أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - شعر ابن الفارض في ضوء النقد الحديث















المزيد.....

شعر ابن الفارض في ضوء النقد الحديث


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 7356 - 2022 / 8 / 30 - 09:52
المحور: الادب والفن
    


يُعد ابن الفارض(576-632م) بحق شاعر التصوف الإسلامي العربي..ذلك أنه الشاعر المسلم العربي الذي وهب حياته وفنه لمعالجة هذا اللون من الشعر.
ولم يُعرف لابن الفارض من آثار غير ديوانه ،وعليه فهو عمر الشاعر الفني، والديوان في جملته وتفصيله تعبير عن عاطفة واحدة هي الشوق إلي الحقيقة الإلهية المطلقة،وقصائه محاولات نتعددة الوصول إليها والتحقق بها والفناء فيها، سبيل الشاعر إلي هذه الغاية البعيدة هو" الحب الإلهي"
ولديوان ابن الفارض نسخ كثيرة متعددة،منها ماهو مخطوط ومنها ماهو مطبوع،إلا أن هذه النسخ علي كثرتها وتعددها ترجع كلها إلي مصدر واحد أخذت منه..ونسخة أصلية نقلت عنها تلك هي النسخة التي جمعها الشيخ "علي" سبط الشاعر؛ إذ أن عليًا هذا هو أول من جمع ديوان جده
وفي العصر الحديث تأتي دراسة الدكتور عبد الخالق محمود لدراسة ابن الفارض دراسة في ضوء النقد الأدبي الحديث ليجمع بذلك بين إحياء التراث وبعثه وبين إلقاء الأضواء وفيرة عليه من وجهة نظر حديثة ومعاصرة، تبغي الكشف عن أصالته وبيان مقوماته الفنية بالقدر التي تكشف به عن أصالته كتراث روحي له قيمته الفكرية.
ولقد انقسمت هذه الدراسة إلي بابين أساسيين تتبعها خاتمة تجمل أهم ما اهتدي بالباحث إليه.
الباب الأول:" الشاعر وديوانه" ،وانقسم بدوره إلي فصلين.الفصل الأول: عرض فيه الباحث لحياة ابن الفارض وعصره وثقافته، مبينًا أنه عاش فيما بين القرن السادس وبداية السابع الهجري،وفيه انتقلت مصر من حكم الفاطميين إلي حكم الأيوبيينن فمعها مذهب أهل السنة الذي أحياه صلاح الدين الأيوبي،وتبعه في ذلك ملوك بني أيوب من بعده
والفصل الثاني: وعرض فيه الكاتب لديوان ابن الفارض،مبينًا أنه الأثر الوحيد الذي أبدعه الشاعر وأودع فيه تجربته الروحية الفذة،وعرض لجمعه وترتيبه وأثبت ثبتًا لجميع نسخه المخطوطة ثم المنهج الذي نهجه في التحقيق وتعريفًا مفصلًا بالنسخ الست التي قام عليها التحقيق،والرمز الذي رمز به لكل منها.
والباب الثاني:"شعر ابن الفارض في ضوء النقد الأدبي الحديث" وانقسم الباب إلي ثلاثة فصول..الفصل الأول: ابن الفارض "صوفيًا"،وقام بنيان هذا الفصل – في محاولة للكشف عن الأفكار التي عالجها ابن الفارض في ديوانه-معتمدًا بالدرجة الأولي علي شروح الشراح وكلهم من الصوفية..بدأه بدراسة مذهب ابن الفارض الصوفي،وانتهي إلي أنه ولئن كان مذهبه في الحب الإلهي "مذهبًا إسلاميًا" في جوهرة إلا أن ذلك لا يتعارض مع القول بتأثير نظرية "الحب الإلهي" بعامة بالعديد من النظريات غير الإسلامية، ولتكن النتيجة في نهاية الأمر مجموعة من النظريات في "الحب الإلهي"،وليس نظرية واحدة، وعرض وحدته علي أفكار عصره. كالحلول" و"الاتحاد" و"وحدة الوجود"
وخلص إلي أن وحدة ابن الفارض كانت "وحدة شهود"..ثم عرض لفكرة "الحقيقة المحمدية"التي يقترب ابن الفارض بقصوره لها اقترابًا كبيرًا من النظريات الصوفية المعاصرة له.
أما عن وحدة الأديان" فإن ابن الفارض ينظر إليها علي أنها متباينة في ظاهرها..أما من حيث حقيقتها فلا تباين ولا اختلاف ..وينتهي هذا الفصل بعرض فكرة ابن الفارض عن "وحدة المعرفة" التي يقرر فيها أن النفس مصدر المعرفة ، وأن هذه المعرفة قد طبعت فيها منذ الأزل وقبل اتصالها بالبدن..ولكي يصل الشالك إلي إدراك هذه المعرفة والمجاهدات لتصفو نفسه من كدرها..فتعود المعارف منتشية علي صفحتها وتتلقي العلم الإلهي علي سبيل المكاشفة.
والفصل الثاني: ابن الفارض"شاعرا"، ويثبت فيه الباحث بالدراسة أن الديوان "ترجمة ذاتية" لابن الفارض ومحصلة لتجربته الصوفية الفائقة، ثم جاء ترتيب قصائد الديوان ترتيبًا نفسيًا يتسق وطبيعة التجربة الصوفية,, وانتهي الفصل بإخراج بعض قصائد الديوان عن دائرة نسبتها إلي الشاعر.
والفصل الثالث:"القيمة الأدبية لشعر بأن الفارض" ويتناول الباحث فيه بالدراسة خمس نقاط هي:
اولًا" "علاقة الشكل بالمضكون، تلك العلاقة التي تشكل في الشعر الصوفي بعامة- وفي شعر ابن الفارض بخاصة- قضية تُعد من أخطر قضايا النقد الأدبي الحديث الحديث.زذلك انه يستحيل فصل الشكل عن المضمون في هذا الشعر فليس فيه مقابلًا أو رداء يلبسه المضمون بل هو المضمون نفسه
ثانيًا: "الرمز" لجأ ابن الفارض إلي الرمز ليجبر قصور اللغة العادية الصريحة الدلالة وعجزها عن التعبير عن خفايا النفس واهتزازات الوجدان ،ولقد أبرزت الدراسة أوجه شبه كثيرة- تلفت قويصا- بين خصائص المدرسة الرمزية- الفرنسية بوجه خاص- وبين تلك التي صبغت شعر ابن الفارض.
ثالثًا:"الخيال"..كان علي الباحث وهو يدرس مفهوم "الخيال"عند ابن الفارض من خلال شراحه الذين هم في الوقت نفسه تلامذة ابن عربي وأفكاره عن الخيال..وكان عليه ان يستحضر آراء ابن عربي وأفكاره عن الخيال..وكان عليه كذلك أن يظل علي ذكر حقيقة هامة هي أن ابن الفارض قد حصر فكرته عن الخيال-طبيعة ووظيفة- وقصرها علي مجال"الحب الإلهي"فليس للخيال عند ابن الفارض الشاعر نظري أدبية مجردة بل هو بعد من هذا بكثير أنه الوسيط الوحيد الذي يصل بابن الفارض إلي غايته البعيدة المنال إلي معرفة الله الحق وحبه، ومن ثم الاتصال به فالفناء فيه.
رابعًا:"الصورة الفنية"..فلا يمكن لأي مفهوم عن الصورة الفنية أن يقوم إلا علي أساس مكين من مفهوم الخيال الشعري نفسه؛إذ الخيال هو الرحم- العائل الوحيد- الذي تتخلق فيه الصورة الفنية وتتولد.
وقد تناولت الدراسة بالتحليل ثلاث صور،وهي:-
صورة:النحول والضني
صورة:الطيف وخياله
صورة: البكاء والسهاد
