الدين بين تعاليم الرحمة والكراهية

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7255 - 2022 / 5 / 21 - 13:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يمكن أن تولد جوانب الترابط الاجتماعي للدين ازدراء الغرباء.

توم جاكوبس

ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

ربما لم يكن الرئيس دونالد ترامب لينتخب لولا الدعم الساحق الذي تمتع به من المسيحيين الإنجيليين. يستمر هذا في إرباك وإحباط خصومه ، الذين يتساءلون عن سبب تصويتهم لرجل كانت حملته تعتمد إلى حد كبير على الكراهية والتشهير.

في حين أنه كان من السهل إلقاء اللوم على القبلية أو النفاق البسيط ، تشير الأبحاث المنشورة حديثًا إلى أن التدين يمارس تيارين نفسيين متميزين.

يمكن أن تكون التقوى الحقيقية حافزًا للشفقة. لكن الطقوس المشتركة التي تخلق تجمعًا متماسكًا "قد تنتج أيضًا كراهية للآخرين" - خاصة بين أولئك الذين يفتقرون إلى المعتقدات الروحية العميقة.

كتب فريق بحثي بقيادة رود لينش من جامعة ميسوري في دورية علم النفس التطوري .

بناءً على البحث الذي يعود تاريخه إلى الستينيات ، يذكرنا لينش وزملاؤه أن المتدينين ينتمون إلى نوعين: المؤمنون الحقيقيون ، وأولئك الذين يتبنون التقاليد الدينية كطريقة لتلبية بعض الاحتياجات العلمانية ، مثل راحة البال أو التواصل إلى المجتمع.

" الأنشطة الاجتماعية التي تصاحب الدين تقود إلى العداء تجاه مجموعات أخرى."

هذا التمييز بين التدين "الجوهري" و "السطحي" وضعه عالم النفس المؤثر جوردون أولبورت في الستينيات من القرن الماضي، والذي ذكر أن التحيز العرقي كان مرتبطًا فقط بالأخير. وجدت الأبحاث اللاحقة أن هذا ينطبق أيضًا على رهاب المثلية.

شملت دراسة لينش ، وهي الأحدث في سلسلة طويلة ، 163 شخصًا يعيشون في ريف جامايكا. يعتبر الباحثون أن هذه المجموعة جيدة لفحص تكوين التحيز ، لأنهم "يتشاركون في خلفيات اجتماعية واقتصادية وتعليمية متشابهة ، وجميعهم ينتمون إلى نفس العرق والثقافة المختلطة".

و لقياس المعتقد الجوهري ، أشار كل مشارك إلى مدى اتفاقهم بشدة مع تسعة عبارات ، مثل "معتقداتي الدينية هي حقًا ما يكمن وراء مقاربتي الكاملة للحياة".

تم قياس المعتقدات الخارجية من خلال استجاباتهم لتسع تأكيدات مختلفة ، بما في ذلك "أكثر ما يقدمه لي الدين هو الراحة عندما بضرب الأسى والمحن" ، و "أحيانًا أجد أنه من الضروري المساومة على معتقداتي الدينية من أجل حماية صحتي الاجتماعية والاقتصادية."

أشار المشاركون أيضًا إلى عدد مرات الصلاة وعدد المرات التي حضروا فيها الخدمات. و لقياس العداء للأجانب ، ردوا على عبارة إضافية واحدة: "أنا ألوم الناس من الديانات الأخرى على الكثير من المشاكل في العالم".

وقال الباحثون: "وجدنا أن المعتقدات الدينية نفسها مرتبطة بشكل إيجابي بالاستعداد للتضحية من أجل معتقدات المرء ، وتسامح أكبر مع (الغرباء)". ومع ذلك ، فإن "الجوانب الاجتماعية للدين ، مثل الحضور ، تشجع على قدر أكبر من العداء" تجاه أتباع الديانات الأخرى.

هناك نتيجة محددة تقول: إن الحضور المتكرر للخدمات (وبالتالي تعزيز اندماج الفرد في المجتمع) كان مرتبطًا بمستويات أعلى من التعصب ضد غير المؤمنين ، ولكن "التفاني في المبادئ الدينية" ارتبط بالمستويات الأدنى. يبدو أن الارتباط مع الإلهي يلهم نظرة شاملة.

تشير النتائج إلى أن الانضمام إلى الآخرين ذوي التفكير المماثل ، واستخدام الطقوس لتأكيد الرابطة الخاصة بك ، يمكن أن ينتج عنه عدم ثقة وكراهية للغرباء. إن التفاني الروحي الفعلي ينفي هذه الدوافع الضارة - ولكن عندما ينقص ذلك ، يمكن أن يقود المرء معتقداته وسلوكياته.

لذلك عندما يتعلق الأمر بالدين والتحيز ، يبدو أن المشكلة ليست في المتدينين الحقيقيين ، بل تكمن في المتدينين المزيفين. 

ومتى فقد الدين الرحمة والحب وعلم الكراهية فقد معناه ورسالته وسموه.

العنوان الأصلي
WHY RELIGION BREEDS BOTH COMPASSION AND HATRED
BY TOM JACOBS

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل