أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - التطرف وبيئاته الحاضنة














المزيد.....

التطرف وبيئاته الحاضنة


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7204 - 2022 / 3 / 28 - 19:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التطرف وبيئاته الحاضنة
نهاد أبو غوش
تنتشر أفكار التطرف والراديكالية في الشرق الأوسط والمنطقة العربية لعدة أسباب يرتبط بعضها بأسباب داخلية، وبعضها الآخر يرتبط بعلاقات الغرب والشرق، أي بين المراكز الاستعمارية السابقة والدول والشعوب التي استقلت في أواسط القرن الماضي، ويمكن إجمال مظاهر وأسباب الأزمة في ما يلي:
1- عدم حل القضية الفلسطينية واستمرار معاناة الشعب الفلسطيني لأكثر من 70 عاما، وشعور مئات الملايين من العرب والمسلمين أن الغرب الاستعماري يدعم ويمالىء دولة إسرائيل التي تقوم سياساتها على الاحتلال والظلم والقهر، وهو ما يولد مشاعر دائمة من الغضب والسخط والقهر، وترتبط استمرار معاناة الشعب الفلسطيني بمشاهد يومية استفزازية باتت تنتشر بسهولة في كل العالم من اقتحامات للأماكن المقدسة، وقتل مجاني للأطفال والمدنيين بشكل عام، وهدم للبيوت والاعتقالات والمداهمات، مما يزيد من حالة القهر ويولّد شعورا بعجز الحكومات والأنظمة الرسمية، وعدم فعالية القانون الدولي والمعاهدات، كما يولّد رغبات دائمة بالانتقام والرد على هذه الاستفزازات.
2- اختلال العلاقات الاقتصادية والسياسية بين بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب، يتبدّى ذلك في المشكلات الاقتصادية الدائمة لدى شعوب الغرب، وارتفاع معدلات البطالة والفقر، والإحساس بأن الأنظمة السياسية تدور في فلك الشرق /الجنوب، وأن اقتصاديات دول الشرق تابعة وملحقة بالغرب الاستعماري الذي يواصل نهب خيرات الشعوب، فضلا عن اختلال معادلة العلاقات الاقتصادية والتقسيم الدولي للعمل والثروة بحيث أن الغرب يتحكم بالرساميل الكبرى والتكنولوجيا والمؤسسات المالية بينما ينحصر دور الدول المستعمرَة سابقا بكونها منتجة للمواد الخام، وأسواق مستباحة لبضائع الغرب.
3- الإنجازات التي حققتها الدولتان السورية والعراقية على طريق القضاء على تنظيم الدولة (داعش) بمساعدة روسيا وإيران، قضت على شكل معيّن من أشكال انتشار التطرف الراديكالي، وهو خضوع منطقة جغرافية واسعة لسيطرة تنظيم إرهابي، ووجود نظام إدارة لهذا التنظيم، لكن ذلك لا يعني القضاء كليا ( في المدى المنظور على الأقل) على وجود التنظيمات الإرهابية وخطرها، وبالتالي يمكن لهذا الفكر والممارسة الإرهابية أن تتجدد بأشكال جديدة إما على شكل أفراد أو مجموعات صغيرة، وهو شكل قادر على التمدد والانتشار في مختلف بلدان العالم، وكذلك قادر على استهداف المدنيين والمرافق الحيوية وإلحاق أذى كبير
4- من اسباب انتشار التطرف في منطقتنا: رد فعل على انتشار التطرف الغربي والإسرائيلي: صعود اليمين الشعبوي في الغرب وحزب الليكود واليمين المتطرف والشعبوي في إسرائيل، وهو ما يدفع فئات من الشباب لتبني نماذج متطرفة محلية.
5- تشجيع ورعاية الولايات المتحدة ودوائرها الاستخبارية للجماعات الدينية المتطرفة بدءا من جماعة الاخوان المسلمين التي جرى رعايتها وتوظيفها ضد الاتحاد السوفييتي السابق وضد الانظمة التي تبدي نزعات استقلالية عن الهيمنة الغربية (مصر عبد الناصر، سوريا في الثمانينات) ولاحقا دعم ورعاية جماعات المجاهدين في افغانستان التي تمخض عنها تنظيم القاعدة، وتفرعاته مثل داعش والنصرة.
