أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 85















المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة 85


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7324 - 2022 / 7 / 29 - 19:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وَمَثَلُ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُمُ ابتِغاءَ مَرضاةِ اللهِ وَتَثبيتًا مِّن أَنفُسِهِم كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَأَتَت أُكُلَها ضِعفَينِ فَإِن لَّم يُصِبها وابِلٌ فَطَلٌّ وَّالله بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ (265)
هنا يمدح القرآن عن لسان الله أولئك الذين ينفقون أموالهم بدافعين؛ دافع ابتغاء مرضاة الله، ودافع القناعة الذاتية المعبر عنها بالتثبيت من أنفسهم، وحيث لم يجر الفضل بين الدافعين بـ(أو)، بل جرى ربطهما بـ(وَ)، لا تكون أعمال الخير ممدوحة ومقبولة ومستحقة للثواب، إذا كان دافع التثبيت من لدن نفس فاعل الخير، إلا إذا كان مقترنا بنية أن يكون ذلك ابتغاء مرضاة الله أو ما يعبر عنه بـ(في سبيل الله)، لأن الوعد بالثواب بنية ابتغاء مرضاة الله أو في سبيل الله ورد كثيرا غير مقترن بالضرورة مع أن يكون الدافع تثبيتا من النفس. وخاصة إذا علمنا إن ما يعد في سبيل الله قرآنيا هو ما يكون في سبيل الله بمعايير الإسلام، وبالنتيجة لا يكون الفعل في سبيل الله ما لم يكن في سبيل الإسلام ورسول الإسلام.
أَيَوَدُّ أَحَدُكُم أَن تَكونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخيلٍ وَّأَعنابٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ لَهُ فيها مِن كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابَهُ الكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فأَصابَها إِعصارٌ فيهِ نارٌ فَاحتَرَقَت كَذالِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُم تَتَفَكَّرونَ (266)
كأنما تريد هذه الآية أن تنبه المسلم المؤمن إلى خطورة ما يسمى بسوء العاقبة، بمعنى أنه إذا لم يستحضرخوف الله وتقواه في حياته، يمكن أن يكون كل ما أنجزه هباءً منثورا.
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أَنفِقوا مِن طَيِّباتِ ما كَسَبتُم وَمِمّا أَخرَجنا لَكُم مِّنَ الأَرضِ وَلا تَيَمَّمُوا الخَبيثَ مِنهُ تُنفِقونَ وَلَستُم بآخِذيهِ إِلّا أَن تُغمِضوا فيهِ وَاعلَموا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَميدٌ (267)
الأنانية وحب الذات والاستئثار حالة تكاد تكون مستأصلة عند أكثر الناس، ولو بنسب متفاوتة، وأسوأ تجليات هذا المرض يكون بنفع الذات بإضرار الآخرين، وأقلها سوءً يكون بنفع الذات حصرا دون نفع ولا إضرار الآخر، وأحسنها هو حب الخير للآخر كحبه للذات ومقت الشر للآخر كمقته للذات، وآلقها وأسماها هي مرتبة الإيثار والتضحية بالمصلحة الذاتية، إما من أجل الصالح العام، وإما من أجل مصلحة إنسان آخر يشخص لأي سبب أولوية تحقيق تلك المصلحة له على تحقيقها لنفسه، ذلك إما لأنه أحوج إليها منه، وإما لأن تحمله على الاستغناء عنها أقل من تحمل المضحي بمصلحته. وهنا يمتدح الإنفاق مما يعتز به المنفق، وليس مما هو فائض عن حاجته، أو ما لم يعد يتعلق به ولم يعد يحبه، والمعبر عنه بالخبيث، أي التالف أو البالي.
الشَّيطانُ يَعِدُكُمُ الفَقرَ وَيَأمُرُكُم بِالفَحشاءِ وَاللهُ يَعِدُكُم مَّغفِرَةً مِّنهُ وَفَضلًا وَاللهُ واسِعٌ عَليمٌ (268)
مشكلة الإسلام وعموم الأديان أنها نصبت شماعة الشيطان ليعلق عليه الغسيل الوسخ للعصاة ومرتكبي السيئات من الأعمال. إذا كان الشيطان مجرد رمز لنوازع الشر والأنانية والبخل، فبها، أما كمخلوق عجيب سمي إبليس، وعاش في أجواء الملائكة، أو كان منهم، قبل أن يعصي أمر الله بالسجود لآدم، ويضمر للإنسان من ذرية آدم العداوة، متوعدا إضلاله عن الصراط، فهذا شأن آخر. هنا يصور الشيطان، ونسميها النوازع مما ذكر، بأنه يعد الفقر، بمعنى يبعث في النفوس الخوف من مصير الفقر والعوز إذا ما هم أعطوا مما رزقوا، ويحثهم على البخل في العطاء، وأنانية التفرد بالتملك. أما أمره الناس بالفحشاء، فيمكن أن نفهمها بنوازع الشر التي تحث الإنسان على الأفعال السيئة. وسميت هذه الأفعال هنا تخصيصا بأحد مصاديقها، بالفحشاء، والفحشاء بالمفهوم الديني غالبا الممارسات الجنسية المرفوضة دينيا، من قبيل مزاولة الجنس بدون عقد زواج شرعي، مما يسمى في الأدبيات الدينية بالزنا، أو ممارسة الجنس المثلي، أو حتى الاستمتاع الذاتي المصطلح عليه بالعادة السرية، بينما يبيح الدين الزواج من الصغيرات ولا يدين اغتصاب الزوج لزوجته، كما يشرع لحق مزاولة الجنس مع الأسيرات من نساء المُنتَصَر عليهم في الحرب، مما يسمى بملك اليمين.
