أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - هل تغيرت طبيعة الوظائف وهل ستتغير مع وبعد جائحة كورونا ؟















المزيد.....

هل تغيرت طبيعة الوظائف وهل ستتغير مع وبعد جائحة كورونا ؟


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7261 - 2022 / 5 / 27 - 14:04
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مع التحول التكنولوجى (التقنى أو الرقمى) الذى حدث ويحدث منذ بداية عصر العولمة منذ حوالى ثلاثين عاما عبر الانترنت وتطور الاتصالات والأجهزة الذكية تغيرت أيضا طبيعة الوظائف ، بل إن بعض الوظائف طالها الاندثار والبعض ينتظر دوره فى الاندثار أيضا وهو آت لا محالة ، إلا أن جائحة كورونا ساهمت فى تسريع وتيرة التغيير فى الوظائف لانتشار التباعد الاجتماعى وبالتالى إنجاز الأعمال من المنزل باستخدام التكنولوجيا مما جعل البشر يعتمدون بصورة أكبر على التكنولوجيا وهو ما جعل بعض الدول وعلى رأسها الصين ومن بعدها الولايات المتحدة تخصص مبالغ ضخمة للتطوير التكنولوجى ، بل إن الشركات الكبرى نفسها بدأت تعى تلك التغيرات الحضارية فبدأت تخصص مبالغ ضخمة لعمليات التطوير التكنولوجى وصل إلى تغيير المنتجات والمهام والأهداف .
إن التغيرات فى الوظائف تمت وتتم للأسباب الرئيسية التالية :
- إحلال روبوتات او أجهزة ذكية محل الإنسان فى العمل ، وقد بدأ الإحلال تدريجيا فى النقل والتحرك والتوصيل الداخلى والقيام بالأعمال الصعبة والخطيرة فى الشركات ثم امتد إلى خارج الشركات ووصل إلى مرحلة السائق الآلى فى السيارات العادية ، ومن المنتظر أيضا أن يمتد عمل الروبوت إلى الإشراف الأمنى وإلى الشارح والمرافق ليس على البوابات فقط بل فى المخازن والمعارض والمولات ثم يصبح الروبوت هو المهنى وهو خادم المنازل ، ومع كثرة استعمال الروبوتات والأجهزة يخسر البشر العاديون ملايين الوظائف سنويا حتى أن بعض الدول مثل السويد وغيرها بدأت تعد القوانين لتقليص ساعات العمل مع المحافظة على الرواتب حتى لا يفقد البشر وظائفهم أمام تغول الأجهزة والروبوتات القادم بصورة مرعبة خلال السنوات العشر القادمة .
- اقتران الوظائف بالتكنولوجيا جعل الوظيفة العادية فى طريقها للإنقراض ، فالطبيب العادى غير مطلوب بينما الطبيب الذى يستطيع التعامل مع الأجهزة التكنولوجية ويتقنها هو المطلوب وهو الذى يربح ويرتقى لإمكانية التوصل بسرعة إلى الأمراض وتحديد العلاج الأفضل ، وهكذا يكون المحامى والإدارى والمحاسب وغير ذلك من المهن والوظائف ، فالموظف الذى يتقن التعامل مع التكنولوجيا والبرامج المتطورة فى الشركات والمصالح سيبقى بينما سيندثر من لا يستطيع التعامل مع التكنولوجيا فى كل المجالات المدنية والعسكرية وحتى المجتمعية والثقافية والفنية والرياضية لإن التطوير والإبداع أصبح معتمدا بصورة كبيرة على المعرفة المتنامية عبر الوسائل التكنولوجية المختلفة.
- التفاعل عن بعد أضاف ميزة للمهن الوظيفية التى تحتاج إلى العمل من المنزل أو التفاعل والظهور عبر المنصات التكنولوجية واستخدام الكاميرات عن بعد ، وبالتالى من لا يتقن تلك التكنولوجيات يفقد ميزة وظيفية أمام من لا يتقنها حيث تحولت اللقاءات والاجتماعات والمحاضرات والدروس ومعظم البرامج التدريبية إلى الواقع الافتراضى بدلا من الواقع العملى وتحول التواصل إلى برامج الكترونية.
- التحول الرقمى للكتب والصحف والمعرفة أعطى ميزة لمن يستطيع الوصول إلى المعرفة عبر الطرق الحديثة بينما يصعب الأمر الآن على كبار السن وعلى المعاقين الذين لا يستطيعون الوصول إلى المعرفة الرقمية وهو ما يجعل هناك تفاوت معرفى رقمى يجعل الشباب يحلون تدريجيا محل كبار السن المنغلقين تكنولوجيا مما يؤثر على المجتمعات .
- التعامل مع التكنولوجيا اختصر الزمن وبالتالى قلص فارق الخبرة لصالح الوصول إلى المعرفة ، مما يعنى عدم تقدير الخبرة الطويلة فى كثير من المهن ، فالخبرة التى تصل إلى خمس سنوات مدعومة بالتكنولوجيا أفضل من خبرة عشرين عاما بلا تكنولوجيا مما أثر كثيرا فى الأجور والمخصصات والفرص أيضا.
- اعتماد الإبداع كأحد عوامل التطور التكنولوجى أعطى فرصة وأفضلية للمبدعين على حساب الأشخاص العاديين وبالتالى علت أجور المبدعين ومكانتهم الوظيفية على حساب غيرهم وهى نقطة إيجابية ولكنها سلبية فى نفس الوقت للتفاوت الكبير فى الدخل بين المبدعين وغير المبدعين بل ومحاولة الأسر تقليص مرحلة الطفولة لدى الأطفال أمام التعليم التكنولوجى الإبداعى.
- تطور طريقة الاتصالات جعل من لا يتقن ميزة التواصل عبر البرامج الحديثة مثل الإيميل وبرامج التواصل الاجتماعى وعبر برامج اتصالات مثل واتساب وغيره يفقد قدرته على التواصل الوظيفى ويصبح مهددا فى وظيفته لعدم قدرته على التواصل مع الرؤساء ومع فريق العمل .
- التطور التجارى العالمى الرقمى وتنامى الأعمال المرتبطة بكلمة "الكترونى" مثل التسويق الالكترونى والتجارة الالكترونية وبرامج خدمة العملاء الالكترونية والبيع الالكترونى والشراء الالكترونى جعل موظف المبيعات والتسويق والمبيعات والمشتريات وحتى موظف الموارد البشرية العادى مهدد فى وظيفته لصعود تلك المفاهيم وتأثيرها الآن على العالم واقتناصها كمّا أكبر على حساب ما لا يرتبط بكلمة إلكترونى وبالتالى تحول العالم التجارى بصورة عامة إلى صورة إلكترونية فى البيع والشراء وتحويل الأموال وإصدار الفواتير والائتمان ومعظم الأنشطة التجارية . ولم يقتص الأمر على التجارة بل امتد التواصل إلى العلم والبحث العلمى والسياحة والتعليم بين مختلف بقاع العالم متخطيا حاجز القوميات وحاجز اللغة أيضا لوجود برامج تقوم بالترجمة الفورية .
- تنامى العولمة التكنولوجية جعل العالم كله مترابطا بصورة أكبر وبالتالى تحولت المنافسة الوظيفية إلى منافسة عالمية أو على الأقل منافسة قومية ، فشاغل الوظيفية يمكن أن يكون من نفس الدولة أو من خارجها او على الأقل من محافظة أخرى ولكنه أكثر مهارة تكنولوجية وأفضل وظيفيا مما يصعب الأمور على أصحاب المهن التقليدية ، بل إن الأعمال التى كانت تعتمد على القدرة البدنية نفسها تم استبدالها بآلات ورافعات وأجهزة تفوق قدرة الإنسان فى الحمل والنقل والعمل بلا كلل أو ملل .
إذن نحن فى مرحلة جعلت كل ما يحيط بنا مرتبط بالتكنولوجيا ومن بين ذلك الوظائف التى هى مصدر الدخل الرئيسى لمعظم سكان العالم ، ومع تلك المرحلة أصبح لزاما على كل منا تطوير معارفه بصورة تكاد تكون يومية ليواكب التطور العالمى ويعطى نفسه أفضلية وظيفية أمام العالم المتسارع .



