أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حيدر حسين سويري - حلب الشعب الزنكَلاديشي














المزيد.....

حلب الشعب الزنكَلاديشي


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 7286 - 2022 / 6 / 21 - 21:46
المحور: كتابات ساخرة
    


اعتمد العرب فن الإشارة في الكلام حتى قيل: وكل حكيم بالإشارة يفهم، واعتبروا ذلك من البلاغة، ولهذا كانت لغة القران فيها من الإشارة الشيء الكثير، وهكذا ديدن العرب في ضرب الامثال (وهي عبارات مختصرة توصل حكمة ومعرفة كبيرة)، وقد يكون وراء المثل قصة في اغلب الأحيان، وكذلك اعتمد الشعراء قول بيت شعر او عدة ابيات لإيصال فكرة معينة وحكمة دالة، وكما قلنا: فكل حكيم بالإشارة يفهم، وبما ان الناس اكثرهم لا يعقلون كما عبر القران، أي ليس لديهم جهاز استقبال الاشارة فتفوتهم الحكمة، بل اكثر من ذلك فهم يأخذون الحكمة من مثل او بيت شعر وينزلونه مكان السخرية، وانما يدل ذلك على قصر فهمهم وأن الإشارة لم تصل اليهم.
يردد الناس بيت الشعر القائل: بغيتي رأيت الذئب يحلب نملةً ويشرب منها رائباً وحليبا
هو بيت شعر غريب نوعا ما، يتناقله الناس على أساس الفكاهة والسخرية، والكثير لا يعرف معناه الحقيقي أو قصته، فهل الذئب يستطيع أن يحلب نملة؟ وهل النملة لديها حليب أصلا؟! وما كمية حليب النملة حتى يكفي أن يكون غذاءً للذئب؟ لكن هل فكروا في تلك الأسئلة عندما قرأوا بيت الشعر؟! هل عرفوا أن بيت الشعر لأحد عمالقة الشعر العربي وأجلزهم لفظاً وأحسنهم نظماً وأعظمهم شأناً، إنه الشاعر أبو الطيب المتنبي، بكل تأكيد لم تصلهم الإشارة، لأنهم ما عرفوا القصة ولا الحكمة التي أرادها المتنبي، يقول المتنبي عن قصة هذا البيت: كنت في أحد أسواق الكوفة واقفاً قرب امرأة فقيرة تبيع السمك. فجاء رجل غني جداً أعرفه، يرتدي ملابس غالية الثمن، تدل سيماه على الغنى الفاحش. قال للمرأة: بكم رطل السمك؟ فقالت له: بخمسة دراهم يا سيدي، قال لها بتكبر: بل بدرهم للرطل الواحد. فقالت له باستعطاف: أنا امرأة فقيرة والسمك ليس لي بل لرجل أبيعه له فيعطيني ما قسم الله لي. فقال الرجل باستعلاء: بل بدرهم ليس أكثر. فقالت المرأة بقلة حيلة: بل بخمسة دراهم. فقال الرجل الغني وهو يشير باستخفاف: أوزني لي عشرة أرطال. فأعدت له المسكينة عشرة أرطال من السمك على أمل أن تحظى بالثمن كاملاً، فأخذهم الرجل منها بقسوة ورمى عليها عشرة دراهم وذهب مسرعاً فنزلت دموع المسكينة وأخذت تنادى عليه فلم يجب، يقول المتنبي: فناديت عليه بنفسي فلم يجب، لقد كان ذئباً في غناه وبخله ولؤمه، وكانت نملة في ضعفها وفقرها وأنشد يقول:
بعيني رأيت الذئب يحلب نملة ويشرب منها رائباً وحليبا
ما يعانيه الشعب الزنكَلاديشي من ظلم وطمع وجشع المسؤولين، لهو أشد وأفظع وأكبر من ظلم هذا الذئب البشري لتلك المرأة الفقيرة، فكل يوم نستهل يومنا بسرقة جديدة ومصيبة عظيمة، يتحدثون عن التريليونات كأنهم يتحدثون عن فلسات! هم لا يرون الفقراء الذين يقتاتون على بقايا طعام المتنعمين الملقى في حاويات القمامة، ويدلاً في أن يجدوا حلا لهؤلاء الفقراء، يطل علينا وزير التخطيط الزنكَلاديشي ليقول: ندرس اتخاذ قرار او تشريع قانون لتحديد النسل. انا لست ضد هذا القانون، لكن اجعلوه ثقافة ووعياً يتبعه الناس، ولا تقولوا عنه قانون، لأنكم بقولكم قانون سيخالفونكم وسيزيدون انتاجهم الولادي وفق قاعدة (كل ممنوع مرغوب)، ولكن ثقفوهم، ليكون هذا العمل نابعاً من ارادتهم لا مفروضا عليهم. فافهموا واني لأعلمُ انكم لا تفهمون.



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة مع الحكيم الزنكَلاديشي
- آخر أخبار وزارة التربية الزنكَلاديشية
- استقالة التيار الزنكَلاديشي... تاليها وين؟!
- تداعيات إقرار قانون الأمن الغذائي الزنكَلاديشي
- ماذا تحتاج الأفكار لتطبيقها؟
- كيف تعرف يدك اليسرى من اليمنى؟
- آخر أخبار الدولة الزنكَلاديشية
- العواصف الترابية من وجهة نظر اجتماعية
- محمد هاشم يتألق مع بنات صالح
- كان صاحبها وخذاها
- التربية والتعليم من وجهة نظر معلم
- قانون حماية المعلم بين حلاوة التشريع وأمل التطبيق
- تداعيات ظهور النتائج الأولية للقبول في الدراسات العليا في ال ...
- معضلة التقديم والقبول في الدراسات العليا في العراق
- قصيدة - وافاه الاجل-
- قصيدة - متعلمين - شعر شعبي عراقي
- خجل
- الشفهي والتحريري من وجهة نظر معلم
- يوميات معلم زنكَلاديشي5
- يوميات معلم زنكَلاديشي4


المزيد.....




- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة
- غزة في المتحف العربي للفن الحديث عبر معرض -شاهد- التفاعلي با ...
- بجودة عالية الدقة HD.. تردد قناة ماجد 2024 وشاهد الأفلام الك ...
- استقبل تردد قناة MBC2 على جميع الأقمار الصناعية لتستمتع بأفض ...
- كيف استغلت مواهب سوريا الشابة موسيقى الدراما التصويرية في ال ...
- -فنان العرب- محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حيدر حسين سويري - حلب الشعب الزنكَلاديشي