أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - سلمان رشدي والواقعية السحرية الجديدة















المزيد.....

سلمان رشدي والواقعية السحرية الجديدة


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7307 - 2022 / 7 / 12 - 20:49
المحور: الادب والفن
    


سلمان رشدي والواقعية السحرية الجديدة..
مرت قبل أيام ذكرى مولد الكاتب والروائي العالمي سلمان رشدي. فقد ولد في 19 حزيران يونيو عام 1947، وهو روائي وكاتب مقالات بريطاني أمريكي هندي المولد مسلم الديانة، حاصل على لقب "سير" من ملكة بريطانيا العظمى اليزابيث الثانية.
يهتم عمله، الذي يجمع بين الواقعية السحرية والقصص التاريخي، في المقام الأول بالعديد من الروابط والاضطرابات والهجرات والتقاطعات بين حضارات الشرق والغرب، مع وضع الكثير من رواياته في شبه القارة الهندية.
حازت روايته الثانية "أطفال منتصف الليل" (1981) على جائزة مان بووكر عام 1981 واعتبرت "أفضل رواية بين جميع الفائزين" في مناسبتين: بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين، والذكرى الأربعين للجائزة.
كانت روايته الرابعة، آيات شيطانية (1988) موضع جدل كبير، وأثارت احتجاجات من المسلمين في عدة بلدان. تم توجيه تهديدات بالقتل ضده، بما في ذلك فتوى تدعو إلى هدر دمه أصدرها آية الله روح الله الخميني، الذي كان آنذاك المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران. وفي 14 شباط فبراير عام 1989، وضعت الحكومة البريطانية رشدي تحت الحماية الأمنية.
في هذا السياق، يصدر كتابنا الجديد المعنون "سلمان رشدي والواقعية السحرية الجديدة" عن المشروع الطموح، سلسلة "كتاب كناية" الدوري غير الربحي، عن مؤسسة كناية الثقافية في السويد، Metonymy Kinaya بالتعاون مع منشورات "مومنت" بالمملكة المتحدة، ودار النشر "نورث ماغ بريس" الاسكندنافية.
يتناول الكتاب، الذي يضم بين دفتيه مقالتين نقديتين كنت كتبتهما عن آخر روايتين صدرتا له، الأولى بعنوان "سنتان وثمانية أشهر وثمانية وعشرون ليلة"، TWO YEARS EIGHT MONTHS AND TWENTY-ETCHT NIGHTS، والثانية بعنوان "دون كيشوت"، Quichotte، علاوة على حوار مطول كان أجراه "جاك ليفينغز" مع رشدي لحساب مجلة "باريس ريفيو" الشهيرة، قمت بترجمته كاملا، وتم نشر الحوار في مجلة "تامرا" الفصلية الثقافية التي تصدر عن اتحاد الادباء والكتاب في ديالى بالعراق، العدد المزدوج 12 و 13 لعام 2021 في خطوة مثمنة وشجاعة من لدن المجلة الغراء. ولا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أتقدم بكل الشكر والعرفان لهيئة تحرير "تامرا" الرائعة، وللصديق الشاعر علي فرحان، رئيس التحرير، لما أولوه من عناية واهتمام لكي يخرج الحوار لقراء العربية بحُلَّتِه التي خرج بها.
قلت، يتناول هذا الكتاب، مدرسة الواقعية السحرية أو الواقعية العجائبية، منذ ولادتها الألمانية (عبر نقد الفنون التشكيلية أولا) وتبلور مصطلحها هناك، مرورا بالمنعرج الطويل نسبيا في امريكا اللاتينية، (أليخو كاربانتييه، ماتشادو دو أسيس، غابرييل غارسيا ماركيز، إيزابيل ألليندي، خوان رولفو) وصولا لعودة هذا التيار الى حاضنته الأوروبية، عبر تنمية وتطوير وتلقيح هذه التقنية في الكتابة على يد كتاب حداثيين مثل غونتر غراس، وبيتر هاندكه، وإيتالو كالفينو، وجون فاولز، وأنجيلا كارتر، وجون بانفيل، وميشيل تورنييه، ولويس فيرون، وغيرهم. ولكن لا بد ان اشهرهم، ومن ينسب اليه الفضل في خلق المنعطف وَوَسْمِ هذه المدرسة الإبداعية بثوبها الجديد المطعم بما بعد الحداثة، هو سلمان رشدي، مؤلف الرائعة الأكثر صيتا وانتشارا، "أطفال منتصف الليل"، وأحد أشهر مؤلفي الواقعية السحرية الجديدة.
تدور أحداث الرواية في الهند، وتتحدث عن شخصية تعيش خلال الوقت الذي تنفصل فيه الهند عن حكم التاج البريطاني. وبسبب وقت ولادته وطبيعتها، تم منح الشخصية الرئيسية في الرواية قوى خارقة للطبيعة ليتم التركيز على التأثيرات الشخصية للصراع السياسي، وليتحول هذا الكتاب إلى قصة آسرة. يوضح سلمان رشدي فكرته قائلا إن "الواقع هو مسألة منظور. كلما ابتعدت عن الماضي، بدا الأمر أكثر واقعية ومعقولية، ولكن مع اقترابك من الحاضر، سيبدو الواقع حتمًا غير قابل للتصديق، أكثر وأكثر".
وتقوم هذه الواقعية السحرية الجديدة على أساس مزج عناصر متقابلة في سياق العمل الأدبي، على أن تكون متعارضة مع قوانين المنطق التجريبي، فتختلط الأوهام والمحاولات والتصورات الغريبة بسياق السرد، الذي يظل محتفظا بنبرة حيادية موضوعية كتلك التي تميز التقرير الواقعي.
وفي الوقت الذي يشدد فيه معظم النقاد الكبار في العالم على ضرورة التفريق ما بين الفنطازيا وكتابة الخيال العلمي وبين تكنيك الواقعية السحرية، فإنهم يقرون بتواجد هذه الأخيرة في معظم آداب شعوب العالم، خارج اوروپا وأمريكا اللاتينية، ليس ابتداءا فقط بألف ليلة وليلة، ذلك الأنموذج الواقعي-السحري العظيم بامتياز، وليس انتهاءا بروايات السويدية كاميلا لاكبيرغ، والنرويجي جو نسبو، مرورا طبعا بالإيراني صادق هدايت في "البومة العمياء" (ترجمة إبراهيم الدسوقي شتا) والتركي يشار كمال في "شجرة الرمان" (ترجمة سامي الحاج) والجزائري رشيد بوجدرة في "ألف وعام من الحنين" (ترجمة مرزاق بقطاش).
تزوّج رشدي أربع مرات. أولى زوجاته كانت كلارسيا لوارد وأنجب منها أبنه ظفر أو ظفار (يحلو لبعض المترجمين العرب ان يكتبوا اسمه زافار). زوجته الثانية كانت ماريان ويجينز الروائية الأمريكية المعروفة. الثالثة كانت إليزابيث ويست، أنجبا ابنهما ميلان. في عام 2004 تزوج من الممثلة الهندية الأمريكية والموديل بادما لاكشمي. انتهى الزواج في 2007 حيث صرّحت لاكشمي ان الطلاق كان نتيجة لرغبتها هي.
في عام 1983، تم انتخاب سلمان رشدي زميلًا في الجمعية الملكية للآداب، وهي المنظمة الأدبية العليا في المملكة المتحدة. تم تعيينه قائد فرنسا للفنون والآداب في كانون الثاني يناير عام 1999. في حزيران يونيو 2007 ، منحته الملكة إليزابيث الثانية وسامًا لخدماته في مجال الأدب. في عام 2008، صنفته صحيفة التايمز في المرتبة الثالثة عشرة على قائمتها لأعظم خمسين كاتبًا بريطانيًا منذ العام 1945.
يعيش رشدي في الولايات المتحدة منذ عام 2000. حصل على لقب الكاتب المتميز المقيم في معهد آرثر كارتر للصحافة بجامعة نيويورك في عام 2015. تم انتخابه في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب. وفي عام 2012، نشر جوزيف أنطوان كتابا بعنوان "مذكرات"، وهو سرد لحياة رشدي في أعقاب الجدل حول روايته "آيات شيطانية".
تعتبر "غريموس" الرواية الأولى لسلمان رشدي، ولكنها لم تحظَ بأي اهتمام أو شهرة. روايته الثانية "أطفال منتصف الليل" اخذت حيّزا واسعا من الشهرة، وبها دخل تاريخ الأدب، وتعتبر اليوم أحد أهم أعماله الأدبية. نقاد الأدب الإنگليزي أشاروا إلى أن رواية أطفال منتصف الليل أثّرت نهائيا وبشكل كبير على شكل الأدب الهندي- الإنگليزي وتطوّره خلال العقود القادمة.
وفي الفترة الأخيرة، ظهر الروائي العالمي سلمان رشدي، رغم الطوق الأمني الذي ما زال مفروضا عليه حمايةً لحياته، ظهر في دور قصير في فيلم بريدجيت جونز، ذي دايري، مع رينيه زيلويغر.
هذا ومن المؤمل ان يصدر كتابنا المشار إليه اعلاه، مع مطلع الخريف القادم، بصيغتين، ورقية ورقمية، وفيه استفاضات مزيدة ووافية بخصوص ما ورد في هذا التقديم المتعجل بحكم المناسبة.



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما النافذة أضيق من مدى..
- م: آخر فصل الميم
- العشق والحكمة لا يلتقيان
- العائدة من بين الشرفات تفتح الأموج على بحر سوسة.
- -نرد النص- أم -نص النرد-: عندما يذهب الشعر إلى أقاصيه ..
- عيد العمال..
- شوكولاتة..
- اكتب اكتب اكتب، حتى الموت..
- في فن الشعر..
- واحد وتلاثين آذار..
- حوار حكمت الحاج وعواطف محجوب عن لاعب الظل والقصة القصيرة
- قصيدة_ إميلي ديكنسون
- الشعر، ما هو؟
- السايبرفورمانس نحو مسرح رقمي عربي
- لاجئون
- الرقم العظيم خمسة..
- هذا فقط لكي أقول..
- تَحْفرُ الخيولُ قبرَ الفجرِ..
- حواران متأخران مع فؤاد التكرلي ومحمد الهادي الجزيري..
- يوليسيس في المدينة..


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - سلمان رشدي والواقعية السحرية الجديدة