رابعًا:الخصائص الفنية لشعر ابن الفارض..وقد حاول الباحث في هذا الفصل الأخير من الدراسة أن يبرز أهم ما تميز به شعر ابن الفارض من خصائص، فدرس أولًا:" العنصر الموسيقي"،محاولًا البحث في شعر ابن الفارض عن إجابة لسؤال مطروح هو:كيف يخلق الشاعر صوره الموسيقية التي تنقل أولًا وقبل كل شيء حالته الشعورية؟ ثم توقف ثانيًا مع ابن الفارض وهو يصطنع "القصة الشعرية" إطارًا لأطول قصائد ديوانه علي الإطلاق- 761 بيت! وهي قصيدته"نظم السلوك".. وأخيرًا أثبت مالثقافة ابن الفارض الإسلامية الكبيرة من أثر واضح في أسلوبه مكنه من التعبير عن تجربته الفريدة فجاء معجمًا غاصًا بالكثير من الإشارات: الدينية والادبية والنحوية واللغوية..مستلهمًا احداث التاريخ الإسلامي وسيره،متمثلًا بالقرآن نصه وقصصه، فاقهًا الحديث النبوي متنه ومعناه،حافلًا إلي أبعد الحدود بالمصطلحات الصوفية الرامزة التي جمعها في فهرس خاص بها مع بقية فهارس الديوان.
وبهذا التناول لشعر بأن الفارض في ضوء النقد الأدبي الحديث، يمكن القول بقيمة الديوان الأدبية وبأصالة مبدعه الذي اشتركت في تكوينه بيئات ثلاث: الشام وإليها يرتد أصله،والحجاز وفيها فتجه وكشفه واليها حنينه وشوقه،ومصر وفيها مقامه وسياحاته ومجاهدته.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلم المصري الواقع والآفاق لوليد سيف
- روضة المدارس
- سينما المشااعر الجميلة
- دراسات في الرواية الإنجليزية
- دراسات في الأدب الصومالي
- روافد القوة الناعة المصرية- البحيرة في القرن العشرين
- من رائدات المسرح المصري
- دراسات المستشرقين حول صحة الشعر الجاهلي
- الشعر في ظلال المناذرة والغساسنة للدكتور عمر شرف الدين
- خيال الظل والعرائس في العالم
- حول الفكرة العربية في مصر- دراسة في تاريخ الفكر السياسي المص ...
- مقاهي الحرافيش
- حكاية كوبري عباس
- حكاية غزو مصر في العصور القديمة-الدكتورة صدقة موسي علي
- حكاية حي مصر القديمة لخالد أبو الروس
- حكاية جلاد دنشواي
- حكاية الصحافة والحركة الوطنية ( 1925- 1952)
- حكاية حسن طوبار: صفحة من النضال الوطني
- حكاية مصرع مأمور البداري
- حكاية ركوع لويس التاسع علي أبواب المنصورة


المزيد.....




- مــوقع وزارة التعليم العالي لـ نتائج المفاضلة سوريا 2024 moh ...
- وصفها بالليلة -الأكثر جنوناً- في حياته.. مغني أمريكي قطع حفل ...
- إختتام مهرجان قادة النصر الأدبي والفني والإعلامي الرابع في ب ...
- صربيا.. قبر تيتو في قلب الجدل حول إرث يوغوسلافيا
- بغداد العريقة.. جهود لإزالة الغبار عن قلب المدينة التاريخي
- صورة لفنان عربي مع مدون إسرائيلى تثير جدلا
- مسرحي أنباري: إهمال الجانب الفني بالمحافظة يعيق الحركة الإبد ...
- الأفئدة المهاجرة التي أشعل طوفان الأقصى حنينها إلى جذورها
- بعد رحلة علاج طويلة.. عبدالله الرويشد يعود إلى الكويت الأسبو ...
- قطر.. افتتاح مركز لتعليم اللغة الروسية في الدوحة


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - شعر ابن الفارض في ضوء النقد الحديث