أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نعيم مرواني - تخلفنا عن ركب عالم الحقيقة..فهل سنقود ركب عالم -الحقيقة البديلة-؟














المزيد.....

تخلفنا عن ركب عالم الحقيقة..فهل سنقود ركب عالم -الحقيقة البديلة-؟


نعيم مرواني

الحوار المتمدن-العدد: 7324 - 2022 / 7 / 29 - 08:32
المحور: المجتمع المدني
    


دفاعاً عن معلومة خاطئة صرح بها وزير الاعلام الامريكي عام 2017 شان سبايسر حول حجم الجمهور الذي حضر حفل تسنم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للرئاسة ، قالت كليين كونوي مستشارة الرئيس في حينها قولتها الشهيرة التي صارت فيما بعد محط سخرية وتهكم: "سبايسر كان يقدم حقائقا بديلة." (Spicer was giving alternative facts)
كان الناتج الاعلامي بانواعه المرأية والمسموعة والمقروءة يخضع لضوابط تضعها المؤسسات الاعلامية أوالحكومات أو يفرضها سوق المنتجات المعرفية. وكان نشر الحقائق ، وليس الاكاذيب، معيار مصداقية وتاليا رصانة أي مؤسسة اعلامية. بسبب تلك الضوابط الحديدية ومحدودية المنافذ الاعلامية، بات من شبه المستحيل أن يحصل الفرد على نصيبه من الخمس عشرة دقيقة من الشهرة – كما يقول التعبير الامريكي الشهير- 15 minutes of fame .
بفضل الثورة المعلوماتية، توفر الآن للفرد 24 ساعة شهرة يوميا، يبث الاخبار والصور والفيديوات من بيته او مقر عمله من محطة تلفزيونية صغيرة متنقلة: تلفونه النقال الذي من خلاله تحررت المعلومة من ضوابط المؤسسات الاعلامية والحكومات وبلغ الاغراق الاعلامي والمعرفي حدا لم يحلم به أحد.هذا التطور الايجابي المتسارع، جلب معه سلبياته، فكانت الحقيقة أحد أهم ضحاياه.
ضاعت الحقيقة بين ركام الزيف وتعذرعلى المتلقي غير المتخصص فرزها من بين الكم الهائل من الكذب المقصود وغير المقصود. ساعد على تداخل الحقائق بالاباطيل، البروبكندا التي ميزت سنين الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي بعد الحرب العالمية الثانية، فقد خلالها الكثير من الناس ثقتهم بحكوماتهم فباتوا ينبذون الاعلام الموجه ويتقبلون كلما يشاع عن المؤامرات المزعومة التي تحوكها حكوماتهم أو حكومات الدول الاخرى بالخفاء لخداعهم. إنتهت الحرب الباردة وتوقفت ماكنتها الاعلامية منذ أكثر من ثلاثين عاما، لكن عقلية المؤامرة - احدى أهم المغالطات المنطقية – أبت أن لاتفارقنا.
تزايد في الآونة الاخيرة انتعاش سوق "نظرية المؤامرة" بشكل مطرد حتى لقد توقع محترفو الاعلام ان الحقائق "البديلة" ستطغى على الحقائق. وقد تجسدت ارهاصات تسيد "الحقائق البديلة" برواج النقاشات والبرامج التي تشكك بالحقائق العلمية والقوانين الطبيعية التي اكتشفها الانسان حتى الآن ثم تدعو الى اعادة النظرفيها أو تبني نقائضها.
يتفاعل الناس هذه الايام مع نقاشات تطعن في حقائق علمية وتاريخية وتروج لفكرة أن كل حدث أو كارثة عالمية لابد ان تكون مخطط لها سلفا ولم تحصل اعتباطا. شككوا بكروية الارض ونزول رائد فضاء امريكي على القمر، وينشرون أكاذيبا من قبيل الحكومات تستعمل الطائرات لنشر سموم في الجو لتنظيم حجم او سلوكيات السكان، أو عائلة روثتشايلد ((Rothschild تسيطر على النظام المالي العالمي والتجارة الدولية، أو هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001 ضد برجي التجارة في نيويورك كانت مدبرة من قبل الحكومة الامريكية، او الديمقراطيون سرقوا الانتخابات الامريكية من دونالد ترامب...الخ.
ثمة نسبة لايستهان بها في كل شعب من شعوب العالم تؤمن بنظرية المؤامرة، تتباين هذه النسب بين الشعوب اعتمادا على عوامل عدة منها المستوى التعليمي والمستوى المعاشي والعمر والخلفية التاريخية والتجارب الشخصية، وماالى ذلك من عوامل. يعتقد 25 بالمئة من الامريكان ان نظريات المؤامرة لاتخلو من بعض الحقائق ويؤمن حولي 3 بالمئة منهم أن الارض مستوية. ليس لدي احصائية أو استبيان عن نسبة أصحاب عقلية المؤامرة بين الشعوب العربية، لكني اعتقد ان شعوبنا يمكن ان تحوي النسب الاعلى بين شعوب العالم لاسباب عديدة ربما يبعدنا الخوض فيها عن ثيمة المقال.
يؤكد المختصون أن الجيل الثالث من الشبكة العنكبوتية ((Web3 الذي يتبلور حاليا سينقلنا الى عالم افتراضي مخيف وسيدشن تسيد الأخبار المزيفة على حساب الحقيقة. واذا كان افتراضي مصيبا حول النسبة العالية من اصحاب عقلية المؤامرة بين الشعوب العربية، فهل يمكن أن نقود عالم "الحقيقة البديلة" بعد أن تخلفنا عن ركب عالم الحقيقة الذي يحتضرالآن؟



#نعيم_مرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهافت -إقتصادنا- (8)
- غياب القبس في مقابلات فائق الشيخ علي مع مندوب القبس
- لم تعد اليد الخفية خفية في تحريك الاقتصاد الحر
- #خرجنا_لطلب_الاصلاح
- قاسم الاعرجي يتفاخر بفشله
- لاندرك وجودنا الا من خلال مراياهم
- فيروس الأيمان يقتل أفيجيت روي
- ولائم التسويات السياسية في العراق تجسد انتصار ثقافة القبيلة ...
- دعوة لتاسيس محكمة عراقية مستقلة لمكافحة التعصب والتشهير
- قد لايكون مقتل شيماء العوادي بسبب الكراهية ضد المسلمين
- عندما تصطدم الحقوق الطبيعية بالتقاليد الاجتماعية
- تشريح قانون حقوق الصحفيين العراقيين الجديد
- كيف تقضي على الفساد في شهر؟
- التطرف الاسلامي يغزو الاجهزة الامنية في المغرب
- نشوء طبقة وسطى جديدة في العراق
- تحول الجامعات العراقية الى جوامع
- تشريح التشريح
- حيى الله الكورد
- الأختلاف الفكري يستدعي تبني النظام الفيدرالي في العراق
- ديماغوغية الخطاب السياسي العراقي


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نعيم مرواني - تخلفنا عن ركب عالم الحقيقة..فهل سنقود ركب عالم -الحقيقة البديلة-؟