أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر بن أعمارة - الداعية.. أو الدعوة إلى إنقاذ الناس من أنفسهم ؟














المزيد.....

الداعية.. أو الدعوة إلى إنقاذ الناس من أنفسهم ؟


عمر بن أعمارة

الحوار المتمدن-العدد: 7233 - 2022 / 4 / 29 - 02:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس لكثرة ووفرة خطابات الدعاة والوعاظ حول نعي مجتمعاتنا المعاصرة ما يضاهيها سوى عقمها. في كل مرة، يخرج علينا من ينعي الحياة ويستنكر ما عمّ الأرض واستشرى فيها من فساد كلّي ويتنبأ بقرب نهايتنا والفناء تحت وقع كوارث سيسلطها الله على عباده العصاة المارقين لحظة غضبه وأن الحل هو أخذ مقعد داخل الفرقة الناجية وطريق النجاة الوحيدة هو في الرجوع إلى ما كان عليه السلف.
هذه النظرة الدونية إلى المجتمع، هذا الاستصغار والحكم على البشر كقاصرين، يسكن عقول فئة من الشيوخ؛ ولّد لديهم هوس الوصاية وإنقاذ الناس من أنفسهم ومن معاص وذنوب استفحلت واقترفت تحت أيديهم، وحوّل بعض من هؤلاء الدعاة إلى مُعادين للبداهة، فبعد أن ركبتهم أوهام حول أهميتهم في الكون، صارت لهم ادعاءات تخليص العالم من الشرور والألم، ولسان حالهم يردد ما قاله السيد قطب:"مجتمعات الجاهلية".
نحن مجتمعات بلا فضيلة والوعاظ وحدهم حراس القيم والأخلاق ومحاربي الرذيلة، لقد بعثوا لينفخوا فينا من فضائلهم، هكذا يعتقدون جازمين.
ما هو نمط العيش ونوع العالم الذي يقترحه علينا هذا الرهط من الشيوخ ؟
إنهم يدعوننا إلى يوتوبيا البؤس والجلوس إلى مائدة الخراب والموت حيث ينصبون خيامهم ويقيمون مآتم يومية: لا فنون لا مسرح لا سينما لا رقص لا موسيقى لا إبداع لا متعة لا حياة... تأبينات تلوى التأبينات ونفث الكراهية تحت خطابات متخمة بالضغينة والعداوة حد جعل الحياة لا تطاق.
إنهم يسعون إلى أن يقتلوا فينا الفرح وكل ما هو جميل ومثير للحياة ويحولوننا إلى مجتمعات للغربان...أليس من الجنون أن نطارد حلول مشاكلنا في ماض أجدادنا الذي لم يعد قابل للسكن وللعيش ؟
في كل مرة ينصّبون مقصلة للفنون ويقيمون محاكم للتفتيش ويضعون الحدود والسياجات حيث يدعون إلى تقابلات مقيتة، جائرة لا تستقيم، بين الحرية والعهر بين الفن والفجور بين الغناء والبغاء بين الرقص والانحلال بين العقل والزندقة بين الحداثة والفناء...
ينتصب الداعية كمخلص وحارس ويصير نجما فيصبح مطالبا بحضور دائم و وبخطابات حماسية مسترسلة لتنشيط الجماعة وتحفيز المريدين وتثبيت استمرارية نجوميته. هكذا يتحدث في كل شيء مما في البر والبحر والسماء، يفتي في العقائد والشعائر والشرائع، يمتد لسانه إلى العلوم فيحدث في جغرافية العالم وفي تاريخ الحروب، ثم يعرج إلى الطب والتداوي بالأعشاب وعلم الأجنة وعلم الوراثة والفيزياء والكمياء والنووي والهندسة والبستنة وتسيير المقاولات وتربية الأطفال والتعليم وطبقات الأوزون ونسبية اينشتاين والثقوب السوداء. يسعى لأن يصبغ كل الأماكن بلون واحد ويعيد كل الأزمنة إلى زمن واحد ويجعل كل الألسنة لسانا واحدا.
هكذا عندما نقول هم ضد كل ما هو حياة وجمال؛ نعني أنهم ضد التعدد والاختلاف وأنهم يحثون على النمطية ويسعون إلى تكريس الوثوقية واليقين والمطلق؛ وفي ذلك دعوات إلى الموت.
فرجاء لسنا قاصرين كما تعتقدون ! كفّوا عن إعطائنا الدروس في الحياة ولا حاجة لنا الآن ولا غدا لأن نجذف ضد العصر، فلا تنعوا إلينا عالمنا ذمّا أو هجاء… فالحياة أقوى من كل التأبينات ونحن نحبها ما استطعنا إليها سبيلا.



#عمر_بن_أعمارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناقصات عقل ودين ..ملاحظات وتساؤلات أولية
- رحيل امرأة..مرة أخرى حراس الآخرة
- واحة فڭيڭ.. أو في بهاء وكبرياء المكان
- لا ثقة لي حتى في النّحْلِ نفسه.
- تلك الفراشة علمت بالحقيقة لذلك لم تعد.
- -إدير- الناي الأبدي ونداء للحياة
- الكراهية لا تبني فقها ولا تدحض فكرا
- أيهما الأقرب إلى دينك يا شيخ،طلب الهداية والمغفرة للضال أم ا ...
- بُوخُودْ-المدينة النموذجية بواحة فڭيڭ
- في استحالة الفرد تحت سقف المِلّة
- كره العقل أو فصل الإنسان عن جوهره
- إيمان العجائز أو الإله في حدود عين القلب
- كتاب -صحيح البخاري نهاية أسطورة- تعليقات أولية على هامش ما أ ...
- دول مجاورة للحداثة ومواطنون لايِت ( (Light
- قَبْرِيَّات تمرينات رشيقة استعدادا للرحيل
- احذروا، إنه بيض أدولف هتلر
- حين تصبح الكراهية آلية للقياس والجهل مستنقع للطهارة
- كل ما تعلمته من الكتب العربية هو أن العرب(كانوا)
- هل المستقبل للإسلام الروحاني ؟؟؟
- الأنا والموت والقبر كنهاية سعيدة (الجزءالرابع)


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر بن أعمارة - الداعية.. أو الدعوة إلى إنقاذ الناس من أنفسهم ؟