أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - النفط مقابل الأمان!؟















المزيد.....

النفط مقابل الأمان!؟


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1643 - 2006 / 8 / 15 - 09:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مازال الوقت مبكرا على رفع الراية البيضاء
طال الوقت ونفذ الصبر والقتل والتهجير والخطف والسرقة وكل أنواع الجرائم التي ترتكب بحق الأبرياء مستمرة، كما وأن التسويف والمناورات لكسب الوقت من قبل العصابات الإرهابية مستمرا أيضا، وأصبحت بغداد مقسمة عرفا بين كرخ ورصافة، فإن من يراقب الجسور الكثيرة على دجلة في أي وقت من النهار أو الليل سيجدها فارغة من السيارات تماما، إلا ما ندر.
لم يعد خافيا على أعد أن سبب التراخي والتغافل المتعمد عن جرائم القتل التي ما فتئت تفتك بالعراقيين أنها تلك المحاولة البائسة لجر القتلة للعملية السياسة بحجة المصالحة الوطنية، يرددون بلا خجل أنها فقط مع من لم تتلطخ أياديهم بدماء العراقيين، ولا أدري من منهم لم يغرق بالدم لحد الآن؟ وهل الذين يقتلون اليوم خرافا أم بعوض؟ بذات الوقت نجدهم يتراكضون نحو حتفهم لخلق أسباب الموت لبعضهم البعض، وسوف لن يدركوا حقيقة الأمر إلا بعد فوات الآوان.
الضغط على الحكومة العراقية لم يتوقف يوما، والأجهزة الأمنية والقضاء والقانون بقيت مشلولة وهو ما خلق الأرضية الواقعية لتشكيل مليشيات جديدة، سميت بالمليشيات الشعبية للدفاع الذاتي من كلا الطرفين، بحيث تكون جميع المبررات التي يسوقها صحاب البرامج المهلكة للعراق من بعثيين وأزارقة وإسلام سياسي بشقيه ذات مقبولية من عامة الناس، بالرغم من أنهم الهدف الأساسي من الإرهاب.
العصابات المسلحة التي تريد لنا الحكومة التصالح معها، وتضعهم متساوين مع الآخرين وفق المشروع الأمريكي الذي حملته حقائب الدبلوماسية العربية الصديقة لأميركا، نحن ندرك أن هذه العصابات لم ولن تؤمن بعملية سياسية، حيث أن أهدافهم معروفة، ولا يمكن أن تقنعهم أية قوة مهما كانت بغير التفرد بالسلطة، لأن هذه العصابات أصلا مأجورة من قبل تلك القيادات البعثية التي أغرقت العراق بالدم، ومن الذي قاتل من هذه العصابات مؤمنا بقضية؟ ومن لا يعرف أن جميعهم يعملون وفق قائمة أسعار معروفة لعملياتهم.
تشكيل مليشيات سنية لخلق التوازن الطائفي! هذه الدعوة التي يقال أن زلماي هو الذي أطلقها واقنع إدارته بها، هذا إذا لم تكن الإدارة هي من أمر زلماي بتنفيذها، ها هي تتفاعل بسرعة بعد أن استجاب لها قادة سياسيون يشاركون بالسلطة التنفيذية وبثقل كبير، فها هو أحدهم، وبالرغم من إنكاره، قد شكل بالفعل مليشيات سنية، إلا أنه لم ينكر تشكيل هذه المليشيات بحجة أنها لحمايته شخصيا، فإذا عرفنا أن هذا المسؤول لديه أصلا أكثر من ألف عنصر مسلح لحمايته قبل أن يشكل المليشيا الجديدة، فهل يريد جيشا على غرار فدائيوا صدام لحمايته!؟ في المقابل وكاستجابة لدعوات بعض أقطاب الإسلام السياسي الشيعي الفاشل بكل المقاييس، بدأت مدن الجنوب وبغداد تشهد تشكيل مليشيات جديدة للحماية الذاتية أيضا، يقال إن الذين انخرطوا بها يعدون بالآلاف لحد الآن. كل هذا فوق ما لدينا من مليشيات وعصابات مسلحة من الإرهابيين البعثيين والسلفيين مازالوا فاعلين منتشرين في كل مدن العراق، وكما هو معروف انهم المسؤولين عن أعمال القتل اليومي العشوائي وكل أنواع الجرائم الغريبة العجيبة التي ترتكب في العراق، طبعا كل هؤلاء لهم من يمثلهم بالسلطة في البلد، في الوقت الذي تطلب فيه الدولة نزع سلاح المليشيات وتطلق خطتها الأمنية التي طال انتظارها، وهذا يعني أن المشاركين بالسلطة يعملون عكس برنامج الحكومة!
مهما تشكلت مليشيات من طرف، نجد بالمقابل مليشيات من الطرف الآخر قد تشكلت، ومهما تدخلت دولا لصالح طرف عراقي محدد، فإن الطرف الآخر له من يدعمه خارجيا أيضا، فمن المستفيد من هذا السباق غير رجال الدين الذين يحملون مشاريع سياسية مدمرة ومرعبة لأبناء الضفة الأخرى من الوطن والدول الطامعة ولها مصلحة بتقسيم العراق؟
بالرغم من أن هذا التسابق قد قطع أشواطا بعيدة، إلا أن الحكومة تتصرف وكأن شيئا لم يكن! إذ يبدو واضحا أن الأسراب التي تعيش في المنطقة الخضراء لا يهمها امن الناس مادام أمنهم الشخصي مضمون، وهذا ليس مجرد اتهام، بل هو الأمر الواقع سواء كره سكان المنطقة الخضراء أم لا.
لقد فهمنا أن الأمن في بغداد والمناطق المجاورة لها مضطربة، كما وأن أسباب الاضطراب معروفة كما أسلفنا، لكن ما هو سبب تشكيل مليشيات في المحافظات الآمنة والتي يسودها طيف واحد؟ فهل الأمن هناك أيضا مضطرب؟ حسب علمي أن هذه المدن، ما عدا البصرة، هادئة ولا تشوبها شائبة سوى بعض الإشاعات التي يطلقها حثالة البعثيين أو تلك العمليات البسيطة والخائبة، فهل تستحق هذه الحالة تشكيل مليشيات شعبية للأمن الذاتي خارج بغداد؟ وما هو دور المؤسسات الأمنية القوية في هذه المدن مادامت المليشيات سوف تتعهد بالأمن الذاتي؟ إنها بلا شك ذريعة لخلق أحزاب طائفية جديدة وكأن العراق فيه عطش لمثل هذه الأحزاب البائسة؟!
أصحاب المشاريع السياسية الذين أسسوا لحالة الاستقطاب الطائفي هم أنفسهم اليوم يصعدون من مرحلة التخويف والتمترس وراء رجل الدين الذي يدعي تمثيل الطائفة للخروج من حالة الإرهاب المتبادل إلى مرحلة الفوضى الشاملة من خلال تشكيل مزيدا من المليشيات الموازية لسلطة الدولة في كل مكان من العراق.
هذا شأن السياسيين العراقيين المشاركين بالسلطة، أما زلماي الرجل الذي يمثل الدولة المحتلة وينفذ سياستها في العراق فله شأن آخر، حيث هو الذي أقنع حكومته بتشكيل مليشيات سنية مدعومة أمريكيا، كما أسلفنا، بالرغم من أن أمريكا تدعي أنها تريد إقامة نظام ديمقراطي في العراق وهي من يحارب الإرهاب!
فمن الذي بقي لا يعمل على إشعال حرب أهلية في البلد؟ ربما المالكي، ولكن مهما كانت قوته فإنه سيكون كريشة في مهب هذه الرياح الصرصر العاتية، أمريكا والطائفيين من الضفتين والبعثيين والسلفيين التكفيريين مدعومين من دول الجوار وكل زناة الأرض. فعن أي خطة أمنية نتحدث؟! هل نخدع أنفسنا وكل هذه الجهات تعمل بكل جد على إشعال الحرب الأهلية ولم تفوت أي فرصة لدفع الأمور بهذا الاتجاه؟
هل حقا ما نراه هو الاستعداد للحرب؟ أم أن أمريكا التي بيدها كل خيوط اللعبة تخطط لشيء آخر؟ وإذا صح ذلك، فما هو؟ حيث أن أمريكا فقط باستطاعتها إخراج البلاد من هذه الحالة التي سوف تحرق الأخضر واليابس، ونحن نعرف أن لأمريكا يدا بالوصول إلى هذه الحالة أيضا! فهي من شل الحكومة بحجة مشاركة الجميع بها حتى البعثيين والسلفيين وواجهاتهم المعروفة وفق محاصصة طائفية معروفة ومفروضة من قبلهم، وهي من عطل القوانين الرادعة بحجة إعطاء خطة المصالحة فرصتها، وهي الذي يساهم بتشكيل مليشيات بحجة التوازن، وهي التي تراخت بفرض الأمن وتجفيف منابعه، وهي التي تفاوضت مع الإرهابيين لمزيد من المشاركة بالسلطات الثلاثة، وهي التي فرضت على الحكومة إطلاق سراح القتلة من السجون ليعودوا للسلاح، وهي باختصار من أوصل الحالة لما هي عليه الآن. مرة أخرى نسأل ما الذي تهدف له أمريكا من هذا الأمر؟ فهي ليست ساذجة لتجعل من مشروعها في مهب الريح بهذا الشكل، كما ولا يمكن أن نصدق أنه مجرد تصرف طائفي من زلمايهم؟!
إذا هناك ملف كبير تريد أمريكا غلقه قبل أن تخرج العراق من عنق الزجاجة هذا، والذي يبدو أنه ضيقا للحد الذي يخنق العراق حتى الموت، باختصار شديد، من الواضح أنها عملية ابتزاز، إما الموت الزؤام أو نأخذ ما نريد.
هل تريد أمريكا قواعد عسكرية أكثر مما لديها حاليا؟ فهي قد بنت أكثر من عشرة قواعد ستبقى إلى أبد الآبدين، وهل تريد من العراق ما هو أكثر مما يقوم به أصدقائها في الجوار؟ وإن الدور المرسوم له أكبر من أدوار الآخرين؟ لذا يريدون له الرضوخ بهذا الابتزاز القاتل؟ وعلينا أن لا ننسى أن أمريكا حريصة أيضا على تنفيذ مشروعها الذي جاءت من أجله بالكامل!
باختصار حصلت أمريكا على ما تريد من الناحية العسكرية والسياسية، لكن مازال هناك ملف آخر وهو الملف النفطي، حيث ما هو معروف أنه أحد أهم أهداف أمريكا، وإن ما وصل إليه العراق من حالة بحيث لا يمكن أن يفكر يوما ما أن يوقف النفط عن أمريكا، فهل تريد أن تتحكم به وفق مشيئتها كما تحكمت بنفط البعض؟ أم هل تريد أن يكون لها حصة بالنفط من خلال الالتفاف على ما نص عليه الدستور من أن النفط والثروات الطبيعية ملك للعراقيين فقط؟ وهل لزيارة بوش الأخيرة للعراق وحديثه عن النفط العراقي علاقة بهذا الأمر؟ وهل وجود المستشارين الأمريكان الذين راجعوا قانون الاستثمار في النفط العراقي قبل تقديمه للبرلمان علاقة بالأمر؟ ولماذا يراد لهذا القانون أن يتم إقراره من دون عرضه على الشعب؟ لأن تصريحات المسؤولين تشير إلى ذلك بكل وضوح!؟
إذا كان الموضوع هو النفط والصناعة النفطية، فإني أعتقد أن هناك فسحة كبيرة جدا مازلت لم تطأها أقدام العراقيين تسمح بالمزيد من التفاوض مع الأمريكان شعبيا قبل الأجهزة العاجزة عن حماية نفسها، وقبل الخوض بتفاصيل وتضاريس هذه الفسحة، لا أعتقد أن العراقيين سيرفعون الراية البيضاء بهذه السهولة، لسبب بسيط هو أننا مدركين أن أمريكا حريصة على إنجاح مشروعها الذي جاءت من أجله بالكامل، وسوف لن تسمح بتقسيم العراق ولا الحرب الأهلية مهما كان عدد المليشيات، لأن بهذه السيناريوهات سوف تخسر الكثير الذي جاءت من أجله. بحكم الاختصاص، لنا الكثير الذي نستطيع قوله في هذا المجال، لكن في مقال آخر قريبا.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زلماي يجر العراق إلى حرب أهلية، وربما أبعد
- فدرالية الجنوب والأربعين سياسي
- هل عاد قرقوش للحياة؟
- صواريخ حزب الله لها أهدافا أخرى!!
- تصويب لخطأ غير مقصود من حمزة الجواهري
- لك الله يا بغداد من خيانة الأمانة!
- لف ودوران ومحاولات سافرة لسرقة النفط العراقي
- الإرهاب الأكثر همجية هو إرهاب الأزارقة
- من أجل الوحدة الوطنية، وزراء للداخلية والدفاع من الأقليات
- إلى أنظار الحكومة الجديدة، انتبهوا قبل أن يسرقوا النفط
- غاز قطري للعراق؟؟!! لماذا؟؟!!
- حوار أم انتحار؟ حوار مع الأعسم حول الحوار
- مليشيات البعث والأزارقة
- النفاق ونزع الأسلحة والبرامج المخيفة
- عمي فضوهة عاد.....ترة طلعت رواحنة
- رسالة إلى مثقف عربي
- حسوني الذي لا بارك الله فيه ليس عليه حرج
- عاد لي الوطن في التاسع من نيسان2003
- أزمة تشكيل الحكومة لا تكمن بعناد الجعفري
- سيادة القانون أصبح الحلم المستحيل


المزيد.....




- نتنياهو يعلق على قبول حماس وقف إطلاق النار والسيطرة على الجا ...
- لوكاشينكو: العالم أقرب إلى حرب نووية من أي وقت مضى
- غالانت: عملية رفح ستستمر حتى يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح ...
- الرئيس الجزائري: لا تنازل ولا مساومة في ملف الذاكرة مع فرنسا ...
- معبر رفح.. الدبابات تسيطر على المعبر من الجانب الفلسطيني مع ...
- حرب غزة: هل يمضي نتنياهو قدما في اجتياح رفح أم يلتزم بالهدنة ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- كاميرا مثبتة على رأس الحكم لأول مرة في مباراة الدوري الإنكلي ...
- بين الأمل والخوف... كيف مرّت الـ24 ساعة الماضية على سكان قطا ...
- وفود إسرائيل وحماس والوسطاء إلى القاهرة بهدف هدنة شاملة بغزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - النفط مقابل الأمان!؟