أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر بن أعمارة - رحيل امرأة..مرة أخرى حراس الآخرة














المزيد.....

رحيل امرأة..مرة أخرى حراس الآخرة


عمر بن أعمارة

الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 26 - 16:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"إن القذارة الحقيقية تقبع في الداخل، أما القذارة الأخرى فهي تزول بغسلها. ويوجد نوع واحد من القذارة لا يمكن تطهيرها بالماء النقي، وهو لوثة الكراهية والتعصب التي تلوث الروح. نستطيع أن نطهر أجسامنا بالزهد والصيام، لكن الحب وحده هو الذي يطهر قلوبنا".شمس التبريزي
مع وفاة الآخر المختلف تتحرك الآلة الجهنمية لبعض الكتائب المدججة بكل ما هو حقد وضغينة وتنتصب كحراس على الآخرة وكنواب على الله، بعدها تقيم محاكم تفتيش وتبدأ في الفرز ثم السب والشتم والتكفير والتهويد. في حقيقة الأمر لم يفاجئنا ذلك الكم من الأقلام الحمراء التي تجندت ولا ذلك العدد من البطاقات الحمراء التي رفعت في وجه أنثى. يبدو أن منسوب التشفّي في هذه النازلة قد ارتفع كثيرا عن غيرها لكون الهالك امرأة شكلت لما يزيد عن أربعين سنة عقدة لعقول مسيّجة ومتحجرة، بل كانت لما لا يقل عن نصف قرن من العطاء والتميز والمشاكسة غصّة في حلق هؤلاء، وهاهم الآن مع رحيلها يتنفسون الصعداء ويرتشفون كؤوس النخوة والانتصار على جثتها الهامدة دون أن ينتبهوا إلى أن الفكرة هي الفاعلة ولن تموت أبدا. لقد شاهدنا من قبل نفس الممارسات ونفس الخطابات تكررت مع وفاة "مارادونا" النجم الدولي لكرة القدم وقبله مع رحيل المفكر الإسلامي "محمد شحرور" وأيضا مع وفاة العالم الكبير "ستيفن هوكينغ" كذلك نقس السلوك رأيناه مع رحيل المناضل الكبير "نيلسون مانديلا" رمز النضال ضد الميز العنصري واللائحة طويلة.
ذهنية التشفّي
هناك عقول لا تشتغل إلا بمنطق”أنا أكره إذن أنا موجود“.الكره لا يمكن أن يكون إلا منتوج العجز والفشل وغياب النظرة المستقبلية الاستشرافية والقدرة على الإبداع والاندماج في الحاضر والانفتاح على المستقبل. كأن الأقوى إيمانا هو الأكثر حقدا وكرها للآخرين المختلفين.على المرء أن يعتصر عقله كي يفهم إلى ما آلت إليه الأمور من ضغينة وكره وحقد، وهذا الكم الهائل من الرداءة والجهل الذي يسري في آلاف مواقع التواصل والذي أبى أن لا ينفك منا وأبينا نحن أيضا أن لا نضع مسافة بيننا وبينه وأن لا نفارقه ونتعالى عليه بل احتضناه بعد أن جعلنا وسائل التواصل الحديثة في خدمته. فما أخطر الجهل والفراغ الفكري حين نَسْعَدُ ونفتخر به ونحوله إلى سلاح لمحاربة كل ما هو علم وفن ومعرفة ونور وحياة وحينما نصبح فرسانا لحروب خاسرة ومدمرة تخاض باسم العقيدة أو الهوية والملّة وحينما نعتقد أننا نحن "الفرقة الناجية" وغيرنا إلى الجحيم بأحكامنا وبقراراتنا ومباركتنا.
التشفّي سلوك ناتج عن تفكير مهزوم يلاحق المختلف معه حد الآخرة قصد الانتقام منه، التشفّي ذليل فشل وعجز يكشف على مدى جبن وتخلف وجهل وحقد الممارسين والداعين له.لقد شاهدنا بعض الأصوات الجبانة والشاذة والحاقدة تبتهج فرحا وتتشفى لرحيل "نوال السعداوي" كما لو أنهم سيخلدون في الحياة(على الأقل هي عاشت 90سنة).هذا اللغو والثرثرة حول مدى أحقيته فلان أو علّان دخول الجنة من عدمها كأنما مفاتيح الجنة في يد هؤلاء الجهلة الحقودين على كل ما هو حياة وفن وعلم.أو كما لو أن إله الكون نصبهم نوابا عنه. مع حضور وانتشار هذا النمط من التفكير والسلوكيات يبدو أن التربة مازالت خصبة لزرع واستنبات الأعشاب السامة من طينة ورثة داعش والقاعدة وبوكو حرام التي لا تنمو إلا حيث الجهل والضغينة والخرافة.
هناك عقول تنتشي بالخرافات والأوهام وهي تعج بكل الفراغات،هناك مساحات شاسعة من العقم داخل هذه العقول التي تجدف عكس تيارات العلم والمعرفة والحياة.نعم لقد استشرى فكر الكآبة والفزع، فكر لا ينشط إلا في أعتاب السفاهة والضحالة ولا ينمو إلا في حقول الأحقاد والضغينة. لقد راح البعض يعلن عن امتلاكه لمفاتيح الجنة والنار هكذا أصبحوا يفرزون أصحاب الجنة من أصحاب جهنم كما لو أنهم مفوضون من السماء. أي إيمان هذا الذي لا يقوم إلا على نهش لحم الآخر المختلف حيا كان أو ميتا ؟ أي دين هذا الذي لا يستقيم إلا بإقصاء الآخر الذي لا يعلن اصطفافه لجانب "الجماعة المنصورة بالله"؟.
المرأة الخيمة
نوال سليلة المدرسة العقلانية المناضلة التي لا تعرف المهادنة ولا النكوص.نوال نهر هادر من الفكر النقدي المتقد.نوال تمنع وكبرياء أنثى.نوال دعوة مستمرة لخلخلة يقينيات سلبت من المرأة إنسانيتها وحولتها إلى كائن بشري من درجة صفر.نوال صرخة كل امرأة عاشت واستشعرت الظلم والاستبداد. نوال نداء لكل ما هو حياة وحب وجمال.نوال حضن لكل تفكير متمرد على المجتمعات الذكورية التي عطلتنا لمئات السنين عن غيرنا .نوال صرخة أنثى ضد مجتمعات استحكمتها عادات وتقاليد وقيم ذكورية مجحفة وظالمة.نوال صوت مزعج لكل أنظمة مترهلة وفاسدة اقتاتت وتقتات من كل ما هو جهل وخوف وفقر وظلم. نوال صرخة ضمير حي لن يهدأ.نوال شمعة ليلنا الطويل.



