أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - خلفيات الدعم الإسرائيلي المطلق لإسرائيل















المزيد.....

خلفيات الدعم الإسرائيلي المطلق لإسرائيل


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7225 - 2022 / 4 / 21 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاد أبو غوش
(نص مقابلة أجرتها صفاء الزين باسم هيئة مقاطعة المنتجات الأميركية في لبنان مع الكاتب)
السؤال الأول:
قلت في إحدى مقابلاتك إن الدعم المالي والعسكري لـ”اسرائيل” هو دعم ثابت ومنتظم لا يختلف باختلاف الإدارات، ومن المعلوم أن الإدارة الأمريكية الحالية ليست على وفاقٍ كاملٍ مع الكيان كما كان في عهد ترامب، ففي هذه الحال هل يمكن أن تقوم أمريكا مستقبلاً بتخفيف الزخم المقدم من المساعدات بكل أنواعها للكيان؟
قال: علينا أولاً أن نحلل أو نشخص ونفهم طبيعة العلاقة بين الكيان المحتل و الولايات المتحدة الأمريكية، البعض يصفها بأنها علاقة ممتازة ومتميزة وهي تحالف استراتيجي.
حقيقةً الدراسات النقدية الحديثة وبعضها إسرائيلي وأمريكي وعربي حتى ؛ تؤكد أن هذه العلاقة هي علاقة فوق استراتيجية .
هناك علاقات ممتازة بين الدول ، لكن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل مختلفة عن أي علاقة ممتازة أخرى عرفناها عبر العالم.
البعض يصفها بأنها علاقة وظيفية، أي أن لأمريكا شبكة من المصالح الدولية على امتداد نطاق كوكب الأرض، ولإسرائيل في هذه الشبكة دور مميز ووظيفي، وهذا الأمر نشأ معها منذ نشأتها.
وأذكّر هنا بالدور الذي قامت به إسرائيل في مواجهة الأنظمة العربية المناهضة والخارجة من سيطرة أميركا كسورية والعراق وحتى باقي الدول العربية.
والتدخلات الإسرائيلية في العالم الثالث والشرق الأوسط وأفريقيا بشكل خاص .
أريد هنا طرح مثالين لدور إسرائيل:

