أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمادى - أزمة سد النهضة .. كيف ومتى ستنتهى ؟














المزيد.....

أزمة سد النهضة .. كيف ومتى ستنتهى ؟


محمد حمادى
كاتب رأى حر مصرى


الحوار المتمدن-العدد: 7339 - 2022 / 8 / 13 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أغلب دول الجوار لا تعيش على مياه الأنهار، لكنها تعيش تشرب وتزرع وتنتج، ويعيش أهلها في رفاهية فهل لو انخفض منسوب مياه نهر النيل فى مصر فماذا سيحدث ؟!
مصر تحتفظ بحقها الشرعي المكفول في ميثاق الأمم المتحدة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان وحماية أمنها القومي، بما في ذلك أي مخاطر قد تتسبب فيها مستقبلا الإجراءات الأحادية الإثيوبية هكذا جاءت أهم فقرة في خطاب مصر إلى رئيس مجلس الأمن الدولى متضمنا شكوى مصرية جديدة ضد إثيوبيا تتهمها فيه بالتمادي في اتخاذ الإجراءات الأحادية فيما يتعلق بملء سد النهضة دون تنسيق مسبق؛ مما يهدد أمن مصر المائي أهمية هذه الفقرة التى اختتمت بها الخارخية المصرية بيانها أنها حملت رسالة واضحة وحاسمة للمجتمع الدولي الذي لا زال عاجزًا عن القيام بدوره في وقف الممارسات الإثيوبية التى تتعارض مع كافة المواثيق والاتفاقيات والمبادئ الحاكمة للمجاري المائية العابرة للدول, كما أنها تعيد التذكير بالبيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن في هذا الشأن العام الماضي والذي دعا إلى وقف الإجراءات الأحادية لحين التوصل لاتفاق ملزم بين مصر والسودان وإثيوبيا حول قواعد ملء وتشغيل السد. وبالتالي فإن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الغطرسة الإثيوبية وتجاهلها لكل المبادرات والبيانات، بل وانتهاكها الصارخ لاتفاق المبادئ الذي وقعت عليه في 2015 .
إن المعضلات العظمى تستفز الحلول العظمى في عقول البشر، ولا بد أن هناك حلولًا كثيرة لمعضلة السدود الإثيوبية وما دامت إثيوبيا تتمسك اليوم بأسلوب المراوغة والتنصل من الالتزام بالاتفاق الثلاثي الذي أبرمته في 2015، فإن هذا يستلزم حلولًا أخرى غير التفاوض ، هناك ثلاثة مسارات رئيسية تسير معًا بالتوازي المسار الأول: هو اللجوء للقوى الدولية المؤثرة في القرار الإثيوبي والمسار الثاني: إيجاد حلول سريعة لتعويض أي نقص محتمل لمنسوب نهر النيل ثم المسار الثالث: الضغط على إثيوبيا بكل طرق الضغط الممكنة لإجبارها على التفاوض من جديد والالتزام بما تفضي إليه تلك المفاوضات.
الشكوى المصرية الجديدة إلى مجلس الأمن تأتي بعد عام من شكوى مماثلة لذات المجلس انتهت بـ "بيان رئاسي" من مجلس الأمن وهو أقل من قرار ملزم للأطراف، لكن كانت أهمية هذا البيان أنه أوجد لأول مرة وثيقة أممية لأزمة سد النهضة بمجلس الأمن يمكن البناء عليها واعتبارها مرجعية في النزاع خصوصًا إذا تطور وهو بلا شك كان نجاحًا للدبلوماسية المصرية رغم أن هذا البيان لم ينص على وضع سقف زمنى للتفاوض والتوصل إلى اتفاق وصفه بيان المجلس بـ "بالمرضي" وهو ما استغلته إثيوبيا في المراوغة، ولم تمتثل له حتى بالدعوة للتفاوض، بل تمادت في مخططها العبثي في ملء السد للمرة الثالثة دون تنسيق، وسط مؤشرات تؤكد أن هذه المرة ربما تصيب مصر والسودان بالضرر باعتراف مسئولين إثيوبيين قبل شهرين.
هناك أوراق كثيرة للضغط على القرار الإثيوبي، أوراق داخلية وأخرى دولية.. وينبغي استمرار الضغط الخشن بسائر أوراق اللعب المتاحة بدءًا من الدول المانحة والممولة لمشروع السد، ومرورًا بدول حوض النيل، وانتهاءً بأمريكا والبنك الدولي والصين ودول الخليج.. وكلها جهات لها تأثير مباشر على إثيوبيا لأسباب متباينة، وتستطيع مصر بما لها من ثقل دولي الضغط على إثيوبيا عبر العمل الدبلوماسي المكثف ، فالموقف الأحادي الذي تحاول إثيوبيا اتخاذه لابد له من مواجهة حاسمة لاضطرارها للعودة للمسار التفاوضي من خلال الضغط الدولي المرتكز على تفعيل الاتفاقيات والعهود حفاظًا على هيبة نظام دولي أصابه بعض التداعِي خلال أزمتي وباء كورونا والحرب الروسية - الأوكرانية، وهو يحتاج إعادة بناء ثقتنا فيه بتفعيل دوره.
الزمن هو الفيصل فيما يخص سدود إثيوبيا هم لديهم خطة زمنية واضحة فوجئنا بإعلانها من جانبهم بشكل أحادي دون الرجوع للسودان أو مصر أنهم سيبدأون الملء الثالث هذا العام، وأن إنتاج الكهرباء قد يبدأ عام 2023، أي عندما يكتمل الملء تصريحات خطيرة معناها أن اتفاق المبادئ الثلاثي 2015 الذي اشترط سنوات ملء أطول، تم ضربه عرض الحائط.
ورغم الحسابات الدولية المعقدة في مجلس الأمن تجاه هذه الأزمة خاصة وغيرها من أزمات تتعلق بالمياة؛ حيث تحكمها حسابات ومصالح الدول الأعضاء، إلا أن مصر حين تتحرك إلى مجلس الأمن تطالبه بالتدخل العاجل لحل أزمة تهدد الأمن والسلم الدوليين، فإنها تقيم الحجة أمام العالم وتستنفذ ما تبقى لها من أدوات وآليات توفرها المواثيق الدولية في التعامل مع هذه الأزمة بعدما يزيد على عقد من المفاوضات التى لم تفضِ إلى نتيجة، وربما يتفهم أعضاء مجلس الأمن هذه المرة خطورة الوضع، ويتخلى بعض أصحاب المصالح عن انحيازاتهم الجائرة ونفاجأ بتدخل دولي أمين وعادل يجبر إثيوبيا على التخلي عن تعنتها، والتراجع عن عدوانها، والعودة إلى طاولة المفاوضات للاتفاق على قواعد عادلة في ملء وتشغيل هذا السد تضمن لها التنمية وللشعبين المصري والسوداني الحياة.



#محمد_حمادى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورتا 23 يوليو و30 يونيو .. والجمهورية الجديدة
- ذكرى ثورة 30 من يونيو المجيدة .. ثورة شعب .. ومستقبل وطن
- لماذا لم تعد مصر الإحتفال بذكرى عيد الجلاء ؟!
- مبادرات تيسير تكاليف الزواج
- مجىء العائلة المقدسة إلى مصر قبلة للمسيحيين فى العالم
- الحوار الوطنى وبناء الجمهورية الجديدة
- جمهورية المستريحين !
- الإرهاب يرد على التنمية ومسلسل -الاختيار- فى سيناء
- تسريبات مسلسل الإختيار 3
- مباراة الثأر!
- الأديب والروائى الكبير ثروت أباظة .. ومعركة شىء من الخوف
- إحياء المهرجانات الثقافية والفنية فى معبد أبيدوس بسوهاج
- قبس من تاريخ الأمة : الزعيم والثورة
- قطر تلفظ الإخوان
- رفاعة الطهطاوى والفهم المستنير للحضارة الأوربية
- أم كلثوم الحاضر الغائب


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يرصد دفعة صواريخ إيرانية جديدة.. وموسوى يدع ...
- -لا تحاولون العودة-.. الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عاجلا إلى ...
- هل ينجر ترامب لحرب إسرائيل ضد إيران؟
- مصدر أمني إيراني: طهران على تواصل مع موسكو وتعول على دور روس ...
- الخارجية الروسية: حياة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ف ...
- الرئيس الإسرائيلي يزور معهد -وايزمان- المتضرر جراء القصف الإ ...
- -سي إن إن- ترجح ميل ترامب لاستخدام القوات الأمريكية لضرب الم ...
- باكستان تجلي عائلات الدبلوماسيين من إيران والبعثات لا تزال م ...
- الجيش الإيراني يعلن تدمير 28 هدفا إسرائيليا معاديا خلال الـ ...
- مباحثات مصرية أمريكية إيرانية لوقف التصعيد بين طهران وتل أبي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمادى - أزمة سد النهضة .. كيف ومتى ستنتهى ؟