أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - مازال الحديث عن الفدرالية مستمرا















المزيد.....

مازال الحديث عن الفدرالية مستمرا


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1677 - 2006 / 9 / 18 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المشكلة، أن كل من تحدث عن الفدرالية سواء بالضد منها أو معها، كلاهما ركز على نقطتين فقط، ‏وبقوا يدورون في حلقة مفرغة لا يخرجون منها إلا ما ندر، الرافضين لها يجدون بها تقسيما ‏للعراق، ولهم مبرراتهم المقنعة التي تتعلق بهذا الموضع، أما من يقفون معها يجدون أنها ليست ‏مشروع للتقسيم، ولكن أسلوب حضاري لإدارة البلد وأن البلدان الفدرالية هي الأكثر تقدما، وهذه ‏حجة مقنعة جدا ولا ريب فيها، ويبقى هناك تيار ثالث لا يرفض الفدرالية، لكنه يدعوا للتريث ‏بتطبيقها، وحجته من حيث الأساس هي أن العراق موضوعيا غير مهيأ الآن للعمل بالفدرالية، كون ‏الاقتتال الطائفي مستمرا وإن هذا الأمر له إفرازا ته السلبية على مستقبل الفدراليات،حيث من المتوقع أن يسيطر عليها حملة المشاريع السياسية الطائفية المدعومة بالسلاح القادم من دول الجوار، وهم أيضا محقين ‏بذلك، إذ ليس هناك من ينكر وجود هذه الحالة. ولم يستطع أي طرف منهم إقناع باقي الأطراف ‏بوجهة نظره، فما هي المشكلة الحقيقية التي تقف وراء هذه الزوبعة؟
في البدء وقبل أن يسقط النظام اتفقت جميع الأطراف على أن تكون الفدرالية هي النظام المناسب ‏للشعب العراقي، لأن الشعب قد عانى من الحكم المركزي عقودا طويلة، فإنهم يجدون أن المركزية ‏كانت هي المسؤول الأول عن إنتاج النظام الدكتاتوري في النهاية، وقد كانت سببا ووسيلة بذات ‏الوقت بتهميش مناطق واسعة من العراقيين على أساس طائفي أو عرقي، وقد مل العراقيين من ‏التهميش من قبل الإدارات المركزية للحكم التي بقيت تعمل على هذه الأسس، وتنهب ثروات العراق ‏التي لم يستأثر بها سوى فئة محدودة من العراقيين المقربين من رأس السلطة التي غالبا ما كنت ‏دكتاتورية أو شبه دكتاتورية، وبقي الحكم المركزي يكدس الأسلحة من أجل إشعال الحروب التي ‏يذهب ضحيتها المهمشون في تلك الأنظمة التي أغرقت العراق بالدم والفقر وأوغلت بما لم تشهده ‏أمة بالقمع والقتل والتهجير وكل أنواع التعسف بالإنسان، كما ويعرف الجميع الكثير من تلك الحقائق ‏التي تتعلق بالاضطهاد العرقي والديني الموجود في البلد، وأن الفدرالية هي الحل الناجع لحل جميع ‏هذه المشكلات المستعصية، وذلك من خلال خلق حالة من الانسجام التام ضمن الفدرالية الواحدة، ‏وأن تكون العلاقة مع الشريك في هذا النظام من خلال المركز، وهو المسؤول عن تقسيم الثروات ‏حسب الكثافة السكانية والحاجة ومستوى التخلف في أي فدرالية من الفدراليات، وهذا بدوره سوف ‏يسرع بوتائر عملية البناء والنهوض بالبلد والتنمية البشرية والحضرية. ‏
صحيح أن جزءا منهم لم يكن منضما للجمع الذي اتفق، لأنهم كانوا من المحسوبين على النظام ‏السابق، وهذا مبرر قوي لعدم قبولهم بهذا البديل فيما بعد، أي بعد أن أنظموا للعملية السياسية لإقامة ‏نظام ديمقراطي فدرالي في العراق، وراحوا من قبل أن يدخلوا بالتفاصيل والنقاش البناء، يخلقون ‏المبررات التي تطالب بوقف العمل بالفدرالية كنظام، وأن تبقى مقتصرة على كوردستان على أن تبقى ‏بالحجم الذي هي عليه الآن، وقرروا هم أيضا أن هذا الحجم لفدرالية كوردستان مناسب جدا للكورد ‏وليس أكثر من ذلك، واليوم يهددون بسحب هذه المنة التي منحوها للكورد في حال بقيت مواقفهم، ‏أي الكورد، على ما هي عليه الآن من تطبيق النظام الفدرالي في العراق.‏
التيار الذي كان أصلا يرفضها جملة وتفصيلا، ويأمل بعودة الحكم المركزي، والذي يحاول، على ما ‏يعتقد باقي الشركاء بالوطن، من خلال المركزية أن يستعيد السلطة كاملة، ربما بانقلاب عسكري، لذا ‏كان مصرا على إعادة تشكيل الجيش القديم وباقي القوات المسلحة الأخرى، حيث هذا الأمر كان ومازال يعتبر ‏أقوى دليل على النوايا الشريرة لهذا التيار، في حين هم يقولون أن العراق بلد متخلف وأن الولاءات الطائفية لأبناء ‏الفدراليات قد، بل يجزمون أحيانا، أنها تفتت العراق وأن تجعل منه عرضة للتقسيم بأي لحظة، وهذا ‏حق فيما لو نظرنا للقوى التي سوف تكون على سدة السلطة في الفدراليات، حيث ولائها جميعا لدول ‏تجاورها في الحدود، هذا إذا لم تحمل أجندات تلك الدول، لذا يجدون أن الفدرالية المقترحة ما هي إلا ‏وصفة جاهزة للتقسيم في حال تعرضهم، أي منهم، لأي هزة أو تجاوز من قبل الشريك في الوطن، ‏وكأنهم يريدون أن يقولوا أنهم لا يتعسفون بحق الشريك، بل هو من يفتعل هذه الأمور من أجل تقسيم ‏العراق، وهذا ليس صحيح. ‏
لنضع النقاط على الحروف بعض الشيء، السياسيون من أبناء المنطقة الغربية يجدون أن القتل على ‏الهوية لمدة ثلاثة سنوات ونصف كان خارجا عن إرادتهم، بالرغم من أن وسائل القتل الجماعي كانت ‏ومازالت تخرج من بيوت القادة قبل العوام منهم، هذا فضلا عن الدعم المعنوي والمادي واللوجستي ‏والسياسي والاجتماعي للعصابات المسلحة التي أشعلت العراق وملئت سماءه دخان، وأرضه دماء ‏وأشلاء بشرية لأناس أبرياء كان كل الذنب الذي اقترفوه أنهم ذهبوا للتسوق أو أطفالا ذاهبين ‏لمدرسة، وكان ضحايا هذه الأعمال الإجرامية دائما لهم هوية واحدة ومعروفة، لكن مع ذلك يجدون ‏حكماء المنطقة الغربية أن بكاء الأهل على ضحاياهم، ما هو إلا مجرد تباكي، يهدف من حيث ‏الأساس لخلق الذرائع المبررات للتقسيم، ذلك الطوطم المخيف، ويجدون أيضا أن ما يجري على ‏الأرض هو العكس تماما، أي أنهم ضحايا لعمل المليشيات الناشطة هذه الأيام وذات الطابع الطائفي ‏والمناطقي وفرق الموت، بالرغم من أن الأخيرة لا أحد يعرف هويتها لحد الآن، متهمين بذات الوقت ‏معها القوات المسلحة بأنها توفر للمليشيات الغطاء القانوني لتقتل بحرية أكبر أناسا من مكونهم. لكن ‏سواء كانت هذه الاتهامات صحيحة أم خطأ، مجرد ذرائع واهية أم حقائق تقف على أرض صلبة، ‏فإنها فعلا ستكون سببا بتفتيت العراق، وأن مشروع الفدرالية سيكون المرحلة الأولى للتقسيم، ‏السبب في ذلك هو أن الطرف الداعي للفدرالية هذه الأيام، يعتقد أن تطبيق النظام الفدرالي سيساهم ‏بإيقاف نزيف الدم؟ وعند التمعن بهذه الرؤيا أو القصد منها، أن الفدراليات سيكون لها حدود ‏محروسة وهذا ما سيكون له دور بوقف تدفق العناصر الإرهابية لمدنهم وهو ما سوف يساهم بوقف ‏العنف ونزيف الدم،وهذه الخطوة المبررة شرعا وقانوا ستكون بذات الوقت نوعا من التقسيم الذي يمكن تكريسه لصالح فئة محددة، وبالتالي الوصول إلى ما لا تحمد عقباه. لكن لو أراد الرافضين للفدرالية أن يزيلوا الأسباب الداعية لها، عليهم أولا وقف ‏تدفق القتلة على أبناء المناطق الأخرى قبل الحديث عن رفض أو قبول الفدرالية، وهذا حق ومسلك ‏طبيعي لضحايا الإرهاب. لكن وكرد على هذه الحالة المزرية، يدعي الطرف الرافض للفدرالية أنه لا ‏يستطيع التأثير على العناصر المسلحة، ومرة أخرى ينكرون علاقتهم بها، والكثير من الذرائع التي ‏سمعناها، لكن الذي يثير الغضب فعلا هو إصرارهم على أن قتل العراقيين الأبرياء على أساس طائفي ‏وعرقي يجب الإقرار به من قبل الضحية على أنه مقاومة شريف وحق من حقوق العراقيين ‏المشروعة ضد الاحتلال، وهذه الدعوة تثير غضب الضحايا، ويسألون دائما وبمرارة، أن هل مقاومة ‏الاحتلال تعني قتل أهلنا؟ وهل نحن من أدخل المحتل للبلد؟ أليس نظامهم من أدخل المحتل؟ وأسئلة ‏أخرى أجد أنها مشروعة للغاية، بل أنها تدمي القلب، لأن لا يوجد مبرر لهذا القتل المستمر، ولا يكتفي الرافض للفدرالية بذلك التنكر لدعمهم ‏الإرهاب، فيضعون شروطهم التعجيزية لقبول الضحايا كشركاء في الوطن، وهو اعتراف الضحايا بأن ‏قاتلهم شريف، وأن قتلهم حق، وتكليف شرعي منزل من السماء، وذلك وفق ما جاء من فتاوى على ‏لسان جمع غفير من دعاة القتل باسم الدين! ولم يكتفوا بكل ذلك، بل وضعوا تلك الدعوات كشروط ‏على الأطراف الأخرى لقبولهم مبدأ الدخول بالعملية السياسية أو أي عملية سياسية تجري في البلد، ‏ومن شروطهم أيضا، كما أسلفنا، إعادة تشكيل الجيش والقوات المسلحة القديمة التي غرقت حتى ‏آذانها بدماء العراقيين!!!!! أي ليس قتلا وحسب، بل استفزاز وشرعنة للقتل باسم الدين وتحريض ‏على القتل وتوفير كل وسائله، كلها تأتي كشروط، وعلى الضحية القبول بها قبل أن يتكرموا ‏ويتحدثوا فقط مع الأطراف الأخرى، وليس مهما أن يساهموا بذات الوقت بعرقلة العملية السياسية ‏في البلد!!!!!!!!!!!!‏
هناك طرف ثاني من الرافضين لقيام للفدرالية حاليا، أي يرفضون التوقيت ولا ‏يرفضون المبدأ أو المضمون، إنهم التيار العقلاني المستقل الذي لا يملك أذرعا تساهم بالعنف ‏المسلح، وليس لهم مليشيات أو أنهم مستقلين بشكل عام ولا يؤيدون طرفا على حساب آخر، للحق ‏والتاريخ نقول أنهم أصلا من دعا للفدرالية وروج لها حتى أصبحت نصوصا دستورية في أول ‏دستور عراقي تم الاستفتاء عليه، لكنهم، وكما أسلفنا يدعون إلى التريث بتطبيقها في الظرف الحالي ‏الذي يمر به البلد، أملا منهم أن يتوقف العنف المسلح وسفك دماء الأبرياء أو حتى المجرمين، المهم ‏هو أن تقف العمليات المسلحة بأي ثمن، ومن ثم المضي بخطى واثقة ومطمئنة نحو مستقبل العراق ‏بعد تطبيق النظام الفدرالي. طبعا لا أحد يسمع منهم هذه الدعوات، وبغض النظر عن كونها صادقة ‏وشريفة أو مغرضة وذات مآرب أخرى، لأن الواقع العراقي قد أفرز حقيقة لا مهرب منها وهي أن ‏ليس هناك من يستمع للآخر، أيا كان الآخر، وكأن الجميع في حوار مع أنفسهم فقط، أو حوار ‏الطرشان، وهناك من يسميها أزمة الثقة بين الأطراف المتصارعة هي التي تقف عائق وراء أزمة ‏الاستماع هذه، حتى أني قرأت آراء من مفكرين وكتاب مرموقين يتهمون من يدعوا للتريث بتطبيق ‏النظام الفدرالي حاليا أنما هو يساهم بقتل الأبرياء واستمرار النزيف العراقي، هذه التهمة والكثير من ‏التهم التي أصبحت جاهزة لدى البعض من الهتافين يمكن فهمها، لكن كيف تسللت إلى العقول الواسعة الواعية ‏لحقيقة ما يجري في العراق حاليا؟! هذا ما يحتاج إلى وقفة في غير هذا المقام، مشكلة هذا التيار المتريث الذي صاغ ‏فكرة الفدرالية كونها أفضل نظام يمكن أن يدير