أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى منيغ - المغرب ممارسات لا تغيب














المزيد.....

المغرب ممارسات لا تغيب


مصطفى منيغ

الحوار المتمدن-العدد: 7284 - 2022 / 6 / 19 - 19:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المغرب ممارسات لا تغيب
سبتة : مصطفى منيغ
أيام قِلَّة تفصل بعض مدن الشّمال ، عن أشْهُرِ الصيف الثلاث لتكسير ما به تُصاب في بقيَّة السنة من مَلَل ، وبخاصة "تطوان" الفاقدة من زَمن قصير طموح المدن الكبرى بما وسطها حَلَّ وأقْسمَ أن لا يرحَل ، فلم تعد مذ صبغوا ريشها بالأزرق تلك الحمامة الرشيقة البيضاء وإنما رمزاً تجمَّد لمرحلة أطوَل ، تتمايل وقتها الحضارة المرتبطة بأندلس الماضي الرائع عن تقل الزَّاحف نحوها يشبه المِعْوَل ، يتأبطه الباحث عن فك طلاسم حبٍ وَحَّدَ الأهالي على خير الوفاء لأشياء تُدرَك بالإحساس الناطق بشذا أحلى الأنغام وليس بضجيج سياسة تُطبَّق بسريَّة في هذا المنوال ، النُّبْل واللُّطْف وكل شيم التعاطي بالتي هي أقوم من خصائص تطوان كانت ولا تزال ، استعراض العضلات لمن كانوا بالأمس تجار المخدرات صورة طالما عبَّرت عن فراغ أوجده الانحلال ، بإيعاز جَشَعٍ نظَّمه فريق التخريب الموجه لضرب براءة تطوان عساها عمَّا تمسَّكت به من رفيع الأخلاق تتحوَّل ، قادها دفاعاً متحضِّراً عن النَّفس تخطيط صامت أفرز نظرية أنجع وأنجح نضال ، أوصلها اليوم معززة مكرمة ولتظل ، اعتمادا على وعيها وانطلاقاً وفق قناعاتها في تحدِّي على أي طرف به لا تعتدي وإنما تصل به متى شاءت لأمثل حَل ، في حياد تلقائي ينْأى بها عن أي تورُّطٍ سياسي يُخرجها عن راحة البال . تصوّت أيام الانتخابات ولو بقدر رمزي وتشارك في المناسبات الوطنية الرسمية بما يليق من احتفال ، لا أحد بمقدوره أن يلومها إن ابتعدت مهما كانت النتائج لصالح هذا أو ذاك لأنها تُدرك بذكاء بقاء نفس الحال ، طبعاً صيانة الطرقات وما يحظى به شارع الجيش الملكي من سخاء في الميزانيات واستيراد الورود لتزيين بعض الساحات ومنها حيث الكنيسة لا يزيد في تطوان أي شيء لِما تتمتَّع به من جمال ، كالمرأة الفاتنة الحسناء لا تضيف زينة المساحيق المسلَّطة على محياها أي منظر ولو مؤقت يغطِّي على إشعاعها الطبيعي النابع من واقع وليس من تصريف خيال . تطوان متسلقة قمَّة "دَرْسَة"بحثا كانت عن الهدوء بمشروع أُنجِزَ أيام تحمُّل الصديق عبد السلام بركة (الوزير السابق المكلَّف بحقيبة العلاقات مع البرلمان) مسؤولية رئاسة المجلس البلدي بقرض ممنوح من الولايات المتحدة الأمريكية عن تفاوض عسير الحِبْر من أجل تدوين أسراره بين يدي كصحفي بسلاسة سال ، مكونا وثيقة نشرَتْها في حينها ما كنت ُأصدرها من عين المكان تحت عنوان جريدة تطوان المعروفة بصدق المقال ، لكن هجوم البناء العشوائي حرم تطوان من ذلك الهدوء المنشود لتكتفي بداخل المدينة القديمة واضعة يدها في يد حكام الأندلس الإسبان لإصلاح ذاك الجزء الحاضن تراث مَن أسسوا (فارين عن مُصابٍ جَلل ، من شبه الجزيرة الأيبيرية) شقيقة غرناطة الصغرى الكائنة يومه على أنقاض نواة تطوان العصور البائدة في مساحة لها امتدت لكتب التاريخ الحقيقي الذي يحكي عنها قصة كفاح مرير دفاعاً عن أصل الوطن ليبقى انطلاقا من الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط عبر الحِقب مُوَحَّداً مهما تعاقبت الأجيال.
... إعادة الهيكلة لإظهار عناية الدولة بمدينة تطوان ، من استقراء تفاصيلها يتَّضح أن الجماعات المحلية المُنتَخبة حضرية كانت أو قروية تذوب اختصاصاتها ، تبصم على طريقة مَن لا يعرف الكتابة ، على ما يُقدَّم لها من وثائق تحتاج لملاحق توضيحية ، وُضِعَت في ملفٍ خاص مُحاطٍ بالكتمان التام ، موضوعة تحت إرادة لا أحد يقترب من محيطها (مهما كان) بغير سابق إذن . صُرِفت الملايير من الدراهم ولا أحد يعرف مصدرها ، ولا الطريقة القانونية المتَّبعة في صرفها كأموال إن كانت عامة ، أراضي تُصادر في واضحة النهار تحت إجراء المصلحة العامة ، والتطاحن مع توفيت الإنجاز لضمان الانبهار المتفادي أساساً لكل استفسار ، إذ المجال مفتوح للمدح المبالغ فيه وكأن تطوان لأول مرة تتنفس الهواء وترى نور الشمس، والمطلوب منها الرقص رقصات القرود لمباركة الموجود بمَرَحٍ غير محدود ، لكن العقلاء فيها فضلوا الانتظار ، لغاية متمّ ذاك الانجاز الفردي التَّخطيط البعيد ، كل البعد عن استشارة ذوي الرأي السديد ، لمقاربة ما يقع بمصالح المدينة العليا المازج المظهر بالجوهر، وطلاء أي جدار بما المواطن العادي يختار ، كمنصب شغل يخرجه من الجلوس عاجزا داخل الشبيهة بدار ، فكانت النتيجة كشخص لبس هنداما جديداً ولما جاع سقط ممدوداً. إذن ما نُفِّذ من أجل قضاء استجمام الثلاث شهور من فصل الصيف التطواني بالنسبة لمن شيدوا أفخم القصور وأوسع فيلات على شطَّ ممتد لغاية "الفْنِيدَقْ" ممنوع على المغاربة لمرور بجانبها بالأحرى التوجُّه لطرق أبوابها المحصنَّة بأشد الوسائل فتكاً ، وكأنها عوالم مُغلقة يقطنها صنف من البشر لا يعترف بحقوق أي آخر . من أراد معرفة هؤلاء ودرجات تغلغلهم في استغلال أملاك الشعب أرضا كانت أو ما يُحسب على الثروة الوطنية بإصرار غير العابئين لا بقوانين ولا بكرامة المواطنين ، من أراد معرفة ذلك ليقف هناك على حقائق قد يؤلف بها المؤلف الذي لا يخشى في الحق لومة لائم أحسن مما تضمنته سيرة ألف ليلة وليلة .
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
[email protected]



#مصطفى_منيغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المَغْرِب الأَحْسَن فيه كئيب
- روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء السابع
- روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء السادس
- روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء الرابع
- روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء الثاني
- روسيا بعد سوريا أوكرانيا
- تفسير لكلام أمير
- مصر في ذاك العصر / الجزء الخامس
- مصر في ذاك العصر / الجزء الرابع
- مصر في ذاك العصر / الجزء الثالث
- مصر ذاك العصر / الجزء الثاني
- مصر في ذاك العصر
- العائِد ممّن عليهم سائِد
- البرلمان واجهة مثل الزمان
- المغرب الدولة غائب
- تونس حاضر محبوس
- في المغرب مَن للإصلاح يُحارِب
- أدوات فقط لخمس سنوات
- المَخْزَن مَا يُخَزِّن وما خَزَّنَ
- المغرب لا تَنْمِيَّة لا تَرْبِيَّة لا طبيب


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى منيغ - المغرب ممارسات لا تغيب