الأول : هو حماية ودعم والتحالف مع نظام جنوب إفريقيا بريتوريا العنصري ، فالولايات المتحدة تخشى وتُحرج من هذا الدعم، لأنها تملك أقليات من الأمريكان من أصل إفريقي ؛ فكانت تحيل هذا الدور لإسرائيل، التي نسجت علاقات تحالف قوية جداً مع نظام جنوب إفريقيا وصلت لحد التجارب النووية المشتركة .
وبعد ذلك بعض الأنظمة المستبدة والقمعية في أميركا الجنوبية مثل أنظمة بينوشيه في تشيلي أو سوموزا في نيكاراغوا، أو حتى عصابات الكونترا .
والكونغرس كان يضع قيودا على مثل هذه العلاقات لكن أحيل هذا الدور القذر لإسرائيل، فهي تلعب هنا دور الشخص البلطجي والمأجور .
ثانياً : ضمن شبكة المصالح الإسرائيلية تلعب إسرائيل هذا الدور في تأمين إمدادات النفط وبقاء المنطقة تحت الهيمنة الأميركية وفي التصدي لأي خطر يمكن أن يبرز هنا أو هناك عليها .
وعلينا أن نذكر وبالأرقام فقد بلغت قيمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل من عام 2008 حتى عام 2017 بشكل مساعدات مباشرة 38 مليار دولار، بمعدل 4 مليار دولار سنوياً من الخزينة الأميركية.
إضافة للمساعدات التي ترسل من الجمعيات والمؤسسات الأهلية والدعم العسكري، والتكنولوجي والفني، والمعاملة التفضيلية التي تحظى بها الصادرات الإسرائيلية للولايات المتحدة والاستثمارات الضخمة لأميركا في إسرائيل.
وبالتالي هذا مجموعه يزيد عن 10 حتى 11 مليار دولار بالعام، وهذا مبلغ ضخم جدا ً يزيد عن 1500 دولار للفرد الواحد، وهذا أعلى بأضعاف من معدل الدعم الخارجي من قبل أي دولة لدولة أخرى في العالم .
المحور الثاني من اللقاء كان حول :
ظلت إسرائيل المتلقي الأكبر للمساعدات الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، وفي عام 2019، نُشرت بيانات مفصلة عن حجم المساعدات الخارجية الأمريكية
• كيف تستخدم إسرائيل الأموال الأمريكية وكيف تبدو هذه المساعدات عند مقارنتها مع دول أخرى؟ ولِمَ تمنح أمريكا إسرائيل كل هذه الدعم؟
أجاب: نحن نعلم أنه يوجد مساعدات أميركية لبعض الدول العربية مثل مصر والأردن ودول أخرى، ولكنها محددة بدقة، فالمساعدات لمصر مثلاً هي مليار دولار العام تصرف لغايات عسكرية محددة بينما المساعدات الأمريكية لإسرائيل مفتوحة وغير مشروطة.
تصرف هذه المساعدات لتعزيز ما يسمى التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي من جهة ولزيادة مستوى الحياة في إسرائيل، بحيث تظل إسرائيل نقطة جذب للمهاجرين اليهود وللمستوطنين .
فلا يمكن لدولة أن تعيش بظل هذه التحديات والصراعات وتبقى عنصر جذب إلا إذا كان مستوى الحياة قادر على جذبهم؛ سواء من أوكرانيا أو دول الاتحاد السوفييتي السابق أو أي مكان في العالم.
وهنا ننتبه لنقطة فإسرائيل تبذل جهوداً استثنائية لتهجير كل يهود العالم ما عدا يهود أمريكا،
فهم لا يُبذَل أي جهد عليهم لاستقدامهم لفلسطين المحتلة؛ لأن لهم دور هناك يساعد إسرائيل.
وهم حوالي 6.5 مليون شخص، لهذا وجودهم في أمريكا يعزز الدور الوظيفي لإسرائيل والتكاملي العضوي بين أمريكا وإسرائيل .
فالمساعدات تستخدم لرفع مستوى الحياة في إسرائيل ولضمان تفوق إسرائيل النوعي على كل القوى الإقليمية في المنطقة سواء كان عسكرياً أو اقتصاديا أو تكنلوجيا.
وللعدوان والاحتلال، بالتالي كل الأدوار القذرة التي تريدها أمريكا من إسرائيل تتولاها بهذا الدعم، سواء كان معلناً ومباشراً أو غير مباشر، والذي أحياناً يذهب للمستوطنين تحديداً، الكثير من المستوطنات ومشاريع البنى التحتية فيها إضافة للمدارس والشوارع
وشراء الأراضي وتهويد العقارات والاستيلاء على الأراضي في القدس يجري تمويله من قبل جمعيات أهلية أميركية يهودية .
باختصار شديد هذا الدعم يخصص للسياسات العدوانية الإسرائيلية على شعوب المنطقة .
السؤال الثالث :
أشرت سابقاً إلى أن أمريكا أمرت بعض أصدقائها العرب بالتدخل “لتنقيط قطرات الماء في حلق الفلسطينيين”
• ما أهمية دور الصحافة وكذلك الإعلام بشقيه الرقمي والتقليدي في مواجهة الهيمنة الأمريكية بكل أشكالها الثقافية والسياسية والاقتصادية وبالتالي فضح جرائمها ومن يحذو حذوها من الداعمين؟
أولاً حول سياسة التنقيط؛ إسرائيل تريد من الحكومة الفلسطينية سلطة ضعيفة لدرجة لا تمكنها من إتخاذ قرارات وطنية، لكن ليست ضعيفة لدرجة تهدد انهيارها.
لأنه في حال انهيار السلطة يعني لا أحد يعلم ماهي الحالة التي ستؤول إليها الأوضاع بعد ذلك،
قد تكون فوضى أو تشكيلات عسكرية، لا يمكن التعامل مع عنوان محدد وواضح في ذلك الوقت لكي يجري الحديث معه، وإيهام العالم بأن هناك عملية سياسية جارية أو لضمان التنسيق الأمني.
لذلك إسرائيل تريد إبقاء السلطة تحت سيطرتها، ضعيفة وبحاجة للدعم وللإسناد، ولذلك هي أصلاً لا تدفع كلفة إبقاء السلطة من جيبها.
بل تطلب من الإدارة الأميركية، وأميركا تطلب من أصدقائها العرب أن يتولوا هم دفع هذه المساعدات .
لذلك نلاحظ: إذا اتخذت أميركا قراراً بوقف المساعدات ستتوقف الدول العربية عن دعم السلطة،
وإذا أفرجت عن تقديم بعض المساعدات؛ سرعان ما تستجيب الدول العربية وتقدم المساعدات .
للأسف الشديد هذه المفارقة ساخرة ومحزنة أن كل المساعدات العربية تأتي بالتوافق مع الرغبة الأمريكية .
أما بشأن الإعلام فهو أداة بيد من يستخدمها، فإذا كان شخصاً أو طرفاً أو دولة عدوانية وذات أهداف ضد الشعوب والإنسانية والبشرية فالإعلام يصبح بوقا وأداة من أدوات الحرب كما يجري حالياً في أوكرانيا وروسيا .
ويمكن للإعلام أيضاً وأدواته أن تكون أداة بيد الجماهير وقوى الحرية والإنسانية والسلام الحقيقي.
وبالتالي الإعلام هو أداة ليست محايدة؛ إنما يوجهها من يستخدمها تجاه أهدافه.
فكل التقنيات والمحطات التي تبلغ موزانتها بمليارات الدولارات سنوياً؛ تخترع قصصاً
وتطمس حقائق أخرى وتضخم مسائل وتهون من أمر مسائل أخرى .
وكلنا نعرف بلغة الصحافة معنى “أوردرز” أي أهملوا هذا وأبرزو ذاك حسب ما يريدون ، وهذا ما يجري لغسل الأدمغة ولصناعة الوعي ملايين الناس مما يؤثر على مواقفهم التالية .
فالعالم يبدو أحياناً سلبياً وصامتاً تجاه الجرائم الإسرائيلية في فلسطين
أو أي مكان آخر في العالم العربي بينما العالم يتعاطف مع الضحايا الأوكرانيين .
السؤال الرابع والأخير في الحوار من شقين كان عن الإعلام بوجه التحديد والمقاطعة خصوصاً :
كيف يمكننا استخدام الاعلام لمواجهة أمريكا وما رأيك بسلاح المقاطعة للمواجهة ؟
علق قائلاً: الإعلام هو أداة مهمة جداً وهنا نحن بحاجة لإعلاميين جريئين وصادقين ومندفعين بعواطف ومشاعر إنسانية إيجابية ومنحازين لقضايا الإنسان والحرية والعدالة .
بالتالي حتى ينجح إعلامنا الصادق والإنساني الكفاحي والثوري، يجب أن يكون على سوية مهنية عالية
ويتمتع بالمصداقية ويستطيع مخاطبة العقل والوجدان ويأنسن القضايا التي يتحدث عنها .



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتحامات الإسرائيلية للأقصى بين السياسي والديني/الأسطوري
- القائد مروان
- السياسي والاسطوري في اقتحام المسجد الاقصى
- التطورات والتصعيد في فلسطين (3)
- التصعيد في فلسطين (2)
- عن التطورات والتصعيد في فلسطين (1)
- جِنين عاصمة المقاومة
- داعش وإسرائيل: مخاطر محدودة (3)
- داعش وإسرائيل: فوائد جمة (2)
- داعش وإسرائيل :علاقات ملتبسة (1)
- الانتخابات المحلية الفلسطينية وسطوة العائلي على الوطني والبر ...
- التطرف وبيئاته الحاضنة
- عالَم منافق يكافِىء المجرم ويُعاقِب الضحية
- القانون العنصري الصارخ -منع لم شمل العائلات-
- هشاشة أوضاعنا والأزمات العالمية
- تركيا واسرائيل: المصالح أولا
- عن يامن جفال وأترابه
- المناضل الأردني - الفلسطيني عارف الزغول
- إسرائيل وحرب أوكرانيا: تهديدات وفرص ( 3 من 3)
- إسرائيل وحرب أوكرانيا: تهديدات وفرص ( 2 من 3)


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - خلفيات الدعم الإسرائيلي المطلق لإسرائيل