أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حمزة الجواهري - غاز قطري للعراق؟؟!! لماذا؟؟!!















المزيد.....

غاز قطري للعراق؟؟!! لماذا؟؟!!


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1552 - 2006 / 5 / 16 - 17:47
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أعلن عن المشروع العملاق بعد أن أكتمل 95%منه، في حين أن مد أنبوب للغاز من هذا النوع قد يحتاج إلى أكثر من ثلاثة سنوات لوصوله إلى هذه المرحلة من الإنجاز بعد تجاوز مرحلة أطول من ذلك وهي مرحلة الاتفاقات السياسية وتوقيع البروتوكولات!!
مضمون الخبر: تزويد العراق بالغاز القطري الجاف في حين أن العراق مازال يحرق غازه الأكثر الأفضل من هذا الغاز!!!! ألا يثير خبرا كهذا الريبة والتساؤلات؟
دليل العراق الذي يهتم بالنشاط الاقتصادي فقط كان أول من نشر الخبر، وهي جهة حكومية!! مصدره مديرية المشاريع بوزارة النفط العراقية، وفيه تعلن الوزارة أن الملاكات الفنية والهندسية التابعة للمديرية قد حققت نسبة إنجاز تصل إلى95% من مشروع إعادة تنصيب خط أنابيب الغاز الجاف القطري. نكتفي الآن بهذا القدر من الخبر ونسأل، هل كان هناك مشروع قائم أصلا لكي يعاد تنصيبه؟ ولماذا لم يسمع به أحد من قبل؟ ثم أين ذهب الأنبوب العراقي العملاق للغاز الموازي للخط الاستراتيجي والذي يمتد من البصرة بموازاة الفرات مارا بالناصرية والسماوة والنجف وكربلاء وبغداد وصولا إلى هيت؟ وهل المقصود من الخبر هو هذا الأنبوب بالذات لكن وسائل الإعلام قد شوهت الخبر كعادتها في تناول الأمور النفطية لجهلها المطلق بهذه الصناعة؟ فإذا كانت ملاكات الوزارة هي التي أعادت تنصيب الشروع، لماذا لا تنتج هذه الملاكات الغاز من الحقول العراقية الكثيرة في الجنوب وتزود بها الأنبوب؟ كي لا نشتريه من قطر، لأن لدينا من الغاز الطبيعي والمصاحب ما يكفي لإحراق الكرة الرضية برمتها وليس تزويد بضعة توربينات غازية لإنتاج الكهرباء؟ وهذا ما سنأتي عليه بشيء من التفصيل في السياق. ولكي تبرر الوزارة إقامة هذا المشروع، فقد أوضح المصدر الرسمي العراقي، وعلى ذمة ناقلي الخبر من الصحفيين، أن هذا المشروع العملاق سيزود محطات الكهرباء والمصانع والمعامل بالغاز الجاف، بدلا من الاستخدام الحالي للنفط ومشتقاته، وبالتالي سوف يسهم في زيادة صادرات العراق من النفط الخام، الله الله على هذا التبرير الذكي جدا!!!! فلماذا لا ننتج النفط من مئات الآبار العراقية المغلقة، بحيث نبيع النفط الخام ونستغل الغاز المصاحب له وهكذا نكون قد حصلنا على زيادتين في آن واحد؟ بل لماذا نحرق الغاز المصاحب في الجنوب حاليا إذا كنا بحاجة له بحيث نشتريه من قطر؟ أما الأغرب من هذا وذاك، هو أن العراق كان قد عرض على دولة الكويت العام الماضي بيعها غاز عراقي لسد النقص الكويتي مقابل مشتقات نفطية يحتاجها العراق! فإذا كان العراق يستطيع بيع الغاز الفائض عن حاجته للكويت لماذا يشتري الغاز القطري؟! كل ما في الخبر مثير للريبة حد الذهول!ا
قبل كل شيء أن العراق يمتلك من مكامن الغاز الطبيعي في منطقة الجنوب العراقي الكثير، جميعها ليست بعيدة عن مسار هذا الأنبوب، فهناك مكامن تحمل الغاز الطبيعي مع المكثفات التي تزيد من قيمته الحرارية بشكل كبير، منها حقل كبير يسمى حقل سندباد يقع على مسار الخط بالضبط، تحديدا يقع تحت جزيرة السندباد في شط العرب كانت الشركات الفرنسية قد اكتشفته منذ أكثر من ثلاثة عقود وأغلقت الآبار لأنه لا يحتوي إلا على الغاز الطبيعي، وهناك تكوين السلي العملاق في حقل الرميلة الجنوبي الذي يحتوي على الغاز والمكثفات التي يمكن فصلها ومزجها بالنفط المنتج من الحقل لتزيد من سعره في السوق العالمية، وأيضا تزويد العراق بالغاز بما يزيد عن حاجته المتنامية للغاز لسنوات طويلة قادمة، وهناك أيضا تحت أي حقل من حقول الجنوب تقريبا تكوينات جيولوجية معروفة تحمل الغاز الطبيعي ويمكن إنتاجها، ربما أكثر سهولة من إعادة تنصيب الخط القطري!!!!!!!!!
