أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - تصحيحا للتاريخ وإنصافا لليسار التونسي وبورقيبه















المزيد.....

تصحيحا للتاريخ وإنصافا لليسار التونسي وبورقيبه


سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 7342 - 2022 / 8 / 16 - 17:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصحيحا للتاريخ وإنصافا لليسار التونسي وبورقيبه:

نعم اليسار الوطني الذي عارض بورقيبه وبن علي وقاوم وسجن وسحل في العهدين واغتيل في عهد ثورة الأنذال الاخوان(شكري بالعيد مثال)،هذا اليسار المظلوم يدفعه الاخوان ورئيس الصدفة الفيسبوكيه وزمرتهم المحاطه بالسواقط والمعاقين عقليا والفقراء ثقافيا الى أن يكون،إما نسيا منسيا من تاريخ تونس المعاصر أو جزءا من البورقيبيه لزجه في أخطاء العهد السابق.
صحيح أن اليسار العقلاني تجبره الضرورة الموضوعيه للدفاع عن حداثة بورقيبه وعن مجلة الأحوال الشخصيه التي سجلت باسمه كرئيس دوله تجرأ وفرضها في محيط عربي واقليمي رجعي متخلف،لكن لليسار تاريخ وثقافة مستقله بذاتها.
هذا الاستقطاب الثنائي الحالي بين الدستوريين البورقيبيين من جهة والاخوان وما شابههم من محافظين كقيس سعيد من جهة ثانيه برز بحدة في السياسه وخاصة حول قضية تحرر المرأه والدفاع عن مكاسبها ومن الطبيعي أن يستلهم كل طرف مؤيدات تموقعه من تاريخ الحركه الوطنيه والنسويه خاصة ليقرأ تاريخها من منظوره فيغييّب ما يريد ويبرز ما يريد وبعض الوقحين لا يجد حرجا في التزييف.
لهذا السبب ولما تقدم وضعنا العنوان انصافا لليسار ولبورقيبه،حتى نعطي لكل ذي حق حقه.

عيد المرأة 13 أوت:

هذه الذكرى المستنيره في تاريخ تونس التي صدرت فيها مجلة الأحوال الشخصيه في مثل هذا اليوم من سنة 1956، كانت فريده في ثوريتها آنذاك في محيط عربي اسلامي رجعي متخلف ومازال الى اليوم، ومثلت قفزة نوعيه للمرأة التونسيه حسبت للرئيس الحبيب بورقيبه وتحولت لبذرة وقدوة في دول العالم الثالث الخارج لتوه من الاستعمار.
مرة أخرى يعود السجال حول تحرر المرأة بين الفكر البورقيبي والفكر الرجعي المحافظ، لكن وللأسف يعود هذا السجال في غياب أحد أقطابه الفاعلين تاريخيا ونقصد قوى اليسار التونسي كما سنرى لاحقا.
استمعت وكررت الاستماع لخطاب السيده حرم رئيس الجمهوريه بمناسبة عيد المرأه في معهد نهج الباشا بالمدينه العتيقه ولنا في الأمر رأي وإن:

