أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - ما بعد المركزي














المزيد.....

ما بعد المركزي


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7161 - 2022 / 2 / 13 - 11:19
المحور: القضية الفلسطينية
    



يستطيع كل طرف، سواء من المشاركين في اجتماع المجلس المركزي أو من المقاطعين لدورته الحادية والثلاثين الأخيرة، أن يدبّج مقالاتٍ مطوّلةً ومجلداتٍ في شرح أسباب موقفه، كما في تخطئة الموقف الآخر، وهو ما ينطبق كذلك على تقييم المداولات والنتائج والقرارات. وهذه الحقيقة التي تنطوي على تناقض حادّ، ليست بالضرورة لغزا محيّرا ولا لعبة كلامية سفسطائية، بل هي سمة من سمات الانقسام الفلسطيني، وعلامة من علاماته من جهة، ودليلا على أن لا أحد إطلاقا، لا فردا ولا حزبا ولا حركة، يمتلك الحقيقة المطلقة، ولا الموقف المثالي الخالي من العيوب.
وما يهمنا في هذا المقام هو التفكير بعقل بارد، في الوضع الذي وصلنا إليه وإمكانيات الخروج منه، بعيدا عن لغة التحريض والتهييج والمبالغات من الطرفين، التي سبقت انعقاد المجلس، وما زالت تتردد في تقييم نتائجه، فالحقيقة الساطعة تؤكد لنا أن السماء لم تنطبق على الأرض في السابع من شباط الجاري، وأننا ما زلنا نعيش الظروف ذاتها، والانقسام ما زال قائما، والاحتلال ما زال سادرا في جرائمه وانتهاكاته وخاصة جريمة اغتيال الشهداء الثلاثة في نابلس في وضح النهار إلى جانب الاعتقالات اليومية وهدم المنازل وطرح مزيد من العطاءات للبناء الاستيطاني.
لا يمكن لمن حضروا ودافعوا عن حضور المجلس المركزي أن يشككوا في أن هذه الدورة كانت من أكثر دورات المجلس المركزي إشكالية وأضعفها من حيث اتساع التمثيل، أو ما يسمى النصاب السياسي خلافا للنصاب القانوني والعددي الذي يمكن للقيادة التي تدعو للاجتماع أن توفّره دائما بحكم تركيبة المجلس. فإلى جانب غياب حركتي حماس والجهاد الإسلامي غير الممثلتين رسميا كفصائل في المجلس المركزي. فقد غابت كل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والقيادة العامة والصاعقة وحركة المبادرة، كما انسحب حزب الشعب الفلسطيني بعد الجلسة الأولى بشكل احتجاجي، وبرزت معارضة جدية ومعلنة في صفوف كوادر وأعضاء الجبهة الديمقراطية لقرار الحضور، وقاطع عدد من الأعضاء المستقلين الجلسة مع أن بعضهم مقربون لحركة فتح والأطراف التي شاركت، بعضهم أعلن عن مقاطعته والبعض الآخر لم يعلن تجنبا لإحراج جماعته.
كما أن القرارات الصادرة عن المجلس بدت، وكما أظهر بحق عدد كبير من الصحفيين والمتابعين، أقرب إلى كونها تكرارا حرفيا، على طريقة القص واللصق، للقرارات التي صدرت عن الدورات السابقة للمجلس، وبالتحديد ما يتصل بوقف التنسيق الأمني وتعليق الاعتراف بدولة إسرائيل، وتفعيل دور المجلس وتعزيز سلطته الرقابية على اللجنة التنفيذية ودورية اجتماعاته، ما يوحي بأن هذه القرارات هي محض بيانات، ولا تملك قوة الإلزام القانوني والسياسي، وبالتالي فإن القرارات دائما تكون في وادٍ بينما الممارسة والتطبيق في وادٍ آخر، وذلك ما يعزز الادعاء بأن هذا المجلس يُستدعى فقط عند الحاجة لتمرير توجّهات، أو شرعنة خطوات أو لملء الشواغر. والدليل الدامغ على ذلك هو أن المجلس المركزي نفسه لم يجتمع منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، وبالتحديد منذ شهر آب/ أغسطس 2018، مع أنه يجب أن يجتمع مرة كل ستة أشهر، على الرغم من حجم وأهمية الأحداث التي عصفت بفلسطين والقضية الفلسطينية بدءا من صفقة القرن، مرورا بأحداث القدس والشيخ جراح والحرب على غزة وتغيير الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، ثم الأزمات الداخلية المتلاحقة وإلغاء الانتخابات التشريعية، وكل واحد من هذه التطورات كان يستدعي الاجتماع بشكل ملحّ.
كما برزت مخاوف جادّة من أن يشكل المجلس المركزي بتركيبته الموسعة بديلا للمجلس الوطني وللمجلس التشريعي بما يعني صرف النظر عن استحقاق الانتخابات سواء للمجلس التشريعي او المجلس الوطني عينه.
ومع كل هذه المآخذ والملاحظات ينبغي عدم التهوين او التقليل أبدا من أهمية المؤسسات التمثيلية الشرعية، المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية، التي ترمز لوحدة الشعب الفلسطيني وتحظى بالاعتراف الدولي والعربي والمحلي، وتعبر عن تمسك شعبنا بحقوقه الوطنية التي هي حقوق سياسية، وليست ولم تكن مجرد حقوق معيشية لهذا التجمع أو ذاك، وبالتالي فإن الطعن في شرعية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني والحديث عن تشكيلات وأطر بديلة يصب في مجرى تحويل الفلسطينيين من شعب موحد على الرغم من اختلاف الظروف القانونية والسياسية والجغرافية لتجمعاته المختلفة، إلى تجمعات سكانية لكل منها مطالبه الخاصة، بل إن هذه التجمعات نفسها قابلة لمزيد من التقسيم والتفتيت والتشظي.
الاكتفاء بالمقاطعة من دون اقتراح البدائل الواقعية والمقبولة، لا يفيد في شيء سوى في إقناع أصحاب هذا الموقف لأنفسهم بشيء من الطهرانية الثورية التي لا تعكس نفسها في الحسابات العملية والواقعية، وكان الأجدى والأجدر بالمقاطعين واصحاب التحفظات ان يجمعوا ما لديهم من مواقف وآراء وملاحظات، فيوحدّوا صفوفهم لكي يشكلوا قوة ضاغطة ومؤثرة وقادرة على انتزاع قرارات سياسية وتنظيمية تخدم مواقفهم وتوجهاتهم بالذات، لكن ذلك لم يحصل، فتشتت الآراء وتفرقت المواقف فكانت الحصيلة كما رأينا.
ليس من المتوقع أن يحمل اجتماع المركزي وقراراته في هذه الدورة بالذات، تأثيرات حاسمة على مسار القضية كما يتوقع المتشائمون، مع أن النتائج التنظيمية غلبت على النتائج السياسية لدى كل المتحمسين للمشاركة. ولكن من المهم أن تدرك القيادة أن الشرعية المستمدة من الصفة التمثيلية لمنظمة التحرير ومن تاريخها النضالي ليست رصيدا مفتوحا إلى ما لا نهاية، فهذه الشرعية بحاجة ماسّة إلى تجديد وتعزيز، وهذه العملية لها بوابة واحدة لا بديل لها هي إنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية عبر الانتخابات الشاملة.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام والربيع العربي والتحولات*
- تحديات الإعلام التقدمي في ظل تسارع الثورات التكنولوجية
- عن الشهيد الطفل نسيم أبو رومي
- عن رفض الاتحاد الافريقي قبول إسرائيل كعضو مراقب
- إسرائيل وأزمة اوكرانيا
- المجلس المركزي الفلسطيني يستدعى عند الحاجة
- البناء على تقرير الأمنستي
- إسرائيل ورُهاب حقوق الإنسان
- إسرائيل وكازاخستان وآسيا الوسطى(2 من 2)
- إسرائيل وكازاخستان وآسيا الوسطى( ا من 2)
- بدو النقب واستمرار مخطط التهجير والتطهير العرقي*
- تدمير حل الدولتين يقود لخيار الأبارتهايد (3/3)
- تدمير حل الدولتين يقود لخيار الأبارتهايد (2/3)
- تدمير حل الدولتين يقود لخيار الأبارتهايد (1/3)
- لا تخذلوا شعبكم!
- الحوار الفلسطيني في الجزائر: مجاملة أم فرصة جدية
- حكومة بينيت تسعى للقضاء على فرص قيام دولة فلسطينية
- هبّة النقب
- ميول وتوجهات الشباب العربي والبيئة ( 3 من 3)
- ميول وتوجهات الشباب العربي والبيئة ( 2 من 3)


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - ما بعد المركزي