أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احسان العسكري - شرف الخصام














المزيد.....

شرف الخصام


احسان العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 7055 - 2021 / 10 / 23 - 10:03
المحور: المجتمع المدني
    


شرف الخصام 💥
يقول الفيلسوف اليوناني انكساغوراس /٥٠٠ق.م
"القيمة العليا التي يجب ان نحترمها هي:الانسان وما جاء منه"
اي ان الانسان هو الاسمى وافعاله الجيدة وأقواله الحكيمة هي صاحبة الكلمة الاخيرة في الحكم عليه .. الذي نشهده مع الاسف الشديد شيء لايمكن تحمله و لايمكن ان يطاق ففي الوقت الذي عجز هذا المجتمع عن فضح جرائم عديمي الشرف من اللصوص وسراق المال العام ، عكف ينبش في قمامة تفكيره المريض عن فضائح لا تغنيه و لا تفقره و لا تؤثر عليه بقدر ما يؤثر عليه سرقة قوته ومستقبله وحقوقه في التعليم والعناية الصحية و العيش بكرامة ورفاهية فتجد صفحات التواصل الاجتماعي تمتليء بلمح البصر مثلاً فضيحة فتاة سرق احدهم هاتفها و عمل مونتاج لصورها ونشرها بينما يتجاهل هؤلاء اصحاب هذه الصفحات الجريمة الاساسية وهي جريمة السرقة وهي الأولى بالفضيحة لأن خطرها اشد بكثير من خطر انحراف فتاة (ان صح انحرافها) وقد يتجلى النهم الاجتماعي البغيض اكثر فيما اذا كانت هذه الفتاة من المشاهير فسنرى كمية الشتائم والتهكم غزيرة لا يوقفها خط مهما كان لونه وستمتليء هواتف الملايين بتلك الصور او مقاطع الفيديو ، بينما الأولى ان تكون غزارة المنشورات و التهكمات مستهدِفةً للفعل الاكثر بشاعة وهو فعل السرقة و استغلال الحوائج الشخصية للاخرين في عملية ايذاء قبيحة لاتمت للإنسانية والاخلاق والدين بصلة ، وليس غريباً ابدا فعلى سبيل المثال هنا في مدينتي المحافظة ثمة معمم لاعلاقة له بالشرف والاخلاق من قريب ولا من بعيد يستغل زيه و عمامته ويلقي بتهم الشرف جزافاً على كل من اختلف معه مهما كان الاختلاف بسيطاً و في مؤسسات الحكومة ان لم يجد الخصوم شيئاً يمكنهم من خلاله الاطاحة بخصمهم سيلفقون له تهمة شرف و سيطيحون به شر اطاحة و كأنه لم يكن و يساعدهم في هذا رؤساءهم في العمل الذين غالباً تأتي بهم الصدف خارج استحقاقهم عبر كفاءات اثنية و حزبية وقبلية ، وان كان الفرد في المجتمع حريص على تحصيل حقوقه تجده منعزلا مستهدفا من صفحات وهمية وجيوش اليكترونية ما انزل الله بها من سلطان . حتى ان الفكر الجمعي لبعض المتملقين و الجهلة القى بتهم الشرف على شباب تظاهروا للمطالبة بحقوق الجميع بما في ذلك خصومهم ، لا يوجد عندنا شيء اسمه شرف خصومة وان وجد فهو قليل جداً وخاص بينما يتجه الرأي العام باتجاه الفضيحة و التنكيل والنيل من شخصية دون التأكد من صحة المعلومات التي تخصه ، وحتى ان تم تأكيد ذلك فما علاقتك انت ايها المواطن بمؤخرة امرأة ولمن تمنحها وعن من تحفظها و ما يضرك من تصرفات شخصية لشاب لم يؤذك يوماً ولا تعرفه ولا يعرفك اساساً ؟
لا تقل لي ان الفساد قد يستشري في المجتمع ويضر بتكامله واخلاقه العامة .. اقول لك ان الذي يفعل هذه الامور يفعلها في السر لأن العلن يعني الموت له ولمن معه واذا حدث ورأيت هكذا افعال في العلن فلا يكون واجبك اكثر من منعه بالمتاح لديك ولو بالنصيحة وليس النهي عن المنكر فضح فاعله فهذه ليست اخلاق و لاهذا امر بمعروف . ودينك واضح الرؤية في مثل هذه الامور اذ انك بحديثك ونقلك لهكذا احداث معرض للمساءلة الشرعية و القانونية وليس بالامر السهل اتهام الناس بشرفهم ابدا وليس من المروءة ان تتمادى في بغضك للخصم لدرجة ان تُدخل مرض الكبت الذي تعاني منه الى بيت خصمك ، وكأنك محصن من ان تقع في خصومة من يشبهك بقبح الاخلاق .
بالامس شهدنا سجالاً بين اعلاميين يتهم احدهما الآخر بالمثلية والغريب ان الذي اتهم خصمه بهكذا وسمة هو من اكثر مدعي الدفاع عن حقوق الإنسان!
اذا اختفى شرف الخصام من شاشات الفضائيات فعلينا كمجتمع ان نستعد لماهو اقبح و ابخس على مواقع التواصل الإجتماعي ، ولنجامل العبيد الذي ينشرون فضيحة امرأة مع سياسي يمتلكهم فيتركون الجريمة و يذهبون للنتائج التي لاتذكر يتركون سيدهم و يشهرون بالمرأة شريكته بالعمل . فماذا لو انتشرت الفضيلة بدل الفضيحة ؟ وماذا لو التزم الخصم بشرف واخلاق الخصومة ؟
ذات صباح ابان ثورة العشرين قبيلتان متجاورتنا بينهما مشكلة ثأر ودما احداهما مشاركة بالثورة اكثر من تلك وفي ذلك الصباح هجمت كتيبة من الجيش البريطاني على هذه القبيلة فأسرع شيخ القبيلة الخصم وجمع شباب عشيرته وأمرهم بجلب النساء و الاطفال من القبيلة المستهدفة واخفائهم في بيوتات قريته كي لا يتعرضوا للاذى من القوات العسكرية الاجنبية . رغم ان اصحاب تلك القبيلة اعداءه الا انه ابى ان يسلمهم للمحتل الاجنبي.
وفي قصة النعمان بن المنذر اكبر العبر حين اودع زوجته وابنته واخواته لدى قبيلة بني شيبان في ذي قار لعلمه بأخلاق اهل هذه القبيلة رغم انها تعتبره عدوها ، وعلى اثر هذه الحركة قامت معركة ذي قار العظيمة .
هذا هو تراثنا وهذه هي قيمنا واخلاقنا وهذه هي المباديء التي تربينا عليها ،
اين ذهبت ؟ من المسؤول عن انحدار مجتمعاتنا ؟ اين شرف الخصومة ؟ اين اخلاق الاحرار ؟
. احقر الناس هو الذي يذم في العلن ما يفعله في السر .



#احسان_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا خسر الحكيم مقاعده في الانتخابات ؟
- تعددت المشاهد و الجمال واحدُ - قراءة في فصلٌ المساء الذي لم ...
- الحكاية
- أناقة المفردة بنكهة الجنوب قراءة في مجموعة الشاعرة فيان البغ ...
- من رد دعوة الشاعر تبوأ مقعده في جلباب الندم قراءة في معلقة ...
- المُحارب القديم يُشبِعُ ذكرياته بحاضرٍ قرين بها قراءة في قص ...
- رحلة ( العائدون الى المنافي) وانتقالات الوجع الموفق
- اعطني نصاً وذائقةً اُعطيك نمطاً لحياةٍ أجمل
- الوَلَدِ السَّوْمَري بين الترحال وعشاءه الاخير قراءة في قصيد ...
- لهم تغريبة واحدة ’ وله وجود متعدد (عبدالسادة البصري) مغترب ف ...
- هو وجع يمشي..وبلاده وجع تمشي .. ورغم ذلك فهو عنوان الراحة (ه ...
- (ألفُ انكسار) وخلود واحد معادلة اوجدت لها د. راوية الشاعر حل ...
- مهند طالب هاشم كاتبٌ بشاعرية العاشق وشاعرٌ بخيال الكاتب قرا ...
- من اوقد جمرات الراكض ومن ركض على جراحه ؟ قراءة في جمرات الش ...
- مزاولة التذكر بين هاجس الابتعاد وحلمُ القرب قراءة في ملحمة ...
- ارجوحة الصياد بين الثبات والانتقاء والتقاط الندى قراءة في خط ...
- ارجوحة الصياد بين الثبات والانتقاء والتقاط الندى قراءة في خط ...
- قالوا سنغرق في الوجل ( إشگد عسل وآشگد فشل )
- حلم (باسم فرات) البوليفاري يتصدر الاعمال الفائزة بجائزة جواد ...
- العربانة فليم سينمائي ام ملحمة شعرية ؟


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احسان العسكري - شرف الخصام