أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدن - زمن قاسم.. زمن عطية














المزيد.....

زمن قاسم.. زمن عطية


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7292 - 2022 / 6 / 27 - 22:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في عام 1899 أصدر قاسم أمين كتابه الشهير «تحرير المرأة»، ليكون أول كتاب في الثقافة العربية الحديثة يدعو إلى تحرير المرأة، مطالباً بتعليمها، ومنتقداً رجال الدين المتشددين في نظرتهم الدونية لها، ومؤكداً أن القرآن لم يعلِّم هذا الاستعباد، قائلاً «إن المرأة هي العمود الفقري لشعب قوي، وبالتالي يجب تغيير أدوارها في المجتمع بشكل جذري لتحسين أوضاع الأمة المصرية»، ودعّم أقواله وآراءه بآيات قرانية، مؤكداً ضرورة الاعتماد على المنطق والتدقيق في البحث وعدم التمسك الأعمى بالعادات.

أسست هذه المقاربة الشجاعة لقضية المرأة، رغم ما أثارته ضد أمين من زوبعة متوقعة، إلى فتح عهد جديد في حياة المرأة في مصر، فطلبت الناشطة النسوية الشهيرة هدى شعراوي من مجلس إدارة الجامعة الوليدة في مصر في العام التالي على إنشائها، السماح لامرأة بالتدريس لمجموعة من النساء في إحدى قاعات الجامعة فاستجاب المجلس للطلب.

رجل تنويري آخر من معدن قاسم أمين، من تونس هذه المرة، ولد في السنة نفسها التي أصدر فيها الأخير كتابه «تحرير المرأة»، هو الطاهر الحداد الذي تلقى تعليمه في الكتّاب أولاً ثم في جامع الزيتونة، وكان أحد مريدي الشيخ التنويري عبد العزيز الثعالبي وصديقاً للشاعر أبو القاسم الشابي. وعلى خطى قاسم أمين سيؤلف طاهر الحداد كتابه «امرأتنا في الشريعة والمجتمع» (1930)، الداعي إلى تحرير المرأة لتكون رفيقةَ درب الرجل في بناء الأمة، والتمتع بالحقوق الأساسية، كالتعليم والصحة والشغل والانتخاب.

وبالنظر للفارق الزمني بين صدور كتابي أمين والحداد، فإن الأخير ذهب إلى مدى أبعد من الأول، وساق في دفاعه عن حقوق المرأة حججاً قوية استقاها من ثقافته الدينية التي تلقاها في الزيتونة. وجوبه الطاهر الحداد بعواصف من النقد ونال الكثير من الأذى بسبب ما أتى به في كتابه، ولكن هذا هو شأن أي فكرة جديدة جريئة، ولنا أن نعزو بعض أسباب ما نالته المرأة في تونس من حقوق، التي تملك أفضل مدونة عربية للأحوال الشخصية على الإطلاق، إلى هذا الوعي المبكر الذي كان هذا الرجل الشجاع عنواناً بارزاً له.

نستعيد هذه الصفحات المشرقات من تاريخنا رداً على أقوال من يوصف بالداعية مبروك عطية الذي أثار موجة من الغضب في مصر، لأنه بدل أن يدين مقتل الطالبة المصرية في المنصورة، حمّل الضحية المسؤولية لأنها لم تكن محجبة. لنر أين كنا وأين أصبحنا. لن نجد أبلغ من قول رئيسة المجلس القومي للمرأة في مصر في البلاغ الذي رفعته: «هذه الكلمات لا تصدر عن رجل دين.. ما قيل هو تحقير للمرأة وتحريض على العنف والقتل ضدها».



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحدى أسنان لومومبا غنيمة
- بغدادان تلتقيان
- محمود العالم يقرأ جمال حمدان
- تدمير الدولة العربية
- صناعة الأصنام
- التفريق ضروري
- عن أي غربٍ نتحدث؟
- عين الشمس
- الخامس من حزيران
- إدوارد سعيد في سيرة غيرية
- عالم بلا بوصلة
- طفرة في أعداد الشباب
- مختبرات البيولوجيا والأوبئة
- سقط سهواً
- مظفر النوّاب
- كتيبة (آزوف)
- عالم اللا يقين
- كذب المستشرقون وإن صدقوا
- مساءلة المثقف
- بؤس الوعي


المزيد.....




- 251 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى بحراسة الشرطة الإسرائيلية ...
- اقتحام 251 مستوطنا المسجد الأقصى بمناسبة عيد -الحانوكاه-
- منظمة حقوقية كندية تدعو لمكافحة معاداة الإسلام بعد تهديد سائ ...
- تصعيد ميداني في الضفة: اقتحامات من سلفيت وجنين إلى بيت لحم
- العلاقة الإسلامية المسيحية في القدس: بين التآخي والألم المشت ...
- فيديو: احتفالات عيد الميلاد حول العالم... أضواء وزينة من الف ...
- نتنياهو: لولا اليهود المكابيون لما كانت الولايات المتحدة
- صحة الفم من صحة الروح؛ والجمال ليس إعلاناً تجارياً
- مسيحيو إدلب يستعدون للاحتفال بعيد الميلاد للمرة الثانية منذ ...
- أكاديمي إماراتي يدعو لتشكيل تحالف عالمي لمحاربة الإخوان المس ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدن - زمن قاسم.. زمن عطية