أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - لن يستقر العراق إلا بتحقيق الدولة المدنية














المزيد.....

لن يستقر العراق إلا بتحقيق الدولة المدنية


سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)


الحوار المتمدن-العدد: 7307 - 2022 / 7 / 12 - 01:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد العراق بعد 2003 سوى نموذج للدولة الفاشلة، مع استمرار ما يسمى " الإنسداد السياسي " ، بسبب اختلاف المصالح الشخصية والحزبية والاجندات الخارجية لزعامات القوى المتنفذة التي ليس لها ارتباط بالوطن سوى مجرد الذاكرة وسرقة ثرواته، وتحاول النخب الوطنية المثقفة من دعاة الدولة المدنية لانتقال العراق من مصدر تهديد للاستقرار إلى مُعزز له، لكن هذه المحاولة ما زالت في دور " الشرنقة" ، خاصة بعد انسحاب الكتلة الصدرية من البرلمان بعد أن صدعوا رؤوس العراقيين بالإصلاحات وتشكيل حكومة الأغلبية ، وتحويل النصر الانتخابي إلى هزيمة، الحقت ضررا كبيرا في رسم سياسة كان بإمكانها فتح باب تغيير "الموديل" الذي كان سائدا قبل الانسحاب ، وفتح المجال أمام دخول الأحزاب الولائية كطرف رئيسي في تشكيل الحكومة المقبلة تحت عنوان " التوافقية"، ليكون عاملاً لتعزيز المشروع الإيراني كأبرز مؤشر يهدّد مستقبل البلاد ، وأصبحت هذه النخبة الوطنية والمجتمع الدولي أمام تحدي المصداقية للتعامل مع حكومة ولائية ليس لها ارتباط بالوطن سوى مزيدا من سرقة ماله العام وتكريس كل عوامل التخلف والانهيار وفي مقدمتها قطع أوصال النسيج الاجتماعي.
لقد استغل زعماء الإطار ومن ورائهم إيران عامل الوقت بقطع الطريق القانوني والدستوري على عودة النواب الصدريين من خلال الجلسة البرلمانية "الطارئة" يوم 23 حزيران 2022 بالاشتراك مع (محمد الحلبوسي) بأداء البدلاء اليمين الدستورية ومعظمهم من " الإطاريين" والتي جاءت زوراً تحت عنوان " مناقشة الاعتداءات التركية في شمال العراق".
الحقيقة لن تتشكل حكومة وطنية أدواتها من نفس ماكنة الخراب والفساد التي دمرت العراق طيلة السنوات الماضية ، فهي تشكل اكبر معول تهديم لما تبقى من البلاد.
إن الإطار والتيار كلاهما يدركان ان العملية السياسية قد فقدت شرعيتها برفضها من قبل الشعب الذي هو مصدر السلطات، لذلك استحالة أن تكون هناك إصلاحات بأدوات إيرانية وفاسدة.
وإذا استمر الوضع الفوضوي بهذه الصورة المأساوية فأن السخط الشعبي سيخرج عن السيطرة في أي لحظة، والفاشلين لا يصلحون مطلقا للبناء، والخيانة مرض سرطاني بالدم صعب الشفاء منه، والمحاصصة الطائفية لا تبني نظاما تقدميا رشيدا والعراق تحت الحكم الإيراني.
باختصار العراق لم يعد بلدا قابلا للحياة بعدما ارتبط مصيره بمصير المشروع الإيراني الخبيث وتكريس الخرافة والجهل.
كما أن إصرار زعماء الإطار على أن تكون الكابينة الوزارية المقبلة "حزبية" بمعنى الحكم عليها مستقبلاً بالفشل، لأنها من ذات حفر الأفاعي المتمثلة بالأحزاب الفاسدة التي انتفض الشعب ضدها وما زال ينتفض حتى تحقيق التغيير المنشود.
بداية الإصلاح الحقيقي ينطلق من تعديل الدستور وانتخاب رئيسي الجمهورية والوزراء من قبل الشعب مباشرة ، شريطة ان يمر المرشح بفلاتر المعايير المهنية في مقدمتها الكفاءة ،والوطنية ،والاستقلالية ، وشجاعة القرار، ومن اصحاب الشهادات العليا.
الشعب العراقي رافض لأي حكومة تتشكل من أحزاب العملية السياسية التي دمرت البلاد والعباد، وبقائها يعني نهاية الدولة العراقية وحذفها حتى من خرائط أطلس جراء تفككها، إشكالية تلك الأحزاب المريضة هي تدوير الخائن والفاشل والفاسد وفرضه على الشعب بطرق شيطانية.
الخلاصة ، لن يتغير الوضع العراقي نحو الأمان والتطور إلا بتحقيق الدولة المدنية ، التي تعمل على تفعيل قيم المواطنة، والمساواة وتحقيق العدالة الاجتماعية، والتنمية الشاملة المستدامة، وتصون حقوق الإنسان كافة وتمنع أي انتهاك لها، وتحقيق السلم الأهلي، ورفض ثقافة ومناهج الإقصاء، ومحاربة الفساد المالي والإداري بأشكاله، ونشر ثقافة المحاسبة والمساءلة ، وحرمة المساس بالمال العام، وتولي الوظائف العامة وفقًا لمعايير الكفاءة ، ومحاربة الطائفية والإرهاب والمحسوبية والقبلية والمناطقية ، وتعزيز قوة القانون، وجعل الهوية الوطنية الجامعة هي الأولى ، وهذا يتم من خلال برنامج حكومي "جاهز الكتابة" ، يعلن عنه فور حصول التغيير وفق إرادة شعبنا الحر الأصيل. اللهم احمي العراق وأهله.



#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أغلبية ولا توافقية ..نعم للتغيير
- حكومات متعددة يجمعها الفساد والخراب
- سيناريوهات تشكيل الكتلة الأكبر 2021/2022
- يرفضون النتائج الانتخابية وأعمالهم الإرهابية لن تنسى
- الانتخابات الخامسة لن تحقق مطالب الشعب
- تصرف الوزير الإيراني المستفز في مؤتمر-بغداد للتعاون والشراكة ...
- ( مؤتمر دول الجوار العراقي) ليس من أجل العراق
- أين يكمن الخلل الأمني في ظل حكومة الكاظمي؟
- حكومة الإنقاذ الوطني الخيار الوحيد لإنقاذ العراق من الانهيار ...
- الحقيقة التي يخاف منها الكثير.. استقرار العراق بإلغاء الحشد ...
- المؤامرة الكبرى ..ماذا يعني أمر الكاظمي بالربط السككي مع إير ...
- إستقالة الكاظمي أصبحت ضرورة وطنية
- الحكم السياسي الشيعي دمار العراق
- السيد الكاظمي.. ماذا اِستفاد الشعب من أغنية -أم العيون السود ...
- السيد الكاظمي أنت لاتجيد الرقص مع رؤوس الثعابين
- لا مستقبل للعراق في ظل منظومة الفساد والتبعية
- انتخابات تحت فوهات الكواتم والفساد والنفوذ الإيراني لا خير ف ...
- حصر السلاح بيد الدولة بهذه الطريقة ...
- الحوار العراقي الأمريكي.. فاقد الشيء لا يعطيه
- دولة الرئيس،. العراق بحاجة إلى فعل وليس لمقال


المزيد.....




- كوريا الشمالية تدين تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأمريكية ...
- عالم آثار شهير يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة المصر ...
- البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل ن ...
- -القيادة المركزية- تعلن إسقاط 5 مسيرات فوق البحر الأحمر
- البهاق يحول كلبة من اللون الأسود إلى الأبيض
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.04.2024/ ...
- هل تنجح جامعات الضفة في تعويض طلاب غزة عن بُعد؟
- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - لن يستقر العراق إلا بتحقيق الدولة المدنية