أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نهاد ابو غوش - الإعلام والربيع العربي والتحولات*














المزيد.....

الإعلام والربيع العربي والتحولات*


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7160 - 2022 / 2 / 12 - 23:41
المحور: الصحافة والاعلام
    


نهاد أبو غوش

في حديثنا عن اثر الصحافة في الوطن العربي في مرحلة ما بعد الربيع العربي، يجدر بنا تسجيل الملاحظات التالية:
ان مرحلة الربيع العربي لم تنته بعد، فهذه المرحلة التي بدأت من تونس أواخر العام 2010 وانتشرت في مصر وليبيا واليمن وسوريا ولاحقا بشكل جزئي ومتقطع في بعض بلدان الخليج وتحديدا في البحرين وعمان، وكذلك في الاردن. فالحروب الأهلية ما زالت قائمة في كل من سوريا وليبيا واليمن، ولم يستقر الوضع بعد في كل من مصر وتونس، كما أن موجة جديدة من التحركات انطلقت مؤخرا في كل من لبنان والعراق، واندلعت ثورة في السودان اسقطت نظام عمر البشير.
الصحافة هي في الاساس صناعة تقدم خدمات المعلومات والاخبار والصور والتسلية لجمهور يطلب مثل هذه الخدمة ويدفع ثمن الحصول عليها، ولأن الصحافة بمختلف اشكالها قادرة على الانتشار بشكل واسع فهي قادرة على الاستفادة مما يدفعه المعلنون الذين يريدون ايصال اعلاناتهم لاوسع نطاق ممكن من المستهلكين. وقد تحولت الصحافة والإعلام إلى صناعة حديثة متكاملة تحتاج الى استثمارات كبيرة، والى استخدام أكثر التقنيات حداثة وتطورا ولم تعد مجرد (صحافة رأي) أو لونا أدبيا يمارس فيه بعض الكتاب والأدباء هواياتهم، الصحافة الحديثة تحتاج إلى تقنيات عالية الكلفة وإلى شبكات منتشرة من المراسلين المدربين والمؤهلين، وعدد أكبر من الفنيين والتقنيين والمحررين، وهكذا فإن الاستثمار في عالم الصحافة امر لا يستطيعه الا كبار المستثمرين الأفراد او الدول والشركات الكبرى، وعلى المستوى المحلي ربما تستطيع الاحزاب والحركات الكبرى الاستثمار في هذا المجال الأمر الذي لا يقوى عليه إلا قلة قليلة جدا من الافراد والمبتدئين.
من النادر جدا ان نجد اعلاما محايدا في هذا العالم، ولكننا نحرص دائما ونهتم بمتابعة الإعلام الموضوعي، اي الإعلام الذي يهتم بمراعاة أصول المهنة وأخلاقياتها من صدق ودقة وموضوعية ونزاهة وموثوقية واحترام الرأي والرأي الاخر.
الصحافة ليست طرفا محايدا في الصراعات الدائرة سواء من اجل الحريات العامة والديمقراطية أو من اجل مطالب محدودة لقطاعات معينة، وبالتالي الصحافة هي اداة من ادوات الصراع في ايدي من يمتلكها ويوجهها، ويمكن للقوى والفئات المطالبة بالديمقراطية ان تستخدم الصحافة وادواتها كما يمكن للقوى المعادية للديمقراطية ان تستخدمها بشكل مضاد.
من الطبيعي أن من يمتلك وسائل الاعلام (دول، وحكومات، وأحزاب، وحركات وقوى ضغط، ورجال أعمال) هو الذي يؤثر في سياساتها واتجاهات عملها. ففي دول العالم الثالث والدول التي تغيب فيها الديمقراطية وحرية الصحافة، نجد ان الصحافة ووسائل الاعلام تمثل مجرد بوق لتمجيد الحاكم، وهي تقوم بهذا الدور بشكل منفر وغير مهني وعقيم، بينما في الدول الديمقراطية وحيث تنتعش هوامش حرية الصحافة وتتسع فإن شكل الاعلام يختلف ويمكن له أن يقدم ما ريده الحكام بشكل اكثر جاذبية ومهارة.
في معظم التغطيات التي تابعت الربيع العربي وما تلاه حتى الآن نلاحظ أن معظم وسائل الإعلام اتخذت لها مواقع منحازة لجانب بعض المتحاربين ضد غيرهم يمكن لنا هنا أن نورد مثالين: الأزمة السورية وكيفية اصطفاف قنوات الجزيرة والعربية والقنوات الخليجية ضد النظام، مقابل دعم القنوات الايرانية والقوى المؤيدة للنظام السوري وايران لصالح النظام، كل فريق يتحدث عن جرائم الطرف الآخر، مثال آخر صارخ هو الانقسام الفلسطيني، حيث انقسمت وسائل الاعلام بحسب من يملكها : فتح والسلطة في رام الله أو حماس واللسطة في غزة، وكان الاعلام بشكل عام مجرد اداة من أدوات التحريض التي يستخدمها كل طرف ضد الطرف الآخر
يجدر بنا أن نلاحظ تراجع مكانة وحجم توزيع الصحافة التقليدية، في فلسطين انخفض عدد صفحات جريدة القدس من حوالي 48 صفحة إلى 12 صفحة فقط حاليا بكل ما يترتب عليه ذلك من الغاء ابواب والغاء وظائف واضطراب في اولويات الصحيفة وكيفية توزيعها للصفحات المتبقية.
مع تراجع الصحافة التقليدية ازدهرت المواقع الاليكترونية والاخبارية المتنوعة التي بات كثير منها يستخدم الوساط المتعددة multimedia من نصوص وصور وافلام قصيرة واشكال تعبيرية ورسوم وجداول وعروض توضيحية وانفوغراف ، بل ان معظم محطات الاذاعة والتلفزيون باتت تسوق نفسها من خلال مواقعها الاليكترونية وتحرص على زيادة حجم المشاهدات لان ذلك يدر عليها دخلا جديدا.
ازدهار سوق الاعلان الاليكتروني، في فلسطين وهي بلد محتل وذات سوق صغيرة نسبيا قدر أحد مدراء الاذاعات البارزة وهو وليد نصار مدير اذاعة اجيال حجم سوق الاعلان الاليكتروني بمختلف اشكاله بما فيه عقود الرعاية والترويج على وسائل التواصل بحوالي 50 مليون دولا سنويا وهو مبلغ كبيرا جدا اذا قيس بحجم الاعلانات السنوية التي كانت تحصل عليها الصحف المطبوعة والاذاعات.
ظهور صحافة المواطن والنشر الفردي على مواقع التواصل الاجتماعي واختلاط هذه الميزة بانتشار الشائعات والاخبار المغرضة.
تقييد حريات النشر وصناعة المحتوى من قبل الشركات الدولية الكبرى التي تضع شروطا قاسيا تجرم فيها اي حديث عن النضال والشهداء والمقاومة وتحظر حسابات كثيرة وتتاثر بالقيوود والشروط التي تضعها دولة الاحتلال.
*مداخلة في ورشة متخصصة



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديات الإعلام التقدمي في ظل تسارع الثورات التكنولوجية
- عن الشهيد الطفل نسيم أبو رومي
- عن رفض الاتحاد الافريقي قبول إسرائيل كعضو مراقب
- إسرائيل وأزمة اوكرانيا
- المجلس المركزي الفلسطيني يستدعى عند الحاجة
- البناء على تقرير الأمنستي
- إسرائيل ورُهاب حقوق الإنسان
- إسرائيل وكازاخستان وآسيا الوسطى(2 من 2)
- إسرائيل وكازاخستان وآسيا الوسطى( ا من 2)
- بدو النقب واستمرار مخطط التهجير والتطهير العرقي*
- تدمير حل الدولتين يقود لخيار الأبارتهايد (3/3)
- تدمير حل الدولتين يقود لخيار الأبارتهايد (2/3)
- تدمير حل الدولتين يقود لخيار الأبارتهايد (1/3)
- لا تخذلوا شعبكم!
- الحوار الفلسطيني في الجزائر: مجاملة أم فرصة جدية
- حكومة بينيت تسعى للقضاء على فرص قيام دولة فلسطينية
- هبّة النقب
- ميول وتوجهات الشباب العربي والبيئة ( 3 من 3)
- ميول وتوجهات الشباب العربي والبيئة ( 2 من 3)
- ميول وتوجهات الشباب العربي والبيئة (1)


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نهاد ابو غوش - الإعلام والربيع العربي والتحولات*