أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم مرواني - حيى الله الكورد















المزيد.....

حيى الله الكورد


نعيم مرواني

الحوار المتمدن-العدد: 2076 - 2007 / 10 / 22 - 07:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الكورد هم ابناء الميديين ولهم اصول فارسية, سكنوا الجبال منذ آلاف السنين, وشهد ببسالتهم المؤرخ اليوناني "هيرودوت" عندما قاتلوا الى جانب ملك الفرس "دارا الثالث" ضد حملة الاسكندر المقدوني في معركة "غوغاميلا" التي وقعت عام 331 ق.م بالقرب من اربيل الحالية, وكانوا اوشكوا على قتل الاسكندر والحاق الهزيمة بجيشه لولا تخاذل جيش دارا الفارسي. تحالف معهم الكلدانيون بقيادة الملك البابلي نبوبلاصرفهزموا الامبراطورية الاشورية واسقطوا عاصمتها نينوى عام 612 ق م .أمرالملك البابلي نبوخذنصر ببناء الجنائن المعلقة لتشبه الجبال التي اشتاقت اليها زوجته الميدية/الكوردية "أميتي".
أذيبت هذه القومية (حالها حال بقية القوميات الاخرى) في الدولة الاسلامية وانجبت علماءا وقادة حملوا راية الدين الجديد وشاركوا كبقية اقوام الدول المفتوحة "المغزّيّة"في صنع الحضارة الاسلامية ونشر الدين الجديد. لكن ساءت حال الكورد عندما غلبت العصبية القبلية على الاسلام عند العرب والترك فساموا بقية الاقوام المنضوية تحت لواء الدولة الاسلامية سوء العذاب.

الموقع الجغرافي والنظام العالمي الذي اعقب الحرب العالمية الاولى وسوء الطالع أوقع الكورد تحت رحمة أجرم ثلاث قوميات في العالم (الترك والفرس والعرب).
قد يقول قائل ان الكورد كذلك اخذوا نصيبهم في اضطهاد بقية الاقوام.
والجواب نعم ارتكبت بعض القبائل اوالاحزاب الكوردية مخالفات بحق اقليات تشاركهم الوطن لكنها كانت حالات فردية متفرقة لايمكن مقارنتها بما لاقاه ويلاقيه الكورد من تطهير عرقي حكومي منظم من قبل قواعد الارهاب العالمي القومي في الشرق الاوسط. الكورد اساؤوا لبعضهم البعض ودخلوا في صراع دموي داخلي كذلك فهم بشرمثلنا ويرتكبون اخطاءا.

رفض الكورد الواقع الذي فرضه عليهم النظام السياسي العالمي منذ اوائل القرن الماضي فقاوموا الاستعمار العربي الفارسي التركي بكل ماأوتوا من قوة وعزيمة. كل مايريده الكورد هو ان يتركهم الآخرين بحالهم . الم تكن هذه الارضية التي بنيت عليها قوانين الامم المتحدة في حق الشعوب في تقرير مصيرها؟ لم يغز الكورد دولة ذات سيادة, ولم يعتدوا على احد, ولم يرتكبوا جرائم انسانية وليست لهم علاقة من بعيد او من قريب بوحش الارهاب العالمي الذي يأكل ابناءه حين لايصادف عدوا.بل على العكس فهم ضحايا لكل هذه الانواع المذكورة من الجرائم.

نجحت تركيا-من خلال التآمرمع دول حلف الناتو- في وضع حزب العمال الكوردي الذي يناضل من اجل حق اهله في تقرير مصيرهم نجحت في وضعه على قائمة منظمات الارهاب الدولي واستنجدت بالمخابرات الاسرائيلية وبالتنسيق مع سورية لالقاء القبض على المناضل الكوردي عبد الله اوجلان ليودع السجن كما لو كان من قطاع الطرق الاتراك ولولا تلويح الاتحاد الاوربي برفض طلب انضمام تركيا الى الاتحاد لتم اعدامه حال القاء القبض عليه.

