أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إبراهيم ابراش - هل أصبح الشرق الأوسط الجديد أمرا واقعا؟















المزيد.....

هل أصبح الشرق الأوسط الجديد أمرا واقعا؟


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 7305 - 2022 / 7 / 10 - 13:38
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الإعلان عن زيارة مرتقبة للرئيس بايدن للمنطقة في شهر يوليو الجاري أحدث حراكا سياسيا بل حالة من الارباك بين قادة دول المنطقة وقام بعضهم في زيارات لدول كانت إلى وقت قريب في خصومة معها أو مصنفة كعدو مثل جولة ولي العهد السعودي لعديد الدول ومنها تركيا والعراق وزيارة أمير قطر لمصر، مع الإعلان عن قمة مرتقبة تجمع تسع دول عربية- دول الخليج ومصر والعراق والأردن- مع الرئيس الأمريكي، وحديث عن حلف عسكري وأمني يضم إسرائيل هدفه كما هو معلن مواجهة الخطر الإيراني وخطر الجماعات الإسلامية المتطرفة وتداعيات حرب أوكرانيا.
التخطيط الغربي والأمريكي لانضواء دول المنطقة في أحلاف موالية للغرب وإحلال مصطلح الشرق الأوسط محل العالم العربي مع توسعة جغرافية لاستيعاب دول أخرى خصوصا إسرائيل تعود لبدايات القرن العشرين وكان حلف بغداد في بداية الخمسينات محاولة في هذا السياق، وعاد الحديث مجددا عن الموضوع مع رئيس وزراء إسرائيل الأسبق شمعون بيرس عام 1994 عندما طرح فكرة الشرق الأوسط الجديد في كتابه الذي يحمل نفس الاسم، ثم تكرر الحديث عنه في عهد الرئيس أوباما وأسهبت في شرحه كونداليزا رايس مرة باسم الشرق الأوسط الجديد ومرة الكبير وما يتضمنه من سياسة (الفوضى الخلاقة) التي شُرع بتنفيذها عملياً فيما يسمى الربيع العربي.
كل الأحداث التي مرت على المنطقة منذ أن جددت الإدارة الأمريكية مشروع الشرق الأوسط الجديد والكبير ما بين عامي 2004-2006 كانت تمهد لما يجري اليوم، حيث جرفت فوضى ما يسمى الربيع العربي آخر حصون الممانعة للمشروع، فالنظام الإقليمي العربي انهار بالكامل من جامعة الدول العربية التي باتت عاجزة ومشلولة إلى الاتحادات العربية الإقليمية وآخرها دول مجلس التعاون الخليجي، والفكر القومي الوحدوي العربي اندثر ولم يعد له أدوات تنفيذية فاعلة من أحزاب ودول بل لم نعد نسمع في الخطاب السياسي الرسمي وحتى الشعبي مصطلحات مثل: الأمة العربية، العالم العربي، الأمن القومي العربي، المصير العربي المشترك الخ ، وحلت محله النزعات الطائفية والعرقية، والقواعد الأمريكية انتشرت في غالبية الدول العربية ومن ليس بها قاعدة تربطها بأمريكا اتفاقية أمنية، كما تزايدت وتيرة التطبيع مع إسرائيل، وتزايد تغلغل دول الجوار في المنطقة العربية لدرجة احتلال مناطق فيها...
لم يغب الاهتمام الأمريكي بالمنطقة سواء من خلال التدخل العسكري المباشر أو من خلال التدخل عن طريق الوكلاء من أنظمة وجماعات إسلامية متطرفة كما جرى خلال فوضى الربيع العربي، ودوماً كان الهدف الاستراتيجي من الاهتمام والتدخل ليس فقط لموقعها الاستراتيجي وثرواتها من الغاز والنفط. بل في سعي منها لإحداث تغيير في جيوبولتيك المنطقة تثبت إسرائيل كمكون رئيس في المنطقة، ونجحت إسرائيل بمساندة واشنطن في تغيير طبيعة الصراع وأطرافه في الشرق الأوسط وتحولتا من عدو وخصم إلى حليف استراتيجي خصوصاً بالنسبة لدول (الاتفاقات الإبراهيمية) وقد يمتد الحلف إلى دول أخرى.
وبالعودة للتحرك الأمريكي والعربي وزيارة بايدن المرتقبة واحتمال تشكيل تحالف جديد نبدي الملاحظات التالية مع الأخذ بعين الاعتبار أن ما هو خفي من اتفاقات وتفاهمات قد يكون أكثر أهمية وخطورة مما هو معلن، فالدول وخصوصا الكبرى لا تفصح عن كامل مخططاتها الاستراتيجية وخصوصا وقت الازمات والحروب كما أن الأنظمة العربية المعنية ليست على درجة من الديمقراطية لتصارح شعوبها بما يجري:
1- كان الحديث قي السابق عن مشروع الشرق الأوسط مصاحباً بإغراءات مالية لدول المنطقة مع حديث عن دمقرطة دول المنطقة وحماية حقوق الانسان، أما الآن فأمريكا هي التي تبتز دول المنطقة مالياً كما يغيب أي حديث أمريكي عن الديمقراطية وحقوق الانسان في المنطقة حيث أمن أمريكا وإسرائيل ومصالحهما سابق على كل شيء.
2- يتم التركيز الآن على تشكيل حلف دفاعي عسكري أو نيتو شرق أوسطي وقد سبق لإسرائيل أن مهدت لهذا الحلف من خلال الاتفاقات الأمنية التي وقعتها مع دولة الإمارات والبحرين والمغرب.
3- التحركات العربية الراهنة حتى الآن غير منسقة وتتسم بالإرباك وغياب الرؤية المشتركة ولا تنطلق من وحدة الموقف القومي العربي وحديث ملك الأردن عن نيتو عربي وردود الفعل المحلية والعربية المنتقدة لهذا تؤكد حالة الارباك.
4- غياب أي تفاعل أو اهتمام شعبي بما يجري.، وهذا عكس ما كان يجري سابقاً حيث كان أي حديث عن أحلاف أجنبية يؤدي لاحتجاجات ومظاهرات شعبية عارمة كما جرى في الخمسينات عندما تم الإعلان عن حلف بغداد..
5- هذا التحرك الأمريكي امتداد لترتيبات تهيئ لها واشنطن في المنطقة حتى قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، وفي هذا السياق نستحضر صفقة القرن والاتفاقات الإبراهيمية ولقاء النقب في 28 مارس الماضي الذي جمع وزراء خارجية أمريكا وإسرائيل ودول ما يسمى (السلام الإبراهيمي) ووصفه رئيس وزراء إسرائيل بـ(الحدث التاريخي).
6- الغائب الأكبر عن هذا الحراك هو الطرف الفلسطيني قيادة وقضية، والحاضر الأكبر والأهم إسرائيل كدينامو محرك أو موجه لهذا التحالف أو النظام الإقليمي الجديد.
7- بعيدا عن الأهداف المعلنة لهذه التحركات والتحالفات الجديدة فإن الهدف الحقيقي هو تصفية القضية الفلسطينية وكل تطلعات عربية بالوحدة والتحرر من الهيمنة الأمريكية، وإثارة وتعزيز النزعات الطائفية والعرقية والانفصالية، وتحويل إسرائيل إلى دولة إمبريالية إقليمياً تشكل مركزاً للتكنولوجيا والمعلوماتية وصناعة الأسلحة والمحتكر الوحيد للأسلحة النووية، ودول المنطقة تدور في فلكها.
8- التحرك الأمريكي السياسي والعسكري جاء في وقت تتراجع فيه قوة ومصداقية أمريكا عالمياً مع بداية وعي بمخاطر الأهداف الأمريكية حتى من الدول العربية الحليفة لها، لذا ليس من السهولة أن تمرر واشنطن سياساتها كاملة.
9- لن تكون الطريق معبدة تماما أمام ولادة التحالف الإقليمي الجديد، وإن كان له أن يتحقق فسيكون ذلك من خلال افتعال حروب وصراعات محلية وإقليمية وفوضى ستكون أكثر دموية من فوضى الربيع العربي.
10- ما نخشاه أن (الفوضى الخلاقة) أو (الربيع العربي الجديد) ستكون ساحته، بالإضافة إلى سوريا وليبيا والعراق واليمن، منطقة الخليج العربي وإيران ولبنان وقد يمتد أيضاً لدول شمال افريقيا.
11- نؤكد مرة أخرى على وجود مبالغة أمريكية إسرائيلية من الخطر الإيراني عليهما، فالخطر الإيراني هو على العالم العربي والخليج خصوصاً، قد تشكل إيران خطراً على النفوذ والمصالح الأمريكية مستقبلاً ولكنها لا تشكل خطراً وجودياً على إسرائيل ولن يدخل الطرفان في حرب مباشرة بالرغم من قرع طبول الحرب أحياناً وتضخيم الحديث عن محور المقاومة.
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المساومة على الحقيقة والحق
- الرئيس أبو مازن: ما له وما عليه
- حركة فتج والسلطة: أية علاقة؟
- زيارة بايدن المثيرة للقلق
- رحيل الكاتب غريب عسقلاني
- الرواية وحدها لا تكفي
- حركة حماس والمكابرة على الخطأ
- هل سينفذ الرئيس تهديداته؟ ومتى؟!
- الصديق وقت الضيق
- لماذا فقد المؤتمر العام لحركة فتح أهميته، ومن المسؤول ؟
- هدف إسرائيل من مسيرة الأعلام , وكيف ستؤول الأمور ؟
- حوار مع الصحافة المغربية
- الشعب الفلسطيني قادر على التغيير
- انتصارات الأحزاب وانتصار الوطن
- لماذا الفلسطينيون وحدهم يدافعون عن المسجد الأقصى؟
- قتل الصحفيين لن يخفي جرائم الاحتلال الصهيوني
- الوطن أهم من القادة
- ما بين الممكن وما يجب أن يكون
- المجتمعات والأوطان سابقة للديانات السماوية
- خطورة تحويل الصراع مع إسرائيل إلى صراع ديني


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إبراهيم ابراش - هل أصبح الشرق الأوسط الجديد أمرا واقعا؟