أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - هل سيلبس العراقيون ملابس حزن عاشوراء هذا العام مبكرا؟














المزيد.....

هل سيلبس العراقيون ملابس حزن عاشوراء هذا العام مبكرا؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7323 - 2022 / 7 / 28 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعود العراقيون على لبس السواد في ذكرى مصرع الامام الحسين وانصاره في شهر محرم من كل عام . الذكرى تقترب سريعا ولم تبقى الا أيام اقل من عدد أصابع اليد الواحدة , ولكن احتمال لبس السواد هذا العام قبل حلول هلال شهر محرم الحرام وارد جدا , بعد تظاهرات انصار السيد مقتدى الصدر يوم الأربعاء المصادف 27 تموز والتي من المفروض ان تبدء وتنتهي في ساحة لتحرير , ولكن بقدرة قادر اتجهت نحو المنطقة الخضراء المحصنة ودخل انصار السيد الصدر الى بناية البرلمان بدون تدخل القوى الأمنية . اكثر من ذلك فقد وجه مكتب السيد محمد الحلبوسي , رئيس مجلس البرلمان العراقي, " حماية البرلمان بعدم التعرض للمتظاهرين او المساس بهم , وعدم حمل السلاح داخل البرلمان فضلا عن توجيه الأمانة العامة لمجلس النواب بالتواجد في المجلس والتواصل مع المتظاهرين", وهي دعوة اعادها مرة ثانية النائب الثاني لرئيس مجلس البرلمان والمحسوب على الحزب الديمقراطي الكردستاني شاخوان عبد الله حيث طالب بضرورة الحفاظ على سلمية التظاهرات فيما وجه قوات حماية البرلمان الى عدم التعرض او المساس بهم .
الفضائية العراقية الإخبارية كانت أيضا واضحة جدا في دعم التظاهرات معتبرتا بانها تظاهرات شعبية ضد " المحاصصة", بدون الإشارة الى دخول المتظاهرون عنوة الى داخل بناية البرلمان والذي يعد خرق واضح لأقدس مقدسات العملية السياسية وهو البرلمان الذي يمثل إرادة الشعب , فيما اعتبر محللون سياسيون من اتباع التيار الصدري ان التظاهرات كانت تظاهرات شعبية وعفوية واجتمع الالاف في مكان واحد وفي وقت واحد للتعبير عن رغبتهم بالقضاء على نظام المحاصصة , وهي دعوة قريبة من المستحيل. فكل من درس الإحصاء يعرف ان احتمالية اجتماع عشرة اشخاص بدون معرفة الواحد الاخر في مكان واحد و لهدف واحد قريبة من الصفر , فكيف اذا كان الاجتماع يتكون من عشرات الالاف ؟
على كل حال رفضت الأمم المتحدة دخول المتظاهرين عنوة الى بناية البرلمان , واعتبر نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الى " ضرورة ان تعمل جميع الأطراف والجماعات السياسية في العراق معا , في وقت تتفكك فيه الوحدة , وهذا مصدر قلق كبير". اما بيان الاطار التأسيسي ( المنافس القوي للتيار الصدري) فقد اعتبر ان التظاهرة غير عفوية وانما كانت هناك " تحركات ودعوات مشبوهة تحث على الفوضى واثارة الفتنة و ضرب السلم الأهلي", معتبرا ان ما جرى يوم الأربعاء " من احداث متسارعة والسماح للمتظاهرين بدخول المنطقة الحكومية الخاصة واقتحام مجلس النواب والمؤسسات الدستورية وعدم قيام القوات المعنية بواجبها يثير الشبهات بشكل كبير", داعيا جماهيره الى " اليقظة والانتباه و تفويت الفرصة والاستعداد لكل طارئ".
اذا , الأيام القادمة ستكون حبلى بالأحداث الخطيرة وقد تشاهد شوارع بغداد والجنوب العراقي دماء بريئة و غزيرة قد لا تختلف كثيرا من فضائع الإبادة الجماعية بين عشيرة الهوتو والتوتسي في رواندا والذي ذهب ضحيتها 800 الف خلال مائة يوم فقط من عام 1994 . هذا الاحتمال وارد خاصة وان تحذير اخر جاء من مسؤول " سرايا السلام" الجناح المسلح للتيار الصدري , تحسين الحميداوي , من " المساس" بالمحتجين . وقال في " تدوينة" له ان " الجماهير اقوى من الطغاة مهما تفرعنوا", مضيفا " اياكم والمساس بالمتظاهرين". وقبل يوم نشره " وزير الصدر" صورة ساخرة لرجل من السودان يصافح ظله" في إشارة الى مرشح الاطار لراسة مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني , مما اثارت " التدوينة " امتعاض " عشيرة السوداني" التي طالبت الصدر بالتوضيح .
