يا أهل تونس الشّرفاء: قُولُوا ʺنَعَمْʺ في الاستفتاء.

كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 7300 - 2022 / 7 / 5 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

و سنظل نسمع لتحليلاتهم و تهويماتهم و مخاوفهم من دستور قيس سعيّد على تونس إلى أن يتم الإستفتاء... فلنصبر كما صبرنا على سنين حُكمهم و ليجزنا الله عنهم خير الجزاء!!
قامت القيامة الصّغرى في إعلام تونس بخروج مشروع دستور الرّئيس إلى النّور.
البرامج السياسية الحارّة التي كانت تأخذ راحتها في الصيف اللاهب مستمرّة معنا لتزيدنا لهبا على لهب. كيف لا و الاستفتاء في قلب الصّيف... و دستور قيس سعيّد أشعل النيران في قلوب الضّعفاء!
كلّ الآكلين من موائد السّياسة اتّحدوا ضدّ واحد وحده: يعرفونه جيّدا و يكرهونه كُرهَ العمى: يعرفون دِينَهُ و معدنه...يعرفون صدقه و أدبه...يعرفون حزمه وعزمه، و لذلك يكرهون أن يكون حاكما على تونس التي يحلفون و يُقسمون أنّهم يُحبّون!
إن نجح الاستفتاء...من أين سيأكلون؟؟؟
إن نجحَ الرّئيس، و سَيَنْجَحْ، فحتّى على الفُتات تراهم لا يلحقون!
الإعلام الكاذب ضدّ الرّئيس...و الأحزاب الخاسرة ضدّ الرّئيس و المنظمات الحقوقية الماجنة ضدّ الرّئيس.
و حتّى رجال و نساء القانون، زملاء الرّئيس سابقا اتّحدوا اليوم ضدّه : كيف يكتب الدستور وحده؟ كيف يُقصينا من قصره و لا يكتب أسمائنا في الدّستور مع اسمه!!
الهيئة الاستشارية مغتاظة من دستور الرّئيس: رئيسها السيد الصادق بلعيد يقول أنّ هذا الدستور نسخة مشوهة من المشروع الذي قدّمه و من معه للرّئيس.
يا سيّدي الكريم: كيف يكون نسخة مشوّهة عمّا قدّمتم و كأنّ الرّئيس لم يُحسن إخراج نسختكم في أفضل صورة. لماذا تقلب الحقيقة للتغطية على الفضيحة: ما تعتبرونه فضيحتكم.
قُلها صريحة كما يجب أن تقال، قُلها واضحة و دقيقة، قُلها كما تعلّمناها يوما في كليّة الحقوق!
ألم نتعلّم أن رجل القانون يجب أن يكون واضحا و دقيقا أم أننا لم ندرس، أنت و كاتبة السّطور، عند نفس المُعلّم؟!
قلها يا أستاذ صادق، قُلها بالفم الملآن: هذا دستور المُعلّم وحده، هذا دستور قيس سعيد.
الرّئيس لم يأخذ بشيء ممّا قدّمتم و أنت تعلم جيّدا يوم قبلتَ رئاسة هذه الهيئة أنّها مجرّد هيئة استشارية و مع ذلك قبلتَ اللعبة فاقبل النتيجة المتوقعة سلفا و لا تنصدم كلّ الصّدمة، و لا تأخذها على محمل الإهانة التي أطاحت بمعنوياتك و أدخلتك المصحة أيّاما بعد أن تفاجأت بدستور الرّئيس الذي لم يُشِرْ لاسمك مجرّد الإشارة.
شفاك الله سيدي.
هذا عن رئيس الهيئة أمّا عن مُعاونه السيد الأمين محفوظ فقد خرج بتصريح ركيك عن دستور الرّئيس قائلا بفخر عجيب: ʺهذا الطفل ليس من صلبيʺ.
و كأنّه كان مصدّقا أنّه سيكون أبًا شرعيّا لدستور تونس الثورة العظيمة!
أفق يا هذا...ذاك شرف لا يناله إلا الرّجال الأشدّاء و ليس من يبكي على تونس و يتباكى في ʺالاستديوهاتʺ لينال حظوة لدى أعداء الرّئيس الغالبين اليوم في الإعلام.
من البداية كانوا يعرفون أنّ الهيئة استشارية محضة و أنّ الرّئيس قد يأخذ بشيء منها و قد لا يأخذ و الرّئيس –كما يعلمون-!! أستاذا في القانون الدستوري و صاحب نظرٍ و تحقيق فهل يترك علمه و حُلمه ليترك لهم كتابة أسمائهم الباهتة في التّاريخ!!
ما أوضع أحلامهم و ما أخسّ أطماعهم، و ما ردودهم الصادمة بعد خروج دستور الرّئيس إلّا بحجم صدمتهم من سقوط سقف أحلامهم في بِرْكَة الخيبة الآسنة و على رؤوس الأشهاد.
و يستمرّون في نقد مشروع الرّئيس في كلّ حرف و نقطة و فاصلة.
هدفهم إثناء السّامعين عن التصويت ب نعم لهذا الدستور الذي يكرّس لدكتاتورية الرّئيس كما يقولون. و ماذا كانوا هم أنفسهم يقولون طيلة السنوات الماضية بعد أن رأينا حكم النّهضة بالأحزاب، فكنّا نسأل: من يحكم في تونس؟ فتقول النهضة: لستُ أنا...هو التكتل، هو المرزوقي...هو النداء!!
و تقول الأحزاب: إنّها النهضة...إنّه الغنّوشي... فكيف نحكم و من يقول للغنّوشي لا...
أغلبهم كان يدعو إلى النظام الرئاسي بعد ما رأينا من عبث الديمقراطية في فضاء مجلس النواب.
و لكن حين جاءهم ما طلبوا من عند قيس سعيد صاروا أكثر توجسا و خيفة على مكتسبات دستور النهضة2014!!
أما بقية المعارضين للدستور الجديد فقد ركزوا تركيزا كاملا على ما يعتبرونه فخاخ ملغّمة وضعها لنا قيس سعيد على غرار: انتماء تونس للأمة الإسلامية وتحقيق مقاصد الإسلام و الحفاظ على النفس و المال و العرض...
حتى المحافظين منهم صاروا في هذا الباب معارضين أشدّاء: كيف تكون تونس دار إسلام؟!
و هل كانت تونس منذ الفتح إلاّ دار إسلام؟؟؟
و لكن إسلام تونس أبدا لن يكون إسلام ايران و لا إسلام افغانستان بل إسلام المشايخ المصلحين و السّادة الأولياء.
تونس لا تتشبّه بأحدٍ من البلدان،
تونس دار محبة و سلام،
تونس الإسلام : تونس جامع الزّيتونة و جامع القيروان.
يا أهل تونس الشّرفاء: قولوا نعم في الاستفتاء...و لا عزاء للكذّابين الجُبناء.
قال جلّ من قائل: ʺيا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله و كونوا مع الصادقينʺ
سورة التوبة119 الآية.

#كريمة_مكي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات