أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - على ضفاف الليل ..














المزيد.....

على ضفاف الليل ..


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1686 - 2006 / 9 / 27 - 11:57
المحور: الادب والفن
    


على ضفاف الليل ..
يأتيني طائر الخريف
ينقر قفص الفكر المسجون
في ليالي تشرين المقمرة المضيئة أحيانا ,
والغائمة أحيانا أخرى .
الصيف .. والبحر .. والعمل
أرهق الجسد .. والفكر , فاستراح
وراح يقرأ ويقرأ , ليغفو
ليغفو على بساط ورق الخريف الأرجواني
المزركش .

خفنا أن نصاب بالبلادة والكسل ,
ويهاجمنا الخمول .
خفت حقّا , ألاّ أمسك القلم ثانية ,
فهو الفرح
والفرح نادر لدينا
" لا وقت للفرح في المنفى " . .؟

يأتي الليل
والليل مبارك لديّ ,
يهرب النوم
يختبئ وراء الوسادة ,
أو خلف الزمن الذي مضى
دون معنى .. أو .. دون إفادة .

لا أدري ما الذي يكوّمني أمام المصباح
لأمسح الجرح عن النافذة
التي أرى منها الوطن الجريح
المقيّد بألف قيد وقيد ..؟

ينطلق الفكر إلى الفضاء
يغادرني بعيدا
كالعصفور الهارب من سجنه
إلى سماء الكون الرحب .
يحطّ هنا .. وهناك , بحريّة
على موسيقى الشطاّن ..

لابأس ,
فالليل طويل .. وعميق
والغربة كذلك ,
ممتدّة في هذا الزمن الردئ
إلى ما لانهاية ...
فانطلق أيها الخيال والشعور
إلى أي مكان تحبّ وتريد .

أشعر بأن رأسي فارغ
والأفكار قد هربت لترحل .. تطوف
تطوف .. تسبح
في رحلة أرضية , سماوية , سحرية
أشعر بالتفتّح .. والإشراق في ذهني ,
الاّن –
أرى حقولا من براعم الزهور
والنباتات والأعشاب
بدأت تتفتّح بكل لون .. ورائحة , وعبير .
أشمّ رائحة تنبعث من أقصى سهول الصين
وحدائق اليابان , وبهارات جزر الهند الشرقية
معطرّة بالشاي .. والأناناس
وجوز الهند ,
إلى مراعي الأرجنتين .. تفوح منها
عبق الكروم والموز , ونبات المتّى
وقهوة البرازيل السمراء .
يا لها من مساحة مترامية
تلعب فيها طيور الحريّة
القادمة من ثلج ( البلطيق ) ..
إلى غابات خطّ الإستواء
وسواحل أفريقيا الثائرة
والشعوب الجائعة .
تعبر المدارات كلّها
تنتقل من شجرة الجوز
إلى زهور الأويا الخريفية ,
تحدّت برد بولونيا القارص
لتقول , لتهمس , لتكتب كلمة
كلمة على ورقة الكستناء
حبّا للوطن
وعشقا للأرض
وقطرة ندى .. لبردى .. والعاصي معا
تصل المتوسّط .. وسواحله المعتدلة ,
تفرفط حروفها زيتونة معمّرة
في بلاد الشام
وفلسطيننا العريقة
وقدسنا المضيئة
بقباب الكنائس , والمساجد .

هي نكهة الأرض الطاهرة المقدّسة
وليمونها العطّر
الذي ينادينا في صمت الليالي
يجذبنا إلى ساحة الصراع المركزية
وثقل القرارات المصيرية
وضغط القضيّة ,
ينتشر في الأجواء الفسيحة البيضاء
فتنقلها رياح الخريف
إلى كلّ الجهات .........

محظوظ ذلك الإنسان الذي لاينام ,
ليعبر الكون .. الأرض .. القارّات .. الحدود .. النجوم
والمجرّات
ويدخل إلى عالمنا البعيد –
ونستفيق
نستفيق بجنون
بفرح وعشق
نستقبلها
لنشمّ رائحة الوطن
في ذرّات الهواء المندّى
فينتعش القلب
والقلم .. والخيال .

ويأتي ليل اّخر
ونهار اّخر .. وليل ..
لنسبح في جمال .. في عالم الليل المضئ
بزهور بلادي
ونجوم سمائها ( التشرينيّة ) الصافية
البعيدة عن أوساخ العالم السوداء ,
بيضاء , كثوب عروس ريفيّة ,
من وطن الحنّاء .. والمواويل .. والعتابا
والمهرجان .. والدبكة وسيف الترس ,
وطن الزجل و القدود والمقامات
والقصيد والناي والموشّحات
وطن الزاف والرقص والغناء .


فاكتبي يا ريشتي حتى الصباح
يقولون : " العمل في الليل بركة " ,
وأنا اقول :
الكتابة للوطن بركة
الكتابة لك يا وطني بركة وخير وزاد
الكتابة لك بركة .. ونعمة ,
تحميني من الوحدة , وصقيع العالم المتعفّن
وتمزّق العلاقات الإنسانيّة العصرية ,
العلاقات الباهتة , الباردة , إلا من الغاية !؟
تحميني من أرق المنافي المستطيلة ,
تشفيني من المرض , والوجع المزمن
في خارطة جسدي المقاتل
بالصمت .. والصلاة .. والحرف
في وجه أنياب العالم الذرّي ..!؟

فهذا الحائط الذي أتكئ عليه
يشعرني بالحبّ والأمان والإمتلاء .. والكنز ,
الكنز الذي لا يفنى
فأنت الكنز يا وطني
والكنز منك .. وإليك
يا من نحنّ ونشتاق
أن نغرف من كنز شعبك
أرضك الذهبية التي لا تنضب
كيف هذا ..؟
كيف هذا يا وطني
نعم نعم .. أنت كلّ ذلك
يا رمال عرق الحفاة .. والعمّال
وسهول الفلاّحين الكادحين
وورود دم الشهداء
وبوادي تحدّي الفرسان
وجبال الشرفاء الصامدين
وقلاع الأحرار
وشوارع المناضلين ...! ؟ 1997



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي . من هو المنتصر في لبنان ؟
- عفاك الله يا ميّ شدياق .. الكلمة القائمة من الموت هي الأقوى
- بماذا نحارب الطغيان ..؟
- رسائل للوطن .. لا أخاف الكبر ..!؟
- مصر تشيّد الهرم الجديد .. للأديب الكبير : نجيب محفوظ
- لصيدنايا الصباح .. وتنمو زهرات الطحالب
- سلاما لك يا وطني . مع الفجر .. مع الصباح تأتي الولادات
- الرؤية اللينينيّة المبكّرة حول قضيّة عبوديّة المرأة في الإقت ...
- التضامن مع إخوتنا الصابئة - المندائيّين - , واجب إنساني ووطن ...
- شهراّ .. ولبنان يرزح تحت ضربات الوحش الأمريكي الصهيوني . إرف ...
- - قانا .. جوكندة لبنان - - قانا الأولى والثانية أبشع جرائم إ ...
- صيف لبنان الدامي .. ؟ - نيّال الذي له مرقد عنز في جبل لبنان ...
- ستبقى حبيبي يا تراب الجنوب
- مزهرية
- هل قارة العرب بيداء جوفاء .. وأمبراطوريّة العقل مصادرة ؟
- المدلّلة ... ؟
- الصراع بين ثقافة الحياة والموت
- من الرائدات .. السيّدة هدى شعراوي - القسم الرابع والأخير .
- من الرائدات .. السيّدة هدى الشعراوي . 3
- العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع .


المزيد.....




- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - على ضفاف الليل ..