التيار الصدري خرج من البرلمان العراقي ولكنه لا يريد ان تشكل حكومة بدون ارادته وهو الامر الذي جعله استخدام و تحريك انصاره في كل مرة لا يرغب التيار بمرشح الاطار لقيادة الحكومة العراقية , و في النهاية يجري في العراق ما جرى قبل أسابيع في سريلانكا , حيث هرب رئيس وزراءها خارج البلد بعد ان هاجم المحتجين مقر عمله. لحد الان لم يعلن الاطار عن سحب مرشحه السيد محمد شياع السوداني وانه مصمم تقديم اسمه الى البرلمان كمرشح لرئاسة الوزراء .
على اكثر الاحتمالات ان السيد محمد شياع السوداني سوف لن يهرب من العراق في حالة إصرار الاطار على ترشيحه وفوزه بالمنصب لأنه مرشح من قوى سياسية كبيرة في العراق , وان هذه القوى لديها قاعدة شعبية ربما اكبر من قاعدة السيد الصدر , وان تملص التيار من مسؤوليته لتظاهرات يوم الأربعاء , ودعوته على انها تظاهرة الشعب العراقي , دعوة غير صحيحة . تظاهرة يوم الأربعاء كانت تظاهرة لانصار السيد الصدر , وليس للشعب العراقي شغل فيها , لأنه يعرف جيدا حجم مخاطرها في هذا الوقت . السيد ومن وراءه يريد ان يقض على الاطار( منصب رئيس مجلس البرلمان و رئيس الجمهورية أيضا بالمحاصصة) حتى لو كلف ذلك فناء الشعب العراقي ورفع اسم العراق من الخارطة العالمية . تظاهرات اليوم مشبوه لأنها دعمت من قوى معروفة ليس لها حب للاطار وتريد القضاء عليه الى الابد . فمن تابع اخبار التظاهرة يكتشف سريعا ان هناك ارادات داخلية وخارجية تريد من هذا الاختلاف الشيعي -الشيعي ان يكون خلاف قومي بدلا من اختلاف سياسي , فاصبح الاعلام المعادي يسوق للتوجهات السيد الصدر "القومية" وتبعية قوى الاطار الى ايران , بل ترشح من بعض وسائل الاعلام ان المتظاهرين الذين دخلوا قاعات مجلس النواب بدأوا بالهتاف مرة ثانية " ايران بره بره".
ليس دفاعا عن الاطار , فله جيش من المدافعون عنه , ولكن شخصيا لا اريد ان يراق دم أي مواطن عراقي بسبب قضايا سياسية يربح فيها المترفون ويصبح حطبها الفقراء . نعم بقاء كل مخيم واضع أصابعه على الزناد سوف لا ينجم منه الا الموت , ويصبح عاشورنا هذا العام عاشورين .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكوين راسمال , العراق نموذجا
- يتفقون على توريد الطاقة الى الغرب و ينسون فلسطين
- هدية السيد في يوم الغدير
- ما زال الغرب يتعامل مع الشرق الاوسط بالدونية و خرق السيادة ا ...
- شتاء اوروبا القادم سيكون قارسا جدا
- فلسطين ليست قضيتي
- لا انتعاش للاقتصاد الوطني بدون دعم القطاع الخاص
- اللقالق تخلت عن زيارة بغداد
- هل ان افلاس روسيا متوقعا؟
- علاقة الصادرات بالتنمية الاقتصادية
- G7 قاطعت الذهب الروسي , فما تاثير ذلك على سوقه؟
- ما حقيقة -تضخم بوتين-؟
- النفط مقابل فلسطين
- بعد استقالة نواب الكتلة الصدرية.. انفراج سياسي ام دم و دمار؟
- محنة الراسمالية مع الحرب الحرب في اوكرانيا
- اسعار النفط في طريقها الى التراجع.. ماذا على العراق فعله ؟
- بغض النظر عن من هو الفاعل , قصف اربيل يجب ان لا يغلق ملفه
- هل ينتقل مرض القتل العشوائي في الولايات المتحدة الى العراق؟
- الغرب يخسر معركته مع روسيا الاتحادية
- حديث مع دعاة التطبيع


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - هل سيلبس العراقيون ملابس حزن عاشوراء هذا العام مبكرا؟