أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان العسكري - على الحدود المتاخمة ل (جمهورية البرتقال) الشاعر ابراهيم الخياط كان يبتاع حلمه














المزيد.....

على الحدود المتاخمة ل (جمهورية البرتقال) الشاعر ابراهيم الخياط كان يبتاع حلمه


احسان العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 01:33
المحور: الادب والفن
    


على الحدود المتاخمة لـ (جمهورية البرتقال)
الشاعر ابراهيم الخياط كان يبتاع حلمه
" بين الأسى
واستدارة النهر الذبيح
كانت خطاي
تنبئ بالجفاف
وتقرأ سورة الماء المدمّى
أيامئذ
انتكس القلب مرة
وانتكس النهر مراتٍ
فلم يبق لقلبي سوى ظلَّ أنثى
ولم يبق لنهرنا الشقي
سوى حثالة الأهل المتسربين
ومثل كل مرة
كانت المدينة تسورني بالتماعاتها
وتأمرني بالبكاء "
*انه المجبول دمعاً (ابراهيم الخياط) هذا الشاعر الذي استفاق يوماً من هداة ما فوجد حلمه في الأمل بين استدارة النهر والأسى ,لكنه لم يفزع فإنسان يحمل قلب الخياط ابراهيم لا يعرف الفزع ويؤمن بوردية الاحلام وان ارتدت ثوب الكوابيس جزعاً , اما الجفاف كان التبتل عند ابراهيم الخياط في قصيدته هذه ولم يك الا شاعراً فذاً كما عرفناه متسلحاً بجمال روحه متسوراً بالتماع الشغف لخفايا مدينته القديمة في عينيه وكأن بريقها الآيل الى البكاء يناديه بابتسامة الحبيبة الغائبة التي تختفي متراجعة الى الخلف كطيف سرمدي بين ما يصفهم (حثالة) الاهل المتسربين نحو خطواته الجامحة للقاء الأمل البرتقالي مجانباً شقاء النهر مستظلاً بأنثى احلامه ولم تسقطه انتكاسات النهر وانثناءات القلب فكان كلما وجد نفسه في عزاءها المضني قابلها بتلاوة سورة الماء المدمي فايقض فيها بريق العودة لذاتها مبتلةً بما تبقى من امطار جفنيه شيء من القداح وقليل من الرازقي يتالقان فوق بقايا مقبرة الصفصاف على جانبي النهر .
انه ابراهيم الخياط ذلك الشاعر الذي يذكرني دائما بالسوق وعشق السوق فكلما رأيته او سمعتُ اسمه او قرات له شيئاً ابتسم وأتذكر حينما اهداني مجموعته الموسومة (جمهورية البرتقال ) اتذكر تذكره لي رغم غيابي المبرر عن حضور جلسة توقيع دستور هذه الجمهورية بإهداءه الموسوم (مالي شغل بالسوگ مريت اشوفك – ولكني لم اجدك) انه الـ :
" ـ المجبول دمعاً ـ
إذن كيف أوهمونا ان للمدن ذاكرة ؟
يا مدينة الباعة الصغار
أخافُ على زجاجة روحي
أربعون صيفا
ولم تهشمها دورة المعاركِ
ولا غزو خائنات العيون
لأن روحي ماء النار
يا مدينة الحصار
جفّ القلبُ
جف النهر
فما عاد القلب كبيراً
ولا عاد النهر عظيما
والذي كانت تزفه النوارس
دهراَ
هجرته الآن حتى الضفادع "
*وانا اقلب اوراق دستوره العطر تختالني انتقال عجيب عبر الآلاف من السنين وكأني في عصر موسى النبي وكأني اتنقل في اسواق مصر متعجباً مما حل بقومه الذين لايصبرون على طعام فاستحقوا غضب السماء ثم اعود فأقول ان اهلنا صبروا كثيراً وصبرنا صبراً جميلاً فلمَ يُفرض علينا كل هذا العناء ؟ حتى تكاد النورس تغرق في ذكرى النهر الذي لم يعد آمنا حتى للضفادع !
ذاكرة المدن الغائرة في شعر ابراهيم الخياط مثقلة بكثير من الضياء وهذا الثقل ليس وليد صدفة ولا جليس غرابة إنه حياة متكاملة رُسمت بأنامل المغيبين عنها المالكين اسوار المدن الغالقين بواباتها بوجه العشاق فالـ عشق ــشاق حتى على الظالم فكيف اذا تربع على عرش قلب الشاعر وكيف اذا كان الشاعر في الأساس مدينة سياحية للعشق ؟ قعاً سيتملك الخوف نفسه التواقة للري وسيشرب نخباً من زجاجة الذكرى (ذكرى الحنين للجذر) فما يبقِ النخلة شامخة هو قوة تشبثها بالارض وما منح البرتقال ذوقه هو عشق جذوره للارض وابراهيم الخياط نخلة عراقية سامقة ثبتتها في الارض جذور البرتقال فارتفع بعيداً عن حجارة الصغار الباحثين عن ثمرة الشباب واقترب حد الالتصاق بالمولعين بعطر الـ (ميليا) التي يعشقها شعبه الذي ما انفك يعاني من حروب الطاق وغزوات الذات ,يقتربون منه رغم حزنه الثاقب المتوهج ورغم نزل ماء النار من روحه المكتضة بالحنين لأيام خلت حيث كان كل شيء عظيماً, النهر ’الشجر والطير جميعهم اودعوا العظمة لدى ابراهيم الخياط شعراً وانصرفوا وتركوه : كطفلٍ باغت النجم منامه .
" فمثل القلب إقفر
ومثل البعض خان الأسرار
يا بلدة الغار
أكتوي وجداً
وأنثر على النهر حبات قلبي
فللخائبين ظمأ واحد
وشاطئ واحد
يغسله حزن الأشجار
يا بقية الدار "
*وفي بقايا الدار كان حلمه يتقافز فرحاً تارة وتألما تارة فهو المجبول وجعاً بين الطفولة الآفلة التاركة بقاياها في مخيلة شعره وبين خيانة لا تغتفر لماضين اسرفوا بالجزع فما عادت جمهوريتهم تكترث حتى لرجوعهم بسفينة الاشتياق لذا نجد الشعر هنا مكتوياً بالوجد والغزارة فان شاعرنا هنا رسم شارعاً طويلاً موغلاً في القدم وجلس على مقربة من حديث الحنين يراقب تقاطر حبات النهر على شرفات الشواطئ الحالمة بالرجوع اليه غير آبه الا بالشوق لا يجد الظمأ سبيلاً الا للرغبة الجامحة في البقاء والعزلة القاتلة التي تسحبه بعيداً عن الشاطئ وكأن الاشجار الحزينة التي طالما غسلت ذنوب العاشقين على شفتي النهر تحن هي الاخرى لبقايا الذكرى داخل اسوار البيت القديم ,
ان الشاعر ابراهيم الخياط بإنسانيته المعهودة وابتسامته المضيئة يدخر بين طيات قلبه عالماً من الحزن البعيد القادم من اقصى الشرق فهو الحامل الذي ما انفك يراود جزعه من الايام العجاف الممتدة عبر اول شعرة بيضاء زينت جبهته وكأنها اذنت لأن يدخل عام الشباب الرحب بقليل من الرجاء وكثيرٍ من الصبر ومزيج من الانا الشاعرة والمشاعر الصادقة لتتكون قضية في الشعر والجمال والحنين اللامنقطع لأيام الحكم في تلك الجمهورية الحالمة . لأنه ببساطة ينشدُ عدلاً لا يعدلُ ثأراً ويصنع روحاً و لايزهقُ حلماً وان بقايا الدار بعشقه اقرب لنفسه من قصور الغربة بداخله



