كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7303 - 2022 / 7 / 8 - 11:04
المحور:
سيرة ذاتية
بتاريخ 21 / 9 / 1980 كنت اقود السفينة السنغافورية (NEW LARK) من ميناء المعقل الى البحر، وكانت آخر سفينة عابرة للمحيطات تغادر شط العرب في اليوم الذي سبق اليوم الذي اندلعت فيه الحرب العراقية الإيرانية. .
وما ان اندلعت الحرب حتى توقفت عمليات تهذيب الأعماق التي كانت تقوم بها سفن الحفر العراقية في منطقة السد الخارجي ومدخل الفاو (منطقة المصب)، وتُركت المنطقة منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا تحت رحمة العوامل الطبيعية التي لعبت فيها ظاهرة الارساب والترسيب دوراً مؤثرا تسبب في تردي الاعماق، حتى وصلت إلى متر واحد فقط في مدخل الشط من جهة البحر في الجزر الأدنى. .
وظلت منطقة مصب شط العرب متروكة مهجورة بلا عناية، وبلا رعاية، على مدى 42 عاماً، فتعطلت الموانئ الإيرانية كلها في عبادان وخرمشهر وخسروآباد، وتعطلت الموانئ العراقية كلها في المعقل والمعامر وميناء الفاو، الذي كان يضم اربعة ارصفة نفطية. . وتغير مجرى الممر الملاحية بالكامل، وزحفت المقتربات الحدودية الإيرانية نحو المقتربات الحدودية العراقية، وتردت أحوالها، واندثرت الفنارات الملاحية القديمة، واختفت محطات السيطرة البحرية، وطويت صفحات كبيرة من تاريخنا الملاحي والتجاري عبر موانئ شط العرب. .
نذكر - من نافلة القول - ان ميناء عبادان كان يضم اكثر من 30 رصيفا نفطيا لاستقبال الناقلات العملاقة، لكن ارصفته تحولت الآن إلى واجهات ترفيهية تضم عددا من الكازينوهات والمقاهي. .
لكن المثير للدهشة اننا نسمع من وقت لآخر تصاعد النداءات المطالبة باحياء ميناء المعقل الذي تعرض للشلل التام منذ 42 عاما، ويتعذر عودته إلى سابق عهده حتى لو اجتمعت كل الشركات المينائية في كوكب الأرض. في حين توجهت الدولة العراقية منذ سنوات نحو تطوير موانئها البحرية في خور الزبير وأم قصر وميناء الفاو الكبير، ومع ذلك ظلت الاصوات المطالبة باحياء ميناء المعقل تتعالى على الرغم من كل العوامل السلبية، التي تسببت في تعطيل جميع الموانئ في شط العرب. والاغرب من ذلك ان بعض المطالبات انطلقت من بعض العاملين في الشركة العامة لموانئ العراق، الذين يفترض ان يكونوا على علم مسبق بالظروف والعوامل التي مر ذكرها. .
والحديث ذو شجون
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