أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر بن أعمارة - إلى متى ستموت الأوطان فينا ؟؟؟














المزيد.....

إلى متى ستموت الأوطان فينا ؟؟؟


عمر بن أعمارة

الحوار المتمدن-العدد: 6101 - 2019 / 1 / 1 - 16:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



1
ما أتعسنا، ما أتعسنا حين لا نسمّي الأشياء بأسمائها، ما أبشعنا حين نهجر إنسانيتنا، ما أكثر غموضنا حين نسكن في ظلنا، ما أتفهنا حين نضع أقنعة على وجوهنا، ما أشقانا حين نغادر ذواتنا، ما أكسلنا حين لا نجد من المرايا إلا مرايا الآخرين، ما أغبانا حين لا ننظر إلى أعماق أنفسنا، ما أحقرنا حين نكابر مع جهلنا، ما أبخسنا حين نزايد على تخلفنا، ما أقسانا حينما لا نمتلك إلا الحنين إلى أطلال لم تعد قائمة، أو التحصن تحت نصوص لم تعد تحدثنا.
لماذا استوطنا كل هذه الهشاشة ؟ لماذا نجاور كل هذا الضباب في كل أعمالنا ؟ كل المغامرات خضناها إلا مغامرة العقل، لماذا نحمل نظارات الآخرين حين نريد أن ننظر إلى أنفسنا العميقة ؟ كل المرايا نظرنا فيها إلا مرايانا نحن، كم من الطلاء يكفينا للستر على قبحنا ؟ أي القارات تتسع لأخطائنا وهفواتنا ؟ لماذا ظللنا أقزام التاريخ ؟ لماذا لم نعد نكبر وظللنا دائما قاصرين في زمننا وعصرنا ؟ لماذا في كل مرة نعلن النهايات ؟ لماذا لا نعرف الطريق إلى المستحيل ؟ أي المذكرات تصلح لنا لتسجيل انكساراتنا ؟ كم من السجلات تكفينا لتدوين هزائمنا ؟ نجوم في السماء ونحن ثقوب سوداء في الأرض، أي الصحاري تتسع لجفائنا ؟ كم من أسئلة تأخرنا على طرحها وكم من إجابات وضعناها في غير محلها ؟ أي المعاجم مناسبة لنا كي نستقي منها مفاهيم تصلح لتشخيص أمراضنا ؟ لماذا نستعير كل مصطلحاتنا من معاجم الانكسارات والهزائم ؟ لماذا لا تزهر أشجارنا وفصولنا السنوية كلها خريف ؟ لماذا دائما نخال السراب ماء صالحا للاستجمام ؟ أي أخلاق سنلبس بعد اليوم كي نستحي ونخجل من وضعنا ؟ أي الأرقام تليق بمكانتنا ورتبنا ؟ أي المحيطات تكفينا لتطهير ذواتنا ؟ الفساد استشرى فينا حتى استحيى هو بدلا منا نحن. نحن أصحاب رد الفعل بدلا من الفعل، هل نملك تصورا ما لأنفسنا وعنها ؟ هل لنا من رؤية لحاضرنا ولمستقبلنا ؟ هل من قدر لنا غير قدر تخلفنا وتمزقنا وبؤسنا اللامتناهي؟ هل من انتماء لنا غير انتمائنا إلى هوامش وحواشي العصر ؟ هل من ضمير لنا حتى نستفزه ونوقظه من سباته العميق ونكشف عليه حتى يصبح ضميرا غير مستترا ؟ أي الجسور تليق لعبورنا ؟.
كل الصلاحيات المتاحة لنا انتهت بما في ذلك صلاحية نومنا وموتنا. نحن امبراطورية البؤس واليأس، هل هذا قدرنا ومكتوب علينا أن نكون محطات لكل الانكسارات ومطارات لكل الانهيارات وموانئ لكل الفواجع ؟ أي انشطار وأي تشظي نحن مقبلين عليه بعد كل هذه التمزقات ؟.
يا موسوعة غينيس الأبدية، سجلي على صفحاتك : "كل الأرقام القياسية التي تؤدي إلى محطات الفشل والسقوط نحن من صنعنا إياها وهي من إنجازاتنا الفذة."
نحن الوحيدين الذين انتصرنا في تمزقنا وانهزمنا في وحدتنا، فأي نوع من الكائنات التي لا تقبل إلا بالتجزؤ كحل، نحن ؟ نحن التعدد والتنوع الوحيد والمنفرد الذي لا يقبل بالوحدة، نحن المجموعة الاستثنائية التي لا تقبل بالجمع كحل، فإلى متى سينام الإنسان فينا ؟ إلى متى ستموت الأوطان فينا ؟



#عمر_بن_أعمارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انسحبت من الفلسفة مُبَكِّرًا لذلك لم أشرب مما شرب منه سقراط.
- فوق فڭيڭ، أو الهجرة من صقيع المدينة إلى دفء الوا ...
- الخطاب الديني مغالطات وأوهام
- الخطاب الديني الأخلاقي والسلوكات اليومية
- لماذا استوطنا حواشي العصر ؟
- سراب -الاعجاز العلمي- في القرآن والسنة
- صحوة اسلامية أم مزيد من الانحدار نحو الحضيض ؟
- الصخرة المثيرة الملعونة


المزيد.....




- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو
- الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد 6 أيام من إغلاق المسجد الأقصى ...
- أفغانستان تغير تسمية -الجامعة الأمريكية- إلى -الجامعة الإسلا ...
- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...
- الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائي ...
- في انتظار نهاية العالم.. السيرة الدينية لسفير أميركا في إسرا ...
- أحلى قناة لطفلك.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات ...
- معارك -آخر الزمان-: كيف تؤثر العقائد الدينية في المواجهة بين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر بن أعمارة - إلى متى ستموت الأوطان فينا ؟؟؟