هل سأل احد نفسه لماذا لايحق لأكثر من 35 مليون كوردي رفع اصواتهم والمطالبة بتاسيس دولتهم القومية على ارضهم الجبلية المغتصبة؟
فيجي دولة تأسست على اكثر من 300 جزيرة في المحيط الهادي وعدد نفوسها لم يصل المليون نسمة بعد ومكاو دولة لايتجاوزعدد نفوسها نصف المليون ومساحتها حوالي 40 كم2, والبحرين دولة شيعية لم يتجاوز عدد نفوسها الاصلييين 400000 نسمة كلهم شيعة عدا العائلة الحاكمة (العائلة الحاكمة من العرب السنة لان الشيعة في الدول العربية لازالوا في المراحل الاولى من عملية النشوء والتطور الدارويني فلم يتم تحولهم كليا الى بشر بعد لان انصافهم السفلى لازالت تشبه عجول البحر وزعانفهم لم تضمر لتتحول الى أرجل مثلما حصل للسنة العرب منذ مئات السنين وبالتالي فلايمكن لعجل بحر ان يقود بشر سبقوه تاريخيا في عملية النشوء والتطور). بروناي دار السلام دولة مستقلة وعضو في الامم المتحدة لايتجاوز عدد نفوسها ال 360000 نسمة يعيشون على رقعة من الارض تقل مساحتها عن 6000 كم2.دولة قبائل قطرالتي لايتعدى تعدادها800000 نسمة يعيشون على صحراء مساحتها اقل 11500 كم2 وهي عضو فعال وعلمها يرفرف عاليا في مانهاتن/نيويورك حيث موقع الامم المتحدة.

لقد آوى الكورد الطيبون واحسنوا معاملة اغلب الفارين من اضطهاد نظام المشنوق صدام حسين من اسلاميين وشيوعيين ومستقلين عرب شيعة وسنة على حد سواء, أليس من الواجب الوقوف معهم في محنتهم -كرد للجميل- ضد قوى التطرف العنصري الغاشمة؟ لكن يبدوا ان خبز ولبن وكباب اربيل لم "يغزّر" بالعرب الذين أبو الا ان يكونوا اعراب غدر وناكري جميل وضباع ليل غلب طبعها التطبع.

يلوك البعض هذه الايام كلمات مستهلكة منتقاة بعناية من خطابات هالكين بعثيين فيقولون ((ان الكورد استغلوا الوضع العراقي الراهن للعمل على الاستقلال وطالبوا بحقوق دون واجبات وهم يريدون السيطرة على كركوك الغنية بالنفط لدعم دولتهم الجديدة)) وهذه اهم العبارات التي سيواجهونك بها عند الحديث حول القضية الكوردية وللتذكير اقول:

كركوك كانت ولازالت محافظة كوردية.كان اتفق المشنوق صدام مع المرحوم مله مصطفى البرزاني عند التوقيع على معاهدة الحكم الذاتي في 11 آذار عام 1970على تاجيل حسم مسالة كركوك ليتم استفتاء شعبي حول مصيرها. الكل يعرف حملة التعريب البعثية المسعورة لكركوك وتشجيع آلاف العوائل العربية من الوسط والجنوب للانتقال والسكن هناك وعلى نفس الوتيرة استمرت حملات تهجير الكورد من مواطني كركوك الاصليين. ألايعني هذا ان الحكومة العراقية النافقة كانت تعرف ان غالبية سكان كركوك هم من الكورد والاستفتاء سوف لن يكون لصالح حكومة المركز فاسَتَبَقت الاستفتاء(الذي لم يحصل على كل حال) بحملة التعريب هذه؟.
ويقينا اذاما اقيم استفتاء الآن تنفيذا للفقرة 140 من الدستور العراقي فسيصوت الغالبية لصالح انضمام كركوك الى اقليم جنوب كردستان رغم التشويه الديموغرافي الكبير الذي لحق بالمجتمع الكركوكلي.

"يريد الاكراد دولة" عبارة اخرى ترددها اوساط التطرف القومي العربي.
ولم لا؟ ولماذا لايحق لهم ماحق لغيرهم؟ كم من الاقاليم انفصلت؟ وكم من الدول استقلت بعد انهيار المعسكر الشيوعي الذي فشل في تعديل جين التطرف القومي لدى السلطات الشيوعية الحاكمة مثلما فشل الاسلام في الغاء ولاء العربي لقبيلته ؟

الاستعمار والفكر القومي الشوفيني في المنطقة رسما حدود دول الشرق الاوسط في بداية القرن العشرين. وبما ان مرحلة الاستعمار قد انكفات وفشلت الحكومات القومية الشوفينية العربية -التي تلتها- في ادارة الدول وخلق تماسك بين مكوناتها الاجتماعية. فسيكون من الطبيعي نشوء دول واقاليم جديدة وسوف لن ينفع الوقوف بوجه عجلة التاريخ الا بقدر ما نفعت محاولات وانقلابات شيوعيي العالم لايقاف تفكيك دولهم وانحدارها السريع نحو المعسكر الراسمالي في ثمانينات القرن المنصرم.

انه لمن الضروري,وقبل فوات الأوان, ان يعمل الشيعة على تأمين فيدرالية جنوب بغداد ومساعدة اخوانهم السنة في تأسيس فيدراليتهم مع ضمان توزيع الثروات على كل العراقيين بالتساوي بدلا من ضياع الوقت والجهد في مطالبة الكورد بالتخلي عن حقوقهم ومحاولات منعهم من تسيير شؤونهم بالطريقة التي يرغبون.

يتهجم بعض بلهاء السياسة من الشيعة-الذين لايمثلون الا انفسهم فقط- على الكورد ويتهمونهم –ولو بطريقة غير مباشرة- بالتعنت وانتهاز الوضع الراهن العراقي لتحقيق مكاسب لقومهم على حساب باقي افراد المجتمع العراقي.
هذا الكلام طبعا غير دقيق وهو صناعة معادة للخطاب القومي للجلاد العربي الموجه ضد الضحية الكوردية.الحقيقة هي ان تنازلات الشيعة الطوعية عن حقوقهم في الحرية وتقرير المصير لصالح اسيادهم العرب من ابناء الطائفة المنصورة جعل مطالب الكورد تبدو غير معقولة وغير مشروعة.

لايجب على الكورد ان يسلكوا الطريق المتخاذل الذي يروج له بعض الساسة الشيعة المقموعين والذين أعطوا حقوقهم بايديهم اعطاء الذليل لانهم ادمنوا العيش في العتمة وكلما اطلوا برؤوسهم خارجا صدم ابصارهم نور الحرية الساطع فعادوا الى جحورهم مذعورين.

أيها الشيعة مالكم والكورد؟ انها اراضيهم وجبالهم وثرواتهم واعترف بحقوقهم هذه حتى العرب العنصريون فقبلوا بفيدرالية كوردستان وقالوا(الشمال حالة خاصة) فلماذا لاتطالبون لان يكون الجنوب كذلك حالة خاصة وتتمتعوا بحقوقكم كالكورد بدلا من الوقوف في الخندق الظالم والعمل على اعادة الكورد الى (الحالة العامة)؟

يذكرني حال بعض الشيعة هذه الايام بطرفة مأساوية كنا نتداولها في فترة الحرب القومية العربية ضد ايران تقول ( وعد جلاد بعثي شيعيا وكرديا كان قد تقرر اعدامهما ان ينفذ طلبا واحدا لكل منهما قبل ان ينفذ فيهما الاعدام فطلب الكوردي ان يرى امه اما الشيعي فكان طلبه ان يُمنَع الكوردي من رؤية امه)

في اجتماع لها مع قادة العراق في المنطقة الخضراء هددت كونداليسا رايس قائلة (ان لم تتفقوا وتعملوا سوية فسوف يعلقكم الارهابيون على اعمدة الكهرباء حالما تنسحب قواتنا)

كأني بسامي العسكري (مستشار نوري المالكي) وهو يتدلى من احد اعمدة الكهرباء متوسلا الارهابيين ان يربطوا احد القادة الكورد على العمود الآخر بدلا ان يقاوم او يحاول الافلات.

لقد لاقى الشيعة من الظلم والحرمان والهوان ما لاقى اخوانهم الكورد فوجب عليهم (ان كانوا احرار) ان يقفوا معهم في خندق واحد في محنتهم ضد جيش مغول العصر (الاتراك) من خلال الدعوة في الجوامع والحسينيات والمراكز الحزبية وفتح باب التطوع للقتال في كوردستان.
واعدكم من انني ساكون على راس فوج المتطوعين.
لقد سقطت الاقنعة وانكشف كل من كان يتربص شرا باهلنا الكورد فتراقص البعض فرحا للتهديد التركي كما تتراقص الغربان على الفطائس, فلابأس انما مسألة ايام وستنجلي الغمة وسيحيا الكورد وتبقى صخور جبالهم كما هي دوما صلدة تتكسر عليها كل غزوات مغول الترك والعرب والفرس مثلما تكسرت غزوات غيرهم سابقا.



#نعيم_مرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأختلاف الفكري يستدعي تبني النظام الفيدرالي في العراق
- ديماغوغية الخطاب السياسي العراقي
- قد لايكون تقسيم العراق اسوأ من وحدته
- خطورة تبادل الأدوار بين الغاية والوسيلة
- دورالمؤسسات التعليمية العربية في التخلف والأرهاب؟
- من جمد وظيفة العقل عند العرب؟
- انقذو الاسلام والا


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم مرواني - حيى الله الكورد