أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر بن أعمارة - من يوميات السياسي العربي














المزيد.....

من يوميات السياسي العربي


عمر بن أعمارة

الحوار المتمدن-العدد: 7318 - 2022 / 7 / 23 - 23:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نعمم، بل نقصد عينة من الكائنات السياسية التي أصبحت، مع الأسف، تشكل الأغلبية السائدة.
المشهد العام صار رهينة لكائنات سياسية هجينة عارية من كل مصداقية: أحزاب بلا هوية، بلا حدود كالمراتع هي، لا برامج للمستقبل، لا مبادئ، لا قيّم، لا سياجات إيديولوجية، مفتوحة في وجه أشخاص عابرين، هم ممن يتقنون فن الدندنة والاستمالة من أجل الظفر بالغنائم… يفتحون دكاكين للسمسرة وينشّطون الدورة السياسية ويزرعون دراهم معدودات ووعودا كاذبة ليقطفوا الوطن ويصادروا المستقبل.
هكذا يستثمرون في بؤس المواطنين وفقرهم وحاجاتهم وجهلهم.
هم مجرد أورام خبيثة عابرة، كالطحالب بدون جذور، كالحرباء لا لون لهم إلا لون المصلحة والدرهم.
ما الذي يجعل السياسي يكذب ويقدم وعودا هو أعلم من غيره أنها غير قابلة للإنجاز؟
ما الذي يجعل السياسي يتحول إلى بطل يعد الناس لو انتخبوه أن يأتيهم جارّا السبع من أذنيه؟
ما الذي يحول السياسي إلى وحش يلتهم كل الوجبات الدسمة ؟
ما الذي يحول السياسي إلى راقص بارع على جراح وآلام البسطاء؟
ما الذي يجعل السياسي يقترف جميع الوعود عدى أن يكون صادقا وهو الذي يردد في دواخله: “أنا لا أكذب. لكن، إن قلت الحقيقة، أصاب بصداع ووجع في الرأس”؟
مع زمان الانتخابات، يتحول السياسي فجأة من حيوان شرس إلى حيوان وديع وإلى مواطن من القاع: يمشي على قدميه تاركا سيارته الفخمة، يجوب الأسواق طولا وعرضا، يشق الدروب والأزقة، يطرق جميع الأبواب، يجلس على الحصير ويجالس العامة من الناس، يصبح آذانا صاغية ويحدث الجميع بلغتهم وهو حريص على انتقاء الكلمات المناسبة، يتقاسم الطعام البسيط (عدس-بصارة- لوبية-حرشة-السفنج…) مع البسطاء ويخاطب الناس بغير قليل من الأدب والغموض. يتألم لآلامهم ويبدي قدرا كبيرا من التعاطف مع قضايا الشعب. يحرص على أن يظهر للجميع مدى التزامه بأوقات الصلاة ويسعى جاهدا إلى أن يَظهر فائضٌ من التقوى والورع في مظهره وسلوكه وفي كلامه؛ بل حتى في نواياه. خاوي اليدين هو إلّا من رزنامة من الوعود الكاذبة وهو لا يطلب من المواطنين شيئا إلا أن يوقعوا له على شيك من بياض بعد أن يكون قد قدم نفسه كمنقذ للوطن (أنا وحدي نضوّي لبلاد) وغيره الجحيم. يستغفل الجميع ويعمل على أن يفقدهم ذاكرتهم حتى لا يتذكروا وعوده الزائفة ويواجهونه بها. ينتهك حرمة جميع الخطابات. تراه في ثوب قومي تارة وفي أخرى يصبح اشتراكيا حد النخاع كما قد يتأبط ملف الليبرالية والحداثة في وجبة ما؛ وإن دعت اللحظة أن يلبس جبة الإسلامي، فلا حرج له في ذلك. ينافح العشيرة و يناصر القبيلة ويزايد على الأممية ويتبنى قضايا حقوق الإنسان حد التطرف.
كالثقوب السوداء هم، يمتصون الوطن ويحولونه إلى أشلاء ويبذرون حياة المواطنين. ليس لهم ما يقدمونه للوطن لأنه، منذ زمن ليس بقريب، لم يعد هذا الرهط من السياسيين يحملون أي شيء من أجلنا ومن أجل الوطن.



#عمر_بن_أعمارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الداعية.. أو الدعوة إلى إنقاذ الناس من أنفسهم ؟
- ناقصات عقل ودين ..ملاحظات وتساؤلات أولية
- رحيل امرأة..مرة أخرى حراس الآخرة
- واحة فڭيڭ.. أو في بهاء وكبرياء المكان
- لا ثقة لي حتى في النّحْلِ نفسه.
- تلك الفراشة علمت بالحقيقة لذلك لم تعد.
- -إدير- الناي الأبدي ونداء للحياة
- الكراهية لا تبني فقها ولا تدحض فكرا
- أيهما الأقرب إلى دينك يا شيخ،طلب الهداية والمغفرة للضال أم ا ...
- بُوخُودْ-المدينة النموذجية بواحة فڭيڭ
- في استحالة الفرد تحت سقف المِلّة
- كره العقل أو فصل الإنسان عن جوهره
- إيمان العجائز أو الإله في حدود عين القلب
- كتاب -صحيح البخاري نهاية أسطورة- تعليقات أولية على هامش ما أ ...
- دول مجاورة للحداثة ومواطنون لايِت ( (Light
- قَبْرِيَّات تمرينات رشيقة استعدادا للرحيل
- احذروا، إنه بيض أدولف هتلر
- حين تصبح الكراهية آلية للقياس والجهل مستنقع للطهارة
- كل ما تعلمته من الكتب العربية هو أن العرب(كانوا)
- هل المستقبل للإسلام الروحاني ؟؟؟


المزيد.....




- حجم التجارة بين بريطانيا وأمريكا بعد إعلان ترامب عن الاتفاقي ...
- 4 خطوات تحمي بها نفسك من الهجمات الإلكترونية أثناء العمل من ...
- إليكم ما تتضمنه -اتفاقية- التجارة بين الولايات المتحدة والمم ...
- زيارة ترامب للسعودية والإمارات وقطر.. فراس مقصد يناقش ما يمك ...
- قوة عسكرية مصرية في موسكو لأول مرة في التاريخ.. تعرف على الق ...
- مسيّرة أوكرانية تستهدف مبنى حكوميا في مقاطعة بيلغورود
- واشنطن تدعم مؤسسة جديدة لتولي توزيع المساعدات في غزة
- -إس-400- تشارك في العرض العسكري بالساحة الحمراء في الذكرى ال ...
- طواقم المسيّرات تظهر لأول مرة باستعراض النصر في موسكو
- بوتين وضيوفه من قادة العالم يضعون أكاليل الزهور على ضريح الج ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر بن أعمارة - من يوميات السياسي العربي