أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر بن أعمارة - حين تصبح الكراهية آلية للقياس والجهل مستنقع للطهارة














المزيد.....

حين تصبح الكراهية آلية للقياس والجهل مستنقع للطهارة


عمر بن أعمارة

الحوار المتمدن-العدد: 6210 - 2019 / 4 / 24 - 18:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك كلام (هدي) فائض و سائب وأحسن طريقة للرد عليه هو تجاهله وإهماله،لكن حينما يتكرر ويتكرر يتحول إلى سيمفونية مزعجة وصوت نشز، إذاك لابد من دحضه ليس لإقناع أصحابه فهذا ما لا نعتقد به ،لكن لتسليط الضوء عليه وتعريته وللكشف للآخرين عن مستنقعات من السفاهة التي أصبح البعض منا يسبح فيها. إن كان من مزايا للحرية وأساسا حرية التعبير فإنها تكشف عن مستوانا الفكري وتعري على جميع أمراضنا وعقدنا وضحالتنا. هناك عقول تصحرت ولم تعد تجود حتى بالرمال، فالقارات تزحزحت وهي لا حركة لها إلا التفكير بمنطق”أنا أكره إذن أنا موجود“.الكره لا يمكن أن يكون إلا منتوج العجز والفشل وغياب النظرة والقدرة على الإبداع والإنفتاح على المستقبل، كأن الأقوى إيمانا هو الأكثر حقدا وكرها للآخر المختلف.على المرء أن يعتصر عقله كي يفهم إلى ما آلت إليه الأمور من كره وحقد مجاني، وهذا الكم الهائل من الرداءة والجهل الذي أبى أن لا ينفك منا وأبينا نحن أيضا أن لا نضع مسافة معه وأن لا نفارقه ونتعالى عليه. فما أخطر الجهل والفراغ الفكري حين نَسْعَدُ ونفتخر به ونحوله إلى سلاح لمحاربة كل ما هو علم وفن ومعرفة ونور وحينما نصبح فرسانا لحروب وهمية خاسرة ومدمرة تخاض باسم العقيدة أو الهوية والملة.ها نحن اليوم مع بعض الأصوات الشاذة نعود إلى نفس المعزوفة، معزوفة التضليل والتجهيل والكراهية والأسئلة الفارغة المغلوطة التي تكشف عن مدى تخلفنا وجهلنا وحقدنا، إذ مع الاحتراق المهول الذي دمر جزء كبيرا من المعلمة الفنية التاريخية لكاتردائية فرنسا "نوتردام باريس" شاهدنا بعض الأصوات الشاذة والحاقدة تبتهج للدمار الذي أصاب الكاتدرائية، بل هناك من اعتبر فعل الاحتراق تم بأمر وانتقام رباني من الكفر والكفار.وقد لاحظنا قبل ذلك أي لحظة وفاة العالم الكبير ستيفن هوكينغ بعض الأسئلة التي تنم عن الجهل والحقد من نمط: هل ستيفن هوكينغ يستحق أن نترحم عليه أم لا ؟ هل مصيره الجنة أم جهنم ؟. بل هناك من راح بكرهه وحقده وجهله إلى أبعد ما يكون وقال:” أن ستيفن هوكينغ نفق ولم يمت”، دون أن ينتبه إلى أن هذا اللغو لا يمكن أن يصدر إلا من العقول النافقة أصلا . إن دولة الإنجليز آمنت بالعلم ووفرت لعلمائها بل لكل أبنائها كل الإمكانيات كي يتعلموا ويشتغلوا ويفيدوا وطنهم والإنسانية بعملهم وعلمهم – ولو كان العالم الفذ ستيفن هوكينغ في إحدى الدول التي تفتش في ضمائر ومعتقدات مواطنيها ولا تؤمن بالإنسان كأثمن رأس المال و بالعلم كقيمة غير قابلة للتفاوض لكان مصيره التسول على الأرصفة مع مجاورة القطط والكلاب الضالة -.نفس الأسئلة التي تكشف عن جهالة أهلها وحقدهم سمعناها لحظة رحيل المناضل الكبير نيلسون مانديلا رمز النضال ضد الميز العنصري ،إذ ارتفعت أصوات واحتدمت نقاشات على صفحات الأنترنيت وبعض الجرائد الورقية حول إجازة أو عدم إجازة الترحم عليه بل مدى اعتباره مسلما من عدمه .الرجل ناضل وضحى من أجل ما آمن به من مبادئ وقيم بكل ما أوتي من قوة وعزيمة وصبر وإيمان ورحل إلى مثواه الأخير بعد أن حقق رسالته .ونحن انغمسنا في اللغو والثرثرة حول مدى أحقيته دخول الجنة من عدمها كأنما مفاتيح الجنة في يد هؤلاء الجهلة.
هناك خواء فكري ينتشي بالسراب والأوهام ،هناك عقول تعج بكل الفراغات ومساحات شاسعة من العقم ،عقول تجدف عكس تيارات العلم والمعرفة والحياة،لقد استشرى فكر الكآبة والفزع، فكر لا ينشط إلا في أعتاب الرداءة ولا ينمو إلا في حقول الضحالة .أمم تعمل وتجتهد وتبدع ثم تنجح ونحن نتكاسل ،ننام ، نثرثر، ونردد ونتقهقر. بدلا من تنقية دواخلنا ،بدلا من تشطيب أوساخنا و أمام أبواب بيوتنا، راح البعض منا يعلن عن امتلاكه لمفاتيح الجنة والنار وراح يفرز أصحاب الجنة من أصحاب جهنم .متى أصبحتم تكشفون عن الغيب ؟ . يا ذوي العقول الهشة والمنخورة ،إلعبوا في الأرض ودعوا السماء بعيدة عن ترهاتكم ،عن غبائكم وأوهامكم وتطفلكم وعجرفتكم وعجزكم .من مات وغادر الحياة أدعوا له بالرحمة وإلا فاصمتوا. ومن أخبركم أصلا أن دعواتكم مستجابة ومقبولة ؟ بل من أبلغكم أنكم من أصحاب الجنة ؟ أي إيمان هذا الذي لا يكون إلا بنهش لحم الآخر الحي المختلف معنا ؟ أي دين هذا الذي لا يستقيم إلا بإقصاء الآخر الذي لا يعلن اصطفافه لجنبنا ؟ أي ملة هذه التي لا تقوم إلا على رفض الآخر الذي لا ينتمي لملتنا ؟ أي أخلاق هذه التي لا تسمو إلا بِذَمِّ أخلاق الآخر الذي لا يتقاسم معنا عاداتنا وتقاليدنا، قيمنا و أخلاقنا ؟ أي عقل هذا الذي لا يفكر إلا ضد كل ما أتى به الآخر المختلف وإن كانت حقائق ومعارف علمية صالحة للبشرية جمعاء ؟. الحمد لله أن ابن رشد دفن بعيدا عنا وإلا لتم نبش قبره وإحراق رفاته ونفي ترابه. سيزيف كَلَّ وتَعِبَ وأنتم لازلتم ترددون نفس الأسطوانة : ” داروين مسيحي ملحد ،ماركس يهودي ملحد، فرويد يهودي ملحد، اينشتين يهودي ملحد،نوبل يهودي ملحد، ستيفن هوكينغ ملحد….واللائحة طويلة . وأنتم ماذا فعلتم بإيمانكم وبماذا أفدتمونا نحن قبل أن تفيدوا الإنسانية وماذا قدمتم لأوطانكم ؟ من منكم أفادنا ولو بإيقاد شمعة أو مصباح أو غرس شجرة أو سحب حجرة من وسط الطريق أو ردم حفرة ؟ سماء مرصعة بالنجوم وأوطاننا تُنْبِتُ ثقوبا سوداء. لماذا تفضلون دائما الارتماء في أحضان المستنقعات بعيدا عن الأنهار الجارية ؟ ما هذا الحضيض الذي وصلنا إليه ؟ ما هذه الضحالة التي ننعم بها ؟ متى نتحرر من وهم وسراب الماضي الذي حولتموه إلى قيود وأغلال ؟ من يسيء لهذا الدين ولهذه الملة غير أصحاب هذا المنطق؟. واهم ومخطئ من يظن ويعتقد أنه يدافع عن إله جبار،عظيم ،غيور ومتكبر خالق الكون (الله غني عن العالمين) وعن دين متجذر في التاريخ وساكن في نفوس وقلوب الملايين من البشر. وتذكروا دائما أن الكبار لا يموتون والضحالة مصيرها مطارح النفايات غير الصالحة حتى لإعادة التدوير le recyclage.



#عمر_بن_أعمارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل ما تعلمته من الكتب العربية هو أن العرب(كانوا)
- هل المستقبل للإسلام الروحاني ؟؟؟
- الأنا والموت والقبر كنهاية سعيدة (الجزءالرابع)
- الأنا والموت والقبر كنهاية سعيدة (الجزءالثالث)
- الأنا والموت والقبر كنهاية سعيدة (الجزء الثاني)
- الأنا والموت والقبر كنهاية سعيدة (الجزء الأول)
- في بؤس الفقه الإسلامي-المعاصر-.
- عنف في الفضاءات العمومية
- نداء الواحة ورحلة العبور أو السفر حيث تجد نفسك
- لباس البرلمانية أمينة بين ضيق الدعوي وانتهازية السياسي ورحاب ...
- فقهاء أم ثقوب سوداء أو العدمية بصيغة دينية.
- وصفة سلفية أصيلة لحل معضلة حوادث السير عند أمتنا
- المفكر التنويري محمد أركون تحت مِعْوَل د. بنسالم حميش الصَّد ...
- المركزية المعكوسة أو احتقار الذات المبدعة
- إلى متى ستموت الأوطان فينا ؟؟؟
- انسحبت من الفلسفة مُبَكِّرًا لذلك لم أشرب مما شرب منه سقراط.
- فوق فڭيڭ، أو الهجرة من صقيع المدينة إلى دفء الوا ...
- الخطاب الديني مغالطات وأوهام
- الخطاب الديني الأخلاقي والسلوكات اليومية
- لماذا استوطنا حواشي العصر ؟


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر بن أعمارة - حين تصبح الكراهية آلية للقياس والجهل مستنقع للطهارة