أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احسان العسكري - حراس العافية الـ 7000 و الظلم














المزيد.....

حراس العافية الـ 7000 و الظلم


احسان العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 7298 - 2022 / 7 / 3 - 22:32
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يقول : ديفيد هيلبريت " من أشد أنواع الظلم ، أن يلعب الظالم دور الضحية ويتهم المظلوم بأنه ظالم "
قد تُقرأ هذه الجملة بمعان مختلفة حسب حالة الظلم الواقعة ، و الحقيقة ان الظلم واحد و الظالم لا يمكن ان يكون مظلوماً كما يدعي البعض ممن ابتلينا بهم قادة لهذا البلد المغضوب عليه ، فبعد تصريحاتهم بأن اميركا واسرائيل تقفان عائقاً اما تبليط شارع في ناحية بدرة او انشاء محطة تنقية ماء في الگرمة ربما وسعت اميركا وحلفاءها نشاطها ليشمل منع الحكومة من إعطاء الموظف راتبه ! ان هكذا تبرير متاح بقوة على طاولة مناقشة القضية التي نحن بصددها الآن - 7000 سبعة الآف موظف من حملة شهادات البكالوريوس و الماجستير من خريجي كليات العلوم في كافة انحاء العراق تم توظيفهم في وزارة الصحة و البيئة منذ شهر كانون الاول الماضي و تم الزامهم بالعمل والدوام في المستشفيات وكذلك المناوبات الليلة وسط دوامة من العمل الشاق و المجهد و الجديد عليهم فهؤلاء ليسوا من الملاكات الصحية التي تتدرب في المؤسسات ذات العلاقة و تم ادخالهم لعالم وظيفي متعب ومجهد على اهله فكيف بهم و هم اكملوا دراستهم لم يقفوا على جثة ليتعلموا كيف ينجزون مهامهم و لا تدربوا على مريض حي ولكنهم عملوا بجد و اجتهاد و ابدعوا وهضموا مهنتهم الجديدة و داروا بين اروقة المشافي يتعاملون مع اخطر الجراثيم من فايروسات وبكتيريا وما شاكلها . سبعة اشهر القي هؤلاء الشباب و الشابات في ردهات و اقسام المستشفيات بدوام خانق يبدا من الساعة الثامنة صباحاً و لاينتهي بانتهاء الوقت بل يعتمد على مدى انسانيتهم و تفانيهم وهذا من الطبيعي في مؤسسات الصحة فأنا شخصياً مذ عملت في مجال التمريض لم يعد لي وقت محدد لنهاية الدوام و قد امضي ساعتين او ثلاث في صالة العمليات او في صالة الطواريء او ردهة الباطنية لكون المريض الذي امامي يحتاجني . وكذلك هؤلاء يحتاجهم المريض ففي المختبر مثلاً على احدهم او احداهن ان يـ / تنظر لاكثر من وقت دوامها بساعة او ساعتين حتى تستخلص نتيجة الاختبار ( التحليل) التي تتوقف عليها حياة انسان لا تعرفه فقط لانها /ـه يـ/ تؤدي واجباً كلف/ ت به بمقتضى العمل ، هؤلاء الذين ما انفكوا يتظاهرون اما وزارة الصحة و دوائرها العامة في المحفظات ، تلقي الوزارة باللوم على وزارة المالية و تلقي المالية باللوم على الادارات المحلية و لا نتائج واضحة او لمحة انفراج او أمل . سبعة الاف عراقي وعراقية يعملون بلا اجر في وزارة الصحة و لسبعة اشهر متتالية . كيف اصدرت الحكومة المبخوتية اوامرهم الادارية دون دوفير الدرجات الوظيفة لهم ؟ من المسؤول عن ضياع 7 اشهر من عمر شبابنا كمن تم تعليقه فلا هو للارض فيهرب و لا للسماء فيطير ؟ هل هذه الحركة السخيفة من ضمن المؤامرة الصهيوامريكية على العراق ؟
الحكومة المظلومة بهذه المؤامرة ظلمت شعبها فامست هي الضحية و الجلاد و هؤلاء حراس العافية و جنود الامان يتركون هكذا بين مطرقة الحاجة و سندان الوظيفة و بين وزارة تبصر بعين واحدة و اخرى تغض البصر ؟ ترى هل يراد بهؤلاء ان يقفوا على ابواب " البرانيات " ليستجدوا العطف كي يحصلوا على حقوقهم ؟ هل نحن في دولة مؤسسات و قانون ؟ ام في غابة لنصل الى ان نتظاهر و نعتصم فقط من اجل الحصول على بديهيات الحياة الطبيعية ؟
انصفوا خريجي كليات العلوم الذين اوقعتموهم في فخ الوظيفة الوهمية و جلستم تتقاسمون الخراب و المنافع على ارض الواقع و جعلتموهم في مقام الظالم باعتبارهم الشعب و انتم المظلمون باعتباركم ضحية مؤامرة و الحقيقة ان المؤامرة التي ابتلينا بها هي انتم بلا رتوش



#احسان_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمريض تأريخ من العطاء و حاضر بلا موقف
- الحرب العالمية الثالثة هل بتنا على اعتاب رؤيتها ؟
- تجاذبات اللغة و المعنى في قصيدة الشاعر حسن الحاج عگله ثجيل - ...
- الانتقالات التصويرية الثابتة في سرد سمير غالي ( العمة مريم) ...
- محاكاة الممنوع و تعميد المفردة بالوضوح قراءة في رائعة امل عا ...
- وقفة مع الابداع الشعبي - طارق صبار الحلم الذي في طور التحقق
- التسامق النصي في كتابات باسم فرات .قراءة في انموذجٍ من حقائق ...
- شرف الخصام
- لماذا خسر الحكيم مقاعده في الانتخابات ؟
- تعددت المشاهد و الجمال واحدُ - قراءة في فصلٌ المساء الذي لم ...
- الحكاية
- أناقة المفردة بنكهة الجنوب قراءة في مجموعة الشاعرة فيان البغ ...
- من رد دعوة الشاعر تبوأ مقعده في جلباب الندم قراءة في معلقة ...
- المُحارب القديم يُشبِعُ ذكرياته بحاضرٍ قرين بها قراءة في قص ...
- رحلة ( العائدون الى المنافي) وانتقالات الوجع الموفق
- اعطني نصاً وذائقةً اُعطيك نمطاً لحياةٍ أجمل
- الوَلَدِ السَّوْمَري بين الترحال وعشاءه الاخير قراءة في قصيد ...
- لهم تغريبة واحدة ’ وله وجود متعدد (عبدالسادة البصري) مغترب ف ...
- هو وجع يمشي..وبلاده وجع تمشي .. ورغم ذلك فهو عنوان الراحة (ه ...
- (ألفُ انكسار) وخلود واحد معادلة اوجدت لها د. راوية الشاعر حل ...


المزيد.....




- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...
- شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام ...
- بمناسبة ذكرى الثورة السورية، السويداء شرارة ثورة تعيد امجاد ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احسان العسكري - حراس العافية الـ 7000 و الظلم