#عمر_بن_أعمارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واحة فڭيڭ.. أو في بهاء وكبرياء المكان
- لا ثقة لي حتى في النّحْلِ نفسه.
- تلك الفراشة علمت بالحقيقة لذلك لم تعد.
- -إدير- الناي الأبدي ونداء للحياة
- الكراهية لا تبني فقها ولا تدحض فكرا
- أيهما الأقرب إلى دينك يا شيخ،طلب الهداية والمغفرة للضال أم ا ...
- بُوخُودْ-المدينة النموذجية بواحة فڭيڭ
- في استحالة الفرد تحت سقف المِلّة
- كره العقل أو فصل الإنسان عن جوهره
- إيمان العجائز أو الإله في حدود عين القلب
- كتاب -صحيح البخاري نهاية أسطورة- تعليقات أولية على هامش ما أ ...
- دول مجاورة للحداثة ومواطنون لايِت ( (Light
- قَبْرِيَّات تمرينات رشيقة استعدادا للرحيل
- احذروا، إنه بيض أدولف هتلر
- حين تصبح الكراهية آلية للقياس والجهل مستنقع للطهارة
- كل ما تعلمته من الكتب العربية هو أن العرب(كانوا)
- هل المستقبل للإسلام الروحاني ؟؟؟
- الأنا والموت والقبر كنهاية سعيدة (الجزءالرابع)
- الأنا والموت والقبر كنهاية سعيدة (الجزءالثالث)
- الأنا والموت والقبر كنهاية سعيدة (الجزء الثاني)


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر بن أعمارة - رحيل امرأة..مرة أخرى حراس الآخرة