أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - عاد لي الوطن في التاسع من نيسان2003














المزيد.....

عاد لي الوطن في التاسع من نيسان2003


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كغيري من الملايين الخمسة التي هجرت الوطن قسرا بعد ملاحقات واعتقالات وسجون وتعذيب، الكثير منا فقد أسرته ووظيفته وما يملك حتى لم يبقى له ما يفقده، ومع ذلك كنا أفضل حال بكثير ممن تم تهجيرهم بثياب النوم أو حتى بلا ثياب، وهؤلاء كانوا أفضل حال بكثير ممن تم إزالة مدنهم من الأرض وملئت الأرض بأجسادهم في عمليات قتل جماعية وتصفيات عرقية وطائفية لم يشهد التاريخ لها مثيلا، وهذه الفئة أيضا تعتبر أسعد حالا من ألائك الذين تم دفنهم أحياء.
وفي الغربة، أو الوطن الجديد كانت أحلى مجالس السمر عندنا هي التباري بعظم المصيبة، ومن كانت مصيبته أعظم كان يخشى من الحديث عن مصائب الغائبين عن الجلسة، لأن مهما عظمت المصيبة كانت هناك مصائب أكبر وأخرى لا يستطيع المرء التحدث عنها، وهذه كانت أشد المصائب إيلاما لأنها بقيت حتى اليوم تكتم على نفوس أصحابها.
وطال بنا المقام في المهاجر القسرية حتى أضحت الغربة وطن، وقد ولد لنا أبناء لم يروا لحد الآن ذلك الوطن العجيب الذي مازال أبناءه متعلقين به رغم قسوته عليهم، بقينا عقودا طويلة لم نرى خلالها حتى حدود الوطن، وكان الأمل بالعودة قد مات، لأن صدام ممتنع عن الموت، وهو ماض بتهيئة أبناءه لوراثة الملك العظيم.
خلال السنوات الطويلة نسينا الأصدقاء والأقارب والجيران وشطبت السجلات العائلية للبعض وحجزت سجلات آخرين حتى لم يعد باستطاعتنا تسجيل أبنائنا في الوطن المستباح لغيرنا من سقط المتاع في أوطانهم.
في التاسع من نيسان عام2003، وبغفلة من الزمن، سقط النظام، وسقط التمثال، وذابت الأجهزة القمعية تحت الأرض، وهرب البعثي أينما كان خوفا من الانتقام في مشاهد تاريخية لم تتكرر.
- لقد عاد لي الوطن من جديد...... يا ألله .... هل حقا ذهب صدام إلى الجحيم؟!........
يومها كنت ارقص فرحا رغم أني كنت واثقا من سقوط النظام هذه المرة.
- لقد جن الرجل حين سقطت بغداد .....
سمعت زميلي العربي يحدث شخصا آخر مبديا تعاطفه معي.
- بغداد لم تسقط، فالذي سقط هو النظام .....
كان ردي حاسما وحادا بهده الكلمات على زميلي العربي الذي استنكر دموع الفرح في عيوني.
- لكنه الاحتلال! .......
أجابني الرجل وهو غير مصدق.
- عن أي احتلال تتحدث، وهل هناك احتلال يعيد الأوطان لشعوبها؟ نعم لقد عاد لي الوطن بعد أن سلب مني؟! لقد عاد الوطن، ألا تفهم؟ أما الاحتلال فإنه سوف يذهب يوما ما، لكن صدام لو بقي لاستمر حكم العوجة للعراق ألف عام أخرى .....
قلتها وأنا أترك مكتبي دون أن أعتذر عن حضور اجتماع كان معدا منذ مدة، ولكن لا أعرف أين أمضي، فأنا أشعر بالحرية وحسب.
رغم أني مازلت خارج الوطن ...... ورغم أن الوطن مازال يتفجر حقدا طائفيا وانتقاما من قبل فلولهم، لكني أشعر فعلا بالحرية وأملك إرادتي كاملة وأشعر أن الوطن قد عاد حتى لو كان ركام.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة تشكيل الحكومة لا تكمن بعناد الجعفري
- سيادة القانون أصبح الحلم المستحيل
- تحالف زلماي والإرهاب لا ريب فيه
- الهذيان عن الحرب الأهلية له شجون
- مفردات ضرورية لبرنامج حكومة توافقية
- التوافق والديمقراطية على طرفي نقيض
- برزان في المحكمة
- النفط العراقي عرضة للنهب بعلم الحكومات
- مجالس العراق الجديد والدستور الشهيد
- هل التوازن المستحيل أصبح واقعا موضوعيا ؟
- المقاومة الثقافية الدونكيشوتية في الزمن العجيب
- الجميل لا يطيق ولا يعرف الصمت
- حكومة توافق وطني أم مرجعية مؤسساتية؟
- المصطلحات المبطنة في سوق السياسة العراقي
- ديمقراطية مكبلة وليست كسيحة
- الإعلام العراقي مازال منبرا للحاكم!
- عودة المهاجرين من أهم ضرورات المرحلة
- الاستقطاب السياسي الحقيقي في الانتخابات
- الخوض في مياه بحيرة دوكان العميقة
- أزمة المشتقات وبعض الحلول المقترحة


المزيد.....




- حظر بيع مثلجات الجيلاتو والبيتزا؟ خطة لسن قانون جديد بمدينة ...
- على وقع تهديد أمريكا بحظر -تيك توك-.. هل توافق الشركة الأم ع ...
- مصدر: انقسام بالخارجية الأمريكية بشأن استخدام إسرائيل الأسلح ...
- الهند تعمل على زيادة صادراتها من الأسلحة بعد أن بلغت 2.5 ملي ...
- ما الذي يجري في الشمال السوري؟.. الجيش التركي يستنفر بمواجهة ...
- شاهد: طلاب جامعة كولومبيا يتعهدون بمواصلة اعتصامهاتهم المناه ...
- هل ستساعد حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية الجديدة أوكرانيا ...
- كينيا: فقدان العشرات بعد انقلاب قارب جراء الفيضانات
- مراسلنا: إطلاق دفعة من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه مستوطنة ...
- -الحرس الثوري- يكشف استراتيجية طهران في الخليج وهرمز وعدد ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - عاد لي الوطن في التاسع من نيسان2003