أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمود عبد الله - محطات في قطار الحياة (2)..















المزيد.....

محطات في قطار الحياة (2)..


محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)


الحوار المتمدن-العدد: 7250 - 2022 / 5 / 16 - 16:43
المحور: سيرة ذاتية
    


خواطر: محطات في قطار الحياة (2)!
بقلم: د/ محمود محمد سيد عبد الله (أستاذ جامعي وكاتب مصري)
المحطة الخامسة:
كانت المرحلة الثانوية محطة مهمة في حياتي - فقد شهدت اكتمال نموي الجسدي والنفسي والبيولوجي..ففيها تحولت من صبي صغير إلى شاب بالغ ناضج..وكانت الإذاعة المدرسية لعبتي التي أفضلها - خاصة برنامج اللغة الإنجليزية الذي كنت أقدمه أسبوعيا (كل يوم أحد) في الإذاعة منذ الصف الأول الإعدادي وحتى نهاية المرحلة الثانوية..و أكثر ما لفت نظري في المدرسة، مكتبتها الكبيرة العامرة الغنية بأمهات الكتب - خاصة في مجال الأدب..حيث كان هناك - على سبيل المثال - ركن مخصص لجميع أعمال الدكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله) - والتي قرأتها كلها تقريبا خلال سنوات الدراسة في المدرسة، إلى جانب الكثير من الأعمال الأدبية والمؤلفات لكبار الكتاب والأدباء، مثل نجيب محفوظ وعلي أحمد باكثير وأنيس منصور (الذي عشقت أسلوبه عشقا) وطه حسين والعقاد، والتي كنت ألتهمها التهاما..ناهيك عن الندوات العلمية والتثقيفية والدينية والمسابقات وغيرها من الفعاليات التي كانت تقام في المكتبة باستمرار..لم تكن المكتبة فقط - وشغفي بالأدب عموما - السبب الرئيس لاختياري القسم الأدبي في السنة الثالثة..إنما أيضا حبي الشديد للغة الإنجليزية الذي جعلني - منذ المرحلة الإعدادية - أقول لمن يسألني عن الكلية التي أرغب في الإلتحاق بها بعد الدراسة الثانوية: "أنا عاوز شعبة اللغة الإنجليزية - سواء في كلية الآداب أو التربية أو الألسن"..فقد كان هدفي واضحا منذ البداية..ومن الجدير بالذكر أن كل من كان يسألني عن المهنة التي أود إمتهانها في المستقبل، كنت أرد قائلا: "أنا عاوز أبقى معلم/مدرس"!! وقد كان هذا غريبا - مقارنة بأقراني في تلك المرحلة الحالمة، الذين كانت إجاباتهم (التقليدية) المعروفة تنحصر في: "دكتور/طبيب - ضابط شرطة - مهندس - طيار"..إلخ. لكن هذا الهدف - بكل أسف - كان لا يعجب أخي الأكبر الذي كان يعمل معلما أول في نفس المدرسة..وكان هو السبب في منع الدروس الخصوصية عني وإقناع والدي (رحمه الله) وباقي الأسرة بذلك، حتى أشب معتمدا على نفسي في كل شيء، لا سيما وأن المرحلة الجامعية ليست بها دروس خصوصية (على حد قوله)..وهكذا قضيت جميع سنواتي الدراسية الـــــــ16 - منذ الصف الأول الإبتدائي وحتى الفرقة الرابعة بالجامعة - دون أخذ درس خصوصي واحد!! ريما يكون محقا في رأيه، ولكن لم تكن هذه هي المشكلة..المشكلة أنه كان يأمل في أن ألتحق بكلية الصيدلة - وكان يخطط لأن يسمح لي في هذه السنة فقط (ثالثة ثانوي) - وبشكل استثنائي - بأخذ دروس خصوصية في كل المواد عند كبار المعلمين على أن يتولى هو الإنفاق على ذلك!! رفضت تماما كل هذه الإغراءات، وقلت له: "إزاي أروح علمي علشان أدخل صيدلة وأنا مش بأحب الكيمياء أصلا"؟! وعندما علم باختياري لشعبة الآداب أثناء آخر إمتحان لنا في الفصل الدراسي الثاني من الصف الثاني الثانوي، قال قولته المشهورة: "شوف الواد الفاشل الغبي إللي اختار أدبي وهو عارف إن أدبي ما لهوش مستقبل حاليا"!! قد يكون هذا الوقت هو أكثر وقت أصريت فيه على رأيي وتشبثت به وثبت على موقفي - بكل عناد..الغريب أن أخي الأكبر هذا كان هو نفسه في الشعبة الأدبية زماااااان - لكنه كان مصر يدخلني علمي، في حين إن أخي الآخر (المهندس) إللي كان علمي طبعا، كان مصر أدخل "أدبي"..مفارقة عجيبة!! المهم حصلت على مجموع كبير - بعد سنة من الجد والإجتهاد والكفاح..فقد كان ترتيبي السادس على محافظة أسيوط (أدبي) بمجموع قارب الـــــــ90 % - الذي كان يسمح لي (حينئذٍ) بدخول جميع الكليات التي تقبل من القسم الأدبي - بلا استثناء - أولها وأعلاها كلية الإقتصاد والعلوم السياسية التي كانت تقبل من مجموع 82% في ذلك الوقت..وكنت على وشك أن أغتر بهذا المجموع الكبير فألتحق بكلية الألسن - جامعة القاهرة (شعبة اللغة الإنجليزية طبعا)..لكني فكرت جيدا، واستخرت الله (سبحانه وتعالى) متشبثا بمبدأ أنه لا وجود لما يسمى بكليات القمة وكليات القاع أو الكليات المتوسطة، إنما "القمة" (الحقيقية) تُصنَع وتتحقق بالنجاح والتفوق الشخصي في المجال الذي تحبه - وتذكرت كذلك رغبتي المهنية القديمة (في أن أكون معلما)..سعدت الأسرة بهذه النتيجة، وشجعوني على الإلتحاق بكلية التربية (شعبة اللغة الإنجليزية) - حتى أكون رقم 4 في العائلة الذي يلتحق بنفس الكلية والشعبة، بعد اثنين من أعمامي (رحمهما الله) وأخي الأكبر (كلهم كانوا معلمي لغة إنجليزية)!!.
المحطة السادسة:
كانت الدراسة الجامعية لها متعة خاصة، خصوصا عندما تلتقي بأناس يرشدونك ويوجهونك ويأخذون بيدك..كنت دائم الإحتكاك بمن هم أكبر مني سنا في الفرق الأعلى (من الثانية وحتى الرابعة) - وطدت علاقتي معهم ولا زلت على تواصل مع بعضهم حتى الآن..وكانت الإقامة في المدينة الجامعية متعة أيضا - حيث إن المناخ من حولك متقارب في كل شيء، فيشجعك على الإستذكار والإجتهاد والإنجاز..بعض من زملائي آثروا الراحة في أول عام جامعي بعد تعب الشهادة الثانوية، لكني كنت "واخد الأمور جد شوية"..أي نعم لم يكن في تفكيري أن أتفوق من أول عام لدرجة أن أحقق المركز الأول على الدفعة، لكن كان هدفي الرئيس الحصول على تقدير مرتفع (جيد جدا مع مرتبة الشرف) أيا كان الترتيب- وقد كان بحمد الله وفضله..مع العلم أن التقديرات في شعبة اللغة الإنجليزية بالذات كانت صعبة شوية في فترة التسعينات - مش زي دلوقتي..وكان إللي يجيب تقدير "جيد" يقول أنا جبت!! وكان من النادر إن حد يجيب تقدير "ممتاز" في مادة من المواد أو "إمتياز" كتقدير عام..وكل الإمتحانات كانت مقالية (صعبة) مش زي دلوقتي..المهم كان ترتيبي الأول منذ أول عام - مع إن هذا العام كان أول عام جامعي (1993/1994) يطبق فيه نظام المحموع التراكمي للأربع سنوات ونظام التيرم الدراسي (الذي تعودنا عليه من قبل في أولى وتانية ثانوي) - وهذا حمسني ودفعني للإستمرار في التفوق، فحققت المركز الأول في السنوات التالية كلها، وحصلت على مجموع تراكمي محترم وتقدير عام "جيد جدا مع مرتبة الشرف" - وكنت الوحيد في الدفعة الذي حصل على "مرتبة الشرف" (أي لم يقل تقديري عن جيد جدا في أي سنة من السنوات الأربعة)، مما أهلني ورشحني للعمل "معيدا" بتربية أسيوط فيما بعد..في هذه المرحلة، تعلمت الكثير وطورت من نفسي وقضيت وقتا كبيرا بالمكتبات (التخصصية والعامة - المركزية) وقرأت الكثير، وكنت من الطلاب القلائل (في تخصص اللغة الإنجليزية) الذين كانوا يقرأون الروايات novels والأعمال الأدبية الأخرى الأصلية (مسرحيات مثلا) قراءة كاملة أثناء التيرم الدراسي - برغم ضخامتها وحجمها الكبير المخيف، وعدم الإكتفاء بأجزاء معينة للتركيز عليها قبل الإمتحان - كما كان يفعل معظم الطلاب..وكنت أقدم لبعض أساتذتي تحليلات نقدية لبعض الروايات والمسرحيات، وكانوا يهتمون بها ويقرأونها جيدا ويعطوني رأيهم فيها - الذي كان إيجابيا مشجعا دائما..وأذكر من هؤلاء الأساتذة أستاذتي الدكتوره/ فاتن حلمي (متعها الله بالصحة والعافية)، وأستاذتي الغالية ا.د فردوس عبد الحميد البهنساوي (رحمها الله) التي عشقت "الدراما" بسببها، وأستاذي العزيز الأستاذ الدكتور/ أحمد صابر محمود - العميد السابق لكلية الآداب (حفظه الله)، وأستاذي الفاضل الدكتور/ نادر سامي فهيم (رحمه الله) وكلهم في قسم اللغة الإنجليزية بآداب أسيوط حاليا..وصل الأمر إلى تأليف الشعر (باللغة الإنجليزية) وعرضه على د/ فاتن حلمي (وكنت أعاملها كأمي - وهي بدورها تعاملني كإبنها حتى هذه اللحظة) - التي تشرفت بتدريسها لي مادة "الشعر والنقد "على مدار 4 سنوات متواصلة، حصلت فيها جميعا على تقدير "ممتاز"..وللعلم أستاذتي الدكتوره/ فاتن حلمي أحمد ثريا هي - في رأيي ورأي الكثيرين ممكن يعرفونها أو تتلمذوا على يديها - أفضل من ينطق الإنجليزية (باللكنة البريطانية) في مصر - وربما في الوطن العربي والشرق الأوسط كله!!



