أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهاد ابو غوش - السياسي والاسطوري في اقتحام المسجد الاقصى














المزيد.....

السياسي والاسطوري في اقتحام المسجد الاقصى


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7220 - 2022 / 4 / 16 - 22:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التصعيد الإسرائيلي الحالي واقتحام المسجد الأقصى المبارك فجر يوم الجمعة الثانية من رمضان (15/4/2022) ياتي في سياق التصعيد الشامل ضد الشعب الفلسطيني والذي أوقع خلال الشهور الأربعة الأولى من هذا العام نحو 45 شهيدا نصفهم استشهدوا خلال الاسبوعين الأخيرين فقط، ضمن العملية التي أسمتها إسرائيل (كاسر الأمواج).
وتركز التصعيد في محافظات شمال الضفة الغربية وخاصة جنين، ولكنه شمل ايضا محافظة رام الله في الوسط وبيت لحم والخليل في الجنوب، كما اتخذت المواجهات في القدس، قلب الأراضي الفلسطينية والمكان الأكثر حساسية في معادلة الصراع طابعا خاصا نظرا لتجدد المواجهات اليومية بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، وقد تزامن هذا التصعيد مع تهديدات جماعات يهودية متطرفة باقتحام المسجد الأقصى والقيام بطقس "ذبح القرابين" وهو ليس مجرد طقس تعبدي يهودي، بل هو طقس رمزي يؤذن لقرب بناء ما يسمى هيكل سليمان مكان المسجد الاقصى.
خلال السنوات السابقة كانت عدة جماعات يهودية متطرفة تهدد بالقيام بهذه الخطوة الاستفزازية، ومنها بشكل خاص جماعة تسمى " جماعة أمناء جبل الهيكل" برئاسة الحاخام غرشون سولومون، ولكنها كانت تعد جماعات هامشية وغير مؤثرة ، وغالبا ما كان يجري كبحها ومنعها من القيام بهذا الفعل، ولكن ومع الوقت ومع جنوح اسرائيل أكثر فأكثر نحو اليمين واليمين المتطرف، بتنا نلاحظ أن هذه الجماعات توسعت وتضاعف تاثيرها، وانتقلت من هوامش الخريطة السياسية الاسرائيلية إلى مركزها، وباتت ممثلة في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) من خلال حزب الصهيونية الدينية الذي يملك ستة مقاعد أبرزها لزعيميه المتطرفين ايتامار بن جفير، وبتسلئيل سموتريتش. لا بل ان رئيس الحكومة الاسرائيلية الحالي نفتالي بينيت قادم من هذا الوسط الاستيطاني المتطرف ومعظم حلفاؤه في الحكومة وخاصة حزب امل جديد وحزب يسرائيل بيتينو هم من مؤيدي هذه السياسات المتطرفة.
الحكومة الاسرائيلية سمحت قبل اسبوعين للمتطرف بن جفير باقتحام المسجد الاقصى تحت حجة (حرية الزيارة) وهم اختاروا فيه وقتا يكون المسجد فيه خاليا من المصلين، قبل ذلك باشهر قليلة قضت محكمة اسرائيلية خاصة بحق اليهود في القيام بأداء الصلوات الصامتة، بينيت نفسه تحدث عن حرية العبادة لجميع الديان في المسجد الاقصى لكنه تراجع عن تصريحه سريعا، واليوم (15/5) وزير الخارجية يائير لابيد كرر نفس القول وقال ان اسرائيل واجهزة امنها سوف تضمن "حرية العبادة " لجميع الاديان، قائد الشرطة يعقوب شبطاي كرر هذا القول، علما بأن ثمة قرارات واضحة من الامم المتحدة، وقبلها من عصبة الآمم تؤكد أن المسجد الأقصى بما في ذلك الحائط الغربي (حائط البراق أو كما يسميه اليهود حائط المبكى) هو ملك حصري للمسلمين.
اقتحام اليوم للمسجد الاقصى تم في ساعة الفجر الأولى وهي ساعات صلاة واعتكاف لمئات المصلين كما تجري العادة في مختلف البلاد الاسلامية في ليالي شهر رمضان، وقامت القوات الاسرائيلية بالقاء قنابل الغاز المدمع والسم واطلاق الرصاص المطاطي، والاعتداء على المرابطين والمرابطات بالهراوات، ما ادى لاصابة نحو 160 فلسطينيا بجروح متفاوتة، واعتقال نحو خمسائة شاب وفتاة نقلوا بالحافلات مقيدين إلى مراكز التوقيف والتحقيق، اسرائيل بررت هجومها الوحشي بان المصلين هتفوا بهتافات مؤيدة للمقاومة ورفعوا اعلاما فلسطينية ورايات اسلامية. ومعلوم أن اسرائيل تظهر حساسية مفرطة تجاه اي مظهر من مظاهر الحضور السياسي الفلسطيني/ أو كل ما من شانه نقض الرواية الإسرائيلية حول يهودية المدينة، ويمكن لتلك الحساسية ان تشمل أي نشاط حتى لو كان رياضيا او ثقافيا أو حتى مجلس عزاء لأي شخصية عامة، كما تطال كل من يرتبط بالسلطة الفلسطينية وبمنظمة التحرير بوظيفة عمومية مثل الوزراء والمحافظين وأعضاء المجلس التشريعي.
هذا التصعيد يمكن ان يتطور ويتفاقم الى تصعيد شامل في ضوء تهديدات المقاومة في قطاع غزة، وما يمكن ان تقوم به الجماهير الفلسطينية في الداخل المحتل عام 1948، بينما تبدو السلطة الفلسطينية عاجزة عن فعل اي شيء سوى الادانات والاستنكارات، بل تبدو حركتها بطيئة جدا ولا تنسجم مع ايقاع الاحداث ( تقرر يوم الخميس الدعوة لاجتماع طارىء مساء يوم الاحد 17/5/2022)، وهذا البطء دفع أطرافا دولية وإقليمية للاتصال مع قيادة حركة حماس بسبب تهديدات الحركة والمقاومىة بشكل عام بالتدخل إذا جرى اقتحام المسد الأقصى.
ولا شك ان أي عمل استفزازي من هذا النوع، وكذلك عمليات القتل اليومي والاعدام الميداني، كفيل باستدراج ردود فعل من المقاومة سواء المنظمة او الفردية، لان هذه الاستفزازات تساهم في رفع منسوب السخط والغضب ومشاعر القهر التي تعتمل في قلب كل فلسطيني، وخاصة في ضوء انسداد جميع الآفاق أمام اي عملية سياسية يمكن أن تضع حدا لمعاناة الفلسطينيين، كما أن دخول غزة ومقاومتها على الخط امر وارد وتزداد احتمالاته طالما لم تبذل جهود جولية كافية لردع الاسرائيليين ومنعهم من مواصلة هذه الاستفزازات وهي مهمة لا يمكن لي طرف القيام به مثل الإدارة الأميركية التي لا تبدي اي رغبة في ذلك، ولا تعارض التصعيد الإسرائيلي إلا من زاوية تاثيره على جهود بناء حلف دولي واسع ضد روسيا بسبب أوكرانيا.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطورات والتصعيد في فلسطين (3)
- التصعيد في فلسطين (2)
- عن التطورات والتصعيد في فلسطين (1)
- جِنين عاصمة المقاومة
- داعش وإسرائيل: مخاطر محدودة (3)
- داعش وإسرائيل: فوائد جمة (2)
- داعش وإسرائيل :علاقات ملتبسة (1)
- الانتخابات المحلية الفلسطينية وسطوة العائلي على الوطني والبر ...
- التطرف وبيئاته الحاضنة
- عالَم منافق يكافِىء المجرم ويُعاقِب الضحية
- القانون العنصري الصارخ -منع لم شمل العائلات-
- هشاشة أوضاعنا والأزمات العالمية
- تركيا واسرائيل: المصالح أولا
- عن يامن جفال وأترابه
- المناضل الأردني - الفلسطيني عارف الزغول
- إسرائيل وحرب أوكرانيا: تهديدات وفرص ( 3 من 3)
- إسرائيل وحرب أوكرانيا: تهديدات وفرص ( 2 من 3)
- إسرائيل وحرب أوكرانيا: تهديدات وفرص ( 1 من 3)
- حول عنصرية الغرب تجاهنا
- عالم جديد متعدد الأقطاب يتشكل


المزيد.....




- آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط قيود ...
- جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل ...
- 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا ...
- أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج ...
- البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
- المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي
- من سوريا إلى ألمانيا .. العنف الطائفي وصل الشتات السوري


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهاد ابو غوش - السياسي والاسطوري في اقتحام المسجد الاقصى