أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ربيع نعيم مهدي - نوري المالكي والوزير ابن بقية















المزيد.....

نوري المالكي والوزير ابن بقية


ربيع نعيم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 7322 - 2022 / 7 / 27 - 07:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"1"
يُقال ان التاريخ كثيراً ما يُعيد نفسه، ولو كنت مؤمناً بتناسخ الأرواح لقلت بأن روح الوزير العباسي أبو الطاهر محمد بن بقية قد حلت في جسد نوري المالكي.. وأعاد التاريخ نفسه، لكن بشكل مختلف.
"2"
أبو الطاهر محمد بن بقية، كان وزيراً لدى بختيار عز الدولة البويهي، وقد بدأ حياته السياسية طباخاً لدى البويهيين - عندما كانت بغداد تحت سيطرتهم ونفوذهم - ثم تدرج في أعمال الخدمة حتى تسلم الوزارة في عام ٣٦٢ هجري، وقد قال الناس في حاله "من الغَضَارة الى الوزارة" – والغضار هو الإناء المُتَخذ من الطين-.
وبالرغم من شهرته بالإحسان الى الناس، إلا ان البلاد في عهد وزارته شهدت الكثير من الفوضى، والتي ساهمت في ظهور مجاميع العيارين.
بدأت وزارته بطلب بختيار عز الدولة المساعدة من ابن عمه عضد الدولة البويهي لمواجهة الاتراك سنة ٣٦٤ هجرية، وبالرغم من تقديمه للمعونة إلا انه طمع في حكم بغداد وحاول السيطرة عليها، لكن ابن بقية سعى الى مواجهة عضد الدولة من خلال مراسلة المتمردين على حكم البويهيين والاستعانة بهم، وبالفعل هُزِم عضد الدولة وأُجبِر على العودة الى بلاد فارس، تاركاً بغداد لحكم ابن عمه بختيار عز الدولة، والي تمرد عليه ابن بقية، إذ راح يحرض الناس ضده.
وكانت بداية النهاية في رحلة ابن بقية ان تم القبض عليه في واسط سنة ٣٦٦ من قبل عضد الدولة، والذي سمل عيني ابن بقية ليبقى حبيس منزله، لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، فعندما سيطر عضد الدولة على بغداد طلب ابن بقية والقاه تحت اقدام الفيلة، ليصلب بعدها عند جسر بغداد.
"3"
أما نوري كامل المالكي "مختار العصر" فبحسب ما تذكر المصادر، انه بدأ حياته السياسية كمعارض لحكم البعث في العراق بعد انتماءه لحزب الدعوة الإسلامية، وهرب الى سوريا سنة ١٩٧٩.
تتبعت سيرة حياته من خلال المنشور على شبكة الانترنت، والتي تناقلت مواقعها انه حاصل على شهادة البكالوريوس من كلية أصول الفقه في بغداد – وعند البحث عنها لم أجد سوى كلية أصول الفقه الجامعة الأهلية، والتي تأسست في ٢٠١١ ، وتناقلت هذه المواقع ايضاً انه حاصل على درجة الماجستير في اللغة العربية من جامعة صلاح الدين في أربيل – وعند البحث لم استطع معرفة عنوان الرسالة أو تاريخ مناقشتها، علماً ان الرجل كما يُقال قد اصدر مؤلفاً بعنوان "محمد حسن أبو المحاسن.. حياته وشعره".
تنقل نوري المالكي بين سوريا وايران، عاملاً في صفوف حزب الدعوة الإسلامية، والذي يمكن رسم صورة واضحة عن نشاطاته من خلال الاطلاع على ما كتبه غالب الشاهبندر في سلسلته "خسرت حياتي".
تسلم الوزارة لولايتين في الفترة من ٢٠٠٦ ولغاية ٢٠١٤، تمكن خلالها من وضع العراق في المرتبة الثالثة عالميا في مستويات الفساد، ولا زلنا نتذكر تصريحاته المتكررة عن امتلاكه لملفات تُدين الفاسدين، ويبدو انه سلم أمرهم لله، أو ربما انه اكتفى بالحسبلة!!..
انتهت أيام وزارته بسقوط ما يقارب ثلث أرض العراق بيد تنظيم داعش الإرهابي.. وهذا الوصف شديد الاختصار لفترة حكمه، وما بين السطور يعلمه الحكيم بالإشارة..
"4"
سيرة المالكي في عالم السياسة لم تنته بعد، ولا أدري هل ان بقائه ناتج عن عجز أو عن خوف أو ان الأمر لم يصدر بعد!!.. وفي كل الاحوال.. الرجل في سيرته أثبت ضعفاً في الإدارة والسياسة، لكنه لا زال يسعى لأمرٍ، الله وحده يعلم عواقبه..