العراق مستقبلا، مشكلتهم تتمثل في أنهم مهمشين في ‏مناطقهم، لأنهم أصلا من مناطق شتى من العراق، وهم الآن يسبحون ضد التيار في مناطقهم، ربما ‏هم الأكثرية كما يعتقدون، ونعتقد نحن أيضا، لكنهم مهما كبروا، فإنهم في مناطقهم حاليا، يعتبرون ‏الأضعف صوتا والأقل تأثيرا على الساحة السياسية، ليس لأنهم لا يملكون رؤى واضحة وناضجة ‏للوضع في العراق، ولكن لأنهم يواجهون من يعتبرهم أعداء ودودين، أو حتى أعداء ألداء، وما يجعل ‏صوتهم واطئا، باعتقادي، ليس لأنهم لا يملكون مكبرات صوت، ولكن لأن ليس لديهم مليشيات ‏مسلحة تقتل وتخيف وتسلب الإرادة، كما وأن هذه الفئة تتعامل مع الشريك العدو أو الصديق على ‏أساس أنه شريك له الحق أن يأخذ دورا بإدارة الإقليم أو البلد والحياة، في حين ينظر لهذه القوى ‏المحايدة من قبل الأطراف المسلحة على أنها أطراف ضعيفة هامشية ولا يجب التعامل معها على ‏أساس الند للند، بل على أساس التابع، وذلك في أحسن الأحوال، أو بمعنى "الشريك المرحلي" وفق ‏نظرية البعث في السياسة والتي عمل على ضوء منها خلال السبعينات من القرن الماضي، أي حينما ‏جعل الشريك تابعا ليخنقه وقت يجد أن يديه قد فرغت من القتل. أي بمعنى أن هذا التيار العقلاني ‏المستقل والمسالم المنتشر في جميع مناطق العراق، أو فدرالياته المقترحة، سيقف مقابل شريك لا ‏يعترف به ولا يرحم، من هنا تحديدا، جاء موقفهم الرافض لتطبيق الفدرالية في الوقت الحالي، ‏والتريث بها لحين استتباب الوضع الأمني ويلقي جميع المسلحين أسلحتهم، آن ذاك سوف يبرز دور ‏العقل والثقافة والمهنية والمعنى الحقيقي للوطن والشركاء المتكافئون بالوطن، مثل هذه الحالة ‏ليست بعيدة عن التصور في العراق، بل يجب أن تكون الأقرب للذهن بعد أن تبين لأصحاب الأسلحة ‏بمختلف هوياتهم استحالة تسيدهم على العراق من خلال الأسلحة، تلك الأسلحة التي قدمها لهم من ‏غرر بهم ودفعهم لتخريب ما تبقى من البلد والإنسان والقيم والعادات والتقاليد والروابط الأسرية ‏القوية التي تربطهم بمن يقف خلف الساتر المقابل حاملا سلاحه حاليا.‏
إن دعاة التطبيق الفوري للفدرالية يعتقدون أن أي موقف للتريث غير مبرر، لأنهم لا يجدون بأنفسهم ‏ما يجده بهم الآخرون، أو ما يتخوف منه الآخرون كونهم من النوع الذي لا يقبل بالشريك، ولا يعطوا ‏أية ضمانات واقعية سوى الادعاء بأنهم ديمقراطيين، في حين أن تجربة الجمهورية الإسلامية في ‏إيران والتي هي معلمهم ومنها يستلهمون العبر والدروس تؤكد غير ذلك، حيث لم يبقى في إيران أي شريك ‏للتيار الديني، بل وحتى التيارات الإسلامية المعتدلة الشريكة معهم، لم تجد لها ‏اليوم مكانا في السلطة للجمهورية الإسلامية، ولا حتى باستطاعتهم ممارسة حياتهم العادية، هذا فضلا عن ‏هروب الكثير منهم للخارج، فإذا كان هذا أمر التيار الإسلامي المعتدل، فما الذي سيكون عليه أمر العلماني ‏الذي يتهمونه بكل فاحشة على الأرض؟ أضف إلى ذلك فإنهم يعتبرون أن التريث بتطبيق الفدرالية ‏نوعا من التخاذل أمام الإرهاب سيشجع الإرهابي على المزيد من العنف، وإن التطبيق الفوري هو ‏الرد الأصح على الإرهاب، في حين نحن نعرف أنهم كانوا من أبعد الناس عن الفدرالية، بل كانوا ‏يتركون مقاعدهم في اجتماعات المعارضة قبل سقوط النظام فيما لو بدأ الحديث عن الفدرالية! فما ‏الذي تغير اليوم؟ التيار الليبرالي يجد أن برامجهم قد تغيرت، لأن مسألة سيطرتهم على كامل التراب ‏العراقي أضحت أمرا مستحيلا وعليهم أن يجدوا بديلا، لذا كان البديل هو فدرالية الجنوب التي تضم ‏تسعة فدراليات، وحتى لو كانت كل محافظة تمثل فدرالية، فلا بأس بذلك، لأنها ستكون أيضا تحت ‏سيطرتهم بشكل أو بآخر من خلال سلاح المليشيات المتعددة. لهذه الأسباب أصبحوا اليوم من ‏المفرطين بالدعوة للفدرالية، هذا فضلا عن كون الحقول العراقية المنتجة للنفط حاليا تقع في ‏المناطق التي يسيطرون عليها. من المعروف أن الفدرالية سوف لن تبني جدار الفصل العنصري على ‏غرار سياج الضفة الغربية في فلسطين، ولكنهم مازالوا مصرين على أنها سوف تساهم بإيقاف ‏العنف المسلح، وهذا الزعم لا يستند إلى أي دليل مادي ولا يوجد منطق يؤيده، ما لم يكون الغرض من الفدرالية هو التقسيم. ‏
ليت الأمر قد انتهى عند هذا الحد، لكن نرى الآن المتحمسين لفدرالية الجنوب بالخصوص، راحوا ‏يكيلون للتيار العقلاني المستقل والمعتدل التهم جزافا حتى أن البعض صار يضعهم بخانة البعثيين، أو ‏الخونة، وآخر يصفهم بقتلة العراق الجديد لأن سماحة السيد، أي سيد منهم، سيفقد فرصته الأخيرة ‏ليكون رئيسا للفدرالية، ولم أتصور أن جوقات الهتافين التي تعمل معهم كبيرة إلى هذا الحد! ‏
قد نفهم موقف الكورد من التطبيق الفوري للفدرالية على كامل التراب العراقي، لأن بقاء كوردستان ‏لوحدها فدرالية وباقي التراب العراقي موحدا بإدارة واحة سيضع الكورد في وضع محرج للغاية، لأن ‏تطبيق فدرالية كوردستان قبل البقية هو كونها أصلا قد تشكلت فيها جميع المؤسسات الفدرالية ‏من قبل السقوط بعقد من الزمان، أضف إلى ذلك، أن كوردستان تنعم بالأمن الأمان لذا فإن استمرار ‏الوضع على ما هو عليه أمر مبرر، ولكن في حال امتنع العراقيون من تطبيق الفقرات الدستورية ‏التي تتعلق بالنظام الفدرالي وبقاء المطالبة بتغيير هذه الفقرات مستمرا، فإن هذا يهدد فدرالية ‏كوردستان، خصوصا إذا اتفق فرقاء اليوم المتحاربين، فإن أول ضحاياهم ستكون فدرالية كوردستان، ‏قد نفهم هذا الموقف من الكورد، ولكن لم يستطع أحد فهم أو تفسير موقف البعض من التطبيق ‏الفوري للنظام الفدرالي، ما لم يكون هذا التيار قد بيت في خاطره الكثير ولم يعلن عنه، خصوصا ‏وأنه كان التيار الوحيد الرافض لمبدأ الفدرالية أصلا! ‏
‎2006-09-16‎



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب المشاريع السياسية
- ليس علما للعراق
- هل ستوقف مرجعية النجف دعمها لأحزاب الإسلام السياسي؟
- سياسة التفريط بالنفط مقابل الأمان
- النفط مقابل الأمان!؟
- زلماي يجر العراق إلى حرب أهلية، وربما أبعد
- فدرالية الجنوب والأربعين سياسي
- هل عاد قرقوش للحياة؟
- صواريخ حزب الله لها أهدافا أخرى!!
- تصويب لخطأ غير مقصود من حمزة الجواهري
- لك الله يا بغداد من خيانة الأمانة!
- لف ودوران ومحاولات سافرة لسرقة النفط العراقي
- الإرهاب الأكثر همجية هو إرهاب الأزارقة
- من أجل الوحدة الوطنية، وزراء للداخلية والدفاع من الأقليات
- إلى أنظار الحكومة الجديدة، انتبهوا قبل أن يسرقوا النفط
- غاز قطري للعراق؟؟!! لماذا؟؟!!
- حوار أم انتحار؟ حوار مع الأعسم حول الحوار
- مليشيات البعث والأزارقة
- النفاق ونزع الأسلحة والبرامج المخيفة
- عمي فضوهة عاد.....ترة طلعت رواحنة


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - مازال الحديث عن الفدرالية مستمرا