وَما أَنفَقتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَو نَذَرتُم مِّن نَّذرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعلَمُهُ وَما لِلظّالِمينَ مِن أَنصارٍ (270)
هنا يجب البحث عن المناسبة أو العلاقة بين مدح المنفقين وذم الظالمين. بتطبيق المقابلة نستوحي من الآية إن الذي لا ينفق يعد ظالما، لاسيما إذا كان الإنفاق مطلوبا لتقوية شوكة الإسلام وتمويل الحروب الدينية. وإلا ففعلا ومن الناحية الأخلاقية المجردة، عندما يكون الإنفاق لأي سبب واجبا، ويمتنع عنه القادر عليه، فلا ضير يكون هذا لونا من ألوان الظلم.
إِن تُبدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمّا هِيَ وَإِن تُخفوها وَتُؤتوهَا الفُقَراءَ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُم وَيُكَفَّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئاتِكُم وَاللهُ بِما تَعمَلونَ خَبيرٌ (271)
الإنفاق والعطاء لأعمال الخير وإعانة الفقراء كله فعل إنساني يستحق أن يمتدح فاعله، ولكل من فعل الخير العلني والسري فائدته، العلني من أجل أن يقتدى بفاعل الخير، ويتحول فعل الخير إلى ظاهرة اجتماعية، والسري لتكون النية خالصة، وغير مشوبة بحب الشهرة ونيل المديح، وما يسمى بالرياء. وهنا تختم الآية دعوتها وتحبيبها للتصدق، أي مساعدة الفقراء، كفعل إنساني، بوعد من يفعل ذلك بأن الله سيكفر عنه سيئاته، لأن فعل الخير للناس من شأنه أن يجبّ السيئات، لاسيما التي ليس فيها ضرر على غير فاعلها.
لَيسَ عَلَيكَ هُداهُم وَلاكِنَّ اللهَ يَهدي مَن يَّشاءُ وَما تُنفِقوا مِن خَيرٍ فَلِأَنفُسِكُم وَما تُنفِقونَ إِلَّا ابتِغاءَ وَجهِ اللهِ وَما تُنفِقوا مِن خَيرٍ يُّوَفَّ إِلَيكُم وَأَنتُم لا تُظلَمونَ (272)
البعض يضيف المقطع الأول من الآية «لَيسَ عَلَيكَ هُداهُم وَلاكِنَّ اللهَ يَهدي مَن يَّشاءُ» إلى الآيات والنصوص التي تدل على عدم اعتماد الإسلام الإكراه في الدين وعموم الإيمان، لكن سياق الآية يدل على أن الهداية هنا ليس المقصود بها الهداية إلى الإيمان، سواء عموم الإيمان بالله، أو الإيمان بمفهوم القرآن، والذي لا يكون إلا بالإيمان بثوابت الدين الإسلامي، وأهمها الإيمان بمحمد رسولا مبعوثا من الله، وبالقرآن موحى به من الله، بل الهداية المقصودة هنا هي الهداية إلى الإنفاق. بلا شك إن الإنفاق وما نسميه بلغة العصر التبرع لأعمال الخير، هو من أفضل صور تجسيد النزعة الإنسانية، بقطع النظر عن التفاصيل والشروط التي يراها الإسلام، لكن كان الأمر بالإنفاق غالبا بسبب الحاجة إلى تغطية نفقات الحروب.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 84
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 83
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 82
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 81
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 80
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 79
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 78
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 77
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 76
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 75
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 74
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 73
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 72
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 71
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 70
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 69
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 68
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 67
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 66
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 65


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 85