6- كون هذه الجماعات والتنظيمات تأسست بتشجيع الولايات المتحدة وبعض الأجهزة الاستخبارية لا يعني أن المؤسسين قادرون على استمرار السيطرة على هذه التنظيمات وما يتفرع عنها أو ينبثق عنها من تشكيلات جديدة، هنا يمكن ملاحظة أن تنظيمات الجهاد السلفي الإرهابي وجماعة التكفير والهجرة في مصر انبثقت عن جماعة الاخوان المسلمين، وطالبان والقاعدة انبثقتا عن جماعات المجاهدين التي مولتها السعودية وسلحتها الولايات المتحدة لكنها انقلبت عليهما ووجهت لهما ضربات قاسية.
7- فشل الدول المستقلة حديثا عن المستعمرات السابقة في تحقيق التنمية والاستقلال الحقيقي عن المستعمِر السابق، وفشلها كذلك في بناء دولة المواطَنة، دولة الحقوق والواجبات، واستمرار مظاهر هويّات "ما قبل الدولة" على حساب الهوية الوطنية، وانتعاش مظاهر الانتماء الطائفي والمذهبي والقبلي والعشائري والعرقي على حساب الانتماء الوطني، كل ذلك أدى إلى سيطرة وتحكم أنظمة وطغم حاكمة تستند إلى قاعدتها الجزئية (العشيرة، الطائفة) لا القاعدة الوطنية، وزيادة الشعور بالإقصاء والتهميش لدى فئات واسعة وتتسع باستمرار وخاصة لدى قطاع الشباب.
8- غياب الديمقراطية والحريات العامة، وغياب المنافذ الصحية والعلنية للتعبير عن الرأي وممارسة حق العمل السياسي مما يُلجىء الشباب والراغبين في العمل العام لتنظيمات سرية غالبا ما تكون معارضة للدولة والنظام ومتطرفة.
9- انتعاش أفكار التطرف الديني التي زاد انتشارها ارتفاع نسبة الأمية والجهل والفقر، وانتشار نماذج مموّلة ومدعومة للفكر التكفيري الذي جرى دعمه في عقود سابقة لمواجهة الفكر اليساري والاشتراكي، لكنه تمخض لاحقا عن موجات للتطرف والإرهاب مثل جماعات التكفير والهجرة في مصر، ثم طالبان والقاعدة، وصولا لتنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالَم منافق يكافِىء المجرم ويُعاقِب الضحية
- القانون العنصري الصارخ -منع لم شمل العائلات-
- هشاشة أوضاعنا والأزمات العالمية
- تركيا واسرائيل: المصالح أولا
- عن يامن جفال وأترابه
- المناضل الأردني - الفلسطيني عارف الزغول
- إسرائيل وحرب أوكرانيا: تهديدات وفرص ( 3 من 3)
- إسرائيل وحرب أوكرانيا: تهديدات وفرص ( 2 من 3)
- إسرائيل وحرب أوكرانيا: تهديدات وفرص ( 1 من 3)
- حول عنصرية الغرب تجاهنا
- عالم جديد متعدد الأقطاب يتشكل
- فلسطين بين روسيا وأوكرانيا..
- الإعلام الرسمي الفلسطيني والانقسام (2من 2)
- الإعلام الرسمي الفلسطيني والانقسام (1 من 2)
- إسرائيل.. تقرير الأمنستي.. والأبارتهايد ( 3 من 3)
- إسرائيل تقرير الأمنستي..والأبارتهايد ( 2 من 3)
- إسرائيل ..تقرير الأمنستي..والأبارتهايد ( 1 من 3)
- ما بعد المركزي
- الإعلام والربيع العربي والتحولات*
- تحديات الإعلام التقدمي في ظل تسارع الثورات التكنولوجية


المزيد.....




- -لا أعرف أخباره-.. سيدة تعرب عن حزنها بعد إطلاق النار على زو ...
- هل سترسل أمريكا قواتها إلى تايوان إذا هاجمتها الصين؟.. ترامب ...
- زاهي حواس يكشف لـCNN سبب بقاء مومياء توت عنخ آمون بعيدًا عن ...
- وزير الدفاع البريطاني: الأمير أندرو سيُجرَّد من رتبته البحر ...
- بزشكيان: طهران ستعيد بناء منشآتها النووية -بقوة أكبر- ولا تس ...
- أوباما يشارك في الحملة الانتخابية الديمقراطية ويحذر من -سياس ...
- الشيباني: الشرع يزور واشنطن لبحث مكافحة الإرهاب ونرفض سياسة ...
- ألمانيا - توقيف شاب سوري بشبهة التخطيط لهجوم جهادي في برلين ...
- فيديو: 12 عاما على اغتيال صحافيي إذاعة فرنسا الدولية في مالي ...
- العثور على المدعية العسكرية الإسرائيلية بعد ساعات من اختفائه ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - التطرف وبيئاته الحاضنة