أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد اسماعيل - ثقافة التشظية














المزيد.....

ثقافة التشظية


محمد اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 02:05
المحور: الادب والفن
    



منذ تحرر العراق من الطاغية المقبور صدام حسين، والطارئون يتفرعون، في المسرح والأدب والإعلام، يدعون تهميش النظام السابق لهم، جراء مواقف معارضة!
يواصلون ركوب الموجة، مدعين مصادرته لمواهبهم، بينما المرحلة التالية على 9 نيسان 2003، لم تشهد ظهور اية موهبة خارقة، ولا حتى موهبة بالحد الكافي لتدعي انها أقلقت النظام السابق، فقمعها خشية ان تهز دعائم اركانه.
أما من حققوا حضورا لافتا بمنجزات محلية، فاضت الى الخارج.. مدا، حين انحسر، مجزرا في العراق، من جديد، كشف عن كنوز من جوائز عالمية وإقليمية، نفخر بها، فهم موجودون مع النظام السابق، وبعضهم متعاون معه، إن لم يعمل في دوائره المدنية والمخابراتية، لكنهم أفادوا من مديات الحرية التي اتيحت امامهم لتناول موضوعات كان النظام يحظرها، ورفع العقوبات الدولية عن العراق؛ الذي اتاح لهم الانتشار.
بالنتيجة لم يأتِ بهم عهد ما بعد 2003، لكنهم افادوا من موهبتهم التي تشكلت ابان عهد النظام السابق، أما الادعياء؛ فنعرفهم بحضورهم الشخصي، في الحياة الثقافية، اناس محدودو الموهبة، شحيحو الرؤى.. كل في ميدانه، فمنهم من كان يتقدم للمهرجانات المسرحية التي تقام تعظيما لصدام، فتعتذر لجان الفحص لعدم استيفاء عمله الحد الادنى من المواصفات، وثمة من يبعث للصحف بقصائد وقصص عن "القائد الضرورة" لا ترتقي للنص القصصي والشعري؛ فتعتذر الصحف عن نشرها؛ صاروا الآن يقولون انهم ترفعوا عن الاشتراك بفعاليات النظام، في حين حاولوا الاشتراك، والنظام هو الذي لم يبالِ بهم لضعف أدائهم الفني.
ولأنهم يظنون العراق اليوم "ديرة فنطزة" يمكنهم ترويج بضاعتهم الكاسدة، إزاء المحاججة العلمية، والرائجة يسوغها الجهل المطبق على إدارة القرار الثقافي؛ فإنهم ينشئون الاتحادات والنقابات والجمعيات والروابط، من دون حتى معرفة الفرق بين النقابة المهنية ورابطة الهواة والاتحاد الذي يجمع أكثر من ميدان تصب في مجال موحد.
هذا التشظي أضعف مكانة الاديب والفنان والاعلامي، ولم يبقِ له مرجعية قوية، إنما كل واحد يلملم جماعته ويطرح نفسه نقيبا او رئيس اتحاد، يضم اعضاء لم يستوفوا شروط الميدان الذي يمثله هذا التشكيل، بل هو نفسه.. النقيب او الرئيس، غير مستوف لعضوية الهيئة العامة في النقابة التي نسخها.
لذا اتمنى ان تبادر الحكومة لسن تشريع يحظر اقامة مؤسسة مجتمع مدني، تنسخ تشكيلاً سابقا عليها؛ لأن قيمة الثقافة برصانتها المتأتية من تقادم الزمن، ونكهة أصوات الرواد المعتقة بين اركانها، مثل شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري الذي أسس نقابة الصحفيين، وأسهم مع يوسف العاني وجوق عظماء.. ننحني إجلالاً لتاريخهم، اسسوا اتحاد الادباء والكتاب، واسماعيل الشيخلي وسامي عبد الحميد ومن كان حولهم في تأسيس نقابة الفنانين.
تلك الاسماء، لها حوب عند ابن المهنة، المتشبع بإبداعها، اما النفعيون الذين لم يحققوا حضورا لدى النظام السابق؛ فقد جاؤوا لينسفوا تلك القامات القيمية الخالدة، التي ما زالت تعلم الاجيال الادب والفن والاعلام، من قبورها، ينشئون تشكيلات تنسخ جهد الرواد، من دون ان تحل بديلا أفضل منه؛ لأنهم قاصرون عن المنافسة المهنية؛ غالبون بالإدعاء، وتسويق الذات، في زمن انفلتت فيه القيم من عروتها الوثقى، حتى سامها كل سائم.. موتور يريد ان يثأر من فن أو أدب أو أعلام، كشف ضحالة موهبته، فيلجه عنوة، كالجبان القبيح الغبي، الذي يغصب بنت عمه على ترك حبيبها الوسيم الشجاع الذكي، والاقتران به زوجا رغم انفها، مسفها رجولته؛ مثبتا انه طارئ على الرجولة، وكذا الأمر بالنسبة للأدب والفن والإعلام، يغتصبه سفهاء.. يؤسسون نقابات وجمعيات؛ تضمهم للمهنة، وليسوا مهنيين اصلا، وانضموا للنقابة.



#محمد_اسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيرخان اصالة
- في سبيل توضيح التباس القصد
- الذئاب التي تحرسنا اكلت كل شيء
- عباس عبود يقرأ ما بعد الديكتاتورية
- حواسم الاربعاء هيئة النزاهة بحاجة لمؤازرة الشعب والحكومة
- صدمة المحاصصة
- لا وجل طائفيا في مكتب النجيفي
- سدرة الضوء.. تأطير مكاني للوقت
- ثلاثية المنادقة
- قيادات الانتقال السياسي
- صوتها في البناء الحضاري
- سعيد بن جبير يموت بمغازلة القمر
- انقذوا الحوار المتمدن من برامج الاسلمة المنظمة
- الرئيس الإيراني والمحرقة اليهودية
- ثورة وفاء سلطان.. هي الثورة التنويرية القادمة في المنطقة


المزيد.....




- -كول أوف ديوتي- تتحوّل إلى فيلم حركة من إنتاج -باراماونت-
- ثقافة -419- في نيجيريا.. فن يعكس أزمة اقتصادية واجتماعية
- بريق الدنيا ووعد الآخرة.. قراءة في مفهومي النجاح والفلاح
- يجسد مأساة سكان غزة... -صوت هند رجب- ينافس على -الأسد الذهبي ...
- شاهد..من عالم الأفلام إلى الواقع: نباتات تتوهج في الظلام!
- مقاومة الاحتلال بين الكفاح المسلح والحراك المدني في كتاب -سي ...
- دور الكلمة والشعر في تعزيز الهوية الوطنية والثقافية
- لا شِّعرَ دونَ حُبّ
- عبد الهادي سعدون: ما زلنا نراوح للخروج من شرنقة الآداب القلي ...
- النّاقد السّينمائي محمد عبيدو ل “الشعب”: الكتابات النّقدية م ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد اسماعيل - ثقافة التشظية