أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد اسماعيل - في أول الليل - محمد اسماعيل














المزيد.....

في أول الليل - محمد اسماعيل


محمد اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 7327 - 2022 / 8 / 1 - 17:53
المحور: الادب والفن
    


وبعد أن نزلتُ من التاكسي
خطوتُ أول خطواتي نحو مكان جديد
أحب الأماكن إليّ تلك التي لم تطأها قدمي من قبل
أخذت أتحرك بانسيابية سجين رأى الشارع لأول مرة منذ زمن
وراحت تتحرك يدي وعيني بحرية عارمة محتلة
من نشوة الجمال الداخلي الطافح
وسط النسيم المحيط يشدو ويصفق لي ويعانقني
ووقت أن كانت السيارات تطلق عوادما في الهواء
كنت أتنفس عادمي لداخل رئتي
خطوات سريعة، أخشى أن يسبقها كدَرٌ مباغت
حتى وصلت لذاك المكان
اخترت مقعدي
واخترت شرابي وقطعة جاتوه
واخترت أن أعيش وقتا بمحض الاختيار
كانت السهرة في البدايات
وشغفي على أوُجِّه كذلك في البدايات
الموسيقى الناعمة والضوء الخافت
والأجساد الناعمة كالنجوم متناثرة بالمكان
وأنا تخطفني النجوم
وبانهماك غير إرادي تدور عيني في تفاصيل النجوم
ما أجمل الكون وموجوداته حين يمنحك ذلك الشغف!

أتتني نجمة بالشراب وانحنت بابتسامتها العذبة
وتسللت نظراتي لحيث يجب ألا تذهب هناك
حيث إحدى أسرار النجوم المحتجبة
كان الدخان يتسابق لرئتيها من الداخل مع العطر الخاص
ووجدت في عينيها غفوة مُسكرة
سرعان ما اجتهدت في قتلها واختفت
ووددت بعد انطفائها لو وضعَت لي مع الشراب كلمة إضافية غير كلمات الترحيب المعهودة

معاطف الرجال معلقة على كراسيهم
وبدا كل شيء رتيبا في مكانه غير نجمات تحوم
وأعين الرجال تدور حيث تحوم
وعيني المختارة كمخبر سرِي
أو كرادار على الطريق السريع يرصد السيارات
وهناك في الركن
سيارة فيراري تخطف النظر من أول وهلة
شربتُ ما بقي من الشراب بلذة
ولعقت شفتاي بلساني
وقلت في نفسي:
لن أنتظر فوات الوقت
ولن أنصرف حتى النهاية
لكني لا أحب أن أدخل في عراك مع الرغبات والأوضاع الراهنة
ولن أقوم من مكاني رغم انطلاق كياني نحوها.

ثم اعتدلتُ،واستأنفت:
ولن أرتجف كما ارتجف قلبي.

ارتديت معطفي وحبكت رابطة عنقي
فأنا سيد في نفسي ولن تستعبدني رغبة
:هنا وقت السهر واللهو وحضرة النجوم، لا مكان للسيادة.
سمعت شيئا بداخلي يخبرني بذلك
وفورا خلعتُ معطفي
سوف أحاول أن أضع بصمتي
وأفوز بمعركة محتملة بيني وبين محاربين محتمَلين
خلعوا معاطفهم مثلي
وسوف أتشبث بالشفتين الظامئتين وأنا غريق في النهر
أو ربما تنتشلني هي من الدرك الأسفل من طرف لساني
أنفس سيجارتي بعنف
ويتعرق جبيني رغم تكييف المكان
ولكنه سفر الشهوات المفاجيء المستبد
أشم روائح النجوم
أحب تفاصيل النجوم وأتوق لأميَزِها
وأعشق السفر لجغرافيا لم تطأها قدمي من قبل
وأحب قطع الفراسخ ماشيا بغرف المساء حافيا
وقت أن يحل اللقاء كالربيع
حين يضطجع على صدر الطبيعة
كأن الربيع مخضرٌ بأمطارها
واستعان على نبت أزهاره بمائها

نحن الرجال رعاة ليل وقناديل ظلام
نحن الرجال نخلع معاطفنا وننبذ ما يبعد بنا عن لألآت النجوم
نطبخ اللحم بالليل وتلوكه أسناننا
ونقيم المعارك مثل ليوث الغابات كذلك لأجل اللحم.

لا زال كل شيء في مكانه
بينما سافرتُ في أعماق نفسي
وحين أفقتُ من غفوتي على نجمتي
وجدتها تلملم أشياءها لتذهب
ولم أتحرك كما تحرك قلبي وارتجفت أعضائي
رغم أن عيني ترصدها كرادار يرصد سيارات الطريق
وأقول في نفسي: آه، إنها حقا فيراري
وهيهات لفقير مهما أعجبته أن يركبها.



#محمد_اسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاتبٌ إنسان من كتابي (شطحات وذكريات) - محمد اسماعيل
- قرآن واحد أم أكثر من قرآن
- نبوءات اسلامية كاذبة
- إيناس طالب.. إيقونة الأمل
- رؤية شمولية من مجلس النواب: حسن النوايا بعد تحرير الموصل
- الصحة.. تشغل عديلة حمود.. وطنيا
- المكان مناسبة زمانية وجه -داعش- يمسخ التاريخ
- سليم الجبوري.. يدرك مصلحته من رئاسة النواب
- لا عيدية لجيش يفر امام العدو كي يستأسد على الشعب
- ثقافة التشظية
- شيرخان اصالة
- في سبيل توضيح التباس القصد
- الذئاب التي تحرسنا اكلت كل شيء
- عباس عبود يقرأ ما بعد الديكتاتورية
- حواسم الاربعاء هيئة النزاهة بحاجة لمؤازرة الشعب والحكومة
- صدمة المحاصصة
- لا وجل طائفيا في مكتب النجيفي
- سدرة الضوء.. تأطير مكاني للوقت
- ثلاثية المنادقة
- قيادات الانتقال السياسي


المزيد.....




- الأونروا تطالب بترجمة التأييد الدولي والسياسي لها إلى دعم حق ...
- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة
- زيد ديراني: رحلة فنان بين الفن والشهرة والذات
- نتفليكس تستحوذ على أعمال -وارنر براذرز- السينمائية ومنصات ال ...
- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...
- رواية -مقعد أخير في الحافلة- لأسامة زيد: هشاشة الإنسان أمام ...
- الخناجر الفضية في عُمان.. هوية السلطنة الثقافية


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد اسماعيل - في أول الليل - محمد اسماعيل