وكباقي العراقيين استمعت للتسجيل الذي تسرب الى العلن، والذي ظهر فيه المالكي مولولاً داعياً بالويل والثبور على مخالفيه، سواء أكانوا شيعة أو سُنة، وعند تتبع دائرة الأعداء في التسجيل نجد انه بدأ بالخونة على حد قوله، تبعهم بالبعثيين، ومن ثم خلطة معادية شملت الصدر والبارزاني والسنة وبريطانيا، ولا أدري لماذا اختار بريطانيا وليس الولايات المتحدة!.
وبصراحة.. شككت في صحة التسجيل عند استماعي له، لكن حديثه - كعادته - عن امتلاك معلومات تتعلق الوضع الأمني وبالمؤامرات، والتهديد بعودة حزب البعث، وإيحاءاته بأنه الوحيد الذي يملك الحلول لمشاكل العراق والشيعة بالتحديد كلها امور تعزز من مصداقية التسجيل.
"5"
هناك العديد من المسائل التي ربما لم تنل القدر الكافي من النظر، فبعيداً عن وصف التيار الصدري بالخونة، تحدث الحضور عن مسألة الاستقلال الظاهري والارتباط بالمالكي في الباطن كوسيلة للعمل، وهو اسلوب لجأت اليه اغلب القوى السياسية في إنشاء تشكيلات حزبية تتسم بالاستقلال المزيف، لأغراض مختلفة كاحتواء زخم رفض الشعبي او للتشتيت في الانتخابات او لأغراض أخرى ..
أما مسألة الوعود بالتوسط بين الحضور والجانب الايراني فهي من المسائل التي أثارت لدي الشك في صحة التسجيل، فلا يخفى على أحد حجم النفوذ الذي تتمتع به الأجهزة الايرانية في العراق، وقد لا تكون بحاجة لجهود المالكي للوساطة خصوصاً اذا كان الأمر يتعلق بتشكيل مسلح يبحث قادته عن الدعم!!..
ومن جانب آخر قد يبدو اتهام المالكي للسيستاني أمراً طبيعياً، اذا اخذنا بالنظر طبيعة حزب الدعوة في علاقته مع المرجعيات الدينية، فبحسب معلوماتي – وأتمنى ان لا أكون مخطأ - ان أعضاء الحزب يرون أنفسهم اعلى من المرجعيات الدينية، وإن تم اللجوء اليهم في بعض الحالات فليس إلا من باب الضرورة التي يفرضها واقع سياسي معين لا أكثر..
والملفت للنظر أيضاً في التسجيل، وهو ما يبدو للسامع في ان المتحدث مقتنع بان قراءته للواقع لا تحمل في مؤشراتها ما يسُر، فالأمور معلقة بما يرى جيران البلاد في الشرق.
"6"
وهنا تجدر الإشارة الى تعليق غالب الشاهبندر على التسجيل - الذي بثته إحدى برامج قناة الرشيد -، والذي دعا الى ترك الأمر للتحقيق لإثبات صحة التسجيل أو العكس، فالمفردات التي تناقلها التسجيل ليست بغريبة عن احاديث المالكي، والنقطة الأهم هي وصف الشاهبندر للمالكي بانه رجل ساذج يمكن خداعه بسرعة.
"7"
وإذا أجرينا مقارنة بسيطة بين حال الوزير ابن بقية في ظل نفوذ وتسلط فارسي على بغداد في زمن العباسيين، وحال نوري المالكي في ظل النفوذ الإيراني والاحتلال الأمريكي للعراق، نستطيع رسم صور واضحة لأوجه الشبه بينهما، والتي يمكن إيجازها بأن كلاهما لم يُحسنا شؤون الرياسة والسياسة.



#ربيع_نعيم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجرد مدينتين
- أمالي عبد الحميد مصطفى - 3-
- جناية العمامة
- أمالي عبد الحميد مصطفى - 2-
- أمالي عبد الحميد مصطفى
- أسماء الرئيس الحسنى
- الجريمة المنظمة في صدر الاسلام – 2 -
- الجريمة المنظمة في صدر الاسلام - 1 -
- دكانة الشطري - شيخ الوراقين
- تشرين
- اقتصاديات الجنس
- رسالة في أخبار الجنّ عند العرب
- من غرائب الأخبار في تاريخ العرب
- دكانة الشطري – 6 -
- شامٌ بلا بعضِ الشام
- البغاء الرقمي
- بتكوين لله
- يجب ان يرحل!!
- بين العجم والروم..
- خطوة تبحث عن ثقة


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ربيع نعيم مهدي - نوري المالكي والوزير ابن بقية