنة الإدارة
- مخبول في قارة الفضوليين
- مكائد قدرية
- هل ستكلف أزمة سد النهضة أبي احمد جائزة نوبل للسلام أم ستكون ...
- الكثير من الحكايا في زمن الكورونا


المزيد.....




- مدينة الورود بالجزائر تحيي تقاليدها القديمة بتنظيم معرض الزه ...
- تداول أنباء عن زواج فنانة لبنانية من ممثل مصري (فيديو)
- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رولا حسينات - حكاية من حكايات جحا