أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان العسكري - هو وجع يمشي..وبلاده وجع تمشي .. ورغم ذلك فهو عنوان الراحة (هادي الناصر) انسان الشعر















المزيد.....

هو وجع يمشي..وبلاده وجع تمشي .. ورغم ذلك فهو عنوان الراحة (هادي الناصر) انسان الشعر


احسان العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 4996 - 2015 / 11 / 25 - 00:19
المحور: الادب والفن
    


* احسان العسكري
يحتاج الشاعر إلى فن يستوقفه ولغة تستدرجه للإعلان عن ذاته في ما يشبه دوامة من الصراع مع الكون ينهي عادة بخسارة جميلة ونادراً ما يكون السلم متسعاً لكيلهما ورغم كل ذلك يبقى لاحدهما تربصاً ازيلاً بخصمه فلا تسوية هنا ولا ابقاء على عهد ينفع ولكي لا تكون اللغة معتقلاً قاسياً لأبداع الشاعرتراه يخترع ويبدع ويجتهد بذاته ليخلق من صراعه مع اللغة (ساتراً) ذهبياً يطمع في اختراقه وريثه قبل عدوه والقريب قبل البعيد ولكن الذهب لايصدأ فهذا النوع من الطمع هو الطمع في الخلود وعبور المجالات العنيفة الى باحة الحب والجمال والربيع وهنا اوجد الشاعر محل الشاهد جدارا ذهبياً بناه من سيطرته الكاملة على مداخل ومخارج لغته العنيدة وزينه بأحرف من الماس العريق الذي لايضاهى بثمن لتتكون في النهاية قامة سامقة اسمها (هادي الناصر)

انا وجع يمشي.."
وبلادي وجع تمشي..
كلنا سائرون الى التوجس..
فمتى نستريح..؟"
* ماهي الراحة التي يبحث عنها هادي الناصر ؟ عجيب ان يبحث الجمال عن جمالٍ مخبوء تحت عباءةٍ ما أو ان يبحث القرنفل عن عطرٍ في قارورة ما ..! هادي الناصر يوجعه وطنه كثيراً لدرجة التعب فهو يتوجس من المستقبل الذي اصبح رهن قرارات ثلة من الجهلة والنفعيين ونواعق بلا هوية خلفهم يلعقون الارض لمقدمهم وهمُ أصلاً بلا ظل . ان الراحة التي يتوخاها شاعرنا الانسان هي ان يجد متنفساً للوطن يُسمعُ فيه صوتاً وتغادره بقايا الزلازل وتغفو على شواطيء انهاره ذكريات العشاق وأنى له هذا وقد جُبلَ على ترانيم الوجع واستنسخ هويته من خلود الآه السومرية في ذاته . انك يا سيدي تبحث عن استراحة قال عنها عديمو الظِلال في فردوسٍ لم يتمكن مخلوق من رؤية جداره
ان تكون وحيداً"
من حقك أن تبكي..
وإن تكون محتشماً بالحشد..
من حقك أيضاً ان تبكي..
أو تكون مكتنزاً بالدنيا..
لابد لك أن تبكي ..
فأنت في أول المطاف ...وحيداً
وفي آخره محتشداً..
بمشيعين من ناس ودود".
*الذي يعرف هادي الناصر الانسان جيداً لايمكن ان يخفى عنه الشاعر فيه فهو كعبة البهجة للكثير من اقرانه وتلامذته وقراءهِ واصدقاءه فإن شكى مثله هم الوحدة فهذه كارثة حقيقة يشعر الشاعر بقرب حدوثها ونبوءة الشاعر لاتخطيء ابداً . أما البكاء فلا عجب ان نراى هاديا باكيا ففيه من الرقة ما يثير غيرة الياسمين وله قلب لاينفك يداعب براءة الطفولة بمعول المشيب . احتشم شاعرنا هنا بما رآه بارقة للأمل والنصر والخلاص لدرجة انه اعلن ان دموع الفرح تكاد تشق جيوب الوحدة الخارقة للعادة في نفسه فها هو يظهر ما احاول ان ابينه في ما سبق : الدنيا الجميلة في حياة هادي الناصر الدنيا التي تتباكى على من اردتهم في ميادين الصبر صرعى تتلاقفهم امواج الرحيل تلاقفها لليخوت في مهب عاصفة شتائية عمياء , الذي يقرأ نهايات هذه الترنيمة (الناصرية) يتصور للوهلة الأولى انه ينعى نفسه ولكن الشاعر هنا يعلن عن وجوده الثابت فهو ينتمي لهذه الأرض وان اعتصم الدود على بقايا جسده فسيكون للمشيعين لتاريخ الصراع وقفة مشهودة وإنه سعيد حد البكاء لأنه اخيراً سيختلط بأديم هذا الوطن فكل ما فيه مقدس حتى ديادانه وكل من فيه شعراء حتى المشيعين
لي حقان من الخوف "
الاول..
ان لاتجئ الحرب مرة اخرى..
وتخلع ماتبقى من ثيابي..!
والآخر..
ان لا ارى ابناء" من صلبي يبحثون في المراجل عن معين..
حقان ..لا اكثر"
* حقان لا أكثر هما ما يريدهما شاعرنا هنا الأهم منهما هو نقيض الفرح ’ فالحروب مهما انتصر في المنتصر ستضل عطشى لدماء ودموع وخسارات . يكون الشاعر هنا نفسه تكويناً عظيماً فيرسم ذاته وطنا ما انفك يزاول الموت بحق ساكنيه مزاولةً لا انقطاع لأمدها . فروح هذا الوطن المتشح بالسواد غالباً لازالت تمتلك عطف الأم ونفَسه لازال نفس الاب وإن كان متعباً من رحلة البحث عن العيش , ان الشاعر هنا يرى ان المعين الحقيقي الذي يبحث عنه شبابنا في الموت هو ذاته في الحياة فالله رب الحياة والموت وليس رباً للأموات وحسب ’ لذا يرى الشاعر هنا ان من حقه كوطن ان يعيش بناءاته على ايدي ابناءه وهم مبتسمون للحياة المقبلة عليهم لا متبسمون لموتِ يرون في قربه منهم الخلاص

لم اقحمت نفسك في السؤال..؟"
ستصرخ..لا جواب..
سوى ان الفراغات تتسع..!
ستصرخ..حتى يداهمك الموج
فتمضي..
بظلمة لابد منها " ..!
* لا اعلم من اين وكيف يستطيع هادي الناصر ان يختزل وجع التأريخ كله بسطرين .!! فتأريخنا عبر العصور ينتج لنا في كل نهاية لحقبة من حقبة فجوة وهوة تتسع لتحتوي العالم بأسره حزنا لكن الأخير يتنصل من هذا الإحتواء تاركنا آحاداً نجادل بعضنا بعضنا البعض عن ثورة قبل 1400 سنة خلت. اواه يا ذا الوجع الجوال اين محط الرحال واين مستقر الحنين فإن انات الفراق والشوق للذات الغريبة في وطن يجد الجميع فيه انفسهم الا انت .الشاعر
الى ولدي "
اعلم انك تحلم بالبحر..
وقبل هذا..
كن ..
صديقا للهور..
لتعرف طعم العطش "
هاهو هادي الناصر يعلن عن تسليمه لميراثه العظيم لوطنه الشاب لإبنه الذي لما يبلغ الحلم بعد شريطة ان لا تجزأهُ الملمات ولا تهبط عزائمة نوائب ومصائب الغدر الذي يسوقه باتجاهه من يعتقد انهم شركائه في الحياة .. لا رحيل عند هادي الناصر الى باتجاه الذات فهو يرى في عمق انتماءه للوطن مدعاة للنجاة رغم كل ما يجري لأن الهور في النهاية اصدق قرباً وأكثر حنيةً من البحر فملحه ذو اصول ولونه ذو جمال وعبوره مهما تكالبت المصاعب فيه الا إنه يسير لأن (البردي) أوفي لروحه الناطقة العطشى بالشوق والحنين
* هادي الناصر الانسان هو اكبر من هادي الناصر الشاعر والعكس صحيح .. انها معادلة الخلق الابداعي عنده فهو الكاتب الشاعر والشاعر الكاتب والثائر الهاديء والهاديء الصاخب , الحزين المبتسم والضاحك الباكي لم يأتي بخلده يوماً ان ينام وقد ترك انساناً غاضباً منه لانه لم يغضب أحداً في حياته .. قال عنه اصدقاءه المقربون منه انه الانسان الوحيد الذي تتمنى ان يخاصمك فخصامه جميل واعتذاره اجمل . لله درك ابا الشموس وللشعر طوبى بك



#احسان_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (ألفُ انكسار) وخلود واحد معادلة اوجدت لها د. راوية الشاعر حل ...
- مهند طالب هاشم كاتبٌ بشاعرية العاشق وشاعرٌ بخيال الكاتب قرا ...
- من اوقد جمرات الراكض ومن ركض على جراحه ؟ قراءة في جمرات الش ...
- مزاولة التذكر بين هاجس الابتعاد وحلمُ القرب قراءة في ملحمة ...
- ارجوحة الصياد بين الثبات والانتقاء والتقاط الندى قراءة في خط ...
- ارجوحة الصياد بين الثبات والانتقاء والتقاط الندى قراءة في خط ...
- قالوا سنغرق في الوجل ( إشگد عسل وآشگد فشل )
- حلم (باسم فرات) البوليفاري يتصدر الاعمال الفائزة بجائزة جواد ...
- العربانة فليم سينمائي ام ملحمة شعرية ؟
- القمر العجوز ...بريقٌ على وجنة قراءة في لوحة سومرية ل حيدر ...
- الشاعر عامر ضايف السلمان بين عشق العزلة وانطلاقة المنتصر ... ...
- قراءة في اصداءُ القلق. الشاعر عامر ضايف السلمان بين عشق العز ...
- قمر أور يسكن قلب الشاعر ذو الجناحان الذهبيان اطلالة على بستا ...
- التناص مع الخيال والقبول بواقع مغاير -الشاعر علي مجبل - والح ...
- شاعرة الفرح المستنير القا تكتب بمداد الحزن السومري
- على الحدود المتاخمة ل (جمهورية البرتقال) الشاعر ابراهيم الخي ...
- الصعود اللامتناهي في شعر عباس ريسان ( دهشة العطور ) وخطوات ن ...
- إفتراءاتٌ لم تفضح بَعدُ
- النص الغنائي بين التماهي مع الذكرى ومحاولات انعاشه , نصوص ال ...
- القومية العربية فكر وتدبر


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان العسكري - هو وجع يمشي..وبلاده وجع تمشي .. ورغم ذلك فهو عنوان الراحة (هادي الناصر) انسان الشعر