#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر: محطات في قطار الحياة (2)..
- خواطر: محطات في قطار الحياة!!
- همسة اليوم: التسول الإلكتروني| ظاهرة غريبة تستحق الدراسة!!
- تأملات من زمن فات: الخوض في أعماق النفس!
- همسة اليوم: المعنى الحقيقي -للكبارة-..
- همسة اليوم: أخطاء نقع فيها...
- الجنون هو... (٣٣): الزميل الرخم الناقص الذي ينفر و ...
- ذكريات..نفوس متعالية!
- همسة في كلمة: -السعادة نسبية-!
- همسة اليوم: تفاصيل صغيرة!
- الجنون هو... (٣٢): السفسطة: إللي ييجي في الفاضية ...
- الجنون هو... (٣١): ظاهرة الكائن الرخوي و-الست ال ...
- همسة اليوم: -جابر عثرات الكرام-!
- أصناف الناس الذين لا يمكن أن أسامحهم أو أصفى لهم يوما أو أتص ...
- همسة عتاب: حاجات صغيرة بس كانت هتفرق معايا!!
- همسة اليوم: لا يقدر العلم إلا أهله!!
- همسة اليوم: القراءة.. القراءة.. القراءة!!
- همسة اليوم: الصديق الوفي...
- تعليقا على منشور لأحد الزملاء يخص الشروط الجديدة (التعجيزية) ...
- شايفينكم..وفاهمينكم وحاسين بيكم!


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمود عبد الله - محطات في قطار الحياة (2)..