ما أ عظم ثورتنا التحريرية

عزالدين معزة
كاتب
(Maza Azzeddine)

الحوار المتمدن-العدد: 7315 - 2022 / 7 / 20 - 11:39
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

كم كنا عظماء خلال ثورتنا التحريرية المباركة ، وكم كان الجزائريون يحبون التضحية في سبيل الجزائر ، بل كانوا لا يهابون الموت ولا سجون ومراكز الاعتقال الفرنسي ، كان الجزائريون يدفنون شهداءهم بالزغاريد ، ولا يقيمون لهم المآتم ولا بيوت التعزية ، بل كان المجاهدون والشهب يتسابقون للشهادة .
ثورة ابهرت العالم بوسائلها البسيطة وبقوة ايمانها بحقها المشروع في استعادة الجزائر لأهلها .
عندما نتكلم عن بطولات الشهداء والمجاهدين والشعب ، تجد بعض الذين يذكرونك بسلبيات الثورة والاخطاء التي ارتكبتها في حق بعض المجاهدين وافراد الشعب .
لا أحد ينكر ذلك ، نعم حدثت اخطاء جسيمة ارتكبتها جبهة التحرير الوطني في حق بعض المجاهدين وافراد الشعب ، كلنا يعرف أنه لا توجد نظيفة عبر التاريخ والمكان ، كل الثورات ترتكب فيها اخطاء وتجاوزات وتصفيات جسدية ، لكن إذا قارننا ثورتنا التحريرية بالثورات المعاصرة فهي انظف ثورة بلا شك ،
يسعدني اكثر لو تعترف الجزائر الان بعد ستين سنة من استرجاع السيادة برد الاعتبار لأولئك الشهداء الذين ذهبوا ضحية على يد اخوانهم ، ولا عيب ولا ضرر في ذلك بل في نظري يشرف الثورة والجزائر ..
الثورة الوحيدة التي استطاعت ان تنقل اعمالها الفدائية الى قلب عاصمة العدو هي الثورة الجزائرية ..
وهذا نموذج فريد من نوعه قام به به أحد الفدائيين الجزائريين الشجعان في قلب العاصمة باريس :
في عصر الأحد 26 مايو 1957 نفذ الفدائي الجزائري محمد بن صدوق عملية فدائية جريئة من نوعها استهدفت الخائن علي شكال، وذلك عند المدخل الرئيسي لملعب "كولومب" (بباريس)، في ختام نهائي كأس فرنسا لكرة القدم الذي جمع يومئذ بين فريقي "تولوز" و"أنجي"، بحضور الرئيس الفرنسي "روني كوتي".
لم يكن الخائن بعيدا عن الرئيس الفرنسي وكان بإمكان الفدائي الجزائري قتل الرئيس الفرنسي لكنه لم يفعل ..، ورغم انتشار الحرس الرئاسي والبوليس السري والمخابرات في كل مكان فقد تمكن ابن صدوق من الوصول إلى الخائن وقتله أمام أعين الرئيس والوزراء المرافقين له، وبهدوء تام سلم البطل نفسه... وعندما سأله الصحفيون عن ذلك أجاب بأن الجبهة كلفته بمهمة محددة .. هي قتل الخائن فقط .وعملت فرنسا على التكتم على حقيقة الحادث وسارعت إلى محاكمته وحكمت عليه بالسجن المؤبد مع الاشغال الشاقة ، لكن أطلقت سراحه مباشرة بعد استرجاع السيادة الوطنية في 1962..

#عزالدين_معزة (هاشتاغ)       Maza_Azzeddine#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات