أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - حينما النافذة أضيق من مدى..














المزيد.....

حينما النافذة أضيق من مدى..


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7298 - 2022 / 7 / 3 - 01:37
المحور: الادب والفن
    


قصيدة مشتركة: طلال حماد وحكمت الحاج

النافذة أضيق من المدى
والوقت وراءها
يمضي سدى
افتح النافذة
لا تخش الضباب في الأفق
لا تخش المطر في الكلمات
والثلج في الصدر الذي يضيق
هي ذي الطريق
شقها
لست في البحر الغريق
لست الزبد
أنت أمواجه
إذا اضطرب
كاللهب
وسط ألسنة الحريق
النافذة أضيق من المدى
وكي يتسع المدى
شُقَّ النافذة نصفين
نصفا للندا
ونصفا للصدى
وارهف السمع
سيعود الصوت لك.

أقفُ الرجلُ الذي مثلُهُ أراهُ العمرُ
الذي انقضى مثل زجاج النافذة
المضبب في بيت لحم حيث
شُرفتي الأكيدة ووعدٌ سرابٌ
وشبابٌ سرقته فتاةٌ في الجامعة
كانت من أريحا ثم ابتعدنا فما
أضيق خرم المسافات في مدن
الاحتلال ها هنا حاجز تفتيش وأنا
علي أن أتماسك واضرب قلبي مثل
ارنب مذعور في المدينة وارى
المدى ليس بعيدا خلف ظلام
الحاجز ودخان الجنود يضحكون
ليوهموا بالسلام المدجج بسواد
الحديد وبارود السلطات
أنكمش أتخيل أفكر في "جنان"
أضيق ذرعا أختنق بالذكريات وأنضو
قميصي عني وارغب تعليقه خارج
الشرفة لكن الثلج في الصدر يضيق
والجرح يسكن الكلمات مثل دود بطيء
وداكن نعم انا لا اراها الطريق فكيف
أشقها قلبين يا طلال قلب خائف وقلب
حزين وأخيرا أفتح الشباك رغم الحنين
في رائحة القميص لكن رأسي ينهمر
خارجا يتدحرج مثل كرة النار تمضي
وتمضي حتى تسلك الخط المستقيم بين
احذية الجند ورأيته يصبون الزيت عليه
ويرقصون من حوله ورائحة الشواء تصلني
حتى الشرفة أين اقفُ الرجلٌ الذي مثلُه أراه
والعمر مثل ضباب في بيت لحم أو مثل
زجاج نافذة في أريحا كان أوسع من مدى.

يقف الرجل الذي مثلي
يشعر أن العمر مضى
خلف النافذة
كأنه يقف في طابور أمام حاجز تفتيش
في مدينة محتلة
يرى المدى من وراء النافذة
يرى الحاجز من وراء الطابور
يبدو المدى بعيدا
يبدو الحاجز أبعد مما مضى من العمر
يبدو العمر على حافة المدى
ينكمش الرجل خلف النافذة
يضيق ذرعا بما يرى
يشعر أنه منقبض وأنه يختنق
يفك ربطة عنقه المنسوجة من وهْم
يخلع قميصه الذي يضيق
يفتح النافذة
يرمي برأسه من النافذة
تتدحرج رأسه حتى تصل المدى
في المدى يرى أنه طليق
ينظر مجددا إلى النافذة
يرى أن النافذة كلما اقترب منها
أضيق من المدى
يأخذ الرجل ممحاة السبورة
ويمسح النافذة
ينفتح المدى
كما تنفتح ستارة
عن خشبة مسرح
وعليه الآن
أن يلعب دوره الجديد
غير ذلك الذي مضى
كعمر لا يعود
كم كانت النافذة ضيقة
ضيقة
ضيقة
أضيق من المدى
وهو يحبس نفسه وراءها
كأنها ذلك الحاجز العسكري
في البلد المحتل
فيختل النظام في الكون
ويصبر الزمن لديه سدى،
سدى،
سدى
أما وقد محا النافذة
من الصورة
فقد اتسع المدى.

// تونس- ستوكهولم
30 حزيران 2022 //



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- م: آخر فصل الميم
- العشق والحكمة لا يلتقيان
- العائدة من بين الشرفات تفتح الأموج على بحر سوسة.
- -نرد النص- أم -نص النرد-: عندما يذهب الشعر إلى أقاصيه ..
- عيد العمال..
- شوكولاتة..
- اكتب اكتب اكتب، حتى الموت..
- في فن الشعر..
- واحد وتلاثين آذار..
- حوار حكمت الحاج وعواطف محجوب عن لاعب الظل والقصة القصيرة
- قصيدة_ إميلي ديكنسون
- الشعر، ما هو؟
- السايبرفورمانس نحو مسرح رقمي عربي
- لاجئون
- الرقم العظيم خمسة..
- هذا فقط لكي أقول..
- تَحْفرُ الخيولُ قبرَ الفجرِ..
- حواران متأخران مع فؤاد التكرلي ومحمد الهادي الجزيري..
- يوليسيس في المدينة..
- قصيدتان من شمال العالم: عشتار وأتروپوس


المزيد.....




- هل يقترب أدونيس أخيرا من جائزة نوبل؟
- النزوح في الأدب الغزّي.. صرخة إنسانية في زمن الإبادة
- النزوح في الأدب الغزّي.. صرخة إنسانية في زمن الإبادة
- منتدى الفحيص يحتفي بأم كلثوم في أمسية أرواح في المدينة بمناس ...
- الطاهر بن عاشور ومشروع النظام الاجتماعي في الإسلام
- سينما الجائحة.. كيف عكست الأفلام تجربة كورونا على الشاشة؟
- فتح مقبرة أمنحتب الثالث إحدى أكبر مقابر وادي الملوك أمام الز ...
- الفنان فضل شاكر يُسلم نفسه للسلطات اللبنانية بعد 13 عاما من ...
- ابنة أوروك: قراءة أسلوبية في قصيدة جواد غلوم
- الطيب بوعزة مناقشا فلسفة التاريخ: هل يمكن استخراج معنى كلي م ...


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - حينما النافذة أضيق من مدى..