أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - نداء طارق















المزيد.....

نداء طارق


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7339 - 2022 / 8 / 13 - 10:47
المحور: الادب والفن
    


صلوات علي الساحل
من الفيوم جاء محمود عبد التواب ليقدم لنا ديوان من شعر الفصحى مقدما أطروحة اللغة في التعبير عن الواقع اليومي المعاش ،اما دلالة العنوان فلن نتوصل إليها إلا من خلال استيطان روح الديوان حيث يخطو كل ذلك الجيل في سعيه الحثيث تجاه الحرية ،ذلك النزق الإنساني الذي لن ينضب حتي وان تحدد وجوده في ذلك الحيز الوهمي مابين حرباء وسوار فالحرباء ذلك الحيوان المتلون واللفظ ثري الدلالة في اللغة المتداولة من حيث النفاق وتطويع الكلمات وفق الموجة السائدة ،والسوار لفظة بها مزيد من التورية فالسوار دوما بالمعصم ولكن من يقود المسور هنا التورية .
جاء الشكل الهندسي للقصيدة علي شطرتين متتاليتين بينهما فراغ بصري ليطرح فكرة المتوالية ليعلن لنا مسيرة تأملية لما حدث في روزنامة ٢٥يناير ،ولكن الحلم باق :
الحلم بدارك سرمد / والحلم بدنياي شريد .
والمقتطفات تفيد حالة اللهاث حتي لاتفقد الروح ملامح الروعية التي سعي البعض لطمسها جامعا لكل ابطال الملحمة .
ملامح الامل
لانحرم دما نتوسد / لانحرم دما وقصيد .
جاء التوظيف الدلالي للدم مصانع الخلود وموضوع للابداع واستمرارا لتوهج الحياة .
ماهي ملامح تلك الحرباء :
سارقة للحلم : حرباء جاء يحاول أن يتفرد / عرش أركانه من دمى .
سارقة للفعل : حرباء أن جاء تقلد / أثواب الشهم المغوار .
سارقة للروح : حرباء اخر من يتنهد / يتسول عطف الجمهور .
فاقدة للقيم : حرباء ثان يتجرد / من كل فروض الأديان .
حتي تصبح الرحبائية حالة وقيمة يسعي لفرضها علي الواقع فرضا ضمنيا :
اسماء تتكاثر تتجدد / لكن حرباء وسوار .
هنا سرد لتجسد حالة الحربائية في الواقع بشكل يدفع متلقي القصيدة للبحث عن ملامح الحربائية في مشاهده اليومية وبذلك تتحقق القصدية المبتغاة .
الفكرة العامة هنا سعي الحربائية لخلق نمط وجود يستعذب السوار ويغير قناعات النزق الاصيل الحرية ،وهنا تتحقق القدرة الايحائية للشعر من خلال تضافر المعاني الدلالية للألفاظ المستخدمة ولكن نجاح الشاعر من خلال تطويعه للغة يحاول استجلاب الممنوع بسحر موسيقي اللغة النابع من تناسق البديع ولكن ذلك لابد أن بتناسق البناء العقلي لذلك الجيل من خلال المشترك من الهموم، تأتي فكرة الفراغات البيضاء ربما لم يقصدها الشاعر تجسيدا لفكرة تراتبية الزمن وديمومته ليصبح الشعر أيقونة التجدد واللغة سلاحه :
وتعالي ياشعر لكي نتفرد/ في سرد جميع الاخبار / فقد كان الثائر امرد/ لايطوي أية اسرار / فذلك الامرد الثورة فيه لاتبرد / نيلا ينجب أحرارا
النيل هنا جاء مرادف لفكرة المقاومة واستمرارها من خلال توظيف الظاهرة الطبيعية علاوة علي اقتران النيل بمصر والعكس كمسلمة لاي عقل ،وقد جاءت مصر في القصيدة لخلق مترادف قصدي يستوعب عدة دلالات :
لانرضي غير النيل لنا بمدد / الرأس بفكر وبيان .
هنا يبقي النيل روح ومدلولات غير بعدها المادي ،ثم يترادف النيل مع مفهوم الثورة من خلال فكرة الاستمرارية وتوظيفها الدلالي .
البناء الهندسي للقصيدة من خلال استدعاء الإطار العام للفكرة من بين ثنايا القصيدة لإعادة الربط العقلي وبذلك تتحقق ابعاد الرؤية في الشكل الإبداعي وكذلك من خلال التضمين المعنوي لبعض مقولات تلك الحرباء حول خرافة الوطن :
ألسنة تتلاعق وتؤكد / لأكثر بل أمصار/ اسماء تتكاثر تتجدد / لكن حرباء وسوار .
الصرف في اللغة هنا من خلال جدة اللفظة وتوظيفها ، فلفظة تتلاعق اي تتكاثر لاعقة في الوطن كزاد ،هنا فكرة التعامل المادي مع القيم وتجريد الوطن من كقيمة تتجاوز الذات لمستوعب اكبر للذات المتفاعلة مع ذوات أخري .
اللغة البسيطة والعمق البادي في الدلالات شديدة التكثيف وهنا يلح في ثبات الصيغة مع ارتقاء المعني ،ففي قصيدة قلبي شعر صوفي تكرر ضمير المخاطب انت أحدي وثلاثين مرة في قصيدة بلغ عدد ابياتها سبعة واربعون بيتا شعريا، هنا التداخل مابين الذات البسيطة التي تتكثف تواترا ،فالتواتر يفيد تعدد أوجه العشق وثراء ابعاد الرؤية وزوايا التحقق لتلك الحبيبة ليصبح وجودها مرادف لحياة المحب ، علاوة علي ديمومة حالة العشق تلك من خلال سيطرة الفعل المضارع علي جو الحديث بالقصيدة ،هنا روح المحب ومن هنا يأتي عنوان القصيدة كومضة سارية عبر روح وجسد القصيدة ، اللواء هنا دلالة اللغة والاستخدام :
اعوذ بحبك أن أبصر / غيرك أو اعشي بنهارك / أو يشرق ضوئي في الصبح / بلاشمسك .
تداخل المعاني من خلال تبادل الأدوار ليعكس حالة ، فالنور الكائن بداخله نابع من اندياح شمسها داخلها حتي صارت الذات مرآة للوجود لتصبح ذات الشاعر بلورة سحرية يري القارئ خلالها مايأتي بعد سنوات قادمة ليصبح الشاعر نبي قومه .
جودة اللغة من خلال جمع المصدر والفعل في جملة واحدة :
يبين البين بلاعود
حيث جاء الفعل مضارعا حيث يفيد الحالية ثم يأتي بالمصدر ليقدم قيمة كمية تفيد التكثيف ،ثم تأتي الاستمرارية لذلك الفعل حيث يفيد الاتجاه الصاعد في تأكيد فعل البين من خلال فعل ومصدر وايلولة اتجاه من خلال نفي العكس .
تعدد سياقات حالات التماهي مع الحياة الخارجية كمشهد من مشاهد الصوفية :
صبحي توقظه نسمة اخبارك / لتعطر صبحي باقة ازهارك / اويشرق ضوئي في الصبح .
الذات هنا مفردة متكررة حال تعدد حالات المحب ،فالاخبار قرين الحدث المتعدد الأوجه والفاعلية ،لتفتح الاخبار والاحداث لاشراقات تتفتح وتتفاعل .
مساحة التورية هنا تتعالي لتحقق الذات بحيث ينداح الكل في واحد .
التركيبات الجديدة ،اعشي في نهارك ،تتداخل الألفاظ فالعشي عيب يدرك النظر ليلا ولكن مع اختلاف زمن الفعل تصبح دلالة التعبير عيوب الرؤية بمعني الفهم والوعي والإدراك الخاص للعالم .
معارضة عنترة في قصيدة تساؤلات ،حيث قال عنترة هل غادر الشعراء من متردم ،ثم يأتي محمود عبد التواب ليقدم لنا معلقة التحرير :
هل غادر الثوار من تحريرهم / أم أن بالليل بعد تلثم ؟
هنا يثور التساؤل حول مصير ثورة ٢٥يناير ومن قيدها وشيطنها ليعيد إنتاج معني السوار ،فألتلثم هو انتقاب الفم لعجز عن المواجهة ،ويبقي السؤال ماهي ملامح التضمين والمعارضة ؟
دلالة الاستشهاد هنا أن المتردم هو المكان الذي يسترقع ويستصلح لما اعتراه من وهن ،والتردم مثل الترنم والترنم هو ترجيع الصوت مع تحزن ،وبالتالي عاب علي شعراء ذلك العصر تردادهم لمصطلح التحرير بدلالاته المتباينة ولكن دون إدراك ماتبقي من التحرير كميدان ومعني وثورة ،ولكن كيف تحقق ذلك اسلوبيا من خلال القصيدة ؟
ياتي ذلك علي عدة مستويات :
1 فكرة الحنين : يادار عبلة والهواء مقاتلي ( فعمي صباحا دار عبلة واسلمي )
2 للمقارنة بكاءا مابين عنترة وقدرته علي تغيير واقعه ويستطيع فرض حريته علي الاخرين وفقا لحاجتهم لفروسيته .
3 وهنا المقاربة واستدعاء فكرة التضمين لشيوع المعرفة بقصة عبلة وعنتر ،وياتي العطف علي عنترة وحاله وفروسيته ليندب حاله مقدما صورة تركيبية للتخلف :
واليوم يخترع الخداع قصيدة/ كي يستدر بها سبات النوم !


بهاء الصالحي



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبرتي مثقف عضوي
- القصيدة السياسية
- الشعر بين التجربة والتوظيف
- يونس القاضي
- الشعر المصري الحديث : دراسة حالة
- أدب المرأة في مصر : دراسة حالة
- الرواية والواقع : دراسة حالة
- الصالونات الثقافية - مراكز تفكير
- وهم الحرية
- كارم عزيز وعرق الجدران
- لبنان العلماني يعود


المزيد.....




- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - نداء طارق