اختيار مكان الاحتفاء بالمرأه في معهد نهج الباشا،فيه إيحاء للقفز عن حقبه تاريخيه وعن جيل وثقافة (نحن أبناءها وأحفادها) وهي مدرسة المصلحين الذين قاوموا المستعمر وأهمهم محمد علي الحامي والطاهر الحداد والدستوريين وعلى رأسهم بورقيبه.
إن الإيحاء المكازماني الذي أرسلته حرم رئيس الجمهوريه واضح في رسالته ومفاده وهدفه القفز عن حقبة ثقافيه تنويريه قاومت الاستعمار وبنت الدوله الوطنيه والعودة لما قبلها باستثمار فراغات لتصنّع تاريخ وهمي مزيف لمن لا تاريخ له.
نتمنى أن تكون القاضيه زوجة الرئيس التي درست الحقوق في مدرسه الاستقلال جاهله بالتاريخ وليست متحيله متعمده للتزييف والإساءه لمدرستها وحاضنتها وأساتذتها،لأن معهد نهج الباشا الذي اوحت في خطابها أنه أسس لتحرر المرأه وتعليمها بعثته زوجة المقيم العام الفرنسي روني ميي(Louise-René-Milletهو اسم زوجة المقيم العام)، المعهد في بدايته كان مدرسة فرنسية صغيره لتعليم البنات وتحول سنة 1911 للمعهد الذي نعرفه الى اليوم ولم يكن أبدا هدفه تنوير بنات الشعب التونسي وتعليمهن وتحريرهن، بل كان لتعليم بنات البرجوازيه وطبقة البايات الحاكمه والشرائح الميسوره العميله للاستعمار لضمان ديمومة هيمنة ثقافة المستعمر الفرنسي ودعمه بنخب نسويه، ولا تخجل حرم الرئيس في استحضار تاريخ المستعمر و تتجاهل أعلام الفكر والتحرر مثل الطاهر الحداد والحبيب بورقيبه وتقحم عمدا المؤرخ حسن حسني عبدالوهاب الذي لم يتعدى دوره السرديات لتأثيث مداخلتها ثم تذيل سرديتها المزيفه بأن البنات يواصلن تعليمهن في الخارج بعد هذا المعهد المتفرنس.
‏كررت السيده حرم الرئيس لمرتين الحديث في خطابها الهجين عن الحركه التحرريه النسويه في النصف الأول من القرن الماضي لتتعمد القفز عن النصف الثاني من نفس القرن الذي نالت فيه تونس استقلالها وصدرت فيه مجلة الأحوال الشخصيه وتمكنت فيه المرأة التونسيه من عديد المكاسب فعلا لا قولا، مثل التعليم الذي أصبح اجباريا وحق الانتخاب وحق العمل لتختم خطابها الملغوم بأخلاقيات دعويه مبهمه مثل رفض التمييز الجنسي ودعم دور المرأة في الأسرة والمجتمع وهذا يحيلنا للباطن الاخواني المتعمد الذي هدفه اقصاء المرأة من كل ماهو شأن اقتصادي وسياسي.

اليسار مؤسس للتحرر الوطني والاجتماعي:

الحزب الدستوري الذي تأسس سنة 1920 لم يكن إلا حزبا محافظا أقرب الى الرجعية إزاء جوهر تحرر المرأة والمجتمع، فرغم تباينه سياسيا مع باقي الطيف المحافظ الموالي لحكم البايات وسلطة الاستعمار،كان زعيمه عبدالعزيز الثعالبي ذو نزعه تقليديه ترتكز على الهويه العربيه الاسلاميه البعيده عن التحرر الطبقي والاجتماعي،الى أن دخل الاقتصادي اليساري محمد علي الحامي على خط المواجهه مع الاستعمار وأحدث انشقاقا جذريا في الساحه السياسيه كمن رمى حجرا في بركة ساكنه،بداية بتأسيس جامعة عموم العمله التونسيين النقابيه سنة 1924 والتمرد على النقابات الفرنسيه وأحزابها ما أوجد مزاوجه بين النضال الطبقي والوطني والذي انعكس مباشرة على الثقافه والآداب والسياسه وأحدث ارهاصات تنويريه حداثيه لدى النخب الطلابيه الشابه سواءا القادمه من الخارج أو داخل المدارس الزيتونيه فعلت الأصوات الحداثيه في كل أوجه الحياة، نذكر منها صوت الشاعر الثائر ابو القاسم الشابي الذي لو قدر له طول العمر لكان من رواد الشعر الحديث المتمرد عن القوالب القديمه،كذلك المناضله اليساريه حبيبه منشاري التي صادمت وصدعت برأيها وطالبت علنا برفض الحجاب وتحرير المرأة من عبودية الرجل وتقنين تعدد الزوجات وتمرّد المفكر الزيتوني الطاهر الحداد عن دكاكين جامع الزيتونه...(انظر فيلم ثلاثون للمخرج فاضل الجزيري سنه2007 الذي يوثق لتلك اللحظه التحرريه باستحضار أبطالها محمد علي الحامي والطاهر الحداد وأبو القاسم الشابي وحبيبه المنشاري).
عندما ظهر كتاب الطاهر الحداد امرأتنا في الشريعه والمجتمع ودشن المسيرة الفكريه للدفاع عن المرأة، أحدث الكتاب زلزالا داخل جبهة القوى الرجعيه التي اتحدت واستنجدت بالمستعمر ورغم أن الطاهر الحداد شيخا زيتونيا ومنتمي للحزب الدستوري،لكن هذا الحزب خذله وخيّر الهدنة مع مرجعيته الدينيه المحافظه ولم يدافع عن فكر الحداد وتركه فريسة للقوى الرجعيه والاستعماريه الى أن توفي كمدا.لكن رغم وفاته ووفاة رفيقه الشاعر الكبير ابو القاسم الشابي واعتزال المناضله حبيبه الشارني وحصارها ونفي محمد علي الحامي وتشتت أنصارهم ومناضلي ومناضلات تلك الفتره،رغم هذا لم تذهب تضحياتهم سدى ولم ينطفئ نور فكرهم، فقد تمكن من النفاذ والتأثير في عديد الأحزاب والنخب السياسيه والنقابيه وبرز بورقيبه ورفاقه المتشبعين بثقافة التنوير للثورة الفرنسيه ليحدث الانقلاب بظهورالحزب الدستوري الحر الجديد كحزب ليبرالي حداثي على أنقاض فكر الحزب الدستوري القديم سنة 1934ولم يمضي عقد حتى بدأ تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل سنة 1946 بقيادة الشهيد فرحات حشاد لاستكمال مشروع المناضل اليساري المظلوم محمد علي الحامي ورفاقه.

