كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7249 - 2022 / 5 / 15 - 01:12
المحور:
الفساد الإداري والمالي
نعم هذا هو السياق السائد عند الذين خرجوا علينا من جلباب المحاصصة، ليتربعوا على معظم عروش شركات التمويل الذاتي.
ليست هذه الشركات كلها متساوية في حجم الموارد المالية، ولكن فيها الشركات الغنية، وفيها الثرية، وفيها الرابحة، ولكل شركة قيمتها بالعملة الصعبة في دكاكين العرض والطلب. أدفع زايد لمن بيده الصولجان لكي تنال الرضا والقبول، ثم أدفع أكثر فأكثر لأصحاب المقامات العالية لكي تستمر في البقاء، ثم أدفع للأبواق لكي تتصدر عناوين السوشيال ميديا، وتصبح أنت الأمير المفدى، فيرتفع شأنك فوق سحب المنجزات الوهمية، ثم أحمل سيفك لتخويف صغار الموظفين، ومارس ضدهم أبشع أساليب التنكيل والتعسف الوظيفي، فلا نقابة تذود عنهم، ولا منظمة تطالب بحقوقهم المهدورة، وبإمكانك الاستعانة بأصحاب الضمائر الرخيصة لكي يوفروا لك الحماية والرعاية. .
فأبواب الصرف مفتوحة لك على الدوام، خذ منها ما تشاء، واغدق العطاء على اليسوى والما يسوى، فانت ملك الملوك في عرشك الإداري الذي كنت تحلم أن يحالفك الحظ في يوم من الأيام كي تصبح فراشاً أو ساعياً في رحابه، وها أنت اليوم صاحب الكأس المعلى، ومن حولك جوقة المطبلين والمزمرين والنشالة، ومن خلفك الدروع والنياشين والأوسمة التي صنعها الانتهازيون والمنتفعون في هذا العالم المزيف الذي اختفت فيه القيم والمبادئ. .
نعم سادتي الأفاضل، هذه هي الصورة المصغرة لمدراء هذا الزمن، ورحم الله شاعر العرب الكبير (الجواهري) في قصيدته، التي يصف فيها هذه النماذج التافهة من مدراء الزرق ورق، حين يقول:-
أي طرطرا تطرطري. وهللي وكبري، وطبلي لكل ما يخزي الفتى وزمري، وعطري قاذورة، وبالمديح بخري، والبسي الغبي والاحمق، ثوب عبقري، وافرغي على المخانيث دروع عنترِ.
اعطي سماتِ فارعٍ شَمَردَلِ لبُحتر، واغتَصِبي لضِفدِعٍ … سماتِ ليثٍ قَسْورِ. .
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