أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - لماذا قتلوا سقراط الحكيم؟ و من يقتل الفلاسفة دائماً؟














المزيد.....

لماذا قتلوا سقراط الحكيم؟ و من يقتل الفلاسفة دائماً؟


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7342 - 2022 / 8 / 16 - 21:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لماذا قتلوا سقراط الحكيم ؟
و مَنْ يقتل الفلاسفة دائمأً ؟
في يوم 15 فبراير عام 399 ق.م، صدر حكم الأعدام بحق أعظم عقلية على الأطلاق بعد الرسل و الأمام عليّ عليهم السلام وذلك بعدما عجزت حكومة الطغاة في أثينا من ثني سقراط عن موقفه المعادي للظلم فأصدروا حكم إعدام ظالم بحق معلم سلاميز .. بل معلم القرون لأنكاره الظلم و سعيه لتطبيق العدالة .. بتفهيمها للناس الذين كانوا يعيشون الطبقية و الفقر بأتعس صورة فطبقة الملوك على حدة ثم طبقة البلاط و النبلاء ثم الإرستقراطين و هكذا ..
لقد ورد في كتاب "أوروبا تاريخ وجيز" تأليف جون هيرست :
[ بإن عملية الإعدام في ذلك الوقت في أثينيا كانت تقام سريعا في المعتاد، لكن إعدام سقراط أجل بسبب أعياد دينية، و كان يمكنه أن يهرب بحسب تجارب سابقة تمت خلالها تهريب الكثير من المصلحين و الفلاسفة بعد صدور حكم الأعدام بحقهم، حتى السلطات نفسها كانت تتمنى أن يهرب للتخلص من تبعات ذلك الأعدام الجائر بل إن أصدقائه و طلابه خططوا لتهريبه ، لكنه رفض ذلك و حين سألوه عن السبب قال: (أنا صاحب موقف و لو هربت فأن ذلك يؤثر سلباً على عقيدتي)].
لقد كان يكرر دائما ما قاله الأنبياء و المرسلون:
[لماذا التمادى في التمسك بالحياة، إذا لم أكن سأعيش للأبد؟].
وبحسب عدد من الدراسات الأخرى فإن وسائل هروب سقراط من سجنه قبل تنفيذ حكم الإعدام كانت متيسرة بل تم تحديد حتى ساعة الهروب بعد الأتفاق مع رئيس السجانين وقتها، حيث قدّم تابعيه رشوة لرئيس حراس السجن، لكنه رفض ذلك لإعتقاده بأنه يخالف مدعياته الفلسفية الخالدة.
ويذكر جون هيرست في كتابه آلآنف طريقة إعدام سقراط بشرب السم المستخرج من نبات الشوكران، و رغم إصرار و رجاء تلامذته لأن يؤخر شرب السم لأنقاذه، إذ كان عليه شرب السم في صباح اليوم بعد طلوع الفجر، لكنه أكد أنه سيشعر بالمهانة أمام نفسه إذا تمسك بالحياة، وأخذ السم بكل هدوء، وبلا أي علامة خوف أو وجل رغم صعوبة استساغته قائلا:
[إن هذا السم يقتل سريعا].
و الشوكران من الفصائل النباتية شديدة السمية و تنمو في أجواء معتدلة و باردة، ويمكن تمييزه بالزهور البيضاء و الخضراء التي يحملها وتبدو في شكل مظلة، ويعد من أشد النباتات السامة في شمال أميركا، ويوجد السم في كافة أجزائه لكن عادة ما يتركز في الجذور التي يتم طحنها لإستخراج مادتها السامة، و من الأعراض التي يسببها: الغثيان، القيء، آلام المعدة، الارتعاش والارتباك حتى الوفاة بسبب فشل جهاز التنفس في القيام بدوره أو الارتجاف البطيني بالقلب وذلك خلال بضع ساعات من هضم السم.
والجدير ذكره أن القانون الروماني أنذاك كان يسمح لكل محكوم بآلأعدام أن يختار شخصاً يقضي معه ليلته الأخيرة ؛ و عادّة ما كان المعدومين يختارون إما والديهم أو زوجاتهم أو إبنائهم ؛ لكن سقراط هو الوحيد الذي إختار أحد تلامذته لذلك و سامره طوال الليل و هو يُعلّمه وصاياه الأخيرة طالباً منه بشكل خاص إيصال رسالته للناس و إبتكار الطرق الكفيلة لتحقيق ذلك لنجاتهم من العبودية و تخليصهم من الرضوخ للطغاة .. و هكذا هم الفلاسفة كما الأنبياء و المقرّبون يُؤثرون على أنفسهم و لو كانت بهم خصاصة و لا يُفكّرون بأنفسهم و بعوائلهم فقط كما هو حال العموم .. بل لأنسانيّتهم يُفكرون بنجاه العالم كلّه .. و هذا هو الفرق بين الفيلسوف خصوصا الحكيم و بين الطغاة و رؤوساء و أعضاء الأحزاب و مرتزقتهم الذين يُحدّدون علاقاتهم على أساس المنفعة و الدولار .
و هكذا تمّ إعدام ذلك الفيلسوف العظيم كما معظم الفلاسفة عبر التأريخ ؛ لانهم سعوا لبناء الفكر و بيان معنى الحرية و الكرامة بعكس الحكومات و ا لاحزاب التي تسعى و تجاهد لبناء الأجسام و الجيوش و الحراس الأشداء و جمع الأموال بكل الوسائل الممكنة للدفاع عن عروشهم و رواتبهم المبنية على دماء و حقوق الفقراء ..
لهذا فأن أيّة حكومة أو حزب أو جماعة سياسية لا تحترم المفكرين ولا تُعظّم الفلاسفة و تسعى لتضيق الخناق عليهم و قتلهم و تشريدهم و عدم فسح المجال أمامهم؛ لهي حكومات و أحزاب فاسدة تريد الباطل و نهب الناس بنشر الجهل و منع المعرفة عنهم ..
و إنا لله و إنا إليه راجعون ..
حكمة كونية: [مَنْ يغتني من وراء الدين و السياسة فاسد].
العارف الحكيم عزيز حميد مجيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهم نتيجة لهذا المقال :
أيها الأخوة الأعزاء ألتواقين للفكر و الحرية و الكرامة و المبادئ الكونية العزيزية ؛ إنظروا و دقّقوا و تأمّلوا دساتير و قوانين جميع الحكومات و الأنظمة في العالم و الأحزاب التي تُنفّذها تحت أيّ مسميّات إسلاميّة ؛ ملكيّة ؛ ديمقراطيّة ؛ أميرية ؛ ليبرالية ؛ جمهوريّة ؛ فلكيّة وووو غيرها؛ ترى بوضوح أنّ جميعها لا تريد و لا تُقرّب و لا تُكرّم الفيلسوف الحقيقيّ الذي له نظريّة حقّه بخصوص الحقوق الطبيعية و الحرية و حفظ الكرامة قبل أي شيئ .. و السبب واضح لو أردتم معرفته, و هو : أن الفيلسوف لا يُساوم على الكرامة و الحقّ مهما كلف الأمر حتى لو كان على شهادته .. بعكس باقي الناس للأسف بمن فيهم بعض المثقفين و الأعلاميون و الموظفين و أساتذة الجامعة و الطبقات الحزبية و النفعيّة في السوق و غيرهم و معهم الجهلاء طبعأً الهاتفين لكل من هب و دبّ [بآلروح ؛ بآلدم نفديك يا هو آلجان]المهم إصرف لنا راتباً بأي ثمن و كيفما كان, و هؤلاء لا يعيرون أهمية للكرامة و القيم .. و لا يعرفون معناها .. بل و يبيعون القيم و الكرامة و الحرية لمجرد راتب أو منصب .. لهذا يتمّ بآلمقابل قتل الفلاسفة و إبعادهم و محاصرتهم حتى على لقمة الخبز كي لا يتمكنوا من إيصال رسالتهم للناس فيضطر للتغرب و التشرّد و مواجهة آلموت و البعد عن الأهل و الأوطان ليخلوا الجو للأحزاب و الحكومات لإدامة آلتسلط لسنّ القوانين بحسب مقاسات جيوبهم و منافعهم و مرتزقتهم ..



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلول المستعصية
- مِنْ يُقوّم الفاسدين؟
- ألمنبر و آلدعوة لله أو لصاحبه؟
- فلسفة الثورة الحسينية :
- ألموقف الأخير :
- كيف الخلاص من المحنة الجارية ؟
- لماذا يُعادي السياسيون ألفكر؟
- لماذا يُعادي السياسيون ألفكر!؟
- تعقيباً على البيان الأطاريّ:
- إنتخبوا إمّا جهنّم أو جهنّم!
- أغرب ما قاله السياسيون العراقيين:
- فلسفة الحياة عند فان كوخ :
- هل من مسؤول شريف !؟
- مكرمات أم هرطقات!؟
- ألأمة التي تقرأ لا تستعبد :
- ألعالم لا ينقصه سوى الوعيّ!
- أكبر محنة في مستقبل العراق:
- ألباحثون عن ألكرامة :
- لماذا وجب إقامة المنتديات ألفكرية؟
- معالم المرحلة الجديدة :


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - لماذا قتلوا سقراط الحكيم؟ و من يقتل الفلاسفة دائماً؟