المؤتمر الخامس للحزب الحر الدستوري:
(نوفمبر 1955)

لم تأتي سنة 1955 إلا وتربع الحزب الدستوري على قيادة الحركه الوطنيه وأصبح شبه جبهة وطنيه عريضه ضمت لصفوفها كل المنظمات الشعبيه والمهنيه والنخب المثقفه وظهرت ارهاصات انهيار المشروع الاستعماري خاصة بعد هزيمة الجيش الفرنسي في معركة ديان بيان فو في فيتنام وانطلاق الثورة الجزائرية المسلحه سنة 1954،هذا الوضع الجديد للصراع مع المستعمر،انعكس مباشرة داخل الحزب الدستوري،لينطلق صراعا بين قطبين عن ماهية الاستقلال القادم والدوله المنشوده.
الصراع بين بورقيبه وبن يوسف حول زعامة الحزب ليس إلا الشجره التي تخفي الغابة أي أن الصراع وبغض النظر عن سطحه السياسي هو في حقيقته بين ثقافتين متضادتين،بين ثقافة الحداثة وبناء الجمهوريه على انقاض حكم البايات التقليدي(نمط اوروبي) يتبناه بورقيبه وثقافة الاستقلال بهويه عربيه اسلاميه،يتزعمه صالح بن يوسف.
الفراغ الذي تركه اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد وانحياز كل المنظمات الشعبيه والمهنيه لصف بورقيبه ساعد هذا الأخير على حسم الصراع لصالحه وأقصى خصمه صالح بن يوسف.

مكاسب المرأه تحسب لبورقيبه:

الرئيس بورقيبه زعيم براغماتي وصل للحكم بمشروع تنويري حداثي،لذلك بادر وهو الوزير الأكبر لفرض مجلة الأحوال الشخصيه وأجبر الباي على نشرها في الرائد الرسمي للدوله لمباغتة القوى المحافظه،ثم باشر بناء تحالف مع الاتحاد العام التونسي للشغل الذي سيكون له شأن في بناء الدوله الوطنيه وتحقيق مكاسب اجتماعيه ذات أفق اشتراكي.
لكل ما سبق وبغض النظر عن تراجع سياسات بورقيبه وأخطاءه فيما بعد،نستطيع القول أن ما فشل في تحقيقه الحداثيون اليساريون بقيادة محمد علي ورفاقه،نجح بورقيبه في تمريره وحقق خطوات هائله في تفكيك جبهة الرجعيه.
في سنة 2017 وبأمر من الرئيس الباجي قايد السبسي تم انشاء لجنة الحريات الفرديه والمساوات وقدمت تقريرها لرئاسة الجمهوريه والبرلمان وعوض مناقشة التقرير وتحيينه ليكون رافدا اضافيا لتطوير مجلة الأحوال الشخصيه نحو المساوات التامه بين المرأة والرجل،استنفرت القوى المحافظه كل طاقاتها احزابا ومنظمات مشبوهه بقيادة الاخوان للعودة الشعارات الباليه حول الهويه العربيه الاسلاميه ولنفس الاصطفاف بين المحافظين والحداثيين سنة 1955 في محاولة بائسه للثأر من مجلة الأحوال الشخصيه ومهندسيها بورقيبه وقوى الحداثة والتنوير.
اليوم تتكرر من جديد نفس المواجهه التي تستهدف مكاسب المرأة عبر دستور الرئيس سعيد الملغوم بالفصل الخامس لتمرير مقاصد الشريعه الاخوانيه.
إن أشد ما يثير الاشمئزاز والقرف،التحيل والتخفي وراء زوجة الرئيس لتمرير الانقلاب على مجلة الأحوال الشخصيه في ذكرى صدورها كما بينا سابقا.

الخلاصه:

التاريخ لا يعود الى الوراء إلا في شكل مأساة(ماركس بتصرف)،ونحن فيها وفي أشد المآسي عندما ابتلانا الغرب بديمقراطيه مغشوشه نصبت الاخوان العملاء حكاما بأدوات رجعيه تدميريه للدولة والمجتمع.



#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس نحو التأسيس لجبهة وطنيه تقدميه
- قصة الثوره في المنطقه العربيه
- لا يا سيادة الأمين العام
- اليسار وعبير موسي وبورقيبه
- المنحى الفاشي في ثقافة اليسار التونسي
- حالة استرخاء زمن الكورونا
- رساله الى رموز اليسار المفلسه
- مقاومة التطبيع معركة تحرير فلسطين
- الراقصه والطبال في حضرة برلمان تونس
- اليسار قبل كورونا وبعدها
- تونس: ثوره أم مؤامره أم شيئ آخر
- المرأه والتقدم اذا أردنا
- هل قتل محمد مرسي ؟
- ملاحظات حول أزمة اليسار التونسي
- هل تخرج معركة طرابلس عن السيطره ؟
- وقعة الاخوان وقعة البرامكه
- رساله مفتوحه:ما هكذا تساس الدوله المدنيه يا سيادة الرئيس
- هل تونس على أبواب الحرب الأهليه ....؟
- قراءه في التحالف النداخواني الحاكم في تونس
- نبيل فياض المثقف المشتبك


المزيد.....




- -يديعوت أحرونوت- تتساءل: هل تحالف نتنياهو مع غالانت؟
- نظرية السباغيتي الكونية: ماذا سيحدث لو اقتربنا من ثقب أسود؟ ...
- إسبانيا ترفض استقبال سفينة محملة بالأسلحة متجهة إلى إسرائيل ...
- شاهد: لقطات جديدة لحادث مرعب يُظهر لحظات سبقت تدلي شاحنة من ...
- مقال: الفيزيائيون على بعد خطوة واحدة من -إثبات وجود الرب-
- تحذيرات في إسرائيل من تدهور العلاقات و-انفجار الشعب المصري- ...
- الصحف الغربية تعلق على زيارة بوتين إلى الصين
- -واينت-: سقوط صاروخ بالخطأ من مقاتلة حربية إسرائيلية على مست ...
- هنغاريا تستخدم حق النقض ضد قرار مجلس أوروبا الاعتراف بخطة زي ...
- بيسكوف: إجراءات حماية بوتين بعد محاولة اغتيال فيتسو تظل عند ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - تصحيحا للتاريخ وإنصافا لليسار التونسي وبورقيبه