في الواقع أن هذه المعلومات التي بين يدي القارئ الكريم كان لي شرف العمل عليها وتقييمها خلال عملي ضمن دائرة التطوير البترولي في مقر شركة النفط الوطنية أواخر السبعينات قبل حلها، وكذلك من خلال مشاركتي بعمل فريق العمل العراقي السوفيتي المشترك لتقييم الاحتياطي النفطي والغازي في تلك الفترة والتي تكللت بإصدار الكتاب الأسود الثاني لهذا الفريق (الاسم مأخوذ من لون غلاف التقرير)، ففي هذا التقرير يشير الفريق أن العراق يتربع على أكبر احتياطي للغاز في العالم ولا ينافسه في هذا الموقع حتى روسيا بما تمتلكه من احتياطيات هائلة في سيبيريا والتي تزود أوربا حاليا. فما هو المسوغ أو التبرير أن نشتري الغاز من قطر التي لا تملك سوى حقل غاز واحد فقط، ربما لا يزيد ما يحويه من احتياطي الغاز عما يحتويه تكوين سلي في حقل الرميلة الجنوبي؟ التبرير يأتي دائما، أن العراق لا يستطيع أن يقيم مشاريع نفطية بسبب الوضع الأمني أو عدم وجود موارد مالية لإقامة هذه المشاريع، ولكن التصريحات تشير إلى أن الكوادر العراقية هي التي تقوم بإعادة تنصيب الأنبوب القطري، فإذا كانت هذه الكوادر تستطيع القيام بهذا العمل، فإنها أيضا تستطيع أن تقوم بأعمال التطوير البسيطة جدا مقارنة بهذا العمل الكبير، أما إذا كان المال هو العائق، فإن بضعة ملايين من الدولارات تكفي لمثل هذا التطوير، أقل بكثير من الأموال التي سرقت من قطاع النفط والتي مازالت تسرق لحد الآن، وإذا كان العراق لا يستطيع توفير الأموال يمكن له الاستعانة بأموال المعونة الأمريكية، أي أموال السي بي أو. وهنا يجرنا الحديث إلى سؤال آخر، وهو: هل لأمريكا دور بالمشروع القطري؟ لأن حقل الغاز القطري كان قد تم تطويره من قبل شركات أمريكية وهي التي تمتلك حقوق امتياز التطوير وأن لديها كميات كبيرة من الغاز الجاف لا تجد من يشتريها بعد أن تلكأ العمل بمشروع الخط الآسيوي في بعض أجزاءه لأسباب سياسية؟
ثم من الذي وقع على إنشاء مشروع من هذا النوع في العراق؟ ولماذا لم يعلن عنه في وقتها؟ حيث مر على العراق بعد السقوط ثلاثة حكومات، مجلس الحكم، والحكومة المؤقتة ومن ثم الحكومة الانتقالية، فأي من هذه الحكومات قد منحت نفسها حق التوقيع نيابة عن الشعب العراقي بهذه الصفقة المريبة بكل مراحلها والمضحكة جدا حد البكاء بتبريراتها؟ وحسب عملنا لم تكن في العراق سلطة تمتلك من الشرعية ما يكفي لربط البلد بمشروع من هذا القبيل، حيث لا يوجد قانون ينظم هذا النوع من الاستثمار ولا الاستهتار بمقدرات الشعب العراقي بهذا الشكل المثير للضحك الهستيري!!
مشاريع من هذا النوع في العادة تقوم بها حكومات مفوضة تفويضا كاملا من قبل الشعب، بالطبع نستثني من هذه القاعدة الأنظمة الوراثية أو الدكتاتورية، وكما هو معروف يعلن عنها وتجري حولها مفاوضات،وفي العادة تكون مرثونية طويلة لما لها من أبعاد سياسية والاقتصادية واجتماعية، تنتهي ببروتوكولات ومعاهدات طويلة الأمد بين البلدان التي تشترك بمشروع من هذا القبيل، وتقوم بالأعمال الهندسية شركات استشارية وإنشائية عملاقة، ويساهم به مجهزين من العيار الثقيل، وتصدر عنه نشريات إخبارية خاصة به، لكن، وعلى حين غرة، وبشكل مباغت يعلنون أن 95%من أعمال المشروع قد تم إنجازها!!! ألا يستدعي التوقف عند هذه النقطة؟ ونثير كل هذه الأسئلة عن أسباب التعتيم الذي جرى على جميع تلك المراحل؟ وأن يعلن عنه بعد أن يكون المشروع قد أوشك على الانتهاء؟! لماذا كل هذا التعتيم إذا كان المشروع فيه نفع للعراق وقطر وغيرها من الدول المشاركة به؟ لأن لابد أن يكون هناك دولا أخرى مشاركة بسبب عدم وجود حدود عراقية مشتركة مع دولة قطر.
تبقى علامة الاستفهام الكبرى قائمة وهي أن العراق الذي يمتلك كميات هائلة من الغاز يشتري الغاز من قطر!؟!؟ إنه أمر لا يمكن فهمه ولا يمكن لعاقل قبوله أو تصديقه أبدا.
من هو عراب المشروع الحقيقي؟ لأن حسب علمي أن العلاقات السياسية متشنجة بين العراق ودولة قطر، حيث منها تبث فضائية الجزيرة التي تحرض على الإرهاب في العراق والعالم أجمع، ومنها أيضا تم تمويل صفقات سلاح للإرهابيين عن طريق آل الضاري، حارث وابنه، كما سمعنا، وإن العلاقات الدبلوماسية بين هذه الدولة والعراق تكاد أن تكون متوقفة!!! فكيف تم التجاوز على كل تلك العقبات والمراحل الطويلة لإتمام مشروع من هذا القبيل بغفلة من الزمن، بل ومضة زمنية، لكي نصل إلى نسبة إنجاز 95%من المشروع!! إنه العجب العجاب حقا!!!
قيل أن الغاز جاف، وهذا يعني أنه الأقل قيمة حرارية من غيره، لأنه يحتوي فقط على غاز الميثان وربما قليلا من الإيثان، في حين أن العراق مازال يحرق الغاز المصاحب المستخرج من حقوله النفطية وهو الأكثر غنى من هذا الغاز بكثير من حيث القيمه الحرارية عند الحرق لتزويد التوربينات الغازية بالطاقة؟! وهل هناك أغرب من هذه الحالة بالله عليكم؟
مرة أخرى نسأل، بل ألف مرة نسأل، بمرارة وبأعلى صوت، إذا كان بإمكان القطريين إنشاء مثل هذا المشروع في العراق وبأيدي عراقية؟ لمذا لا يستطيع العراق إقامة مشاريعه الخاصة وحتى العملاقة منها؟! ولماذا نحرق الغاز العراقي؟ ولماذا؟؟!! ولماذا؟؟!!



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار أم انتحار؟ حوار مع الأعسم حول الحوار
- مليشيات البعث والأزارقة
- النفاق ونزع الأسلحة والبرامج المخيفة
- عمي فضوهة عاد.....ترة طلعت رواحنة
- رسالة إلى مثقف عربي
- حسوني الذي لا بارك الله فيه ليس عليه حرج
- عاد لي الوطن في التاسع من نيسان2003
- أزمة تشكيل الحكومة لا تكمن بعناد الجعفري
- سيادة القانون أصبح الحلم المستحيل
- تحالف زلماي والإرهاب لا ريب فيه
- الهذيان عن الحرب الأهلية له شجون
- مفردات ضرورية لبرنامج حكومة توافقية
- التوافق والديمقراطية على طرفي نقيض
- برزان في المحكمة
- النفط العراقي عرضة للنهب بعلم الحكومات
- مجالس العراق الجديد والدستور الشهيد
- هل التوازن المستحيل أصبح واقعا موضوعيا ؟
- المقاومة الثقافية الدونكيشوتية في الزمن العجيب
- الجميل لا يطيق ولا يعرف الصمت
- حكومة توافق وطني أم مرجعية مؤسساتية؟


المزيد.....




- حرب غزة تصرف صندوق بيزوس عن استثمار 30 مليون دولار في إسرائي ...
- وزير المالية الأوكراني يعترف بوجود صعوبات كبيرة في ميزانية ا ...
- تباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي وارتفاع معدلات التضخم بالربع الأ ...
- انخفاض أسعار مواد البناء اليوم الخميس 25 أبريل 2024 في الأسو ...
- نمو الاقتصاد الأمريكي 1.6% في الربع الأول من العام
- بوتين: الاقتصاد الروسي يعزز تطوره إيجابيا رغم التحديات غير ا ...
- الخزانة الأمريكية تهدد بفرض عقوبات على البنوك الصينية بزعم ت ...
- تقرير: -الاستثمارات العامة السعودي- يدير أصولا بنحو 750 مليا ...
- البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن ا ...
- معضلة الديون في فرنسا.. وكالات التصنيف قلقة ونظرتها سلبية


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حمزة الجواهري - غاز قطري للعراق؟؟!! لماذا؟؟!!