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاكل الأديان مع العولمة الثقافية والاجتماعية وتنامى المعرفة ...
- القضايا الاجتماعية والأحوال الشخصية فى عصر العولمة
- الإدمان الرقمى الديجيتال هل سيحل محل الإدمان الحقيقى؟
- القوة الناعمة فى عصر العولمة الثقافية – الصين نموذجا
- هل يمكن أن تنتهى الأديان المعروفة الآن ؟
- التغيرات المجتمعية فى الأحوال الشخصية قد لا تناسب عصر العولم ...
- التعليم الخارجى هل هو ضرورة للدول النامية مع عولمة التعليم ؟
- نحو عالم جديد وعولمة جديدة بعد كورونا وأوكرانيا
- العولمة الجديدة وأول إنذار غربى بتقسيم العالم والحرب الباردة
- عالم استغلال الفرص
- الحزب الشيوعى الصينى ليس نموذجا عالميا فى ظل العولمة
- مفهوم الدين الواقعى بين الولايات المتحدة والصين
- هل نحن نعيش بالفعل داخل طفرة حضارية إنسانية ؟
- هل يستفيد رجال الأعمال من التغيرات الثقافية ؟
- الجذور فى عولمة العلاقات الاجتماعية والشذوذ
- هل يمكن لتطور المعرفة عبر العولمة أن تغيرمفهوم التاريخ
- حين يصبح الصغار كأفراد أو دول كبارا فى عصر العولمة
- الأنبياء الجدد من القرن التاسع عشر إلى عصر العولمة
- لماذا يدفع موقع تيك توك TikTok للفيديوهات التى تلاقى رواجا؟
- - جيكل وهايد - فى عصر العولمة


المزيد.....




- -يديعوت أحرونوت- تتساءل: هل تحالف نتنياهو مع غالانت؟
- نظرية السباغيتي الكونية: ماذا سيحدث لو اقتربنا من ثقب أسود؟ ...
- إسبانيا ترفض استقبال سفينة محملة بالأسلحة متجهة إلى إسرائيل ...
- شاهد: لقطات جديدة لحادث مرعب يُظهر لحظات سبقت تدلي شاحنة من ...
- مقال: الفيزيائيون على بعد خطوة واحدة من -إثبات وجود الرب-
- تحذيرات في إسرائيل من تدهور العلاقات و-انفجار الشعب المصري- ...
- الصحف الغربية تعلق على زيارة بوتين إلى الصين
- -واينت-: سقوط صاروخ بالخطأ من مقاتلة حربية إسرائيلية على مست ...
- هنغاريا تستخدم حق النقض ضد قرار مجلس أوروبا الاعتراف بخطة زي ...
- بيسكوف: إجراءات حماية بوتين بعد محاولة اغتيال فيتسو تظل عند ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - هل تغيرت طبيعة الوظائف وهل ستتغير مع وبعد جائحة كورونا ؟