أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - مؤتمر المانحين ومقايضة الحقوق الوطنية بالمعيشية















المزيد.....

مؤتمر المانحين ومقايضة الحقوق الوطنية بالمعيشية


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7245 - 2022 / 5 / 11 - 12:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تبدو آمال الفلسطينيين وتوقعاتهم منخفضة للغاية من نجاح مؤتمر المانحين الأجانب للفلسطينيين المقرر عقده في بروكسل في الذكرى الأولى للحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على غزة في ايار/ مايو 2021 ، وفي ظل أجواء بالغة التوتر بلغت ذروتها في الاقتحامات المتكررة للمستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك، ووقوع سلسلة من العمليات الفدائية الفلسطينية التي أوقعت 18 قتيلا إسرائيليا في أقل من شهرين، وفي المقابل مواصلة إسرائيل سياساتها التوسعية والاستيطانية المقترنة بالعقوبات الجماعية للفلسطينيين، وعمليات الدهم والاجتياحات والاعتقالات وهدم المنازل وعمليات القتل والإعدام الميدانية التي أوقعت في الشهور الأربعة الأولى فقط من هذا العام 45 شهيدا.
وما يزيد من تشاؤم الفلسطينيين من الدعم الدولي اقتران وعود بالمساعدات بشروط سياسية مجحفة، سواء من قبل الأميركيين او الأوروبيين، ومما يثير الاستغراب والأسى في نفس الوقت أن الدعم العربي للفلسطينيين يرتبط ايضا بالتوجه الأميركي والأوروبي لمواصلة الدعم او تقليصه وحتى حجبه نهائيا.
أبرز الشروط السياسية التي يطلبها المانحون وخاصة الأوروبيون، هي تعديل المناهج التربوية الفلسطينية بما يوقف ما يسميه المانحون عمليات التحريض ضد إسرائيل، وليس ثمة وصفات أو شروط دقيقة أو محددة لهذا التعديل المطلوب ،لكنه يشمل بحسب شروح وتفسيرات يقدمها محللون إسرائيليون ووسطاء أوروبيون، أي حديث عن الاحتلال، وتسمية البلاد الواقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط باسمها (فلسطين) بدل إسرائيل، وأي حديث عن (النكبة) وتمجيد الشهداء والمناضلين والفدائيين، ولا يستبعد تربويون فلسطينيون ان يشمل ذلك بعض الايات القرآنية التي تذم (بني إسرائيل)!
الإدارة الأميركية من جانبها تطالب السلطة الفلسطينية بالتوقف الفوري عن دفع رواتب الشهداء والأسرى وتحويل ملفاتهم إلى صندوق مرتبط بالشؤون الاجتماعية، وهو ما يراه الفلسطينيون مهينا لمكانة الشهداء الاعتبارية، والملاحظ أن هذين الشرطين (رواتب الشهداء والمناهج) هي ذاتها الشروط الإسرائيلية المعلنة، مع العلم أن السلطة الفلسطينية تعتمد المناهج التربوية الحالية منذ أكثر من ربع قرن، وتدفع رواتب الشهداء والأسرى منذ قيام السلطة قبل 28 عاما، ولم يسبق لإسرائيل أو اي من الجهات المانحة أن اعترضت على ذلك أو طالبت بتغييره ولكنها باتت تتشدد في المطالبة به في السنوات الأخيرة.
ومن الشروط التي يضعها المانحون دائما إبداء استعداد السلطة الفلسطينية لإعادة الانخراط في عملية التسوية من دون قيد او شرط كوقف الاستيطان، وبالتالي يطلب من السلطة المشاركة في اية لقاءات أو مفاوضات أو مؤتمرات ومنتديات تدعى لحضورها بصرف النظر عن أهدافها وما يمكن ان ترمز له من إيهام العالم بوجود عملية سياسية جارية، مع ضرورة الإشارة هنا إلى أن إسرائيل في ظل حكومة بينيت- لابيد هي التي ترفض اللقاءات السياسية مع السلطة الفلسطينية، ويرفض بينيت اي لقاء بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباسن ويكتفي بإيفاد وزرائه ، أو السماح لهم بالجلوس مع القيادات الفلسطينية للبحث في قضايا أمنية واقتصادية من دون تداول اي موضوع سياسي.
سبق لمسؤولين إسرائيليين واجهزة امنية إسرائيلية أن دعت إلى دعم السلطة خشية انهيارها في ضوء تصاعد شعبية حركة حماس من جهة، والتآكل المستمر في شرعية السلطة بسبب عدم إجراء الانتخابات، ووجد هذا التوجه صدى وتأييدا لدى إدارة الرئيس بايدن الذي أوفد عددا من مسؤولي إدارته ( وزير الخارجية انتوني بلينكين ومساعدته فيكتوريا نولاند، مدير الاستخبارات وليام بيرنز، مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، المبعوث هادي عمرو) وكلهم حض على دعم السلطة اقتصاديا خشية انهيارها، ولكن مع نتائج محدودة جدا ولا تكاد تذكر ،حيث تعاني السلطة من تراجع كبير في وارداتها بسبب تراجع ثم انقطاع المساعدات الخارجية من حوالي مليار ونصف المليار دولار سنويا إلى نقطة قريبة من الصفر، وأدى ذلك إلى عجز مزمن وقابل للاتساع في الموازنة العامة، إلى جانب عجز السلطة عن دفع رواتب موظفيها.
الأمر الوحيد الذي خفف من ضائقة السلطة هو زيادة تصاريح العمال في إسرائيل وهو ما يضخ ما بين 150إلى 200 مليون دولار شهريا في السوق الفلسطينين لكن هذه العملية بحد ذاتها تخلق ازدهارا وهميا ومخادعا حيث أنها تساهم في إحكام تبعية الاقتصاد الفلسطيني للإسرائيلي ، وتكرس المقولة افسرائيلية للسلام الاقتصادي بدل السلام الحقيقي القائم على إنهاء الاحتلال.
بدأ تجفيف موارد السلطة والتوقف عن دعمها في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي خفض مساعداته للسلطة ثم أوقفها تماما عقابا للسلطة والقيادة الفلسطينية بسبب موقفها الرافض لصفقة القرن. كما سبق للإدارة الأميركية أن حجبت المساعدات عن السلطة والتي كانت تصل الى نحو 350 مليون دولار سنويا بسبب اصرار السلطة (دولة فلسطين) على الانضمام لمنظمات ومعاهدات دولية وخاصة للمحكمة الجنائية الدولية. إدارة الرئيس بايدن قدمت وعودا كثيرة سياسية واقتصادية للفلسطينية وقد اخلت بكل وعودها السياسية ( إعادة فتح القنصلية بالقدس، فتح مكاتب منظمة التحرير في واشنطن، دعم حل الدولتين، التراجع عن اجراءات الرئيس ترامب المخالفة للقانون الدولي) الشيء الوحيد الذي التزمت به إدارة بايدن مؤخرا هو استئناف بعض المساعدات لدعم وكالة الغوث والأجهزة الأمنية الفلسطينية والمجتمع المدني الفلسطيني (بشروط قاسية ومذلة أبرزها إدانة الإرهاب) ، ووعود بمساعدات في إطار إنعاش جهود السلام (أي مساعدات مشروطة بالتعاون مع الإسرائيليين والمستوطنات) من دون دعم خزينة السلطة الخاوية.
يفسر المانحون اسباب انقطاع المساعدات الخارجية جزئيا بجائحة كورونا التي فرضت أولويات اقتصادية واجتماعية جديدة على مختلف دول العالم، بينما تعزو بعض الدول العربية ذلك إلى تراجع اسعار النفط، والآن مع الحرب في أوكرانيا من المتوقع أن تجد الدول المانحة اسبابا إضافية لحجب المساعدات عن الفلسطينيين وتوجيهها لأوكرانيا.
تشكل المواقف الأوروبية والأميركية صدى للمواقف الإسرائيلية التي عبر عنها رئيس الوزراء الإسرائلي نفتالي بينيت بصراحة حين قال أن سياسة حكومته تجاه الفلسطينيين هي سياسة العصا والجزرة، أي معاقبة كل من يقوم بعمل مناهض للاحتلال ومعاقبة أهله ومنطقته واصدقائه، وتقديم تسهيلات اقتصادية لمن يتكيف مع مخططات الاحتلال، يمكن تلخيص هذه السياسة الإسرائيلية المتبناة اميركيا، والمدعومة أوروبيا، بأنها سياسة تقوم على مقايضة الحقوق الوطنية الفلسطينية بتسهيلات اقتصادية ومعيشية.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيوم تتلبّد في سماء العلاقات الروسية الإسرائيلية
- مخاطر تديين الصراع
- اليمين الإسرائيلي المتطرف رديف للسياسات الرسمية
- الاستعداد لجولات التصعيد المقبلة
- الموقف الأردني الشجاع
- عصمت منصور: واجب النقد وحق الاختلاف
- خلفيات الدعم الإسرائيلي المطلق لإسرائيل
- الاقتحامات الإسرائيلية للأقصى بين السياسي والديني/الأسطوري
- القائد مروان
- السياسي والاسطوري في اقتحام المسجد الاقصى
- التطورات والتصعيد في فلسطين (3)
- التصعيد في فلسطين (2)
- عن التطورات والتصعيد في فلسطين (1)
- جِنين عاصمة المقاومة
- داعش وإسرائيل: مخاطر محدودة (3)
- داعش وإسرائيل: فوائد جمة (2)
- داعش وإسرائيل :علاقات ملتبسة (1)
- الانتخابات المحلية الفلسطينية وسطوة العائلي على الوطني والبر ...
- التطرف وبيئاته الحاضنة
- عالَم منافق يكافِىء المجرم ويُعاقِب الضحية


المزيد.....




- -زلة لسان- جديدة لبايدن خلال حديثه عن العملية العسكرية الإسر ...
- الإعلان عن موعد إلقاء نتنياهو كلمة أمام الكونغرس
- مصادر تكشف لـCNNعن ضغوط أمريكا على حلفاءها ليجبروا -حماس- عل ...
- واشنطن تفرض عقوبات على مجموعة -عرين الأسود- الفلسطينية
- مناورة دبلوماسية... رسالة أوروبية لمجلس الأمن عن انتهاكات إي ...
- اقتحامات للاحتلال بالضفة وعقوبات أميركية على عرين الأسود
- -بينهم رئيس بلدية-.. وفا: مقتل خمسة أشخاص في غارة إسرائيلية ...
- بايدن يقع في خطأ وخلط غير مسبوقين ويقول: إسرائيل لم تكن تنوي ...
- واشنطن: لا نرى أي تهديد في زيارة السفن الروسية لكوبا
- مصدر أمريكي: نتنياهو يلقي خطابا أمام الكونغرس في 24 يوليو


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - مؤتمر المانحين ومقايضة الحقوق الوطنية بالمعيشية