أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد اسماعيل - كاتبٌ إنسان من كتابي (شطحات وذكريات) - محمد اسماعيل














المزيد.....

كاتبٌ إنسان من كتابي (شطحات وذكريات) - محمد اسماعيل


محمد اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 7327 - 2022 / 8 / 1 - 17:50
المحور: الادب والفن
    


هنا، حيث الليل الكئيب ككل مرة، حيث وحدتي بين الجدران التي تسيل منها هدأة الكون، كل البيوت نائمة جدرانها عدا بيت مضيء هناك على مرمى البصر، فيه سهر وسمر، أغلقوا الباب دون الخَلق ليحفظوا أسرارهم، وأغلقوا نوافذهم كي يستمر لهب شموعهم بلا انطفاء، هناك في البيت تقيم حبيبة كانت، ولكنها خانت، وليتها مع ذلك هانت..!
الظلام يشرد بي بخيالاته أمام عيني كأشباح، ونقيق ضفادع الحقول تصيبني بوحشة مع نباح كلاب السكك، وأنا منغمس في النظر والتأمل، تجهش بعيني دموع الذكريات، وتتقافز صور المواقف لتتجسد بعقلي المستبد، لا يقطعه شيء حيث السكون المطلق والركود، والروح تندب مثل ثكلى، أغلقتُ نافذتي المطلة على الجحيم وعدتُ لسريري، كان قلبي حزينا يئن من استعراض عقلي أمامه لعالم الذكريات، أدخل في عالم الفكر والأحلام والعواطف مدفوعا من ظهري، تحت سلطة السَجْو والسُهوم ، كان بجواري كتاب أدبي لم أقرأه منذ اشتريته ولم أحركه من مكانه، في ذلك الوقت مددت يدي وأخذت أتصفح فيه لكسر الملل، صفحة، ثانية، ثالثة وأنا أشعر بالضجر، سيرة الكاتب، مقدمة مليئة بكلمات مستفزة بلا سبب، ثناءات بعضهم على الكاتب، كدت أن أرميه بعيدا، لكن في الرابعة برز عنوان أمامي (كاتب إنسان).
أخذت أقرأ النص، في البداية كنت أكتشف أو أجرب، ثم تحولتُ لمتلذذ بنَهم، لقد سحرتني العبارات وصورها البديعة، وجعلت أعيش وسط الصور الموصوفة من خيال الكاتب، وما جعلني أمعن في القراءة أكثر أنني استطعت الهرب من سجن كل ليلة، وكأنني الليلة عُفيت من مبيت السجن لأخرج لنزهة ما، ولمدة ساعتين في القراءة تنقلت بين النصوص مشدوها بجمال أسلوب الكاتب، كأنها صلاة ملأتها نشوة روحية، خلعتُ بها عني رداء الواقع لأدخل فقاعة من خيال بديع، حتى أتيت نصا وجدت الكاتب فيه ينبش برفق في عمق نفسي ويمد يده أمام عيني ليريني دخيلتي، وبدهشة قلت:

ما أعمق تلك النفس وأغربها! ، ويالقدرة أولئك الكتاب على تسليتنا بعملية خطف مباح للخيال واللغة، فنعود وقد أضاءوا في نفوسنا مناطق أطفأتها الوقائع الحية!.

لقد كنت شخصية داخل ذلك القطار في إحدى نصوص الكاتب، أتمتع من وراء النافذة بمشاهد الطبيعة المحيطة، ثم كأن شيئا من سحر نقلني لأكون طفلا بين أولئك الأطفال الذين يقفزون في النهر من أعلى الكوبري، في نفس الوقت أتفرج عليهم من نافذة القطار المنطلق كقذيفة تطقطق على القضبان وتتأرجح بي لأعلى في نشوة عارمة، عرفتُ أن القراءة تأشيرة سفر وسياحة، تفرح اللب وتجذل الروح المنهكة، وتمهد الطريق لسيلان الدم في العروق، وتداعب النفس وتفاكهها وتواسيها، وتمنح العقل إشارات تثقيفية ومعارف لينضج مرة تلو أخرى...، ومن خلال إحدى النصوص أيها السادة، وهذا أعجب شيء بالنسبة لي، تعلمتُ كيف أنسى أو أتناسى حبيبة خذلتني وأخذت تلهو مع آخر بحجة أنه تزوجها، هذا شيء سخيف في قانون الأنسانية بالنسبة لي، لا يهم، كل هذا بعدما كنت أسير حزن قاتل، إن ذلك الكاتب مد يده نحوي لينقذني من واقعي بعض الوقت، لأعرف من خلاله أن هناك بالحياة جمال يستحق الاهتمام، وأن وسط هذا الظلام المادي هناك نور نفسي أعلى وأحق، يشع من شمس داخلية في نفسِ من أراد الحياة، كان الكاتب وسط المخاطر يمهد لي ممرا آمنا لأعبر الطريق، بينما أخالني كعجوز عمياء وسط الطريق يوشك أن تؤذَى، حقا إنه كاتب إنسان، شكرا له، وقررت من الغد أن سوف أبحث عن كتاباته كلها، يجب أن اذهب معه كل ليلة حيث أراد، فثمة أماكن لم أزرها، ومزارات لم أكتشفها، وعوالم أخرى كانت غائبة عني.



#محمد_اسماعيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرآن واحد أم أكثر من قرآن
- نبوءات اسلامية كاذبة
- إيناس طالب.. إيقونة الأمل
- رؤية شمولية من مجلس النواب: حسن النوايا بعد تحرير الموصل
- الصحة.. تشغل عديلة حمود.. وطنيا
- المكان مناسبة زمانية وجه -داعش- يمسخ التاريخ
- سليم الجبوري.. يدرك مصلحته من رئاسة النواب
- لا عيدية لجيش يفر امام العدو كي يستأسد على الشعب
- ثقافة التشظية
- شيرخان اصالة
- في سبيل توضيح التباس القصد
- الذئاب التي تحرسنا اكلت كل شيء
- عباس عبود يقرأ ما بعد الديكتاتورية
- حواسم الاربعاء هيئة النزاهة بحاجة لمؤازرة الشعب والحكومة
- صدمة المحاصصة
- لا وجل طائفيا في مكتب النجيفي
- سدرة الضوء.. تأطير مكاني للوقت
- ثلاثية المنادقة
- قيادات الانتقال السياسي
- صوتها في البناء الحضاري


المزيد.....




- نزلت حالًا مترجمة على جميع القنوات “مسلسل المؤسس عثمان الحلق ...
- دميترييف: عصر الروايات الكاذبة انتهى
- عن قلوب الشعوب وأرواحها.. حديث في الثقافة واللغة وارتباطهما ...
- للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2 ...
- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد اسماعيل - كاتبٌ إنسان من كتابي (شطحات وذكريات) - محمد اسماعيل