أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - التصعيد في فلسطين (2)














المزيد.....

التصعيد في فلسطين (2)


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7216 - 2022 / 4 / 12 - 13:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


نهاد أبو غوش
قمة النقب
قمة النقب التي عقدت أواخر آذار الماضي عززت شعور الثقة والقوة لدى الحكومة الاسرائيلية، ولدى مختلف المؤسسات الأمنية وعززت حتى الشعور بالتفوق والاستعلاء حتى لدى الجمهور الإسرائيلي الذي باتت حكومته تتصرف وكأن العالم نسي القضية الفلسطينية، وبات يسلم بأنها مجرد شأن داخلي اسرائيلي يمكن لاسرائيل أن تديره بأدواتها العسكرية والأمنية من جهة ( العصا) والتسهيلات الاقتصادية التي تتحدث عنها (الجزرة) والتي هي في الحقيقة مجرد تخفيف للقيود المشددة المفروضة على الفلسطينيين وحركتهم.
فقد ساهم مسلسل التطبيع المجاني بين عدد من الدول العربية وإسرائيل، في حرمان الفلسطينيين من إحدى أهم نقاط القوة التي كانوا يملكونها على امتداد العقود الماضية وهي استحالة قيام السلام واستتباب الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط من دون حل القضية الفلسطينية، وهذا ليس مجرد وهم أو أمنية فلسطينية بل هي نقطة جوهرية في مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت بناء على مبادرة ولي العهد السعودي، الملك لاحقا، عبد الله بن عبد العزيز.
تطوران مهمان وبارزان بعثرا هذه الحسابات وأربكاها ، وتحديدا قمة النقب التي لم تكتف باستيعاب اسرائيل ضمن النظام الإقليمي للمنطقة بل جرى تسليمها شارة القيادة والتسليم برؤيتها السياسية والأمنية ( أن جميع دول المنطقة تواجهان معا الخطر الإيراني وخطر التطرف)، أما التطوران فهما:
الأول زيارة الأردني الملك عبد الله الثاني لرام الله وتأكيده أن الموضوع الفلسطيني سيبقى هو الموضوع الرئيسي في قضية الشرق الأوسط، ورفض الأردن الانضمام للقمة حتى ولو من باب المجاملة الشكلية وإيفاد وزير الخارجية.
الثاني سلسلة العمليات المتتالية التي ضربت قلب المدن المحتلة عام 1948 بدءا من بئر السبع والخضيرة وبني براك وتل ابيب والتي أعادت التأكيد على أن الصراع قائم ولا يمكن شطب الفلسطينيين من المعادلة.
موجة العمليات
في البداية سعت اسرائيل لإلصاق هذه العمليات ونسبتها لتنظيم الدولة افسلامية في العراق والشام (داعش)، لكن معطيات ومؤشرات كثيرة تؤكد أن العمل في فلسطين ليس من ضمن أولويات داعش الذي ليس له بنية منظمة تعمل في فلسطين، وانما مجرد مؤيدين ومتعاطفين يمكن العثور عليهم في اي مكان على امتداد العالم العربي والاسلامي، لكن المهم في الموضوع هو نمط العمليات الذي يمكن أن يشكل نموذجا جديدا يسهل تقليده. بل إن إسرائيل كانت تراقب سفر الشبان المؤيدين لهذا التنظيم للخارج وخاصة لتركيا للانتقال بعدها من أجل القتال في سوريا والعراق، وكانوا يعودون لفلسطين من دون أن تتعرض لهم السلطات الإسرائيلية وانما تكتفي بإبقائهم قيد المراقبة.
اسرائيل وعلى لسان مسؤوليها تتحدث عن "موجة" ارهابية جديدة، ولكنها غير قادرة على تحديد "بنك اسماء" محدد ودقيق للاعداء الذين تريد استهدافهم بالردود، فهذه العمليات تتميز بميزتين رئيسيتين : الأولى أنها ليست صادرة عن تنظيمات أو بنى تنظيمية معروفة لها هياكلها وقياداتها التي يمكن ضربها او اعتقالها وتفكيكها كما كان الامر خلال الانتفاضتين الاولى والثانية.
الميزة الثانية انها عمليات فردية، ولكنها ليست عفوية انفعالية كعمليات الطعن التي كان يقوم بها شبان صغار بتأثير الحماس او لأسباب شخصية، ولكن هذه عمليات مخططة ومنظمة اختار منفذوها المكان والزمان والسلاح المناسب بدقة، وتلقوا تدريبا اوليا على استخدام السلاح، هذه العمليات يمكن ان تشكل نموذجا يسهل تقليده لمجرد وجود ثلاثة عوامل ( وهي موجودة بكثرة) : سلاح فردي بسيط، قرار وتوجه من شخص ما يشعر بالقهر او الغضب، محفز وظرف استفزازي مثل اعدام فتاة او طفل او اقتحام الاقصى.
الردود الاسرائيلية جاءت دون تحديد اهداف دقيقة، وانما اهداف عامة مثل جنين ومخيمها، وقد جاءت هذه الردود لتحقيق الاهداف التالية:
- طمانة الشارع الاسرائيلي الغاضب، واستعادة قوة الردع الاسرائيلية التي تآكلت بعد العمليات الأخيرة والتأكيد بأن يد اسرائيل الطويلة قادرة على وصول اي مكان حتى معقل "الاهاب".
- توجيه رسالة للسلطة الفلسطينية: اذا لم تبادري انت ايتها السلطة للجم المسلحين واعتقالهم سنتولى نحن (اسرائيل) المهمة بانفسنا بكل ما يترتب على ذلك من نتائج أبرزها اضعاف السلطة واحراجها امام شعبها.
- دائما لدى الحكومة الاسرائيلية نزعة انتقامية تهدف لإلحاق أكبر قدر من الخسائر في صفوف الفلسطينيين بعد كل عملية، الأمر على بشاعته وماساويته يشبه مباراة كرة قدم وثمة دائما من ينتبه للنتائج : 3/صفر، أو 7/1 ، اي قتلى اسرائليين يجب ان يقابلهم قتلى فلسطينيين اكثر، وبحسبة بسيطة دائما يكون قتلى الفلسطينيين اكثر بفعل عمليات القتل اليومي.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التطورات والتصعيد في فلسطين (1)
- جِنين عاصمة المقاومة
- داعش وإسرائيل: مخاطر محدودة (3)
- داعش وإسرائيل: فوائد جمة (2)
- داعش وإسرائيل :علاقات ملتبسة (1)
- الانتخابات المحلية الفلسطينية وسطوة العائلي على الوطني والبر ...
- التطرف وبيئاته الحاضنة
- عالَم منافق يكافِىء المجرم ويُعاقِب الضحية
- القانون العنصري الصارخ -منع لم شمل العائلات-
- هشاشة أوضاعنا والأزمات العالمية
- تركيا واسرائيل: المصالح أولا
- عن يامن جفال وأترابه
- المناضل الأردني - الفلسطيني عارف الزغول
- إسرائيل وحرب أوكرانيا: تهديدات وفرص ( 3 من 3)
- إسرائيل وحرب أوكرانيا: تهديدات وفرص ( 2 من 3)
- إسرائيل وحرب أوكرانيا: تهديدات وفرص ( 1 من 3)
- حول عنصرية الغرب تجاهنا
- عالم جديد متعدد الأقطاب يتشكل
- فلسطين بين روسيا وأوكرانيا..
- الإعلام الرسمي الفلسطيني والانقسام (2من 2)


المزيد.....




- بتكليف من بوتين.. شويغو في بيونغ يانغ للقاء الزعيم الكوري ال ...
- نتنياهو وإيران: تلويحٌ بالتغيير من الداخل واستدعاء واشنطن إل ...
- -واينت-: مقتل جندي من جولاني في خان يونس وإصابة 4 آخرين بجرو ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أشخاصا أحضروا كاميرات لبث مباشر لضر ...
- هل بدء العد النازلي نحو -القنبلة النووية الإيرانية-.. من يص ...
- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - التصعيد في فلسطين (2)