#احسان_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصعود اللامتناهي في شعر عباس ريسان ( دهشة العطور ) وخطوات ن ...
- إفتراءاتٌ لم تفضح بَعدُ
- النص الغنائي بين التماهي مع الذكرى ومحاولات انعاشه , نصوص ال ...
- القومية العربية فكر وتدبر
- مهرجان المربد الشعري الحادي عشر (احدى عشرة وقفة مع الجمال)
- مهرجان مصطفى جمال الدين السنوي الخامس
- مجتمعي - قراءة في ما يراه المجتمع مثالياً - الاحتيال
- الضياع - من كتاب مجتمعي - قراءة في ما يراه المجتمع مثاليا
- صحة ذي قار ترفد اقضية الاهوار والشطرة ب ٢-;-٥-;- ...
- اشعال فتيل الغضب ثورة وان اخفت اسلحتها
- النضوج - عن كتاب (مُجتمعي) قراءة في ما يراه المجتمع مثالياً
- نباء عن تنفيذ الاتفاق السري بين المالكي من جهة وحكومة السعود ...
- هذا ما حدث بالضبط - قراءة في قصة قصيرة للكاتب قيصر اللامي -
- وزارة الصحة العراقية (الواقع والطموح) /ح6 مدير المؤسسة الصحي ...
- وزارة الصحة العراقية (الواقع والطموح) /ح5
- سأدخل الانتخابات هذا الموسوم ولكن ....
- وزارة الصحة العراقية (الواقع والطموح) /ح4 الطبيب
- وزارة الصحة العراقية الواقع والطموح ح 3
- ظاهرة (الملاّ ’ الحجي ’ السيد ’ الشيخ) في مؤسسات الدولة
- وزارة الصحة العراقية (الواقع والطموح 9ح2


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان العسكري - على الحدود المتاخمة ل (جمهورية البرتقال) الشاعر ابراهيم الخياط كان يبتاع حلمه