أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فاطمة الحصي - الحداثه السائله بالمجتمعات العربيه














المزيد.....

الحداثه السائله بالمجتمعات العربيه


فاطمة الحصي

الحوار المتمدن-العدد: 7276 - 2022 / 6 / 11 - 23:21
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تأثرت العلاقات الانسانيه كثيرا بإنتشار أمراض مثل الايدز وفيروس كورونا وبقية الأمراض المعديه حتى أصبح السؤال ملحآ حول:هل تتجه الإنسانية حقا إلى إكتفاء الإنسان بذاته و الانعزال عن المجتمع الذي يعيش فيه والجماعه التي ينتمي إليها؟ وهل هناك توجه عام نحو تكوين ثقافه خاصه مرتبطه بشكل كبير بالعصر الحالي تقوم على الإنعزاليه والفرديه والانانيه والتقوقع داخل شرنقة الذات فقط.
هذا الحوار الداخلي يدفعني إلى التفكر في شكل الحياه المستقبليه التي سيحياها أولادنا أو أبناءهم في ظل هيمنة الحياه التكنولوجيه وهيمنة وسائل التواصل الاجتماعي والتوجه العام الذي يغلفه  توغل وانتشار فكرة إحتقار العلاقات الملتزمه كالأسره والزواج و إنجاب أطفال كذلك يمكننا التساؤل أيضا حول دور المدرسه وتعليم الاطفال بها؛ المدرسه التي أصبح وجودها  على المحك بعد مرورها بإختبار قاسٍ في ظل الحظر الفيروسي في 20 20 ؛كذلك دور المدرس وعلاقته بتلاميذه ؛ والمناهج الورقيه ؛ ولا ننسى أن كل ذلك سينسحب بالتاكيد على الصحف الورقيه  التي تغلق أبوابها تاعا واحدة تلو الآخرى يوما بعد يوم ،ولا يعلم أحد إلى متى سيصمد ما تبقى من صحف  ؟! وهل سيظل الإنترنت والتكنولوجيا المرتبطه به المهيمن في السنوات القادمه ؟ وما هي الآليه التي تجعل من كل هذا فاعل وفعال في المستقبل القريب خاصة في الدول الناميه التي ما زالت تتأرجح ما بين التكنولوجيا ومساراتها المتقدمه وبين التقهقر إلى الخلف حيث التخلف يسود في صوره البشعه..
والحق أن الوضع في الدول الناميه أكثر دعوة للقلق لأن حجم التناقضات بهذه المجتمعات  مبالغ فيه، فبها نجد الحديث عن القيم والمبادئ التي لا بد للإنسان أن يلتزم بها والتي غالبا ما تكون قيم متفحله ومتعملقه، كذلك التمسك بكل ما هو هش بها وبكل ما هو مظاهر خارجيه وقشور  ؛ أما عن صراع الأديان وتحكم كل دين  في  فئه على حده .. فحدث ولا حرج !


 ولا ننسى أيضا الحديث عن  المشكلات الملحه كالفقر و الجهل ؛ وهو ما يقودنا لنتساءل حول كيفية التعامل مع كل هذه التناقضات في المجتمعات الناميه في ظل هيمنة التكنولوجيا المرتبطه بالإنترنت و وسائل التواصل الاجتماعي والتي من خلالها ظهرت مشكلات  إجتماعيه وتواصليه شديده الارتباك هذا من ناحيه , من ناحية اخرى كثيرا ما ينتابني شعور بأن ما نحن فيه هو خطه منهجيه لنشر العشوائية في العالم؛ وهذا لا يعني الركون بسهوله لنظرية المؤامره؛  إلا أني أتوقف قليلا  لأناقش الأفكار السانحه في نفسي :هل  حقا يتجه العالم الى العشوائيه  وما المقصود به ؟ هل المقصود بما بعد الحداثة انتشار الفوضى الأخلاقيه والعبث بالقيم الإنسانية العالميه ليتحول ما كان يُطلق عليه صفة الجمال إلى الرداءه والجمود والبلاده.. وتصبح اللوحات الفنيه التي لا تعبر إلا عن القبح هى مثال للفن المابعد حداثي ويصبح إرتداء الملابس الكلاسيكية العتيقة كالبدله والفستان والملابس غير الممزقه دليل على بلادة الشخص وعدم مواكبته لعصر ما بعد الحداثه وللتطورات المتلاحقة في الحياه العصريه ..
وغير خافِ أن الجرأة والفجاجه في القول والفعل  هى من علامات  العصر الحالي..
ويمكن القول إن الزمن الحالي أصبح "زمن الابتذال" كما ذكر الفيلسوف الفرنسي ميشيل أونفري في عام ٢٠٠١٧ وشرح هذا المصطلح في أن الإبتذال أصبح يُعلق كقلاده ويُحتفى به كجماليه عندما يقترفه لاعبو كرة القدم والممثلين والرياضيين بصفه عامه و ذوي الشهره والنجاح ومقدمو البرامج في التلفزيون، وهو أمر ملحوظ وتجلي بشكل أكبر من خلال تطبيقات الانترنت كالتيك توك واليوتيوب.
و هذا ما  يدفعنا إلى الايمان بأن العصر الذي نحياه هو عصر" الحداثه السائله" ذلك المصطلح  الذي صكه في عام 2000  المفكر زيجمونت باومان ؛ وهو مصطلح يشير الى أن هناك سعى لتشكيل قالب من الأفكار والنظم والروابط، على أن تكون قابلة للإذابة. ففي هذا العصر ستكون المرونة هي الثابت الوحيد، والزوال هو الدوام الوحيد، والسيولة هي الصلابة الوحيدة، واللايقين هو اليقين الوحيد!
ولكن الى ماذا سيأخذنا هذا العصر هل يمهد للفوضى ؟ أظنه كذلك !


*كاتبه من مصر /رئيس تحرير موقع هوامش تنوير



#فاطمة_الحصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءه في كتاب العمامه المستنيره
- الأمهات لا تموت!
- كيف يتحول الكاتب الى -لوبي-فاعل ؟!
- حول مشروع عبد الجواد يس الفكري
- الجيره الإنسانيه وفيروس كورونا
- حول الإنتحار
- حادث نيوزلاندا وتغييب العقل
- شكر واجب الى المترجم هاشم صالح
- فيروس الحريم عند المرنيسي
- حول اعادة انتاج اوضاع المرأة العربية
- أمي وقُبلة الموت ..
- كلام في الرومانسية
- قراءة فى كتاب القرآن بين السماء والأرض لمحمود حسين
- المقاومة الثقافية عند محمد أركون
- أض الخوف
- الدوغمائية فى حياتنا اليومية
- الاعلام بين الهدم والبناء
- المزاودة المحاكاتية ..والأرثوذكسية فى مجتمعاتنا العربية
- أزمة مثقف
- تجديد الخطاب الدينى بين محمد أركون واسلام البحيرى


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فاطمة الحصي - الحداثه السائله بالمجتمعات العربيه